18

3.1K 84 1
                                    

نزلت متوجهة للمطبخ تسوي قهوتها ، عضّت على شفايفها من تذكرت انها قالت لرَعد بتتصل ولا اتصلت واتصلت عليه ، وماهي إلا ثواني ورد رَعد
ورد : صباح الخير
رَعد : صباح النور
ورد بأبتسامة : توك صاحي ؟
نزل رَعد جواله يحطه سبيكر على التسريحة ويلبس ساعته : لا ، بطلع اخلص لي كم شغله
خذت ورد كوبها من الطاولة ومشت متوجهة لغرفتها : وايش شغلك ؟
رَعد بأبتسامة : ماراح تعرفينه الحين
ورد بتفكير : متى راح اعرفه ؟
رَعد : يوم الجمعة ، عقدت حواجبها ورد من طاري يوم الجمعة اللي تكرر عليها كثير بهاليومين
رَعد : شربتي قهوتك ؟
هزت راسها ورد : تو سويتها
ميل شفايفه رَعد : كنت بجيب لك
ضحكت ورد : انت ماراح ترتاح الا لما تجيب لي قهوة ؟
رَعد بأبتسامة : ماراح ارتاح إلا لما ينعقد اسمك بأسمي
ابتسمت ورد على كلام رَعد ونزل رَعد يتوجه لسيارته ويحرك للوجهه اللي هو يبيها ، وعقد حواجبه من طال الصمت
رَعد : ورد
ورد : هلا
رَعد : وين رحتي ؟
ورد : معاك
رَعد بأبتسامة : ياعلّك معاي دايم
ابتسمت ورد ، رَعد : وصلت بقفل ، ولنا لِقى ، هزت راسها ورد بأبتسامة وكملت تشرب قهوتها على جو الصباح اللي هي تحبّه كثير ، عند رَعد اللي وصل لبيت مشعل وابتسم من شافه واقف عند المجلس يستقبله
مشعل بأبتسامة : يالله حيّه
رَعد : الله يبقيك ، جبت لك اللي تبيه
مدّ رَعد الجوال لمشعل اللي قعد يقرأ بتركيز ، رفع راسه مشعل : الورقة ممكن تساعد بس مانقدر نبني قضية على هالورقة بس
رَعد : وش تحتاج غيرها ؟
مشعل : اي دليل ثاني تلقاه جيبه
رَعد بتفكير : سمعت عمّي يقول ان ياسر عنده نسخة ثانية من ورقة فيها كل شيء يثبت تورّطهم الأثنين ، هز راسه مشعل : تقدر تدبّرها لي ؟
عقد حواجبه رَعد من تذكر كلام جدّه عن ورد وكيف بيورطها : والله ما ظنّتي ، بس بحاول
قام رَعد من مكانه ، مشعل : بدري ماتقهويت
رَعد : الجايّات اكثر مستعجل الحين
مشعل : ان شاء الله ، الله يحفظك
خرج رَعد لسيارته ويفكر بالموضوع من جديد ، وبداخله تساؤلات كثيرة كيف بيحاول يدبّر الورقة قبل تتورط ورد مع ياسر

جلست سمر على الكرسي بتعب : الى متى وحنا بندور مكان حلو ؟
ريما بتفكير : انا جاز لي اخر محل مكانه حلو شرايك ؟
سمر : اي مكانه زين وبنقدر نجذب الناس له
هزت راسها ريما وكملت سمر : بكلّم فهد عشان يخلص اوراق المحل
عقدت حواجبها ريما : شدخل فهد ؟
رفعت سمر جوالها على اذنها وناظرت ريما : ناسية انه محامي ولا ايش ؟
هزت راسها ريما وكمّلت سمر تتناقش مع فهد عن المحل اللي يبونه للبزنس حقهم ، قفلت من فهد ولفت لريما : فهد يقول يومين وبتخلص الأوراق وتقدرون تجهزونه
ريما : خلاص نبدأ نشتغل على الديزاين من الحين ؟
سمر : ايوه ، بس خلينا نستشير البنات اول
ريما : برسل لهم يجون بيتنا ، قامت ريما ووراها سمر متوجهين لبيت أم رياض ويتناقشون عن مشروعهم الجديد

يــوم الـثـلاثـاء ، ثلاث أيام فقط ما تبقّى على عقد قرآن ورد وياسر
قام رَعد من السرير يحس بالصداع يداهمه بشكل اليم ، لف للبنادول اللي بجانبه واللي كان ملازمه من يوم السبت ، لبس ثوبه ورفع جواله على اذنه ويدعي بداخله ان ورد ترد عليه بسرعه ، ركب سيارته متوجه لبيت عمّه عبدالرحمن
رفع رَعد الجوال على أذنه من شاف ورد ردت ، رَعد بأستعجال : ورد ادخلي مكتب ابوك الحين وطلعي الورقة اللي بالظرف البني
كانت ورد بتتكلم بس سكتت من قاطعها رَعد : بسرعة ورد الحين
خرجت من غرفتها متوجهه لمكتب ابوها بخطوات سريعة وبدت تفتح كل الأدراج تدور على الظرف اللي يقصده رَعد عقدت حواجبها من فتحت أغلب الدروج ومالقت الظرف بدت تدعي انها تلقى الظرف بالدرج الأخير وابتسمت من شافت الظرف امامها ، رجعت لغرفتها تسحب عبايتها بأستعجال ونزلت للباب الخارجي تنتظر رَعد ، رَعد اللي وصل بيت عمّه ونزل يمشي بخطوات سريعة لورد اللي تنتظره عند الباب
ورد : شسالفة رعد ؟
مدّت ورد الظرف لرَعد وعقدت حواجبها من شافت حال رَعد : شفيك ؟
خذا رَعد الظرف من يد ورد : هانت يا ورد ما هي الا ساعات وينكشف كل شيء وتتخلصين من همّ ياسر ، تركها يرجع لسيارته بخطوات اشبه للركض وعقدت حواجبها ورد ترجع للداخل تحاول تفهم كلام رَعد بس هي مايهمّها الحين الا ان رَعد بينقذها من الهم اللي هي فيه مثل ما وعدها ، عند رَعد اللي كان مستعجل يوصل لبيت مشعل والظرف بجانبه غمّض عيونه بقوة من شاف السيارة امامه بسرعة جنونية ، مرّت ساعات وعند ورد اللي بدت تشيل همّ رَعد اللي ما اتصل عليها من اخذ الظرف وراح ، مسكت جوالها ترسل لرَعد وانقبض قلبها من شافت صح واحد ، فتحت على محادثة رنا تسألها بس تراجعت باللحظة الأخيرة ، تمددت على السرير تفكر بحال رَعد وايش بيسوي وماهي إلا دقايق وغفت من التعب اللي هي عاشته خلال الساعات هذي

دخل طلال البيت يدوّر رنا وبصوت عالي : رنا
نزلت رنا من الدرج تناظر طلال بأستغراب : موجودة شفيك تصارخ ؟
ناظرها طلال وجلس بالكنبة يأشر لها تجي تجلس بجانبه ، جلست بجانبه رنا وعقدت حواجبها من شافت حال طلال ، رنا : يوجعك شيء ؟
هز راسه طلال بالنفي ، رنا : شفيك ؟
طلال : بقولك بس لا تخافين ، هزت راسها رنا تنتظر طلال يكمّل
طلال : رَعد سوا حادث ماكمل كلامه من شهقت رنا وقرّب يحضنها
طلال : رنا والله مافيه شيء الحين هو بالمستشفى وبخير سكت طلال من بدت رنا تبكي بحضنه عض شفايفه طلال مايدري وش يسوي وشدّ عليها يمسح على شعرها ،
طلال : رنا قومي جيبي عبايتك نروح له
قامت رنا تناظر طلال وتوجهت للغرفة تجيب عبايتها ورجعت وهي تلبسها امام طلال اللي وقف يمسك كفّها ويتوجهون للسياره متوجهين للمستشفى ، مشت رنا بخطوات سريعة من شافت امها وابوها واقفين بالممر ، رنا بصوت باكي : ماما رَعد فيه شيء ؟
هزت راسها أم رَعد بالنفي : بالعناية المركزة
قربت أم رَعد تحضن رنا اللي بدت تبكي : ادعي له ، ما يحتاج الا الدعاء منك الحين
عند طلال اللي قرب من عمّه أبو رَعد اللي كان يدور بالممر بتوتر ، طلال : بشّر عمي ؟
أبو رَعد : يقولون يمكن يطول بالعناية لأن حادثه كان قوي ، تقدم طلال لأبو رَعد وهو يناظر رنا اللي منهارة بحضن امها

فتحت عيونها من سمعت صوت امها وابوها يتكلمون بهمس ، سحبت جوالها وعقدت حواجبها من ماشافت اي رسالة من رَعد ، نزلت جوالها وقامت تتوجه للحمام تغسل وجهها وتصلي ، مسكت جوالها تخرج من غرفتها وعقدت حواجبها من قرت قروب بنات عمّانها اللي كانوا يدعون لرَعد يقوم بالسلامة ، رفعت راسها وجمد وجهها توقف مكانها من سمعت ابوها يكلم : لا حول ولا قوة الا بالله ، اخباره الحين ، مطوّل هو يعني ، الله يشفيه
انقبض قلبها وبدت تنزل دموعها وتقدمت لأمها : ماما رَعد فيه شيء !
أم طلال : رَعد امس سوا حادث ونقلوه للمستشفى
تنهدت أم طلال تكمل : حاله ما يبشّر بخير ، يقولون يمكن يطول بالعناية ، رجعت لغرفتها بخطوات سريعة سحبت عبايتها ومشت تركض لخارج البيت وهي تبكي بشكل هستيري تحت صراخ ابوها اللي يناديها ترجع ، وصلت للمستشفى وهي بحدّ ذاتها ماتدري كيف وصلت لأنها كانت تسوق بشكل متهّور ، تقدمت تشوف رنا اللي بحضن أم رَعد وطلال اللي واقف بجانب أبو رَعد يهدّيه ، عقد حواجبه طلال اللي شاف اخته متجهه لهم : وش جابك !
ورد بصوت باكي : كيفه رَعد ؟
هز راسه طلال بالنفي ، وتوجهت ورد تجلس على الكرسي تحاول تخفي دموعها اللي خانتها رفعت راسها للسقف تدعي ربّها ان رَعد يقوم بالسلامة

رفعت راسها بقلق تناظر الدكتور مع عمّها أبو رَعد وطلال ، رفعت يدها لقلبها من شافت ملامحهم تبدّلت للحزن ، لفت لأم رَعد ورنا اللي بجانبها من قربوا يمشون اتجاههم
أم رَعد بتعب : وينه رَعد وش قال لك الدكتور
نزل راسه أبو رَعد بأسف : حاله مايطمّن
كمل طلال : حالته مو مستقرّة ويمكن يطول اكثر بالغيبوبة
غمضت ورد عيونها بالتعب اللي هي قاعدة تحسه ، رفعت رنا راسها بقلق : كم يعني !
رفع كتوفه طلال : ساعات ، ايام ، شهور ، سنوات ما كمّل كلامه من شهقت ورد وحوّل نظره لها : ورد تعالي  ، قامت ورد تمشي بجانب طلال اللي بدأ يسألها
طلال : وش جابك انتي ؟ وليش جيتي بدون امي وابوي ؟
بلعت ريقها ورد من استوعبت موقفها : سمعت الخبر من بابا وقلت لازم اجي عشان رنا
هز راسه طلال : ارجعي للبيت ارتاحي رنا معاها امها وابوها وانا
هزت راسها ورد بالنفي : طلال لا !
غمض طلال عيونه بتعب يستند على ورد : ورد لا تجادلين روحي البيت ارتاحي من الصباح وانتي هنا ، ناظرته ورد من حسّت الموضوع بدأ يقلب ضدها ورجعت لمكانها تاخذ شنطتها ، ناظرت رنا اللي حالها يكسر الخاطر
قربت منها تحضنها : رنا لا تبكين ادعي له
هزت راسها رنا تشدّ على ورد اللي كملت : بيصحى ان شاء الله انا متأكدة ، رفعت نظرها لأم رَعد اللي جاية باتجاههم وقامت توقف وتعكس طريقها تتجه للبوابة لأجل ترجع البيت

رمت شنطتها وعبايتها على السرير وتوجهت للحمام تاخذ لها شاور دافي بعد الأحداث اللي صارت لها اليوم ، خرجت من الحمام وهي تلف شعرها بالمنشفة وتجلس امام التسريحة تناظر انعكاسها بالمرايا وعيونها اللي ما جفّت دموعها ، كملت تمسح اللوشن بجسمها وتتدهن بالمَسك اللي امامها ، تمددت على السرير من خلصت مسكت جوالها تناظر محادثتها مع رَعد واللي كان اخر ظهور له يوم الثلاثاء الليل ، غمضت عيونها بتعب وحست بأسوء المشاعر في ليلتها هذي ، تحس انها هي سبب اللي صار لرَعد ، هي الأساس بكل شيء صار ، بدت تنزل دموعها بصمت وماهي إلا دقايق ونامت من التعب اللي فيها

أنت الذي حطيت بالجوف رمحين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن