أبتسمت رنا تتقدم وتترك بوكيه الورد على الطاولة ، ااشرت على طلال اللي اندمج بالجو مع العيال ولفت لـ ريما : وش اسوي فيه
هزت راسها ريما : فاهمة وضعك حبيبتي الله يكتب أجرنا
تأففت عهد اللي جات تمشي بعد ريما بـ مدة من الوقت ورفعت عيونها ملَك : كيفك الحين ؟
لفت رنا تشوف عهد ونطقت بأستغراب : وش صاير
اقتربت عهد تسحب الكرسي وتجلس : القهوة انكبت علي
شهقت رنا : وحارّة !
هزت راسها عهد وتقدمت رنا : بسم الله عليك ياروحي
اكتفت عهد بأنها تبتسم لـ رنا ، لأن كل تفكيرها بكلام مشعل اللي قاعد يترددّ بعقلها 'لو أطلبك بتوافقين؟' ورفعت عيونها تناظره وتلاقت عيونهم ، هي من لحظة ما رجعت ومشعل منتبه لها ومنتبه لأدقّ تصرفاتها ويعقد حواجبه كل ماعضّت شفايفها دلالة على تألمها ، لفت على سمر : ها بنات شرايكم ؟
أبتسمت ورد : مره حلو الله يهنيكم
هزت راسها رنا : انا عندي سؤال
ناظرتها ريما بأنتباه ونطقت سمر : وشو
رنا : ودي اعرف كيف قدرتوا تخبون علينا
ضحكت ريما وااشرت على عهد : هذي كانت بتقفطنا بس ربي ستر
هزت راسها سمر : مثل ما قلنا لكم نبيه سبرايز
رنا : وصار احلى سبرايز
ملَك : حتى اختياركم لـ البُن بنات مو طبيعي ! صراحة كل شيء توفقتوا فيه
أبتسمت ريما : الحمدلله ، سحبت ورد جوالها من جانبها بعد ما شافت رَعد اللي قام من مكانه ودخلت محادثته تكتب له : بتروح ؟
وقف رَعد يسحب جواله من جيبه ورفع عيونه لورد اللي تناظره : اي ، بكرا عندي شغل
عقدت حواجبها تقرأ كلامه وتركت جوالها بجانبها ولفت تدخل بنقاش البنات ، والتفت رَعد لمشعل اللي اقترب يكلمه : ولد
رَعد : هلا
رفع مشعل جواله وقرأ رَعد المحادثة ورجع يناظر مشعل : وش الوضع الحين ؟
رفع اكتافه مشعل : مدري بكرا الصباح نحلها ان شاء الله
هز راسه رَعد ومشى يخرج من الكوفي وعقد حواجبه يشوف ورد اللي اختفت ، كمل يمشي لسيارته ووقف مكانه يشوف ورد اللي متكّية على باب سيارته
ابتسم يتقدم لها : الله ! وش جايبك
لفت ورد تناظره وأعتدلت بوقفتها : الى متى وانت تهلك نفسك بالشغل ؟
هز راسه ينتظرها تكمل وتنهدت ورد : رَعد شوف وجهك الذبلان من قلّة النوم شوف نفسك كيف نحفت !
تكتف يناظرها تعاتبه : سكتت يومين ثلاثة بس ما اقدر اكثر من كذا ! اذا ما تهمك صحتك تهمني انا !
ابتسم ابتسامة واسعة يشوف عِتابها اللي نابع من إهتمامها وخوفها عليه : ورد
ناظرته ورد بلا رد وصدّت عن عيونه تناظر خلفه ونطق رَعد : ورقة طلاقك بتوصلك هالأسبوع
عقدت حواجبها تسمعه : وش دخل الموضوع ذا بكلامي اللي قلته !
هز راسه رَعد : تعبي كله من اسباب هالموضوع ، ياسر مو مثل اللي تظنّينه ياسر انسان كلب وحقير وماهو صاحب شركات مثل ما يقول
جمد وجهها تسمع تسفيل رَعد بـ ياسر وزفّر رَعد بغضب من تذكر ياسر ونطق : انا ما كنت ابيك تسمعين الحقيقة وتنصدمين ، بس ياسر راعي مخدرات ! وياليت بلاه على نفسه لا ! بلاه على الكلّ وياما دمّر بيوت كثيره وياما امهات بكوا على حال عيالهم بسببه وبسبب شغله الحقير
رفعت يدها لـ قلبها من حسّت بإنها ما تقدر تحتمل كل هالصراحة والكلام من رَعد وانها كانت ببيت واحد مع شخص غير مؤهل ، وعرفت الحين إن خسارة طفلها خيرة لها ولطفلها اللي ما بعد انولد ، ولا كيف ينولد ويكبر ويعرف ان ابوه ماشي بالطريق الغلط بدال ما ينصح ولده يبتعد عن هالطريق
اقترب رَعد بسرعة يمسك ذراعها من شاف توازنها اللي اختلّ وهمس : ورد ! لا تخلينه يأثر فيك
سكتت ورد لِلحظات وكل تفكيرها بأنها كيف عاشت معاه ! وكيف ابوها جبرها تتزوج شخص مثل كذا وهو يعرف !
رفعت نظرها لرَعد اللي تكلم : من يوم صرتي معاه بنفس البيت وانا لا ليلي ليل ولا نهاري نهار ، كنت الاحقه يوم بيوم واتعقّب كل تصرفاته لين قدرت اجيبه من راسه هالحيوان
ابتعدت للخلف تناظر رَعد وبلعت ريقها تنطق بعدم تصديق : كيف كنت ساكنة معاه ! كيف ما دريت كيف !
نزلت دموعها بصمت : كنت بجيب طفل ! روح على هذي الحياة وابوه ياسر ! ابوه اللي حياته غلط وبيخلّي ولده يمشي خلفه بهالطريق ، طفلي !
قرب رَعد يسحبها لحضنه من شاف انهيارها ورفع يده لشعرها اللي بان من تمردّت الطرحة على اكتافها ومسح عليه : ورد لا تبكين على شيء فات ، وأنا موجود ما كنت بخليه يسترجي يسوي لك اي شيء
اكتفت ورد بالصمت ودموعها اللي تنزل وهزت راسها بالنفي بحضن رَعد بعدم تصديق ، لف رَعد يشوف عيال وبنات عمّانه يخرجون من الكوفي وهمس : ورد طلعوا
ابتعدت ورد ترفع كفّها لخدودها تمسح دموعها بعشوائية وناظرها رَعد وسحب من جيبه المنديل يمدّه لها : ورد كم مره اقولك ! دمعتك تتعبني ولا ارضاها
هزت راسها تاخذ المنديل وتمسح دموعها ولفت تشوف مشعل اللي اقترب منهم ورفعت نظرها لرَعد اللي ابتسم يطمّنها وابتعدت ترفع طرحتها لشعرها وتمشي لسيارتها
لفت ريما لـ سمر : تجون معانا ؟
هزت راسها سمر بالنفي ونطقت ملَك : انا بجي
اقتربت عهد من ملَك : تعالي عندي دام بكرا اجازة
ملَك : تم
ميلت شفايفها سمر : يعني اروح لوحدي ؟
رفعت اكتافها ملَك : هذا الواضح
هزت راسها تبتعد من شافتهم يركبون مع فهد ويحرّكون ، اقتربت من سيارتها وعقدت حواجبها تشوف كفرتها الأمامية وقربت تنحني لها وقامت تعتدل بوقفتها تضرب الكفرة بـ رجلها من شافت انها منسّمة ، رفعت جوالها تدور على رقم فهد وفزت من سمعت الصوت اللي خلفها
تقدم رياض لها : وش صاير ؟
التفتت سمر تتكتف : ما صار شيء بس اذلف
عقد حواجبه يسمع اسلوبها وتجاهل يمشي لكفرتها وابتسم من ضبطت خطّته ، تراجع للخلف يناظرها : سيارتك الواضح ماراح تساعدك بالرجعة اليوم
ناظرت جوالها وعضت شفايفها من شافت الوقت المتأخر ورفعت عيونها لـ رياض : اخلص وش تبي ؟
رفع اكتافه رياض وااشر على سيارته : سيارتي هناك
عقدت حواجبها تفهم كلامه : رياض بالله اذلف
هز راسه والتفت يعطيها ظهره يتوجه لسيارته وركب يشغّلها ورفع عيونه يناظر سمر بالمرايا اللي واقفة تتلفت والخوف واضح فيها ، ابتسم يرجع بسيارته ووقف يفتح شباكه لسمر اللي ناظرته وتأففت : يا مسلم ما تفهم انت ما تفهم ؟
رياض : بنت ! اعقلي الوقت متأخر ولا راح اتركك لوحدك
هزت راسها سمر : ولا راح اترك سيارتي لوحدها
رياض : لا يصير لك شيء اخلصي تعالي انطقي بالسيارة
لفت تسمع صوت العيال اللي مشوا تِجاههم ولفت لرياض اللي تنهّد يلتفت للأمام من حس بأنها ماراح تركب ولف يسمعها : خلاص بجي
ابتسم يشوفها تفتح الباب وتركب : سلامات سواق عندك تركبين ورا ؟
قفلت الباب خلفها تسكت تتجاهله ونطق رياض : ماراح امشي لين تجين قدام
رفعت عيونها له تناظره وتشوف جدّيته بالكلام ونزلت تتأفف من الوضع وفتحت الباب تركب وتقفله خلفها بقوة ونطق : شوي شوي بغيتي تكسرينه
لفت تناظره وابتسمت تلف ترجع تفتح الباب وتقفله بأقوى ما عندها وسكت يناظر عنادها : لا حول ولا قوة الا بالله
لفت تناظره من تكلم : ما ودي العن بهاليوم خليه يمر على خير
هزت راسها وحرّك رياض وابتسم يشوف متجر الورد ووقف سيارته وناظرته بأستغراب تشوفه ينزل وماهي إلا دقايق وجاها يمشي وايدينه خلف ظهره ، نزلت نظرها لجوالها تشغل نفسها ودخل رياض يقفل الباب خلفه ورفعت نظرها للوردة اللي انمدّت امامها بحضنها
رفعت راسها تناظره : وردة وحدة يا بخيل !
ضحك رياض بصوت عالي وابتسمت بخفّة تناظر غمازته اللي وضحت اكثر من ضحكته ، سكت يشوفها ابتسمت له وبادلها الإبتسامة وكشرت بوجهه : حرّك حرّك
هز راسه : سمي
•
صحى من نومه ولف يشوف الساعة وقام من مكانه يفتح السِتار وابتسم يشوف شعاع الشمس اللي انتشر بالغرفة وتوجه للحمام ياخذ له شاور ، خرج يجفف شعره بالمنشفه وفتح دولابه يلبس شورت أزرق وقميص أبيض ، لبس ساعته واخذ جواله يخرج من غرفته ونزل يشوف امه وابوه بالصالة : يالله حيّهم
رفعت راسها أم مشعل : وينك قاطع عنا
جلس مشعل بجانب امه يتمدد بحضنها : الشغل يا امي
هزت راسها ام مشعل تمد كفوفها لشعره : الى متى وضعك كذا ؟
تنهد مشعل يتذكر الوضع اللي هو فيه : لين الله يفرجها
ابتسم يشوف كفوف امه اللي تلعب بشعره ونطق ابوه : ما ودك تتزوج ؟
قام من مكانه بحماس وجلس بأعتدال : الصدق ودي
ابتسمت امه تسمع كلامه : هذا الكلام الزين
أبو مشعل : انا ودي اخطب لك
هز راسه بالنفي مشعل : انا من زمان ابي افاتحكم بالموضوع بس انشغلت ، انا بخطب بنت عمّة رَعد
عقدت حواجبها أم مشعل ونطق أبو مشعل : رَعد !
مشعل : ايه رَعد آل سليمان تعرفه انت
هز راسه أبو مشعل يبتسم : اي والله اعرفه ونعم الرجّال
مشعل : ابوي انا ودي ببنت عمّته
أبو مشعل : ومن هي بنت عمه من اي عائلة
مشعل : بنت نايف
أبو مشعل : ما اعرفه
هز راسه مشعل : ابوي الرجّال متوفي له سنين
عقدت حواجبها أم مشعل تقطع حوارهم : وش هالكلام ! انا ابي اخطب لك بنت عمّك
تنهد مشعل : امي تكفين لا تناقشيني بهالموضوع ولا اقول خلاص كنسلت ماراح اتزوج
سكتت أم مشعل تناظره ونطق أبو مشعل : لا ولا تكنسل الزواج دامها بنت عمة رَعد ومن آل سليمان نحدد يوم ونروح نخطب بأذن الله
ابتسم مشعل يقوم من مكانه ويقبّل راس ابوه : الله يخليك لي
ابتعد يناظر امه : امي البنت بتعجبك صدقيني
رفعت حاجبها أم مشعل : وانت وش عرّفك فيها !
بلع ريقه مشعل ونطق : تقرب لـ رَعد اكيد انها بتعجبك
لف يناظر ابوه اللي ضحك ونزل نظره لجواله يشوف رسالة رَعد : لازم اطلع الحين وترا اخذت الموافقة منكم بكلم رَعد اليوم
هز راسه أبو مشعل : الله يحفظك
لفت أم مشعل تتكلم من خرج مشعل : هذا شكله طاح ومحد سمّى عليه
ضحك أبو مشعل : لا تنسين انا كيف عرفتك
ضحكت تناظره : اسكت اسكت
أبو مشعل : خليه هو اللي يختار زوجته ام عياله لا تتدخلين والحب ما هو حرام
هزت راسها أم مشعل ورجعت تناظر التلفزيون امامها
•
خرجت تقفل الباب خلفها وأبتسمت يتكرر عليها كلام الدكتورة 'البيبي بصحّة جيدة وبتكونين افضل أم لها' ، دخلت مكتبها وجلست على الكرسي ترفع جوالها لإذنها : اهلين ، انا اللي كلمتكم قبل شوي ابي احجز كيك ، ايوه ، اذا فيه امكانية ابي استلمها اليوم العصر ، تمام
رفعت عيونها من شافت طلال يدخل تقدم يجلس على الكرسي امامها ونزلت جوالها بجانبها
ااشر طلال على جوالها : مين كنتي تكلمين ؟
بلعت ريقها : لا بس كنت اكلم ورد
رفع حاجبه يناظرها : ليه ؟
هزت راسها بالنفي : ابي اغراض منها
ناظرها ثواني ونزل اللابكوت على الطاولة امامه واستند على الكرسي يتنهّد
عقدت حواجبها : فيك شيء يا روحي ؟
طلال : انكرفت اليوم
ابتسمت تناظره وقامت من مكانها توقف خلفه وتنشر كفوفها على اكتافه وابتدت تهمّزه ، رفع راسه يناظرها وبادلها الإبتسامة : اخ تعرفين كيف تجيبين راسي
غمزت تناظره : تبيع كل شيء لعيون التهميز
ضحك يناظرها وانحنت تقبّل خده وتأفف : كنت ابيها بمكان ثاني
بققت عيونها تناظره : طلال ! ناسي اننا بمكان عمل ؟
هز راسه بملل : هذا اللي غاثني
ضحكت تضربه على كتفه ورجعت مكانها ولف يناظرها : ماراح تكملين ؟
هزت راسها بالنفي : بالبيت
ابتسم ابتسامة واسعة : وش بتسوين بالبيت ؟
كشرت بوجهه : خلاص يابزر اطلع عندي مواعيد
قام من مكانه وسحب اللابكوت يلبسه يمشي تِجاه الباب ولف يسمع رنا : متى يخلص دوامك ؟
عقد حواجبه بأستغراب : العصر
هزت راسها رنا : تمام
ناظرها لِثواني يشوفها رجعت تنشغل بالأوراق اللي امامها ورفعت راسها من سمعت صوت الباب اللي تقفل خلف طلال وتنفّست براحة : اف بغى يكشفني
لفت تشوف الرسالة اللي جات جوالها وخذته تكتب : ااكد الحجز
قامت من مكانها تاخذ شنطتها وخرجت تقفل الباب خلفها وتوجهت لسيارتها ، دخلت البيت وتقدمت تمشي مع الدرج ودخلت الغرفة ترمي شنطتها على السرير وفتحت الدولاب ترفع اصبعها لدقنها بتفكير وابتسمت تشوف الفستان البينك امامها ومدت كفوفها تسحبه ونزلته على السرير ، رفعت نظرها للساعة وتأففت من الوقت البطيئ توجهت للحمام تاخذ لها شاور وخرجت تلف روبها وتناظر شعرها المبلول اللي وصل لأكتافها وجلست امام التسريحة تمشط شعرها وكل تفكيرها بردة فعل طلال إذا عرف البيبي بأنها 'بنت' ابتسمت تتذكر كلامه 'ابيها تشبهك بكل شيء' خرجت من الغرفة تتوجه للباب وفتحت تاخذ الورد اللي وصل ، اتجهت للصالة ترتب الجلسة وتركت الورد بالفازة وسط الطاولة وابتسمت تشوف كل شيء كامل ما ينقصِه إلا الكيك
رجعت للغرفة وابتسمت تشوف الوقت : حمدلله
خذت فستانها تلبسه وجلست تحط لها ميكب يدلّ على فرحة اليوم وقامت تاخذ جوالها وتقفل الباب خلفها وجلست على الكنبة تنتظر وصول الكيك
•
عقدت حواجبها تسمع رنّة جوالها المُتكررة ومدت يدها تاخذ الجوال من تحت الغطا ورفعت جوالها لإذنها تنطق بصوتها المليان نوم : هلا
ابتسم يسمع صوتها : تو صحيتي ؟
فزت من مكانها تسمع صوت رَعد ولفت للشباك تعضّ شفايفها من شافت الظلام اللي بدأ يملي الجو : ايه
خرج من المبنى يرفع راسه وابتسم يشوف القمر المكتمل : ليه تعبانة ؟
هزت راسها بالنفي : لا بس ما نمت الا متأخر
ركب سيارته يقفل الباب خلفه : متى بترجعين تداومين ؟
ميلت شفايفها من رجع طاري الدوام : اجازتي ما خلّصت للحين
رَعد : اقطعي اجازتك وارجعي ، تحتاجينها بعدين
رفعت حاجبها تسمع كلامه : السبب ؟
ابتسم يعدل نسفة غترته : بدون سبب
لفت تِجاه الباب تسمع صوت امها : اكلمك بعدين
رَعد : استودعتك الله
ابتسمت ترد عليه : بحفظ الرحمن
قفلت جوالها وقامت تفتح الباب لأمها : هلا ماما
أم طلال : للحين نايمة !
هزت راسها ورد : اي امس مارجعنا الا متأخر
ناظرتها أم طلال لثواني ونطقت : يلا خلّصي وتعالي تحت
عقدت حواجبها تسمع كلام امها وشافت امها تبتعد وتنزل للدور الأرضي ورجعت تدخل الحمام تاخذ لها شاور وخرجت تجلس امام المرايا وتمسح جسمها باللوشن وتطبطب على شفايفها بالمُرطب وابتسمت برضا على شكلها وقامت من مكانها تخرج من غرفتها ونزلت تشوف امها وابوها اللي سكتوا يناظرونها
تقدمت تجلس امامهم وابتسم أبو طلال يناظرها : تأخرتي بالنومة
هزت راسها ورد بأستغراب : متفقين تتكلمون عن نومي اليوم ؟
أبو طلال : فيه خبر بيعجبك
رفعت حاجبها تنتظر ابوها يكمّل وابتسم أبو طلال يرفع لها الورقة وقامت من مكانها تاخذ الورقة تقرأ ورفعت نظرها لأبوها بعدم تصديق : هذا صدق !
هز راسه أبو طلال وضحكت ورد بصوت عالي : ما اصدق بابا !
أبو طلال : قلت لك انا بوقف بوجه ياسر وبوجه الدنيا كلها لو اضطرّيت لأجل ماتقعدين بذمّته اكثر من كذا
اقتربت تحضن ابوها : بابا احبّك مره
ابتسم أبو طلال يمسح على ظهرها : وانا اكثر ، يكفيني بهالدنيا اني اشوف سعادتك
ابتعدت عن ابوها وبادلته الإبتسامة ترجع للخلف تاخذ جوالها وتتوجه للمطبخ تدندن ولأول مره تسوي قهوتها بـ سعادة تفوقها و وّدها لو عندها جناحين لأجل تطير من كثر سعادتها ، مسكت جوالها : كنت تدري ؟
ابتسم يشوف رسالتها اللي كان ينتظرها : عن ايش ؟
ورد : اني افتكيت من ياسر
ضحك من اعماق قلبه وتنفّس براحة من بدت الدنيا تضحك لهم : كنت ادري ، وكنت انتظرك تعرفين
ورد : والحين عرفت
ابتسمت تشوف آخر رساله منه 'كلّها كم شهر واجي اطلبك رسمي' تركت جوالها تبدأ تسوي قهوتها وتدندن بكل اغانيها اللي تحبّها
•
دخل البيت يقفل الباب خلفه ورفع حاجبه يشوف ظلام البيت ، ومشى يتوّجه للصالة من شاف الأضواء مُنارة وابتسم يشوفها واقفة امامه بفستانها البينك اللي يوصل نصف ركبتها والحبال الرفِيعة على أكتافها وبطنها اللي بدا يكبر اكثر
ابتسمت تشوفه يتقدم لها و نزل نظره للطاوله ورجع يناظرها بذهول وهزت راسها تأكد ان الشيء اللي شافه حقيقي
ابتسمت تنطق : روح بدّل وتعال استناك
هز راسه يترك اللابكوت على الكنبة وماهي إلا دقايق ورجع لها ورفعت عيونها تشوفه لابس شورت اسود وتيشيرت بنفس اللون وتقدم يأشر على الكيك : عشان كذا قلتي لي انك تكلمين ورد
هزت راسها بإبتسامة تناظر وجهه المذهول وتقدمت ترفع له الكأس : تجي ؟
تقدم يضحك من قلبه : اجي ليش ما اجي
خذا الكأس من يدها وسحب كفوفها يقبّلها وابتسمت تتأمله وتتأمل شعره المبعثر وجلس على الكنبة يسحبها لحضنه وخذت جوالها توثّق اللحظة ، تقدم يقرب الكيك وشدّ على رنا اللي كانت بتقوم : مكانك هنا ، بحضني
هزت راسها تبتسم له من عطاها الكأس واخذ هو الكأس الأُخرى
رنا : ايش تتوقع ؟
ناظرها لِثواني ونطق : تعرفين ؟
هزت راسها وسكت طلال لِثواني يفكّر : اتوقع بنت
ابتسمت وااشرت له على الكيكة يتقدمون وتعدّ هي ' واحـد أثـنـيـن ثـلاثـة '
ضحك بصوت عالي من تقاسمت الكيكة بين كؤوسهم وطلع اللون الوردي : بنت !
ابتسمت رنا على ضحكته وقرب يقبّلها : مو قادر انتظر لين اشوفها قدامي حبيبة ابوها
رفعت حاجبها بإستعباط : يعني بتاخذ كل الحُب عني ؟
هز راسه بالنفي يرجع يقبّلها : ما الحب إلا للحبيب الأولي
ابتسمت من قرّب لها الكيك يوكلها بإيدينه ، ابتعدت عن حضنه وتكّى طلال ظهره على الكنبة ياخذها لجانب حضنه يلمّها لذراعه وتسند راسها لصدره : أربع شهور وتشوفها بين ايدينك وبحضنك
ابتسم يخلل اصابعه في شعرها : والأربع شهور كأنها اربع سنوات
ابتسمت ترفع راسها ومدّت كفها لدقنه ومسك كفها يقبّلها لوقت طويل وانحنى يقبّل جبينها : محظوظة اللي بتصيرين لها ام
•
الـثـانـيـة ظـهـرًا
دخلت البيت تقفل الباب خلفها وتوجهت للصالة تشوف امها وريما جالسين ، رمت اللابكوت على الكنبة وتمددت بتعب رفعت راسها تشوف ريما : انتي كل يوم بتنشبين لنا ؟
هزت راسها ريما تناظر عهد المتمددة امامها ورفعت فنجانها تشرب القهوة وكملت عهد : جربي يوم ما تجين عشان نشتاق لك وكذا
لفت ريما بجانبها تشوف سماعاتها واخذتها ترميها على عهد اللي فزت تصارخ وضحكت ريما تناظرها ونطقت خلود تسمّي : بسم الله عليك
جلست عهد : البنات يتزوجون يعقلون الا انتي انهبلتي
ريما : اقول اسكتي انتي اخبار الجامعة معاك
استندت عهد على الكنبة اللي خلفها : حلوه ، بس تعبت خلاص
ريما : اخر سنة المفروض تحللينها صح
هزت راسها عهد تقوم من مكانها تاخذ اللابكوت : انا لو مكانك بداوم مروقة كل يوم و ياحظي ان عندي جامعة انشغل فيها و و ، حفظت الأسطوانة
رفعت كفوفها ريما تصفق وضحكت تناظرها : شطورة
ابتسمت عهد ترسل لها قُبلة بالهواء وتوجهت تدخل غرفتها ترمي اللابكوت بسلّة الغسيل ودخلت الحمام تاخذ لها شاور ، خرجت تلف روبها وتترك شعرها المبلول اللي يوصل نصف رقبتها براحته جلست على التسريحة تسحب اللوشن تمسح فيه جسمها ومن خلصت قامت تلبس بجامتها
لفت ريما لأمها : ماراح تقولين لها ؟
هزت راسها خلود بالنفي : شوفيها كيف منهلكة من الجامعة
ريما : تبين اروح اكلمها انا ؟
ناظرتها خلود لِثواني ونطقت : لا انا بكلمها بس خليها تريح الحين
ريما : طيب قالوا لك متى بيجون ؟
خلود : اي يوم الجمعة ان شاء الله
ريما : بعد يومين حلو
التفتت ريما تشوف رياض المُبتسم وتقدم لهم بالصالة وابتسمت خلود تأشر له يجلس بجانبها : تعال
تقدم يجلس بجانب امه ومدّت له ريما فنجان القهوة ياخذها منها يشربها ، رفع نظره لأمه وريما اللي يناظرونه ورفع حاجبه بإستغراب : مشتاقين لي ؟
ابتسمت ريما بسخرية : مره
لف يناظر امه اللي نطقت : في خطاب جايين لعهد
بقق عيونه وبضحكة : احلفي ! عهد ما غيرها !
هزت راسها خلود وتكلم : مين ؟
خلود : مشعل بن جاسر
عقد حواجبه يسمع الأسم : متأكدة ؟
خلود : اي ، ليه تعرفه ؟
ابتسم رياض يناظر امه : ونعم الرجّال بس الرأي راي عهد
هزت راسها خلود وابتسمت تتطمّن من كلام رياض
•
فتحت عيونها تشوف امها اللي واقفة عند الباب تناديها وعقدت حواجبها : وش فيك ؟
تقدمت خلود تجلس على طرف السرير امام عهد : قومي غسلي وجهك وتعالي بتكلم معاك بموضوع
ناظرت امها لِثواني وهزت راسها تقوم من مكانها وتتوجه للحمام تغسل وجهها ، ناظرت انعكاسها بالمرايا ورجف قلبها من توقعت سبب جيّة امها
خرجت تقفل الباب خلفها وتقدمت تجلس امام امها على السرير وابتسمت خلود تنطق : عهد
عهد : هلا ماما
مدت خلود ايدينها لكفوف عهد تحتضنها : في خطاب جايين يوم الجمعة ، والأختيار لك اكيد
هزت راسها تناظر امها اللي كملت : بس ابي منك تقومين تستخيرين وتعطيني ردك قبل الجمعة
بلعت ريقها تناظر امها اللي ابتسمت لها وقامت من مكانها تخرج من الغرفة وتقفل الباب خلفها ، رفعت يدها لقلبها من حسّت بتوترها اللي زاد
هي تعرف ان مشعل بيجي ويخطبها ، بس ما توقعت ان توتر اللحظة بيصير نفس كذا
لفت تشوف سجادتها وقامت من مكانها تتوضى وترجع تصلّي وتستخير وتوكّل كل امورها لربها ، خذت جوالها من خلصت وخرجت تشوف امها اللي بتدخل غرفتها : بتنامين ؟
هزت راسها خلود : الوقت تأخر وانتي ارجعي نامي
رفعت اكتافها عهد : ما فيني نوم
خلود : براحتك بس لا تروحين مواصلة
عهد : من عيوني
شافت امها تدخل غرفتها ونزلت للدور الأرضي تتأفف من شافت ريما مو موجودة ، دخلت المطبخ تسوي لها اكل خفيف وجلست على الطاولة تفكّر بكلام امها وتحس بضربات قلبها السريعة وتتذكر مشعل وكيف اول شيء سواه انه جاء واخذ رايها
ابتسمت تتذكر ملامحه و وجهه من آخر لقاء ، لفت تسمع صوت الباب وشافت رياض اللي مشى تِجاهها ووقف خلفها : ما نمتي ؟
هزت راسها عهد بالنفي : تو صاحية
تقدم يجلس بجانبها : امي قالت لك ؟
عهد : اي
ابتسم رياض يناظرها : وانتي وش رايك ؟
عهد : استخرت ، وانتم اذا تشوفونه كويس وكفو انا ماعندي مشكلة
هز راسه رياض : تبين الصدق ؟ والله انه رجّال وكفو
عقدت حواجبها عهد تتذكر : الا صح وش وظيفته هو !
رياض : رائد بالمباحث العامّة
رفعت حاجبها بإعجاب : ما شاء الله !
رياض : ودامك استخرتي ، انا اشوف من رأيي انه يستاهل فرصة
هزت راسها عهد تبتسم له وابتعد رياض يرجع لغرفته ويقفل الباب خلفه ، تمدد على السرير ومسك جواله يفتح رقم سمر اللي خذاه من جوال ريما ، غمّض عيونه بتردد انه يتصل عليها ورفع نظره للوقت وترك جواله بجانبه يدخل بنومته
•
ركب سيارته يشغلّها ويحرك متوجه لمشعل ، جلس مشعل على الكرسي يشوف الملفات المنثورة على مكتبه وسحبها يتصفحّها بشكل سريع ينتظر جيّة رَعد
رفع عيونه للباب يشوف رَعد اللي يتنفس بسرعة دلالة على ركضه : وش صاير !
ااشر مشعل على الأوراق قدامه : شكل السالفة بتتأجل
قرب رَعد يناظر الأوراق وجلس امام مشعل : اشرح لي مابي حيل اقرا
هز راسه مشعل ينطق : ياسر قرر يغير رايه وجاب له محامي وتراجع عن كل اقواله ، والحين المحامي يدافع عن ياسر بأقوى ما عنده
تأفف رَعد : لا حول ومتى نخلص يعني !
ابتسم مشعل : من سالفة أبو ماجد ؟ ماراح نخلص ، اما من ياسر بنخلص
عقد حواجبه يناظر ابتسامة مشعل : وش ؟
اقترب مشعل من رَعد : لا الواضح منمسح عقلك انت
رفع رَعد يده لجبينه يناظر مشعل اللي كمل : ياسر ماهو طالع من هنا الا على مكان واحد السجن ، اما سالفة أبو ماجد بتتأجل
هز راسه رَعد : الشاهد اخباره ؟
مشعل : موجود موجود ، والأدلة موجودة والمحامي بيندم قد شعر راسه انه فكّر يخلي ياسر يغير رأيه
رَعد : المحامي ذا لا يكون مرسول ؟
عقد حواجبه مشعل يسمعه ورفع اصبعه لدقنه يفكر وقام يفزّ من مكانه : والله انك جبتها والله !
طلع من مكتبه يتوجه للمكتب الآخر : محمد
قام محمد من مكانه : سمّ
لف مشعل يشوف المحامي وياسر اللي جالسين بالغرفه ويتناقشون وااشر على المحامي ورجع يناظر محمد : شوف اخر النشاطات بالحساب البنكي للمحامي ياسر
هز راسه محمد يرجع لمكتبه وماهي إلا دقايق ورفع راسه لمشعل اللي متكتف ومركّز نظره على ياسر والمحامي ، تقدم رَعد لمشعل يلف بأنتباه على محمد : مشعل
لف مشعل على محمد ورجع نظره محمد على الكمبيوتر امامه ينطق : جاته حواله من حساب مجهول قبل ساعتين
قطع محمد كلام رَعد اللي كان بينطق وتكلم بحماس : فتحته فتحته
عقد حواجبه رَعد يقترب من محمد ويوقف بجانبها يشوف الكمبيوتر ونطق مشعل : وش فتحت
رفع عيونه محمد لرَعد اللي بجانبه ورجع يناظر مشعل اللي امامه : الحساب كان مجهول بس مو علي
هز راسه مشعل يناظره بإبتسامة : كمّل
محمد : الحساب يرجع لـ شركة الأعمال
رفع راسه رَعد لمشعل : شركة أعمال اللي يملكها أبو ماجد
ضحك مشعل بصوت عالي من حماسه يطقّ كفه بكف رَعد اللي لفت انتباه المحامي بأستغراب وخرج من الغرفة يتوجه لهم ، لف رَعد يناظر المحامي بسخرية : ليلنا طويل معاك
عقد حواجبه المحامي ونطق بعدم فهم : عفوًا ؟
هز راسه مشعل : لو سمحت توّجه لغرفة التحقيق
وقف محمد بجانب المحامي اللي انذهل من الموقف ومشى يتوجه لغرفة التحقيق
•
خرجت من غرفتها بعد ما حاولت تنام من كثر فرحتها وتوترها ما قدرت ، ابتسمت تشوف امها اللي تشرف على التجهيزات ولفت خلود تشوف عهد اللي نازلة مع الدرج : ما نمتي ؟
هزت راسها عهد بالنفي وكملت تمشي تتوسط الصالة : الله التجهيزات حلوة !
لفت على صوت ريما اللي دخلت وتحتضن التشوكلت بين ايدينها تنزله على الطاولة : بأشرافي اكيد
ابتسمت عهد تناظر امها وريما اللي يشرفون على التجهيزات ويعدلون مع العاملات ودمعت عيونها وعقدت حواجبها ريما تشوفها وتقدمت لها توقف امامها : فيك شيء ؟
رفعت كفوفها تمسح دموعها بعشوائية : احس اني استعجلت
مسكت ذراعها ريما : عهد حبيبتي اذا ماتبينه عادي قولي معاك وقت
هزت راسها عهد بالنفي ورفعت راسها تسمع ريما : تحبينه ؟
لانت ملامحها تسمع سؤالها اللي هي بحدّ ذاتها ما تعرف الجواب نطقت ريما : اعرف انه يحبك
رفعت اكتافها عهد : ما حددت مشاعري تجاهه ، بس اعرف انه انسان كويس ومُجتهد ودام رياض مُعجب فيه ما عندي مشكلة
هزت راسها ريما تبتعد وتلتفت عليها : دائمًا اخذي اللي يحبك مو اللي تحبينه ، شوفيني انا كنت مترددة اتزوج فهد واليوم احمد ربي مليون مره عليه
ابتسمت عهد وتراجعت للخلف تمشي مع الدرج وتدخل غرفتها ، دخلت الحمام تاخذ لها شاور وخرجت تلف الروب عليها وترفع شعرها بالمنشفة جلست على التسريحة تمسح جسمها باللوشن وتتعطر سحبت المنشفة تترك شعرها المبلول اللي يوصل نصف رقبتها براحته بدت تحط ميكب وكل شوي تمسح وتعيد بسبب ايدها اللي ترجف بسبب توترها ، توجهت للدولاب تفتحه وتكّت عليه تفكر ولفت تشوف ريما اللي دخلت عليها : احتاج مساعدتك
اقتربت ريما ووقفت بجانبها بالدولاب : وش قررتي ؟
رفعت اكتافها عهد وكملت ريما تسحب الفساتين من الدولاب وابتسمت تشوف الفستان الأحمر ورفعته امام عيون عهد وعقدت حواجبها تهز راسها بالنفي : احس مايصلح
ريما : وش اللي مايصلح ترا بيصير زوجك
عهد : يمكن ارفض
ابتسمت ريما : ماراح ترفضينه وهو عيونه بتفيض من الحب ، عندك خمس دقايق بطلع اتجهز واجيك مخلصة
هزت راسها عهد تاخذ الفستان منها وخرجت ريما ، ابتسمت تشوف نفسها امام المرايا بفستانها الأحمر الماسك على جسمها وفتحته اللي توصل نصف الفخذ خذت الكعب الأسود وجلست على طرف السرير تلبسه رفعت عيونها تشوف ريما اللي شهقت : ما شاء الله ! محظوظ مشعل محظوظ
ابتسمت عهد : اسكتي ترا بتوتريني
هزت راسها ريما تقترب منها والتفتت تشوف امها اللي دخلت : الله الله يالأخضر الجميل !
ابتسمت خلود واقتربت من عهد تمسك كفوفها : الله يحفظك ويجمع مابينكم على خير
اكتفت عهد بأنها تبادل الأبتسامة مع امها وتوجهت للتسريحة تلبس مجوهراتها ، خرجت ريما وخلفها امها يتوجهون للضيوف اللي وصلوا
ابتسمت خلود تشوف أم مشعل اللي دخلت : يالله حيّها
تقدمت أم مشعل وسط الصالة تتأمل بعيونها البيت والتجهيزات وابتسمت تصافح كف خلود : الله يحيّيك
هزت راسها خلود تأشر على الكنبة : تفضلي
جلست أم مشعل وناظرت ريما بإعجاب اللي انحنت تصب لها قهوة : عروستنا ؟
جمد وجهها تسمع ولفت على خلود اللي نطقت : اختها الكبيرة ، عروستنا خمس دقايق وبتنزل
هزت راسها أم مشعل تنقّل نظرها بريما اللي جلست على الكنبة ونزلت راسها تناظر الأرض بتوتر
•
ابتسم رياض يشوف جده وأبو مشعل يتناقلون السوالف والأخبار وكأنهم يعرفون بعض من وقت طويل ، ناظر مشعل اللي ماسك فنجان القهوة بإيده وبيده الأخرى يحرك مسباحه بكلّ توتر
رفع نظره لأبو مشعل اللي تنحنح وبدأ يتكلم : يا أبو سليمان حنا جينا وانت عارف سبب جيّتنا
هز راسه أبو سليمان يسمعه يكمّل : واكيد انكم سألتوا عن ولدي
قاطعه أبو سليمان يناظر مشعل : ومالقينا الا كل خير
ابتسم أبو مشعل ينطق : وطالبينكم بنتكم عهد لولدي مشعل
هز راسه أبو سليمان : مشعل فيه الخير والبركة ، والرأي راي عهد
لف أبو مشعل لولده اللي طقه بكتفه وهز راسه يفهم طلبه : واذا ماعندكم مانع الولد يبي شوفة شرعية
هز راسه أبو سليمان يناظر رياض اللي قام من مكانه يتوجه للبيت
•
قامت من مكانها : يمه متوترة متوترة
اقتربت ريما : تهبلين وش زينك وتعرفين يحبك وش اللي يخليك تتوترين ؟
رفعت اكتافها عهد : مدري خايفة ما اعجب امه
عقدت حواجبها ريما : بنت ! اهم شيء انتي عاجبته
هزت راسها عهد ورفعت عيونها للباب تشوف رياض اللي ابتسم يتوقف عند الباب : لا اله الا الله ! الله يحفظك
ابتسمت تناظره وتنحنح رياض ينطق : مشعل يبي يشوفك
بققت عيونها وردت بسرعة : ما ابي !
لفت ريما تضربها من راسها : من حقه ، تبين تمنعينه بعد ؟
اقترب رياض يحضن كفوفها بين ايدينه : انا بكون معاك
ناظرته عهد لِثواني وهزت راسها تبتعد تخرج من غرفتها وتنزل للصالة ، رفعت راسها أم مشعل تبتسم وتناظر عهد اللي منزله راسها للأرض من خجلها وقامت خلود توقف بجانب عهد : عروستنا
هزت راسها أم مشعل تتمعّن في عهد وابتسمت تناظرها بإعجاب : ما شاء الله
جلست عهد امام أم مشعل : وكيف التخصص معاك ؟ مشعل يقول علم النفس مُتعب
رفعت راسها تنطق بكلّ توتر : لا الحمدلله كل شيء تمام
هزت راسها أم مشعل ونطقت خلود : وهذي اخر سنة لها ان شاء الله
أم مشعل : ان شاء الله
اقتربت ريما تهمس لأمها : مشعل بالمجلس يبي يشوف عهد
هزت راسها خلود تقوم وبجانبها عهد : استأذنك
خرجت من الصالة وشافت رياض اللي واقف عند باب المجلس تقدم يمسك كفها وهزت راسها خلود ترجع للصاله
ناظرها رياض : مستعدة ؟
هزت راسها تدخل بجانب رياض ولانت ملامح مشعل يشوف عهد امامه ، ولأول مره يشوفها بدون عبايا بدون طرحة ، شعرها والفستان الأحمر اللي محلّيها كثير نزل نظره يشوف فتحة الفستان ونزلت عهد كفها لا اراديًا تمسك الفتحة وجلست بجانب رياض اللي تنحنح يتكلم : انا استأذنكم
ناظرته عهد وابتسم يفهم طلبها وهز راسه بالنفي يخرج من المجلس ، رفعت نظراتها لمشعل اللي مبتسم امامها ونطق بِلا وعي : قُمر !
بلعت ريقها تشوف مشعل اللي قام من مكانها يقترب لها ويجلس بجانبها ، نزلت راسها ونظراتها كلها بالأرض
غمضت عيونها من حسّت بكف مشعل اللي ترفع وجهها له ابتسم يناظرها : بلع لسانك القطو ؟
كشرت بوجهه وضحك بصوت عالي ، تنحنح يناظرها : اي والله من يوم شفتك صرتي محور الكون بالنسبة لي
رفعت نظرها تتلاقى مع نظراته اللي مابعّدها عنها ، ابتسمت بخفّة من تذكرت نقاشهم ببيت عمها محمد : للأن تتذكر ؟
هز راسه يبتسم لها : اتذكر الجامعة وبيت أبو سليمان وبيت عمك محمد اذكرهم
رفعت يدها لقلبها تخفف من ضربات قلبها السريعة ، ناظرت كفوفه اللي اقتربت من كفها يحتضنها بين كفوفه ويقبّلها
رفعت حاجبها تناظره : ماصرت حلالك للحين !
هز راسه : بتصيرين بتصيرين
لفت تِجاه الباب وتنفست براحة تشوف رياض اللي قطع عليهم الجلسه وقامت من مكانها تمشي وتوقف بجانب رياض ، اكتفى مشعل بأنه يبادلها النظرات والإبتسامة اللي تجرأت عهد وابتسمت له
خرج رياض يقفل باب المجلس خلفه وناظر عهد المبتسمة يغمز لها : هاه كيف ؟
طقته عهد من كتفه : سخيف والله
هز راسه : ادري ادري ، انتي قولي لي ارتحتي ؟
ابتسمت عهد : ارتحت
ابتسم مشعل اللي كان صوتهم يوصل له ، ابتعدت عهد ترجع للصالة وتشوف أم مشعل وامها وريما اللي جالسين ورفعت نظرها أم مشعل تتمعّن بـ عهد اللي مشت وجلست بجانب امها
ناظرت أم مشعل اللي تكلمت : انا ربي ما رزقني ببنات لكن ان حصل نصيب بعتبر عهد نفس بنتي
هزت راسها خلود تبتسم لأم مشعل : الله يتمم لهم على خير
أم مشعل : اللهم امين
لفت تناظر جوالها اللي يتصل ورفعته لأذنها : طيب
نزلت جوالها تدخله بالشنطة وقامت : استأذنكم أبو مشعل ينتظرني برا
قامت خلود تطق عهد اللي بجانبها تقوم وابتسمت ريما تكتم ضحكتها على الموقف ، قامت عهد تمشي خلف امها وأم مشعل اللي وصلوا للباب : الله يحفظكم
تقدمت تسلّم على أم مشعل ورجعت تدخل الصالة ، رفعت نظرها لأمها اللي رجعت تدخل بعدها : هاه عهوده وش رايك ؟
هزت راسها عهد تبتسم وصفّرت ريما : الله الله نقدر نقول حب من اول نظرة ؟
ضحكت خلود من كلام ريما و وجه عهد اللي انقلب احمر من خجلها
ركبت أم مشعل تقفل الباب خلفها وابتسمت تناظر مشعل اللي يسوق : وش رايك امي
هزت راسها أم مشعل : تاخذ العقل
ابتسم مشعل من تذكر شكلها وفستانها الأحمر وفتحة فستانها اللي مهما حاولت تخبيها تضلّ واضحه ، فز على صوت أبوه : والله ناس طيبين
مشعل : اي والله
•
دخل غرفته يقفل الباب خلفه ويرمي جواله على السرير يتجه للحمام ياخذ له شاور ، خرج يرفع المنشفة يجفف شعره فتح الدولاب يسحب اول شيء طاحت عينه عليه ، شورت ابيض وتيشيرت بنفس اللون
تمدد على السرير بعد يوم مُتعب وابتسم يتذكر الأحداث وفرحة اخته اللي تكفيه بـ الدنيا كلها
سحب جواله من جانبه وفتح رقم سمر يتردد كثير ، التفتت تسمع صوت جوالها وخذت اكلها تتجه لغرفتها رفعت جوالها تشوف الرقم الغريب ترفضه وتركت جوالها بجانبها تجلس على السرير وتبدا تأكل
تأففت تسمع رنّة جوالها اللي تكررت اكثر من مره
خذت جوالها ترفعه لأذنها : نعم نعم ؟ ما تستحي على وجهك تتصل اكثر من مره خلاص يا مسلم
ابتسم يسمع تسفيلها اللي ماوقف حتى وهي تجهل المُتصل ان كان انثى او ذكر ، تنحنح تسمعه سمر وعقدت حواجبها : مين معي ؟
نطق رياض : انا
رفعت حاجبها بأستغباء : واذا قلت انا متوقع بعرفك ؟
خذت شوكتها تلعب بصحنها تسمع رياض اللي تكلم : رياض
هزت راسها وابتسمت تتوقع المُتصل من سمعت صوته ، كمل رياض : اعتذر على الوقت
رفعت جوالها تشوف الوقت اللي ما انتبهت له بحكم انها توها صاحية '٢ صباحًا' : وش تبي ؟
استند على السرير خلفه : ابيك
بلعت ريقها تسمع كلمته وسكتت ونطق رياض : سمر ابيك
هزت راسها : صعبة ، في شيء غيره ؟
عقد حواجبه : صعبة !
ابتسمت بسخرية وكأنها تشوفه امامها : بجرحك كثير
سكت رياض وسكتت سمر وطال الصمت بينهم
تنحنح رياض ينطق : تعرفين البيت اللي قال فيه تركي اعزك لو انك جرح ومجاهدك قتال ؟
رفعت حاجبها من تذكرت ابيات القصيدة : ما اعرفها
هز راسه يكمل :
'أعزّك لو أنك جرح ومجاهدك قتال
و روّضت جسمي لأجل سقمك وصبرته'
بلعت ريقها تسمعه وكأنه يردّ عليها لما وصفت نفسها بالصعوبة
عقد حواجبه يسمع صوت الشوكة اللي طاحت بالأرض : تاكلين ؟
انحنت تاخذها ورجعت ترد عليه : اي
جلس بأعتدال على السرير : توك صاحية ؟
حطت الشوكة بالصحن وخذته تحطه بالكومدينة بجانبها : تو اصحى
سكت لِثواني من شاف عدم تجاوبها معه ونطق : بقفّل
سكتت وبداخلها ودها تصرخ 'لا تقفل' ، تنهّد يشوف عدم ردها وقفل المكالمة بدون ما يسمع اي حرف منها
بلعت ريقها سمر بعد تردد كبير منها تنطق : لا تقفل
عقدت حواجبها تسمع اللا رد ورفعت جوالها امامها تشوف المكالمة اللي قفلت من دقيقة ورمت جوالها بجانبها تلعن نفسها مليون مره انها ضعفت امامه
•
8 صـبـاحـًا
صحت بكل حماس لأنه اول يوم لها بالدوام بعد اجازتها ، اتجهت للشباك تفتح السِتار وتنتشر اشعة الشمس بكامل غرفتها ، دخلت الحمام تاخذ لها شاور وخرجت تجلس على التسريحة تمسح جسمها باللوشن تحط ميكب خفيف يناسب الدوام قامت من مكانها توقف امام المرايا تجفف شعرها بالمنشفة وتركته على راحته تتجه للدولاب وفتحته تنقّل كفوفها بالملابس اللي امامها خذت بنطلون ابيض ماسك ويتسع من النهاية وبلوزة بنفس اللون ، خذت عبايتها وشنطتها تتجه للدور الأرضي
رفعت نظرها أم طلال : بتداومين ؟
هزت راسها تتوجه للمطبخ وبدت تطلّع ادوات قهوتها على الطاولة ورفعت جوالها تشوف رسالة من رَعد
ابتسمت تقراها وكتبت له : تمّ
تركت ادوات القهوة وخرجت تتوجه لسيارتها وبدت تحرّك على أنغام الأغنية ، اغنية البدايات بينها وبين رَعد
بدت تدندن مع صوت أبو نورة اللي يصدَح بالسيارة و البارت اللي تحبّه
'كيف نخفي حبّنا والشوق فاضح
وفي ملامحنا من اللهفة ملامــح'
ابتسمت تتذكر ركوبها لأول مره مع رَعد وكيف تكفّل بسيارتها والأكيد انه انكرف مع نجم والحادث ولكن كل شيء هان لعيونها
وقفت بالباركنق تاخذ شنطتها ونزلت تقفل الباب خلفها ورفعت نظارتها على خشمها تتوجه للبوابة
رفعت الآيدي للسيكورتي اللي فتح لها الباب ودخلت تتوجه لمكتبها ، فتحت الباب ولانت ملامحها تشوف ظهر رَعد اللي واقف عند الشباك المُطلّ على أعذب الأماكن الموجودة بالرياض
التفت من سمع الصوت وابتسم يشوفها واقفة امامه واقتربت تقفل الباب خلفها ونزّلت نظرها لأكواب القهوة على مكتبها ورفعت عيونها تنطق : قلت قهوتك توصلك ، ماتوقعت انت بنفسك بتجي توصلها
ابتسم يتقدم ويجلس على الكرسي مقابل مكتبها : وانا بنفسي بتقهوا معاك
هزت راسها تتقدم لمكتبها تنزل شنطتها وخذت كوب القهوة تحتضنه بإيدينها وتناظر رَعد اللي ساكت يتأملها
بلعت ريقها تتذكر ونطقت : ياسر
عقد حواجبه : وش فيه ؟
رفعت اكتافها : وش صار عليه ؟
ناظرها لِثواني ورجع ظهره على الكرسي خلفه يرفع راسه للسقف فوقه : لهدرجة مهتمة فيه ؟ اسألي عن حالي على الأقل
هزت راسها بالنفي : ما اهتم فيه ولا هو ببالي ، بس ابي اعرف وش صار عليه
نزل راسه ولف يناظرها : ما صار عليه شيء ، هو يواجه حكم الإعدام الحين و وراه محاميه الغبي
عقدت حواجبها : محاميه ؟
هز راسه رَعد يناظرها : محاميه اللي كان مرسول من أبو ماجد ، أبو ماجد اللي كان بيسوي معاه صفقة تدمّر كل شاب بهالدولة
شدت على كوب القهوة بكفوفها من توترها لإنها غلطت وكثير ، ميلت شفايفها تناظره : وانت ؟
رَعد : وش فيني ؟
هزت راسها تبتسم له : كيف حالك
ابتسم بسخرية يناظرها : جيت اتقهوا معاك والظاهر ماضبطت معي هالمرة
قام من مكانه يتوجه للباب ومشت خلفه ورد بخطوات سريعة تمسك الباب وقفلته بلا انتباه منها ان كفها فوق كف رَعد اللي كان بيفتح الباب
نزل نظره لها ونطقت : لا تروح
هز راسه يبتسم ورجع يناظر كفها اللي فوق كفه وناظرت كفها وسحبتها بسرعة تتراجع للخلف لمكتبها : تجي تتقهوا معاي ؟
مشى بأبتسامة يتوجه لها وجلس امامها ياخذ كوب القهوة يرتشف منّه نزل كوب القهوة يناظرها : متى اذوق من رحيق الشفّة المعسولة ؟
جمد وجهها تناظره : وجع رَعد !
ضحك ينطق : يوجع العدو
هزت راسها ورد : قليل ادب
ابتسم يناظر وجهها اللي تلون باللون الأحمر من خجلها : تعوّدي ما تخجلين ، اذا صرتي حلالي بسوي اكثر من كذا
بققت عيونها تناظره يبتسم لها ويشرب من قهوته بكل برود ولا كأنه قال شيء ، ناظرت ساعتها ورجعت تناظره : ماعندك دوام ؟
هز راسه رَعد : إلا
عقدت حواجبها ورد : ماراح تداوم ؟
رَعد : بداوم بس مو الحين
هزت راسها ورفعت نظرها للسكرتير اللي دخل يترك الأوراق على طاولتها : المسؤول يحتاج منك تدققين بهذي الأوراق
ورد : ان شاء الله ، ناظرته يبتعد يخرج ويقفل الباب خلفه وناظرت رَعد اللي ما ابتعد نظره عنها ولو ثانية وحدة
خذت الأوراق تتمعّن النظر فيها ورفعت راسها من شافت الفلاش اللي مرّ عليها بسرعة ورفعت حاجبها تشوف رَعد اللي ترك جواله على الطاولة : تصورني ؟
هز راسه بالنفي يبتسم لها فهمت واكتفت بأنها تبادله الإبتسامة
نطق رَعد بعد صمت طويل : منظرك وانتي مشغولة بالأوراق يأسر للعين ولا بُدّ من توثيقه
ابتسمت تناظره ونزلت نظرها لجواله اللي رنّ ومد يده يرفض المكالمة ورفعت نظرها له : يمكن مهم
هز راسه بالنفي : ما في اهمّ منك
عقدت حواجبها تسمع صوت الأتصال اللي تكرر مره اُخرى وبحركة سريعة سحبته لها وناظرت الأسم تلف الجوال لرَعد : مشعل
خذا الجوال منها يرد ويوقف يعطي ورد ظهره : هلا
مشعل : وين ياحبيبنا طولت
ناظر ساعته رَعد ورجع ينطق : جايّ
ابتسم بسخرية يناظر أبو ماجد ومحاميّنه اللي ماليين الغرفة : انتظرك لا تطول
هز راسه رَعد يقفل جواله يحطه بجيبه ولف لورد اللي انشغلت بالأوراق وتقدم يسحب كوب القهوة ، رفعت نظرها له : مضيّع بين كوبي وكوبك ؟
هز راسه بالنفي يرتشف منه : لا ، ابي شيء يصبّرني على الشفة المعسولة
كشرت بوجهه تفهم مقصده وضحك رَعد يتوجه للباب يلتفت عليها : استودعتك الله
ابتسمت تناظره ونطقت : بحفظ الرحمن
شافت رَعد اللي خرج وقفل الباب خلفه وماهي إلا دقايق ورجعت تنغمس بالأوراق اللي امامها
•
فتح باب الغرفة يدخل لمشعل اللي متكتف يناظر أبو ماجد و محامييّنه من خلف الزجاج
وقف بجانبه : وش صاير ؟
ابتسم مشعل يلف عليه : هالمره مو جاي عشان سالفة المخدرات وياسر
عقد حواجبه رَعد يناظر مشعل اللي كمّل : هالأبو ماجد عنده مصايب ، اثبتوا عليه ادلة غسيل اموال
ضحك رَعد يستوعب كلامه : طيب والحمار الثاني وش بيصير عليه ؟
هز راسه مشعل : الحل الوحيد قدامه انه يتعاون معنا
نزل نظره لساعته ورفع راسه لرَعد : تدخل تحقق مع ياسر ؟ انا لازم ادخل على أبو ماجد الحين
ابتسم رَعد : تم
خرجوا من الغرفة ولف على صوت مشعل اللي رفع اصبعه يهدده : لا تسوي شيء غير التحقيق
هز راسه رَعد يضحك ودخل على ياسر اللي عيونه بالأرض ويفكر
تقدم يوقف امامه وتكتف ، رفع راسه ياسر وعقد حواجبه يشوف رَعد اللي امامه
هز راسه رَعد : اي انا اللي بحقق معك اليوم
ابتسم رَعد : شفت أبو ماجد اللي شادّ الظهر فيه ؟ موجود بالغرفة الثانية وطايح بمصيبة غير مصيبتك ، يعني كلكم كم يوم وبتدخلون السجن سوا
بلع ريقه يشوف رَعد المُبتسم ابتسامة مستفزة امامه
رَعد : والحين باخذ منك كلمة رجّال ، تبي تتعاون معنا ولا لا ؟
ناظره ياسر لِثواني يفكر وهز راسه ، ابتسم رَعد يقوم من مكانه ويتوجه للباب يخرج ومشى يدخل مكتبه يقفل الباب خلفه ، جلس على الكرسي يرجّع ظهره للخلف ويفكر بورد اللي للأن تسأل عن ياسر
تأفف من الوضع ومسك جواله من وصلته رسالة ، ابتسم يشوفها من ورد وعقد حواجبه يذكر اهتمامها بياسر ترك رسالتها بلا رد وقام من مكانه يخلّص شغله
•
ركبت سيارتها ولفت تاخذ جوالها ترفعه لإذنها : هلا رنا
نزلت رنا جوالها على الطاولة تحطه سبيكر : بتجين ؟
ورد بأستغراب : وين اجي
تنهدت رنا : نسيت اقولك ، عهد امس انخطبت و وافقت واليوم بنسوي لها سبرايز بسيط
ورد : احلفي !
هزت راسها رنا : والله ، البنات بيجتمعون تعالي بيت عمة خلود معاك نص ساعة
ناظرت الساعة امامها : تمام
نزلت جوالها تدخل محادثة رَعد تشوفه ترك رسالتها بلا رد وتنهّدت ، خافت انه تحسس من موضوع ياسر وهي سألت من فضولها
وصلت البيت ومشت بخطوات سريعة تدخل غرفتها ودخلت الحمام تاخذ شاور سريع وخرجت توقف امام المرايا وتمسح جسمها باللوشن وتحط لها ميكب يناسب فرحة اليوم ، توجهت تفتح دولابها وانتظرت ثواني تفكر ايش تلبس وابتسمت تشوف الفستان الوردي القصير خذته تلبسه وتركت شعرها المبلول على راحته ولبست عبايتها تخرج
وقفت سيارتها من وصلت ، سحبت جوالها تتصل على رَعد وتنهدت من شافت عدم رده
حطت جوالها بشنطتها ونزلت تتوجه لبيت عمتها
ابتسمت تشوف البنات مجتمعين بالحديقة والشمس اللي بدت تغرب وتختفي عن الأنظار ، التفتت سمر تشوف ورد اللي جات لهم : هلا بالحلوة
ضحكت ورد تجلس بجانبها : انتي الحلوة
ريما : ملَك تقول هي وعهد بيجون الحين
هزت راسها سمر وشهقت رنا : وين الكيك !
ضحكت سمر تقوم من مكانها : في احد ينسى اهم شيء ؟ بروح اجيبها واجي
ريما : اصلًا البيت فاضي خذو راحتكم
خذت جوالها سمر تتوجه لداخل البيت ومنزله نظرها على جوالها تشوف رسايل ملَك ، دخلت المطبخ تتوسطه وفزت من سمعت الباب يتقفل
التفتت تشوف رياض اللي واقف عند الباب ابتسم يناظرها يشوف فستانها الأسود وشعرها متوسط الطول المايل للون الأشقر ، عقدت حواجبها تأشر على الباب : سلامات ؟
هز راسه رياض يقترب منها : صعبة علي ؟
بلعت ريقها تتذكر كلامها وابتسمت تتصنّع القوة : صعبة عليك
اقترب منها يعدم المسافات بينهم وتراجعت سمر تضرب بالطاولة خلفها ، تمسكت بالطاولة تشوف رياض اللي اقترب ويحاوط خصرها بإيدينه : الى متى وعنادك بيستمر كذا ؟
نطقت سمر : ابعد رياض !
رياض : انتي غلطتي وانا غلطت ، لا تنسين ان سخافتك هي سبب الكلام اللي قلته
عقدت حواجبها : الله ! صار الغلط علي الحين
اقترب رياض اكثر ورفعت ايدينها لصدره من حسّت بقربه وانفاسه اللي توصلها ، ابتسم يوتّرها بشكل اكبر : ما راح ترضين ؟
ابتسمت بسخرية تناظره : اذا امطرت السماء ورد يمكن ارضى
هز راسه يتراجع للخلف : بس ؟
ناظرته بِلا رد واتجه للباب يفتحه والتفت يناظرها : بس ريحة المسك حلوة
كشرت بوجهه وطلع يضحك بصوت عالي يوصلها
تنفست براحة من شافته ابتعد واتجهت للثلاجة تفتحها وتاخذ الكيك ، خذت جوالها تقرأ رسالة ملَك بأنهم وصلوا
خرجت من البيت تشوفهم مجتمعين بالحديقة وابتسمت تقرب توقف خلف عهد اللي معطيتها ظهرها
مدت الكيكة بحيث صارت امام عيون عهد : مبروك عهوده
ابتسمت عهد وصفّروا البنات بوقت واحد ، رنا : مبروك حبيبتي
ضحكت ورد تبارك لها واردفت : ياخفيفة على طول وافقتي ؟
هزت راسها عهد وبهيمان : ماشفتيه انتي
شهقت ورد وغطت عهد وجهها بكفوفها من خجلها وضحكت ريما اللي كانت تصورها ،
ملَك : سمر للأن على العهد ؟
جلست سمر تلف عليها : اي عهد ؟
ضربت ملَك كفوفها ببعض : كدّينا خير
ضحكت سمر : امزح امزح ، للأن على العهد
رفعت كفها تضربها بكف سمر : كفو
هزت راسها سمر ولفت ورد بحركة سريعة تاخذ جوالها ، قامت من البنات تتجاهل اسألتهم ودخلت البيت تقفل الباب خلفها متأكدة من عدم وجود احد
ردّت تقطع كل كلامه : زعلان ؟ وش قلت انا من كلام عشان تزعل ؟ سؤال وسألته وانت جاوبتني ! مو طبيعي كيف ساحب علي ما ترد علي ولا ترد على رسايلي اللي تعبت وانا ارسل لك ! لا تنسى انه كان زوجي وكنت معاه ببيت واحد من حقّي اعرف وش بيواجه و وش مصيره
عقد حواجبه يضغط البريك بكل قوته من سمع كلمتها الأخيرة متجاهل اصوات السيارات اللي خلفه ، استوعب يشوف السيارات اللي مشوا من جانبه وتترامى عليه كلمات السبّ من اللي حوله
بلعت ريقها تسمع اصوات السيارات وعرفت انها جابت العيد ، رفعت كفها لجبينها تحاول تهدّي نفسها وتفكر كيف ترقع الموضوع
شدّ على اسنانه ينطق : ما هو من حقك
سكتت لحظات وحرّك رَعد يتوجه لبيت جده لأن الكل ينتظره هناك
قطع كلامها من سمعها وبصراخ : قلت لك ما هو من حقك
تنهّدت : رَعد
فكّ عقدة حواجبه من سمع صوتها وكيف تنطق اسمه ، كملت تقطع الصمت اللي بينهم : كنت خايفة عليك ومعصبة من تجاهلك ، وكل اللي قلته ما كنت واعية فيه
ضحك بسخرية : ما كنتي واعية فيه ليه ؟ بزر يا اخت ورد ؟
زفّرت تسمعه يكمل : على تصرفاتك هذي تأكدت انك بزر الحين
التفتت تسمع صوت البنات اللي ينادونها ، ينتظرونها لأجل يلتقطون صورتهم الجماعية بكُل جمعة يجتمعون فيها
بلعت ريقها : اسفة
وقف سيارته يخرج : وش بيفيد اسفك فيه ؟ انا من اول يوم لي بالمستشفى خرجت لأجل انقذك منه ولأجل خاطرك ولأجل كلامك وكيف كنتي معتبرتني سند لك ، اعوذ بالله ان كانت هذي منّة ولا امنّ عليك بس ابيك تعرفين قد ايش تعبت وقد ايش بتعب
سكتت لحظات ورجعت تنطق : وللأن سند
هز راسه يبتسم بسخرية : بقفل
عقدت حواجبها تسمعه ولأول مره يترك الـ 'استودعتك الله'
بلعت ريقها تتشجّع وتنطقها : استودعتك الله
سكت يسمعها وكيف صارت متعوّده على هالكلمة منه ردّ عليها بكلام رجَف قلبها وجسدها كامل : يوم ان قلبي صار مسمار على جدار الليالي ليه انتي والسنين القاسية صرتوا مطارق ؟
هز راسه من سمع عدم الرد اللي توّقعه قفل جواله يحطه بجيبه ويدخل لبيت جده ويشوفهم مجتمعين بالحديقة
ابتسم أبوه يشوفه داخل : يالله حيّه
ابتسم يزيل كل حديثه مع ورد من باله وتفكيره : الله يحييك
جلس بجانب جده يقابل عمه عبدالرحمن اللي نطق : الجو اليوم ما يتفوّت
ابتسم أبو فهد يهز راسه : فاهمك ياخوي فاهمك
لف لفهد اللي بجانبه يطقه : قم جب المنقل بنشوي
قام من مكانه فهد : ابشر ، توجه للمشب يجيب المنقل
نطق أبو سليمان : وينهم حريمكم وبناتكم خلوهم يجون
أبو طلال : أم طلال راحت لأختها والبنات مجتمعات في بيت خلود
هز راسه أبو فهد : وأم فهد مع أم رَعد رايحات يوجبّون جارةٍ لنا
لف أبو سليمان لـ رياض اللي مشغول باله وتفكيره كله مع سمر ويتذكّر كل تفاصيلها وفستانها الأسود وكيف كان مرسوم على جسدها وشعرها المايل للأشقر اللي انتبه له لأول مره ، فزّ يسمع صوت جده : ولد وين وصلت
رفع نظره لجدّه : سمّ
أبو سليمان : وينها خلود
هز راسه رياض : تقول عشر دقايق وبتجي
ابتسم أبو سليمان يشوف فهد اللي متجّه من المشب وبيدينه المنقل وطلال اللي فزّ يجيب الحطب والتفت يشوف خلود اللي جات من جِهة الباب وسلّمت عليه وعلى اخوانها جلست بجانب ابوها من الجهة الأُخرى
ابتسم أبو طلال : والله اني تذكرت ايام قبل يوم كنا نجتمع بالمزرعة وابوي كل ما زان الجو طلبنا المنقل والحطب
هز راسه أبو سليمان يشوف أم سليمان اللي خرجت من البيت تتجه للجلسة ابتسم ينطق : يالله حيّها
جلس فهد يناظر الحديث بين جدّه وجدته : جدي ما قلت لنا كيف عرفت جده
ضحكت خلود وتعالت الضحكات من ضربه أبو سليمان بعصاه : ماتستحي على وجهك انت
التفتوا كلهم على خلود اللي نطقت : تدرون انهم كانوا يحبون بعض بشبابهم ؟
ضحكت أم سليمان ورفعت غطاها لوجهها وسكت أبو سليمان يناظر خلود ، خلود : تسمح لي ابوي اعلمهم ؟
هز راسه أبو سليمان وتكلمت خلود من شافت طلال اللي اقترب يجلس ويترك الحطب بجانبه : سلّمكم الله هذا امي كانت جارة ابوي ، ومره ابوي بيوصل عزيمة لجدّي الله يرحمه واللي حصل ان امي طلعت قدامه بدون ما تنتبه ومن وقتها حلف انها تصير له
تعالت اصوات الضحكات وصفّر فهد : الله الله يا أبو سليمان !
•
شهقت عهد وفزّو البنات على شهقتها لفت جوالها عهد : بنات شوفو رياض مصور
رفعت حاجبها ورد تشوف رَعد اللي واضح بالصورة ابتسمت ريما : تبون نروح لهم ؟
رنا : اي خلونا نروح
هزت راسها سمر بالنفي : لا تستهبلون !
لفت عليها رنا : وليه لا ؟ دام كلهم مجتمعين
ملَك : رنا قولي انك اشتقتي لطلال وخلاص
رنا : اي والله اشتقت
قامت ريما : يلا خلونا نروح
تنهّدت سمر تشوف الكل وقف وقامت معاهم يركبون السيارة ويحرّكون وقفت السيارة تشوف البنات اللي نزلوا كلهم ودخلوا دُفعة وحدة تتوجه كل الأنظار لهم
أم سليمان بإبتسامة : تو اقول مو ناقص الجلسة الا انتم
ابتسمت ريما تقترب تقبل راسها : الله يخليك ياجدة
تمعّن رَعد بالباب وعقد حواجبه يشوف ورد اللي ما دخلت معاهم
نزلت تقفل الباب خلفها وتنفّست تحاول تنظم ضربات قلبها السريعة لأنها بتواجه رَعد بالداخل ، ولأنها ما تخطت كلامه بآخر المكالمة للحين
طاحت عيونها على رَعد اللي سرعان ما صدّ عنها واقتربت تسلم وجلست بجانب ابوها يقابلها رَعد
أبو سليمان : قم رَعد النار من شبابها
هز راسه يفهم طلب جده واقترب ياخذ المنقل يحطه بوسط الجمعة وخذا الحطب من طلال وبدأ يشب النار
قام من شبّت النار ورجع يجلس بمكانه وناظر ورد اللي ما شالت نظراتها عنه وصدّ عنها يسولف مع جده اللي بجانبه
أبو طلال : ورد بنتي وين وصلتي !
فزت ورد تلتفت يسارها : هلا بابا
أبو طلال بأستغراب : امك ما جت للحين ؟
هزت راسها بالنفي : تقول بتطول شوي
رجعت تناظر رَعد اللي صدوده معاها اتعبها ،
فهد بهمس : اعترفي جيتي عشانك اشتقتي لي صح ؟
ابتسمت ريما وردت بنفس الهمس : صح
ضحك فهد بدون ما ينتبه ان صوته عالي ورفع نظراته لجده اللي نطق : اذا ودكم بخصوصية انت وزوجتك ادخلوا داخل
هز راسه بالنفي وتلونت ملامح ريما باللون الأحمر من خجلها وسرعان ما تعالت اصوات الضحكات عليهم
لف أبو سليمان لرَعد اللي بجانبه : ماودك تطربنا ؟
ابتسم رَعد : ابشر
ركّز عيونه بعيون ورد ولأول مره من جلست يناظرها ، ناظرته من بدأ يغني وخلفه اصوات العيال وعمّانه
' إن كان قصدك تبيع الحب في حب ثاني
حسبي الله على قلبك و نعم الوكيل
كيف تنسى المحبّة كيف قلبك أناني
كيف طاوعك قلبك كيف مالك خليل '
بلعت ريقها من ترددت الأصوات خلفه ' صح لسانك ، الله عليك ، عشت '
صدّت عنه وقامت من مكانها تتوجه للداخل من حسّت بقدرتها على التحمل تلاشت ، تعرف انه يقصدها بهالكلام وانحطّت بموقف غبي مو قادرة تبرر له ، التفتت تشوف رَعد اللي دخل يتوجه للدور الأول يتجاهلها ومشت بخطوات سريعة خلفه تركب وشافته يدخل الغرفة ودخلت تقفل الباب خلفها
التفت من سمع صوت الباب اللي تقفل ورفع حاجبه يشوف ورد اللي مشبكة يدينها خلف ظهرها وتناظره
ناظرها من فوق لتحت وابتسم بسخرية : عندك شيء ما قلتيه ؟ جايه تكملين تنبيش بجروحي بعد ؟
لفت تقفل الباب بالمفتاح تحطه بجيبها ، اقتربت تناظره وناظرها لِثواني وصدّ بعيونه ينطق : لا صدق تأكدت انك بزر
بلعت ريقها : كمّل !
عقد حواجبه يناظرها وهزت راسها ورد : اي كمّل ! مو قلت لي انا بزر ؟ وايش كمان ؟
ضرب كفوفه ببعض : ورد وش تبين اكثر ؟ ياسر ، سكت يناظرها وصدّ عنها : ياسر كلها كم يوم وبينرمي بالسجن زيه زي اي واحد كلب ، خطبة ؟ بروح اخطبك الحين من عمي قدام الكل والكل شاهد
اقتربت ورد تمسك كفوفه : ما كان قصدي كذا ، بس كنت ابي اعرف بس فضول ! والله ما اهتم له بس طرَى ببالي !
رجّع عيونه يناظرها بجفاء : اعطيني المفتاح
هزت راسها بالنفي واقترب يمد يده لجيبها وتراجعت للخلف تاخذ المفتاح تدخله جوا بلوزتها وابتسم بسخرية يناظرها : يعني تحسبين كذا ما اقدر اخذه ؟
ابتسمت تناظره وتقدمت تمشي بجانبه تجلس على الكرسي تعطيه ظهرها : اذا تبيه تعال خذه
ناظرها لِثواني واستوعب يشوفها بدون عبايتها وطرحتها : وين عبايتك !
لفت تناظره ورجعت تناظر الشباك امامها : مدري
زفّر بغضب : ورد اخلصي لحد يجي يشوفنا كذا ويفكرون بألف فكرة
هزت راسها بالنفي : ماراح اعطيك
تقدم يوقف امامها وانحنى على ركبته : لا بالله بزر
ابتسمت تناظره جالس على ركبته امامها وهزت راسها : تبيني بزر ؟ اصير بزر
ابتسم بخفّة يناظرها : قسم بالله مو وقت استهبالك
نزلت نظرها لـ شفايفه المُبتسمه ورجعت تناظر عيونه : رضيت ؟
رفع اكتافه : لا
ميّلت شفايفها : انا غلطت رَعد والله غلطت ، ولا يهون علي زعلك بس انت اختفيت ! ارسل لك ما ترد خفت عليك ! صرت اسأل رنا عنك حتى هي استغربت من اسألتي المتكررة عنك !
سكت يناظرها وكمّلت تنطق : ما ابرر لـ غلطتي وادري جرحتك بالكلام بس لو اقولك ان قلبي ما فيه إلا شخص واحد و هو انت ! كيف القلب بيسكنه اثنين رَعد ؟ ما فيه إلا انت ولا فيه غيرك
رفعت حاجبها تشوف نظره على شفايفها المُميّله للأن وهي تعاتبه وبلل شفايفه ينطق : اخ لو انها حلال
كشرت بوجهه : دام رجعت قلّة الأدب معناته رضيت
ضحك بصوت عالي وابتسمت تسمع ضحكته و وقف يلف للشباك يشوفهم بدوا بالشوي ورجع يناظرها : نطلع ؟
قامت توقف امامه ومشت تعطيه ظهرها و وقفت للباب تناظره يمشي خلفها و وقف من وقفّت عقد حواجبه يأشر للباب
ورد : للحين زعلان ؟
هز راسه بمعنى 'ايه'
رفعت ايدها لذقنها تفكّر : طيب وش يرضيك ؟
رفع اكتافه يناظرها ورفع حاجبه يشوفها تقدّمت له تعدم المسافات بينهم ورفعت نفسها له تطبع قُبلتها ولأول مره على خده ، قُبلتها اللي ما حسبت لها ألف حساب ، نست دينها والقيود والمبادئ في هذي اللحظة ورجعت للخلف تشوف وجهه اللي مصدوم وابتسمت تناظره : رضيت ؟
هز راسه بذهول يناظرها : والله انها احلى من العسل !
ضحكت ولفت تفتح الباب تخرج ونزلت للدور الأرضي تاخذ عبايتها المرمية على الكنب تلبسها رفعت راسها تشوف رَعد اللي الأبتسامة ما فارقته وتقدم يوقف امامها : وتقولين اني قليل ادب !
كشّرت بوجهه وابتسم ينطق : عذبيني يا حلو منك العذاب
ابتسمت تمشي بجانبه وتبتعد عن البيت واقتربت تجلس بجانب ابوها ورفعت نظرها لرَعد اللي جلس امامها
لف رياض يناظر رَعد المبتسم : وانا ما خليت شيء ما سويته عشان تضحك ! وش اللي صار لأجل نشوف هالأبتسامة العريضة
طقّته خلود : اذكر ربك عليه
هز راسه رياض : ما شاء الله
لف رَعد يناظر ورد اللي نزلت راسها بـ خجل من استوعبت اللي حصل
رفعت عيونها رنا لأم سليمان اللي نطقت : كيف الحمل معاك ؟
هزت راسها بإبتسامة : الحمدلله
لفت أم سليمان لطلال : وانت عسى مو متعبها ؟
طلال : افا يا جدة انا احط الدنيا بكفه وهي بكفه
ابتسمت أم سليمان : الله يحفظكم
وكمّلت تناظر ريما وفهد اللي انشغلوا ببعضهم : وانتم ؟ متى ناوين تجيبون لنا حفيد ؟
جمد وجه ريما اللي ما توقعت هالموضوع ينفتح ناظرت فهد اللي بلع ريقه ينطق : قريب قريب
هزت راسها أم سليمان : قريب قريب ولا ؟
فهد : اللي يكتبه الله لنا يا جده
ناظرتهم أم سليمان لِثواني وسكتت تشوف رَعد اللي قام ياخذ الشوي ويوزعه بالصحون وناظرت ورد : قومي ساعديه
عقدت حواجبها ورد تناظر رَعد اللي متلثم بشماغه من النار وحطبها وهزت راسها تقوم تساعده ، ناظر رَعد الكل اللي انشغلوا ولف لورد بهمس : بكلم ابوك
ورد بإستغراب : بإيش ؟
هز راسه رَعد : خلينا نخلص بس واكلمه
خذت الصحون من يده تقوم من عنده بإستغراب من كلامه ، وكأن ذاكرتها بهاللحظة انمسحت
قام فهد من مكانه : تسلم يدك ياعمي
ابتسم أبو طلال يناظره : بالعافية
هز راسه طلال : عشان كذا اصرّيت محد يشوي اليوم الا هو ، الشوي من يده غير
لف أبو سليمان جِهة البنات اللي يتعشون : وحدة منكم تقوم تسوي شاي
قامت ريما من مكانها : ماراح يسوي لكم الشاي الا انا
ابتسم فهد يناظرها : بتذوقون احلى شاي
صفّر رياض : احلى يا الغزل الصريح !
ضحك فهد على ملامح ريما اللي انقلبت احمر من خجلها وراحت تمشي بخطوات سريعة للبيت ودخلت المطبخ تحط الإبريق على النار والمويا ، التفتت تسمع الصوت وتجاهلت فهد تعطيه ظهرها
اقترب فهد يحاوط خصرها بإيدينه وحط راسه على كتفها : زعلتي ؟
ريما : انت وش رايك يعني ؟
قبّل عنقها ونطق : زوجتي ! يعني حرام اتغزل فيك ولا ايش ؟
لفت ريما تقابله ويدينه للأن محاوطه خصرها : تغزّل ما قلت لا بس احرجتني قدامهم
هز راسه فهد واقترب يقبّلها ابتعد يحط خشمه على خشمها : من عيوني تبين شيء غيره ؟
ريما بإبتسامة : لا
ابتعد فهد يأشر على الإبريق اللي يطبخ على النار : شكلك نسيتيه
لفت ريما تسوي الشاي ونطق فهد : رياض ذا ؟ اذا تزوج وربي ما ارحمه
ضحكت ريما : كلكم ما ترحمون بعض
فهد : وانتي ما ترحمين قلبي
شالت الإبريق تحطه بالصينية ولفت لفهد : وانت جايز لك صح ؟
هز راسه فهد : جايز لي عذابك ودلعك وحنانك وكل شيء يجي منك جايز لي
ابتسمت ريما تناظره : الله لا يخليني
ابتسم فهد على ابتسامتها واقترب ياخذ الصينية من بين ايدينها : افا تاخذينها وانا موجود
مشت بجانبه يتوجهون للخارج واقتربوا يجلسون ، بدت ريما توزع كاسات الشاي وابتسمت تسمع المدح والتعزيز على شايها اللذيذ
رفعت راسها ورد تناظر رَعد اللي تنحنح ينطق : عمي
لف أبو طلال يناظره بإستغراب : سم
رَعد : انا لي طلب عندك
هز راسه أبو طلال وابتسم يعرف طلبه : اعتبره تمّ
ابتسم رَعد يناظر ورد ورجع يناظر عمه : ابي اطلب بنتك ورد على سنة الله ورسوله
أبو طلال : ابد قلت لك اعتبره تم ، لكن الرأي الأول والأخير يرجع لـ ورد
نطق رَعد بسرعة : هي موافقة
عقد حواجبه أبو طلال يناظره وبلع ريقه رَعد من عمّ الصمت وتحولت الأنظار عليه ، لف أبو سليمان لورد يقطع الصمت : خير البر عاجله ، ورد موافقة ؟
رفعت نظراتها لرَعد اللي مُبتسم من سرعة الأمور وسهولتها المُفاجئة له
بلعت ريقها واحمرت ملامحها من خجلها ونطقت : اللي تشوفونه مُناسب انا معاكم
ابتسم أبو سليمان وصفّق طلال : مبروك دودي
نزلت راسها بالأرض من خجلها والكل صار يبارك لهم وقطع حديثهم أبو طلال اللي نطق : الخطبة عائلية حاليًا ، لين تخلص ورد عدّتها وبعدها يصير خير
هز راسه رَعد وابتسم يكفيه الحين ان اول الخُطوات الصعبة انتهت وباقي السهل
أنت تقرأ
' أنت الذي حطيت بالجوف رمحين '
Romanceأنت الذي حطّيت بالجوف رمحين رمح العيون ورمح وَردي شفاتــك أحب فيك الحب ياجامع إثنين الزين وطبوعٍ تكمل حلاتــك وأحب فيك العطف واللطف واللين وأحب فيك رضاك عقب زعلاتــك - انستا itsmarvel8_