49

1.3K 38 30
                                    

عقدت حواجبها تشوف أمها الواقفة بين الأشجار ومكان غريب ، تستاحش وجودها بهالمكان وتتأمل وقوف أمها بوسط المكان وإبتسامتها الواسعة
تلمس شعور الراحة من عيون امها وأبتسامتها ، تقدّمت تمشي بخطوات هادية تقترب وتستغرب ابتعاد أمها عنها بكل خطوة تخطيها لها
فزّ من مكانه بسرعة من سمع صوت ورد اللي قاعدة تردد كلمة وحدة ، كلمة وحدة ما فارقتها من شهرين مُتتابعين ، " ماما "
عضّ شفته يقترب منها وجلس على طرف السرير يشوف رجفة جسمها ومد يده لشعرها بخفّة يخلخل اصابعه بشعرها ، مرّة يمسح على شعرها ، مرّة على جبينها ويسمّي على وردته
تنهّد براحة من شافها رجعت تنام بعُمق ، عُمق ما شهده من شهرين
تمدد بجانبها ورفع عيونه للسقف يتأمل حال ورد اللي اختلف من وفاة امها ، باتت كُل محاولاته بأنه يضوّي داخل ورد بالفشل
يتردد على مسامعه صراخها وبُكاها المتكرر ، صدمتها ولو إنها كانت متجهزة نفسيًا لكن إنهارت ولا يقدر يلومها
من شهرين وهو ملازمها ولا يبتعد عنها ، انطفت كل الأفراح ببيت آل سليمان ، ومن هالأفراح زواج سمر ورياض اللي انقلب عزاء ..

وقفت تتأمل فستانها المعلّق وتنهدت بأسف ، حال العائلة اللي انقلب كاملًا
لفت على دخول ملَك اللي اقتربت منها ونطقت : بابا يبيك
هزت راسها سمر : جاية
خرجت ملَك وخلفها سمر ينزلون بجانب بعضهم ، ولا احد نطق بـ كلمة
الكلّ مشغول بحاله وحزنه على ورد ، طلال ، وأبوهم وحالهم اللي اختلف
ابتسمت تشوف اهلها المجتمعين ، ابوها وامها ، فهد وريما وبوسطهم بيبي سليمان اللي كُبر عن اخر مرة
تقدمت تجلس وجلست بجانبها ملَك وخذت فنجان القهوة ترتشف قهوتها ورفعت عيونها من بدأ ابوها يتكلم : سمر جدّك ما وده إن هالحزن يطول ، ويبي زواجكم يتمّ
عقدت حواجبها بضيق ، تتذكر حال ورد ولا ودّها تفرح وداخل ورد حزين
هز راسه أبو فهد ينتبه لحال سمر اللي انقلب : كلّنا ماشين على هالدرب ، وهذي سنّة الحياة ، والزواج بيكون عائلي ومحفوف
عضّت شفتها وودها بهذي اللحظة تكلّم رياض ، تشوف رأيه عن الموضوع
هزت راسها سمر تقوم من مكانها : اللي تشوفونه انا راضية
مشت تخرج للحديقة ولفت ريما على فهد تنطق بهمس : حزّت بخاطرها والله
رفع اكتافه فهد : طلبات جدّي ولا نقدر نقول لا
تأففت ريما من الوضع اللي انجبروا يكونون فيه
جلست على الكرسي تمدد رجولها وترجّع ظهرها للخلف ، رفعت جوالها لأذنها تنتظر رده وماهي إلا ثواني و وصلها صوته
ابتسمت بخفوت تسمع ترحيبه لها ونطقت : سمعت بالخبر ؟
هز راسه رياض : سمعت
ميّلت شفايفها سمر بتفكير : ودّك يكون عائلي ؟
ابتسم رياض : عائلي مو عائلي ، يهمّني انك بالنهاية تكونين بجنبي وبحضني
ابتسمت سمر وكمّل رياض : ما تعبتي وانتي بعيدة عني ؟
عضّت شفتها بخجل وهزت راسها : تعبت ، وابي بهاللحظة خصوصًا اكون بحضنك
رياض : إذا ودّك نوافقهم الفكرة وإذا ما ودك نكنسلها من بدايتها
هزت راسها سمر بالنفي ونطقت بعد تفكير : نوافقهم الفكرة
ابتسم رياض برضا وما يصدّق إن الحزن بيبدأ ينتهي والسرور بيرجع يدخل عائلتهم

انحنت تنزل بيبي ورد على سريرها ومشت تخرج من غرفتها ، توقفت مكانها من طاحت عيونها على طلال الجالس على الكنبة وساهي بتفكيره
تتأمله لوقت طويل ومابين ودها تخطي خطوتها تقرب له ومابين ودها تتركه براحته يفكر
انتبهت على نفسها من تنهّد طلال وتشجعت تتقدم له
جلست بجانبه ولف طلال بكامل جسمه لها يناظر عيونها
ناظرت عيونه ، تعبه وحالته اللي ما تعجبها ابدًا توضح من عيونه ونظراته
تمدد على الكنبة يحط راسه على فخذها ورفع عيونه لعيونها ، يتأملون بعضهم بهدوء
مدت ايدها تخلخل اصابعها بشعره ، وانحنت تقبّل عينه ورمشها
مد كفه يمسك كفها وقرّبت براسها لأذنه تنطق بهمس : حبيبي تعرف حالك هذا مايرضيني صح؟
هز راسه طلال بهدوء يشدّ على كفها وسرعان ماشدّت هي على كفه
عضّت شفتها ، تشعر بربكة شعورها ولا تقدر تقول له لا تحزن ، لأنه مهما يصير طلال فقد امّه ، والأم شيء كبير مايتعوّض
ولكن ماتقدر تشوف حاله كل يوم يسوء اكثر وتسكت
لفت تِجاه باب غرفة ورد من سمعت صوت بكاها ورجعت تناظر طلال : بروح اشوفها
هز راسه طلال وقامت رنا من مكانها وتوقفت تناظر طلال اللي مد يده تحت راسه يسهى بتفكيره
جمّعت شفايفها بضيق ودخلت غرفة ورد وارتسمت الأبتسامة على وجهها من شافت ايدين ورد الممدوده بالهواء تلعب لوحدها
انحنت تشيلها بحضنها وخرجت بعد مدّه تقترب من طلال وجلست بجانبه وقام طلال يجلس وابتسم يناظر بيبي ورد
ابتسمت رنا على إبتسامته اللي ما تشهدها الا بوقت ما تكون ورد بينهم
مد يدينه طلال ياخذ بيبي ورد من مدّت كفوفها له وجلّسها بحضنه ينحني براسه يقبّلها ويلعب بكفوفها
ابتسمت بإتسّاع تتأمل طلال وبيبي ورد اللي بحضنه ورفع عيونه طلال لها من نطقت : لا حالك انت و ورد يسرّني ، كلنا شايفين وضعكم وساكتين نقول يمكن بكرا تزين
هز راسه طلال يناظر ورد : بس يارنا مو قادر انسى ولا تطلع من بالي احداث وفاتها
بلع ريقه يشعر بصعوبة النطق ونطقت رنا : الله يرحمها
هز راسه طلال ومدت كفها رنا ترفع راسه لها : حبيبي ما اقولك لا تحزن ، بس ورد وابوك يحتاجونك الحين ، انا احتاجك وبنتنا تحتاجك
ميّل شفايفه طلال بضيق ، يستوعب الوضع اللي هو فيه من شهرين ونص وهز راسه يبتسم لرنا ، وابتسمت رنا ينشرح داخلها من شافت إبتسامته اللي تحبّها وتعرفها زين

ساهية بتفكيرها وتناظر قهوتها ، خذت كوبها تخرج من المطبخ وتوقفت تشوف ابوها الجالس بالصالة وتقدمت تجلس بجانبه ولف أبو طلال من انتبه لها
ابتسمت ورد بضيق على حالهم وهز راسه أبو طلال : اهلكها المرض ، اهلكها
ناظرته ورد يشدّ على كفوفه ومدت كفها تمسك يد ابوها تخفف حرقته اللي يشعر بها ورفعت عيونها له ، تنطق وتحاول تقوّي نفسها : راحت للي ارحم مني ومنك
هز راسه أبو طلال : الله يرحمها
رفع راسه أبو طلال لورد ينطق ويغيّر السالفة : متى بتروحين ؟
هزت راسها ورد تناظر الساعة بجوالها : بروح الحين
قامت من مكانها تناظر ابوها : اذا تبي اقعد معاك بقعد عادي
هز راسه أبو طلال بالنفي : لا يابابا روحي وانا بمشي بعدك
ناظرته لِثواني وهزت راسها تخرج من البيت ، تطيح عيونها على الجلسة اللي بمنتصف الحديقة
ضاق خاطرها من تذكرت آخر حديث دار بينها وبين امها بنفس هذي الجلسة .. قبل ما تسوء حالتها وتنتقل للمستشفى ، وماكان إلا اسبوع وانتصر المرض عليها
تنهّدت بضيق يتردد ببالها آخر كلمات امها " انتبهي لنفسك ولأبوك وطلال ، خلوكم دايم حول بعض ترا الأنسان ماله إلا اهله "
شغّلت سيارتها تتوجه لبيت أبو فهد ، لأن اليوم هو اليوم المنشود ، زواج سمر ورياض
وقفت عند الشباك تتأمل الحديقة والتنسيق اللي كان نفس ما تبي واجمل
طاحت عيونها على ورد اللي دخلت وبين ايدينها فستانها تمشي ولفت للبنات تشوف انشغالهم
انسحبت من بينهم تخرج من الغرفة ونزلت للدور الأرضي وابتسمت ورد تشوف سمر الواقفة عند بداية الدرج وتقدمت سمر لها تحضنها بدون مُقدمات وشدّت بحضنها ورد ، وكأنها تحتاج هذا الحضن من مدّة
مسحت سمر بكفها على ظهر ورد وابتعدت تناظر وجهها الذبلان والمُرهق
ابتسمت ورد : باقي ماجهزتي ياعروسة ؟
ضحكت سمر تهز راسها : ببدا الحين ، تعالي البنات فوق
هزت راسها ورد تمشي بجانب سمر ودخلت الغرفة اللي كان يسبقها صوت صراخ البنات وضحكهم العالي ، وسعادتهم اللي كانت ما تُوصف
فرحتهم اللي كانت بسمر ورياض ، مشت ورد تعلّق فستانها بالدولاب وفصخت عبايتها تجلس على طرف السرير وابتسمت
لفت ملَك : سمر روحي غرفتي الميك اب آرتست تنتظرك هناك
هزت راسها سمر تاخذ جوالها وخرجت تدخل غرفة ملَك ، انحنت ورد تاخذ بيبي ورد بحضنها ورفعت راسها لرنا : ورد عطيني انا خلصت قومي انتي تجهزي
هزت راسها ورد وانحنت تقبّل خدود بيبي ورد وقامت تعطيها رنا وتقدّمت هي ايضًا تتجهز
ابتسمت تشوف ردّ يوسف على صورتها وتعيد قراءة كلامه وغزله فيها
قفلت جوالها ولفت من سمعت صوت واتسعّت ابتسامتها من شافت سمر واقفة بفستانها الأبيض الناعم ، ينرسم على جسمها ومرصّع بكرستالات من بدايته الى نهايته
اقتربت وذِكر الله على لسانها ومدت يدها تعدل طرحة سمر من الخلف وابتسمت تناظر سمر : قمر قمر والله
ابتسمت سمر : صدق ؟ تحسين ما اعدل شيء خلاص ؟
هزت راسها ملَك بالنفي : لا ياويلك كذا حلو
هزت راسها سمر بأبتسامة ورفعت عيونها تِجاه الباب من انفتح ودخلت ريما وبجانبها أم فهد اللي ابتسمت وعيونها دمّعت لا اراديًا من شافت بنتها بفستانها الأبيض امامها
ابتسمت سمر وتقدمت ملَك بالمنديل لأمها تنطق : ماما بليز ما نبي حزن
ضحكت أم فهد تاخذ المنديل من ملَك : اذا جاك عيال بتعرفين شعوري
ضحكت ملَك بخجل تتذكر يوسف وردوده بخصوص موضوع الأطفال
اقتربت ريما : محظوظ رياض والله
ابتسمت سمر تناظرها بأمتنان : ياروحي انتي
ناظرت أم فهد ساعتها ورفعت راسها لسمر : مابقى شيء
عضّت سمر شفتها بربكة وضحكت ملَك محاولة لتهدية سمر ونطقت : مرتبكة ولا كأنك امس متحمسة للزواج !
ضحكت سمر تناظرها : في فرق يابزر
هزت راسها ملَك بعبط تنطق : اذا كبرت عرفت الفرق
ابتسمت سمر : اذا كبرتي
ضحكت ملَك ورفعت جوالها ريما من سمعت صوت الرسالة ورجعت تناظر سمر : رياض وصل بنزل اشوفه
هزت راسها سمر تشعر بضربات قلبها اللي ازدادت بشكل مُرعب
لفت رنا على عهد المتمددة على الكنب : عهد متحمسة اعرف جنس البيبي
ضحكت عهد تناظر رنا وكفها على بطنها : وانا اكثر منك
ابتسمت عهد تمسح على بطنها : باقي شهر بالضبط واعرف
ابتسمت رنا : الله يتمم لك على خير ياحبيبتي
هزت راسها عهد تتمتم بالآمين ولفت رنا تشوف ورد اللي خرجت من الغرفة بفستانها الأسود ، وابتسمت تلقائي من شافت وجه ورد وحسّت بالراحة تناظر عيونها اللي كانت مرتاحة عكس دخولها عليهم
قامت عهد من شافت رسالة ريما وابتسمت تمشي لغرفة ملَك : ياعروسة
شدّت سمر على مسكتها ودخلت عهد : ينتظرونك

خذت نفس تسمع صوت زفّتها ومشت بخطوات هادية تقترب من رياض اللي معطيها ظهره ، تقترب منه اكثر ويخفق قلبها مع كل خطوه تخطيها له
شدّت على مسكتها وبلعت ريقها ترفع كفها فوق كتف رياض وابتسم رياض بإتسّاع من شعر بكفها ولف يمسك كفها ، يناظر عيونها
وتناظر عيونه ، وطنها
رفع كفها يقبّلها بهدوء واقترب منها اكثر ونزلت راسها تناظر كفها اللي تحتضن كفه
ابتسم رياض يمد كفه الأُخرى ومسك ذقنها يرفع راسها للأعلى ، تتلاقى عيونهم ببعضها ، ويكتمل آخر النقص بقصة حُبهم
ابتسمت سمر تنسى ربكتها وتوترها من طاحت عينها على إبتسامة رياض اللي تطمّنها
اقترب رياض يقبّل راسها وتراجع للخلف يشدّ على كفها ونطق : والله وتحقق مُنايا
ابتسمت سمر بخجل وابتسم رياض : احب خجلك الغير مُتوقع هذا
ضحكت سمر بخفوت وضحك رياض من ضحكتها وهز راسه : يارب دايم تخجلين مني
ناظرته سمر ترفع حاجبها وابتسم رياض يهز راسه بالنفي : خلاص اسفين
هزت راسها سمر : ايوه خلّك كذا
ضحك رياض يأشر على عيونه وابتسمت سمر توقف بجانبه ولف رياض يناظرها ، تشعر بضربات قلبها اللي قاعدة تزيد من نظرات رياض اللي كان من فرحته يشعر بأن اللي قاعد يصير يفوق الخيال
مد يده خلف خصرها يجذبها له ولفت سمر يقابلها وجه رياض وابتسمت تتأمل وجهه عن قُرب
ابتسم رياض ما يتحمّل كمية جمالها اللي كل يوم كان يزيد
اقترب بهدوء يطبع قُبلته على ثغرها ويضيع بباقي تفاصيلها

لفت رنا على ورد اللي جالسة تتأمل الحضور القليل ، قامت رنا تقترب من ورد وابتسمت توقف قدامها ومدت يدها : تجين ؟
عقدت حواجبها ورد بأستغراب وضحكت رنا تأشر على البنات : تعالي نرقص معاهم
ميّلت شفايفها ورد ومسكتها رنا تقوّمها : يلا ورده تعالي
هزت راسها ورد بأبتسامة تمشي معاها وتوقفت بجانب عهد تصفّق للبنات اللي كانوا يرقصون بأستهبال ، وكانوا كلهم محتاجين نفس هاليوم لأجل يطلّعون طاقتهم وياخذون بحق الحزن اللي تخلخل بعائلتهم
ضحكت ورد تشوف ريما اللي ترقص وبحضنها سليمان وابتسمت عهد من شافت ضحكة ورد
مدت عهد يدها تمسك ورد وابتدت ترقّصها وابتسمت ورد تفهم مقصدها ، وضحكت من شافت البنات اللي اجتمعوا حولها يرقصون معاها

فتحت باب البيت تدخل وعقدت حواجبها من الهدوء اللي ما تعودت عليه ابد
تقدمت بضيق يجتاح صدرها ومشت مع الدرج تدخل غرفتها ودخلت تمشي تترك الأضواء طافية
جلست على طرف السرير وانحنت تنزل كعبها وما كان نورها إلا ضوء القمر اللي يعكس على شباكها
تنهّدت وفزت بسرعة من مكانها من الصوت اللي كان خلفها وصرخت بقوة تشوف الشخص اللي جالس على سريرها
تراجعت للخلف تضرب بالجدار ومدت كفوفها على الجدار تدور مفاتيح الضوء و وسعّت عيونها من طاحت نظراتها على رَعد اللي انخرش من صراخها
بلعت ريقها تستوعب الموقف وناظرته : وش تسوي هنا !
ضحك رَعد بصدمة : انتي ليه تصارخين ؟
ناظرته ورد لثواني وتقدمت تفصخ عبايتها : انت خوفتني
ابتسم رَعد وقام من مكانه ولفت ورد من شافته جنبها وناظرها رَعد يتمعّن بفستانها الأسود وهز راسه بأعجاب : وردتي كل يوم تحلوّين اكثر !
ابتسمت ورد تناظر عيونه المُنبهرة فيها وتقدمت ترفع ذراعينها فوق اكتاف رَعد وحاوطته بحضنها ،
ميّلت براسها على كتف رَعد ومد يدينه رَعد حول خصرها وعقد حواجبه من سمع تنهيدة ورد
انحنى يشيلها بحضنه وتقدم يمددها على السرير وتمدد هو بجانبها يرجّع ظهره على السرير
اعتدلت ورد تميّل راسها على صدره ومد كفه رَعد يخلخل اصابعه بشعرها
طال الصمت بينهم ، والسكوت
تنحنح رَعد ينطق : وردتي
رفعت راسها ورد تناظر عيونه وابتسم رَعد يتأمل عيونها
ميّلت شفايفها ورد : رَعد مو قادرة انسى واتخطى كل اللي حصل
هز راسه رَعد ينتظر منها الكلام وسكتت ورد تشعر بالضيق اللي بداخلها ، وتعرف انها مهما عبّرت وتكلمت مستحيل يوصف اللي بداخلها ولو بكلمة
سكت رَعد وبلعت ريقها ورد تكمّل : كانت تقول لي انتبهي لنفسك ولأبوك ولطلال ، رَعد انا ضايعة ضايعة
رَعد : الله يرحمها ، هذي وصيّتها لك لازم تنفذينها وردتي
هزت راسها ورد ورجعت تميّل راسها على صدره تناظر الفراغ اللي امامها
لف رَعد براسه يناظر القُمر المكتمل من الشباك ونطق : ما يرضيني وضعك هذا وانتي تعرفين ، ابي منك بس لو ساعة تحاولين فيها انك ترجعين نفس قبل
هزت راسها ورد تقتنع بكلامه وكمّل رَعد : انا احبّك بكل حالاتك ، بس حالتك هذي ابدًا ما ترضيني لأني اشوف الضيق بعيونك
سكتت ورد وسكت رَعد ، يحاول بشتى الطرق ان وردته ترجع نفس اول ، ويعرف إنه صعب ولكن بداخله مايرتاح لين يشوف وردته بخير

تنهّدت عهد براحة تتمدد على السرير ولفت لريما اللي نومت سليمان وقامت من مكانها تفصخ حلقها
رفعت عيونها ريما تناظر انعكاس عهد من المرايا ونطقت عهد : ريما تذكرين بعزا خالتي أم طلال ؟
هزت راسها ريما : شفيه ؟
رفعت اكتافها عهد : جاء ببالي لما دخلت ديم تعزّي ورد مع ان العلاقة بينهم مُش ولا بد
لفت ريما تمشي وجلست على طرف السرير مقابل عهد اللي اعتدلت بجلستها وميّلت شفايفها ريما : صح اللي سوته لسمر ما ينغفر بس الحق ينقال عجبتني إنها جات
هزت راسها عهد : صادقة ، انا كل ما اتذكر اللي صار والفترة اللي مرينا فيها كلنا ودي اخنق ديم كيف سمر
ضحكت ريما بسخرية : حمدلله انها عدّت
ابتسمت عهد بتذكّر : ياقوّ قلبها ترسل صور سمر للعيال على انها هي وطاحت السالفة كلها براس سمر
ريما : يا عمري سمر ما انسى كيف عمّي كان يعاملها
ضحكت عهد : معتوهه ديم والله
هزت راسها ريما تناظر عهد : وانتي ماراح ترجعين لبيتك ؟
هزت راسها عهد بالنفي : مشعل عنده شغل وقلت انام هنا احسن
ابتسمت ريما ولفت تناظر سليمان اللي نايم : يعني اليوم بنرجع زي اول ؟
ضحكت عهد : ابي اسوي كل شيء سخيف اليوم
ريما : نفس اول
هزت راسها عهد تقوم من مكانها : يلا نستغل الفرصة بما ان سليمان نايم
ابتسمت ريما وقامت من مكانها تمشي خلف عهد يخرجون برا الغرفة

خذت نفس بهدوء تناظر انعكاسها بالمرايا ورفعت عطرها تتعطّر ، ناظرت شكلها بإعجاب ورفعت كفها تعدل شعرها
عضّت شفتها من سمعت صوت رياض اللي كان يناديها ونطقت : جايّة
فتحت الباب تخرج من الغرفة وابتسمت تشوف رياض اللي واقف معطيها ظهره يرتب الأكل على الطاولة
مشت بخطوات هادية و لف رياض من انتبه لوجودها وابتسم تطيح عيونه عليها ، ابتسمت سمر على إبتسامته واقترب رياض يحاوط خصرها بإيدينه واقترب اكثر يحط خشمه على خشمها وناظر عيونها : انتي بتهلكين قلبي وبتهلكيني انا
ناظرت عيونه سمر تزيد ضربات قلبها بشكل مُرعب من قرب رياض لها ونطقت : بسم الله عليك حبيبي
ابتسم رياض وانحنى يقبّل ثغرها ، يطبع قُبلته على شفايفها و ودّه لو يطول اكثر
ابتعد بعد مدّة ومسك كفها يجلسها بجانبه على الكنبة : تاكلين ؟
هزت راسها سمر بالنفي : مو مشتهية
لف رياض يناظرها : كلي لو عشان خاطري
ابتسمت سمر تناظره : عشان خاطرك ولا انا مو مشتهية
ضحك رياض يهز راسه : متأكدة عشان خاطري ؟
رفعت حاجبها سمر : والله عشان خاطرك
ابتسم رياض وكمّل ياكل وما يترك استهباله على سمر
خرجت من الحمام وناظرت رياض اللي جالس على السرير ينتظرها ، خفق قلبها من شافته يقترب منها وابتسم رياض يجذبها له : انتظرتك سنين طويلة ، وابي نهاية الأنتظار قربك
عضّت شفتها بربكة وهزت راسها تناظر عيون رياض ، تشعر بالحُب والهيمان من نظراته لها
اقترب يقبّل شفتها وتراجع فيها للخلف يمددها على السرير وانحنى يطبع قُبلته على عنقها ، وتنتشر قُبلاته ويضيعون ببعضهم

بـعـد مرور فترة من الزمن —
صحت تشعر بآلام وخمول تستغربه ، لفت من سمعت صوت وابتسمت من طاحت عيونها على مشعل اللي خرج يلف نصف جسده بالمنشفة ورفع عيونه يبتسم لعهد
اقترب منها واعتدلت عهد بجلستها تناظره واقف يجفف شعره بالمنشفة الاُخرى
عهد : متأخر على الدوام ؟
هز راسه مشعل وابتسمت عهد : سهّرتك امس
ابتسم مشعل : كل شيء فدا لعيونك
عقدت حواجبها للحظة بألم ورفع حواجبه مشعل بأستغراب : تحسين بشيء حبيبتي ؟
هزت راسها عهد بالنفي ونزلت كفها لبطنها تمسح عليه ، اقترب مشعل يجلس بجانبها وناظر عيونها : اذا تحسين بشيء لا تخبين علي
عهد : لا حبيبي انت روح للدوام لا تتأخر اكثر
ابتسم مشعل : ناوي يتعبّك حبيب ابوه ؟
ابتسمت عهد تخفي الألم اللي تشعر فيه لأنها تعرف خوف مشعل عليها من لحظة ما عرف بخبر الحمل ، تعرف كيف يسهر الليالي بجانبها يتأكد انها مرتاحة ونايمة بطمأنينة
ناظرها مشعل لثواني وهز راسه يقوم من مكانه ودخل غرفة الملابس يبدّل
التفت بقوة من سمع صراخ عهد وركض للغرفة يناظرها بجنون تبكي وتصارخ اقترب ينبض كل مابداخله من خوفه وانحنى : عهد روحي شفيك
مسكت كفّه عهد تنزل دموعها بصمت وعضت شفتها بألم ونطق مشعل : ردي عليّ حبيبتي تحسين بشيء ؟
نطقت بألم تشعر بدموعها اللي تحرقها تنزل على خدها : بولد مشعل بولد
وقف يناظرها برُعب ولف بسرعة ياخذ عبايتها ولبّسها بأسرع ما يمكن ، ما ينتبه حتى لشكل العبايا ولا اي شيء ثاني
اللي يهمّه بهذي اللحظة هو ان حبيبته وطفله يوصلون المستشفى بالسلامة
انحنى يشيلها بأحضانه ورفعت ذراعينها عهد تحاوط رقبة مشعل اللي كان يعدّي خطوات الدرج بسرعة ويهدّي كل ما سمع انينها من الألم
فتح باب السيارة يمددها على المراتب وركب هو يسوق بسُرعته ، توقف بجانب المستشفى يستغرب كيف وصل بالسلامة وهو قطع الآف الاشارات وتجاوز حدود السرعة المفروضة
نزل يترك باب سيارته مفتوح وفتح الباب يشيل عهد بحضنه يصارخ على كل الموجودين اللي ركضوا لحظة ما دخل بداية المستشفى
توقف مكانه ، يحس بتوقف الزمن وهو يشوف عهد يحتضنونها الممرضات ويثبتونها على السرير يدفعون السرير
مشى خلفهم بدون وعي وتوقف من وقفته المُمرضة عند باب غُرفة العمليات تنطق : ماتقدر تدخل
ناظرها مشعل بعيون مُرهقة : بتكون بخير ؟ بيكون طفلنا بخير ؟
هزت راسها الممرضة : ان شاء الله
جلس على الكرسي بتعب وطلّع جواله من جيبه يتذكر اهله واهلها ، يتصّل على كل واحد منهم وماهي إلا نص ساعة والكل كان موجود
بينما خذا فهد مفتاح سيارة مشعل يبعدها عن وسط الطريق ورجع بخوف يناظر اهله ومشعل واقترب بسرعة من شاف الدكتورة اللي خرجت وابتسم يشوف السرير اللي يُدفع من خلفها
اقترب مشعل بأبتسامة بعد ما اهلكه الزمن وصراخ عهد اللي كان يتكرر على مسامعه عيونه على طفله ويسمع الدكتورة اللي تنطق : الف مبروك ، ولد قطعة من القمر
انحنى يتأمل طفله عن قُرب بأبتسامة ويشعر بعيونه اللي تحرقه من دموعه
وقف ولف على الدكتورة : كيفها زوجتي ؟ اقدر ادخل لها الحين ؟
هزت راسها الدكتورة تناظر ساعتها : نصف ساعة وتقدر تدخل لها
مشت الدكتورة تتركهم ورجع مشعل يشيل طفله ، بتّال
رفعه له يأذّن بأذنه تحت اصوات فرحة وسرور العائلتين
رفع يده يناظر الساعة اللي تحاوط معصمه ورجع يناظر ولده اللي بالحضانة ومشى بعد ما استودعه الله يتركه ، دخل الجناح يسمع اصوات اهله واهل عهد وصوت عهد اللي كان ميّت من التعب
اقترب اكثر وابتسم من طاحت عيونه عليها ،
لف لأبوه اللي نطق : الف مبروك والله يجعله من مواليد السعادة
ابتسم يهز راسه ويتمتم بالآمين ، قام أبو فهد من مكانه : نستأذنكم حنا ونتركك يامشعل مع زوجتك
ناظره مشعل : الله يحفظكم
اقترب يجلس بجانب عهد بعد ما فضى الجناح يتبقون هم لوحدهم
لفت عهد براسها على مشعل وابتسمت تناظره ومدّ كفه مشعل يمسح على شعرها : مافيك شيء اجل ؟ الى متى كنتي ناوية تتحاملين على الألم
ضحكت عهد بتعب تكحّ : ما توقعت بولد اليوم
ضحك مشعل : آهخ يا عهدي تعبتيني بعنادك هذا
ابتسمت عهد ولفوا جميعهم من صوت الممرضة اللي دخلت تدفع سرير بتّال امامها وابتسمت عهد تطيح عيونها على طفلها ، واللي سرعان ما امتلت عيونها بدموعها ما تصدّق ان التسع شهور هذي انقضت بخيرها وشرّها
قام مشعل من مكانه يحتضن طفله بين إيدينه وجلس بجانب عهد اللي خذت طفلها بين احضانها واقترب مشعل يحاوطهم بحضنه ، واللي كان بالنسبة لعهد وبتّال ، حضن الأمان

دخل يدندن وفصخ اللابكوت يتركه على طرف الكنبة ، ودخل المطبخ يسوّي له اكل
خرج من المطبخ يجلس على الكنبة ورفع الريموت يفتح التلفزيون و ودّه لو فيه شيء يشغل باله عن تفكيره برنا
واللي كان حالها مو عاجبه هذي الفترة ابدًا
يشوف صدودها تِجاهه ولا يقدر يتكلّم ويعاتب ، متوّقع انها فترة وتمر ولكن طوّلت هذي الفترة
تنهّد بضيق يتذكر آخر نقاش بينهم واللي من بعده تركت رنا البيت ، له ثلاث ايام يحاول فيها ترجع له ولا رضت
انهلك قلبه من الشوق ورنا لسّى تكابر على غلطها ، بينما هي كانت جالسة بجانب الشباك يتردد على مسامعها آخر نقاش بينهم ونزلت دمعة تحرقها ، سؤال يتكرر عليها " كيف كنّا وكيف صرنا كذا "
تذكر اسلوب طلال معها وكيف كان يتمالك نفسه مايرفع صوته عليها لأنه يخاف عليها ، يخاف على مشاعرها بس هي تمالكها جنون بسبب شعور الغِيرة بأنها شافت المريضة اللي يعالجها تتقرب منّه ولو انه ما اعطاها اي فُرصة ويصدّها
عضّت شفتها بتفكير من حالها اصلًا اللي ابتدأ من شهرين ، رفعت كفها تضرب جبهتها وتتكلم بصوت عالي : غبية انا غبية
قامت من مكانها تبدّل بسرعتها ولبست عبايتها تخرج من الغرفة ونزلت للدور الأرضي
ابتسمت من شافت ورد اللي بحضن امها واقتربت تنطق : بطلع عندي مشوار وراجعة
هزت راسها أم رَعد بأستغراب اصلًا من رنا اللي لها ثلاث ايام ما رجعت بيتها
توقفت عند المستشفى تنزل وبداخلها تشتم نفسها لو طلع اللي بتفكيرها صحيح
انتهت من الحجز ودخلت اخيرًا عند الدكتورة وبعد الاسئلة المُعتادة خرجت تسوي التحاليل وجلست على كراسي الأنتظار تنتظر لمدّة من الزمن
رفعت راسها من سمعت الممرضة اللي تنادي بأسمها ومشت تدخل عند الدكتورة اللي ابتسمت تناظرها : رنا صحيح ؟
هزت راسها رنا تجلس امام الدكتورة : الف مبروك حامل
وسعّت عيونها بصدمة : والله دكتورة !
هزت راسها الدكتورة تناظر تحاليلها : من شهرين كمان
ضحكت رنا بعدم وعي : يعني حالتي هذي بسبب الحمل !
ابتسمت الدكتورة : كل المشاعر اللي تحسينها بسبب فترة الحمل اللي انتي فيها ، وهرموناتك طبيعي تضرب معاك
ابتسمت رنا تهز راسها : يعطيك العافية
خرجت من المستشفى بروقان وإنها اخيرًا عرفت سبب نفورها من طلال وحركت سيارتها بعد تفكير تتجه لبيتها بعد ما ارسلت لأُمها انها بتطوّل

دخلت تنقل نظراتها بأنحاء البيت وابتسمت بخفوت من شافت لابكوت طلال على الكنبة ولفت تسمع صوت بالأعلى
اقتربت تنزل عبايتها وتركتها بجانب لابكوت طلال ومشت للمطبخ تترك بوكس الكيك اللي بيدها على الطاولة وجلست على الكرسي تمدّ شفايفها بتفكير
قامت من مكانها بعد مدّة وخذت الكيك تخرج للحديقة وابتسمت ترتب الجلسة وفتحت شنطتها تطلّع الصور وتركتها بجانب الكيكة ، رجعت للبيت واتجهت للأعلى متوّقعة ان طلال نايم بسبب الوقت المتأخر
دخلت الغرفة وعقدت حواجبها من الهدوء وخلوّ طلال من الغرفة
تقدمت تتوسط الغرفة وتنهّدت من جاء ببالها مشكلتهم اللي كانت بالنسبة لها سخيفة ، وياكلها الندم من لحظة ما عرفت سبب تكبيرها للمشاكل
شهقت من حست باليدين اللي تحاوط خصرها ولفت بسرعة تقابل وجه طلال ، تناظر عيونه والتعب اللي واضح عليه
ابتسم طلال بتعب يناظرها : واخيرًا رضيتي علينا ؟
ميّلت شفايفها رنا تناظر شكله ، يلف نصف جسده بالمنشفة وشعره مبلل من المويا وهزت راسها بالنفي : جيت اخذ اشياء ناقصة ورد
عقد حواجبه طلال بأستغراب : رنا ؟
ناظرت عيونه ، وناظر عيونها بأستغراب كُلّي من جفاها وصدودها له
رفعت اكتافها رنا وبلعت ريقها من ثبّتها طلال بحضنه من كانت تحاول تبتعد
نزلت راسها تناظر يدين طلال اللي محاوطتها تنطق : طلال اتركني
طلال هز راسه بالنفي : مستحيلة انتي ! والله مستحيلة
رفعت راسها تناظره تحاول تخفي نظراتها اللي كانت بتفضح كل الخطّة اللي ببالها وابتعدت بقوّة من خفت شدّة طلال عليها ومشت تترك طلال بالغرفة ، عضّت شفايفها مباشرة من سمعت صوته يناديها خلفها واستعجلت بخطواتها تخرج للحديقة بينما طلال تنهّد يشوفها تخرج من البيت ورجع للغرفة يبدّل على عُجالة يتمنى انها ما راحت
خرج من البيت يناظر الساعة اللي تتوسط شاشة جواله وتوقف بأستغراب يسمع صوت بالحديقة خلفه والتفت يناظر رنا اللي كانت واقفة تناديه
ضحك بذهول يناظرها : ما رحتي !
ابتسمت رنا تهز راسها بالنفي وااشرت له : تعال
عقد حواجبه واقترب منها يناظر الكيك والصور اللي ما كانت في مجال رؤيته
اقتربت رنا توقف امامه ومسكت يدينه تناظر عيونه : حبيبي انا اسفـ
هز راسه طلال بالنفي ورفع اصبعه على ثغرها : انتي تعرفين لو طلّعتي قلبي ودعستي عليه الف مرة ما ازعل منك انا
عضّت شفتها رنا وهزت راسها : ادري ، بس ما راح يرتاح لي بال إلا لما اعتذر منك
ابتسم طلال : واذا قلت لك مو زعلان منك ؟
ناظرته وهز راسه طلال يأكد على كلامه ، ابتسمت رنا تشدّ على كفوفه ورفعت نفسها تطبع قُبلتها على خده
ابتسم يناظرها من ابتعدت ولف براسه يتأمل الكيك و وسّع عيونه من اتضحت له الصور المتروكة على الطاولة
رجع يناظر رنا بذهول وضحكت تهز راسها ولفت للخلف تاخذ الصور ورجعت تتركها بين كفوف طلال اللي انذهل يتأمل الصور ، يتأملها لوقت طويل ولا يستوعب
رفع راسه يناظر رنا اللي امتلت عيونها بالدموع تنطق : كل اللي صار بيننا بسبب هرموناتي ، وعرفت السبب
ناظرت عيونه رنا تكمّل : حبيبي انا حامل
رفع راسه طلال للسماء يضحك ، يشعر بحجم السعادة اللي تملي قلبه ورجع يناظر رنا واقترب يقبّل ثغرها ويحاوط خصرها بإيدينه وكفوفه تحتضن صورة طفلهم

رجّع ظهره على السرير ورفع ذراعه خلف راسه بتفكير
لف ياخذ جواله المرمي بجانبه وفتحه يرجع يعيد الفيديو المُرسل من رنا ، واللي كانت ورد تتكلّم فيه عن رغبتها عن زواجهم يكون بباريس مُعتقده بأن هالأمنية صعبة
بلل شفايفه يفكر وابتسم من راودته الفكرة ، مرّت ٨ شهور
يشوف السرور اللي ابتدأ يرجع بعائلتهم وخصوصًا في عائلة عمّه عبدالرحمن من بعد خبر حمل رنا واللي اسعد الكثير
وهالخبر كان بحدّ ذاته طوق النجاة لورد اللي فعلًا انشغلت بحمل رنا وتجهيزات البيبي ، على الرُغم من إن حمل رنا في هاليوم تمّ الثلاث شهور ولكن ورد كانت تبحث عن اي سبب يشغلها من تفكيرها والأفكار اللي تراودها
قام من مكانه وخرج من غرفته ، ينزل للأسفل وابتسم من شاف اهله مجتمعين وبيبي ورد تلعب على الأرض
اقترب يقبّل راس امه وابوه ويسلّم على رنا
جلس على الكنبة يرتشف فنجان القهوة ويسمع حديث رنا وامه عن البيبي الجديد
هزت راسها رنا : باقي شهر ونعرف إذا ولد او بنت
ابتسمت أم رَعد : ولد ولا بنت المهم يجي بصحة وعافية
ابتسمت رنا تهز راسها : صادقة
رفع راسه رَعد : زواجنا انا و ورد بيكون برا
عقدت حواجبها رنا تلف لرَعد ما تستوعب وكلامه وناظره أبو رَعد ينطق : كيف برا ؟
هز راسه رَعد : برا ، يعني في باريس بس جهزوا شنطكم والباقي علي
ضحكت رنا بعدم تصديق : صادق رَعد ؟
ابتسم رَعد : اي والله صادق
أم رَعد : كلمت ورد بخصوص هالموضوع ؟ شفت رأيها يمكن تبي تأجل سالفة الزواج شوي
هزت راسها رنا بالنفي : حالة ورد تحسنت للأفضل ولو ما تكلمت كنت بكلمك انا
هز راسه رَعد : بكلمها ، بس قلت اعطيكم خبر اول

خرجت من الحمام تلف الروب على جسدها ورفعت المنشفة تجفف شعرها ، جلست امام التسريحة وفتحت جوالها تشغّل اغنية
ابتسمت تردد مع كلمات الأغنية ورفعت الأستشوار لشعرها تبدأ تستشوره ، رفعت عيونها لأنعكاسها بالمرايا تتأمل ملامحها اللي ابتدت ترجع نفس اول
الذبُول اللي كان فيها بدأ يختفي ويبتعد ، ترجع ورد الأُولى
تقتنع بداخلها انها مستحيل ترجع نفس ما كانت ، لكن يكفيها محاولات رَعد و وقوفه بجانبها ، كل يوم يمرّ عليها تحبه اكثر ويكبر حُبه بداخلها
تعرف انه لو كان شخص غير رَعد مستحيل يكمل معاها ، تقرّ بداخلها إن رَعد مو مثل الكل ، مُختلف وتحب إختلافه و وجوده في حياتها
وقف معاها وقت إنطفاءها وذبولها ، وبعد محاولات عديدة قدرت انها تستعيد نصف اللي كانت عليه سابقًا
رفعت فرشة البلاشر تختتم آخر الميك اب وقامت من مكانها تتمايل بخفّة على انغام الأغنية وخذت الفستان تبدّل ، توقفت امام المرايا تناظر فستانها الأبيض الحرير اللي يرسم تفاصيل جسدها ، رفعت كفها تخلخل اصابعها في شعرها
خذت عبايتها تلبسها واقتربت من جوالها تاخذه من سمعت صوت الرسالة وابتسمت تقرأ رسالة رَعد اللي كان ينتظرها 
رفع راسه من سمع صوت باب البيت يتسكر ومد يده يفتح باب السيارة من الداخل وابتسمت ورد تركب ولفت تناظره ، تشوف نظراته المُنبهرة فيها وابتسم رَعد : ما تفشلين في انك كُل يوم تبهريني
ابتسمت بخجل ومد كفه رعد يحتضن كفها وشغّل السيارة يحرّك للمكان
رفعت راسها من توقفت السيارة وعضّت شفتها من بان المطلّ امامها ، المطلّ اللي شهد على اعترافهم لبعضهم واجمل لحظاتهم ، قُبلاتهم واحضانهم
فتح الباب رَعد ومد كفه تمسكها كف ورد ونزلت تمشي بجانبه ، توقف رَعد امام السيارة يتكّي بظهره ولف يناظر ورد : احبّ هالمكان تدرين ليش ؟
ناظرته ورد : ليش ؟
ابتسم رَعد يقترب منها : لأن اول أحبّك قلتها لك كانت هنا وبنفس هالمكان
ابتسمت ورد تعضّ شفتها بخجل واقترب رَعد يطبع قُبلته على ثغرها
وقفت بجانبه تميّل راسها على كتفه وكفها تحتضن كف رَعد
خذا رَعد نفس بهدوء ينطق : وردتي ، متى يجي اليوم اللي نكون فيه تحت سقف واحد ؟
بلعت ريقها تفهم مقصد رَعد ورفعت اكتافها تلتزم الصمت وابتسم رَعد يفتح جواله وفتح الفيديو يلف الجوال لورد اللي ناظرت الفيديو بذهول تسمع اُمنيتها وتعرف ان رنا هي اللي ارسلته لرَعد
قفل جواله يحطه بجيبه ولف يناظرها : متى بعمري قلت لك لا ؟
ناظرت عيونه ورد : ولا مرّة
هز راسه رَعد : وهالمرة خصوصًا مستحيل اقولك لا ، انتي بس اشرّي وانا اقولك سمي ولبيه
ابتسمت ورد وكمّل رَعد : كل شيء جاهز ، والتذاكر موجودة وتكفلت بكل شيء بس انتظر موافقتك
صدّت بالنظر عن عيون رَعد وميّلت شفايفها بتفكير ، ناظرها رَعد تتعمق بتفكيرها وشدّ على كفها
لفت ورد تناظره ، تلمس الصدق من عيونه وانه ما عاد يطيق الإنتظار
هزت راسها ورد : موافقة

' أنت الذي حطيت بالجوف رمحين 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن