' أنت الذي حطيت بالجوف رمحين '

23

ابتسمت ريما من شافت ورد تدخل : ياهلا بالقاطعة
جلست ورد بجانبها : انتوا اللي مختفيين والله
ريما : ماتوقعت الزواج بيخلّيك تختفين زي كذا
طقّتها سمر اللي بجانبها والتفتت تناظرها ، سمر بصوت خافت : تستهبلين لا تجيبين طاري الزواج عندها
ريما بنفس النبرة : ليه !
سمر : ناسية ان رَعد كان يبيها وهي برضو كانت تبيه ؟ يعني مجبورة على الغبي اللي عندها
شهقت ريما والتفتوا البنات عليها من شهقت ، رنا : سلامات ؟
بلعت ريقها ريما من حسّت انها جابت العيد ، هزت راسها بالنفي : لا ولا شيء بس سمر تقول لي كم حاجة عن البزنس
ناظرتها رنا بشكّ والتفتت تسولف مع ورد ، طوّلت ورد للحظات تناظر رنا : رنا بسألك
هزت راسها رنا تنتظر ورد تكمّل سؤالها ، ورد : كيف رَعد بعد الحادث ؟
رنا : متغيّر كثير والله ، مدري اللي مغيّره تعب قلبه ولا تعب الحادث
عقدت حواجبها ورد من سمعت كلام رنا ، ورد : كيف ؟ تعبان يعني قصدك ؟
هزت راسها رنا بالنفي : مو تعبان جسديًا لكن نفسيته من بعد الحادث متغيّرة للأسوء ، بلعت ريقها ورد وقامت من مكانها تتجه للحديقة وساقتها خطواتها لمكان اول لِقى بينها هي ورَعد ، جلست على الكرسي اللي استغربت وجوده بهالمكان رفعت يدها تنزّل السكارف من الحر اللي هي حسّت فيه ، ماتدري حرارة الجو ولا حرارة جوفها ، تنهّدت ورفعت راسها للسماء تناظر القمر اللي مكتمل وابتسمت تتذكر اول لِقى وكيف كان بنفس هذي الليالي اللي القمر فيها مكتمل نزلت راسها تناظر للأمام من سمعت صوت ، خرج رَعد من وسط الأشجار وبيّده دخانه قرّب منها وجمد وجهه من نزلت عيونه على رقبتها هز راسه بالنفي يحاول يقنع نفسه اللي امامه مو شيء واقعي ، ناظرته ورد تبلع ريقها من استوعبت نظرات رَعد اللي تعرف وين طاحت ، سحبت السكارف من جانبها تلفه على رقبتها صدّ رَعد بعيونه يناظر خلفها وشاف ياسر معطيهم ظهره رافع جواله لأذنه يكلّم ، قرّب لها : مبسوطة معاه ؟ ، قامت ورد من مكانها توقف امامه وانعدمت المسافة بينهم حطّت عينها المليانة دموع بعينه ، ناظرها للحظات وصدّ عن عيونها ، كمّل رَعد : لا تبررين لي ولا شيء ، انا فهمت الموضوع خلاص ، كمّل يمشي من جانبها والتفت من شاف ورد تمسك ذراعه
ورد بصوت باكي : رَعد خلّيني افهمك ، ناظرها رَعد ورّجع نظره لرقبتها وهز راسه بالنفي يتركها لوحدها يمشي بعيد عنها ، انهارت ورد على الأرض تبكي بشكل مُرعب وكأنه هذا الشيء اللي ناقص يصير لها بعد احداث اليوم المُتعبه ، عقدت حواجبها من شافت شخص واقف امامها وكمّلت اعتقاد منها انه رَعد : رَعد والله اللي صار غصب عني ، وماقرّب مني بس اللي شفته والله ، ولا راح اسمح له يقرّب مني ، سكتت بصدمة من رفعت راسها تناظر ياسر اللي امامها اللي عقّد حواجبه من كلامها وبعصبية يحاول يكتمها : كنت اعتقد ما تبيني اقرّب لأنك مو مهيأه نفسيتك واثاريه عشان الحيوان هذا ! واضح موّالي معاك طويل ، انربط لسانها ما تدري كيف تبرر له وقامت من مكانها تحاول تلحق ياسر اللي دخل المجلس عند الرِجال ورمَق رَعد بحدّة من شافه جالس وساهي عن الضيوف ، عرف ايش اللي بتفكيره وجلس بعصبية ينتظر اليوم يخلّص على خير ، عند رَعد اللي كان يفكّر انه هو اللي قاعد يحارب لحاله لشخص ما يستاهل وتركه من اول عقبة واجهتهم نزّل راسه بأسف وقرّر انه يبتعد عن الحرب اللي بداها لأجل خاطر ورد واللي واضح له انها ما عاد هي بحاجة هالحرب
•
دخلت الغرفة تنزّل عبايتها والتفتت من سمعت صوت الباب وناظرت ياسر اللي معطيها ظهره يقفّل الباب ، تقدّم ينزل المفتاح على التسريحة اللي بجانبه واتجه لورد اللي كانت تناظره بترجّي مايقرّب منها ، عرف عيونها وعرف الطلب اللي هي قاعدة تطلبه منه بدون ما تتكلّم لكن كانت العصبية معمَيته ، وكل ما قرر يتراجع يتذكّر كلامها وكيف توعد رَعد انه ماراح تخلّيه يقرب منها ، تقدّم ياسر ورجعت ورد للجدار خلفها ووقفت من ضربت الجدار خلفَها وبلعت ريقها من عرفت انّ مالها مفرّ من اللي بيصير ، تقدّم ياسر لها يعدم المسافة بينهم ، مد يدّه يسحب السكارف اللي على رقبتها بعنف
ياسر بحدّة : ماتبيني اقرّب لأجل خاطره ؟ وانا زي الغبي مصدّقك ومداري خاطرك واثاريك تدارين خاطر شخص غيري ، غمّضت عيونها من حسته يقرّب منها ، مدّت يدينها لصدره لأجل يبعّد عنها : ياسر لا تخلّيني اكرهك
ابتسم ياسر يناظرها : تكرهيني اكثر من كذا ؟
ضحك يناظرها وكمّل : انتي اللي لا تخليني اكرهك ، والله ان كرهتك وتحوّل الشعور اللي احسه تجاهك والله ان تنقلب حياتك ، اجل ماني مالي عينك يومك رافضه تخليني اقرّبك ؟ سكتّ طول هالأسابيع لأجل خاطرك لكن مانتي قدّ هالخاطر ،
كمّل بصراخ : مانتي قدّه ! لا تحاولين تمنعيني من شيء انا ناويه لا تحاولين ، غمّضت عيونها من سحبها يبعّدها عن الجدار اللي بخلفها و~
•
ركب سيارته بعد ما خرج من بيت جدّه وكمّل يحرك جاهل الوجهه اللي هو يبيها لكنّه الأكيد يبي يبعد عن كل شيء ، رفع جواله لأذنه من سمع صوته
مشعل بأبتسامة : رَعد ابشرّك ، لقيت الظرف المطلوب كان بـ..
قاطعه رَعد : ماعاد نحتاجه قرّرت اترك الموضوع واريّح راسي
عقد حواجبه مشعل بأستغراب : كيف ؟
هز راسه رَعد : اللي سمعته ، قفّل جواله يرميه بجانبه وشدّ يده على الدركسون يسرع اكثر