' أنت الذي حطيت بالجوف رمحين '

الـبـارت الخامس

صحت بأنزعاج من أشعة الشمس اللي تسللت من خلال شباكّها ، حطت إيدها على عيونها تحجب الشمس عنها مدّت إيدها الثانية تسحب جوالها وفزّت من ناظرت الساعة وقامت تتوجه للحمام تاخذ لها شاور سريع قبل تروح دوامها ، طلعت من الحمام وهي لابسة روبها متوجهة للتسريحة وتجلس على الكرسي لأجل تبدأ تتجهز بدت بالكريم وانتهت بالماسكرا ، لبست وخذت عبايتها وطلعت تنزل للصالة ، ابتسمت من ناظرت امها وابوها على طاولة الطعام يفطرون ، رفعت ام طلال نظرها على ورد اللي نازلة مستعجلة : صباح الخير
ورد بأبتسامة : صباح النور على احلى ام واب
ابتسموا لها ، ابو طلال : متأخرة كالعادة؟
ورد تناظر ساعتها : للأسف اي ، ماما ليه نسيتي تصحيني
ام طلال : ابيك تاخذين راحتك بالنوم مايضرّ تأخير كم ساعة
ابو طلال : الا يضرّ هذا اول يوم دوام لها بوزارة الإعلام لازم تثبت نفسها من اول يوم
ورد وهي تهز راسها : اتفق مع بابا ، طلال قال لكم شيء ؟
ام طلال : ايوه اليوم الصباح جانا بيمشون هو ورنـا لسويسرا شهر العسل يقضونه هناك
ورد عقدت حاجبها : مااااما ليش ما صحييتيني اسلم عليهم اوف فاتوني
ام طلال : ما عليك لاحقة عليهم خليهم يروحون ينبسطون
هزت راسها ورد وتقدمت للطاولة تاخذ لها كم حبة زيتون وقهوتها اللي العاملة مجهّزتها لها من زمن
طلعت وركبت سيارتها وبدت تشغلّها واختارت أغنية الصباح لأبو نورة ' كيف نخفي حبنا ' وبدت تردد معاه بكل روقان وحركت لدوامها
•
ناظر نفسه بالمرايـا ببدلته ومسك ساعته يلبسها ومن خلص مسك جواله لأجل يناظر الساعة، مسك العطر وبدأ يرش منه وابتسم من داهمته الذِكرى وانه هو نفس العطر اللي تعطر منه يوم زواج أخته رنـا لما نزلت له ورد تقابله لأجل يعطيها مبخرة اختـه
طلع من غرفته يتوجه للدور الأرضي ، مشى للباب يفتحه بس تراجع من سمع صوت أمه تناديه ولف عليها : سمّي
أم رَعد : بتطلع بدون ما تفطر ؟ الى متى وانت كذا
رَعد : والله متأخر يا أمي بس ابشري اذا وصلت بفطر
هزت راسها أم رَعد : انت ماراح يسنّعك ويخليك تفطر كل صباح إلا زوجة
عقد حواجبه من هالطاري اللي صاير يتكرر كثير هالفترة ، تقدّمت له أم رَعد تمسك كتفه : رَعد انا ودي اخطب لك بنت خالتك ريـم
تنهّد رَعد : لا يا امي انا ما ابي اتزوج الحين
أم رَعد : وليه ما تبي تتزوج ! شوف اختك رنـا تزوجت بسم الله عليها وسافرت اليوم يقضون شهر عسلهم
رَعد : يا أمي افهميني انا مو مستعدّ ما ابي اظلم بنت الناس معاي ، وبعدين ريم بنت خالتي ما أبيها
عقدت أم رَعد حواجبها : وليه ما تبيها ! جمال واخلاق
رَعد ابتعد للباب يخرج من البيت : الله يخلّيها لأهلها
تنهدت أم رَعد من شافته يخرج ، والواضح انها بتتعب معاه كثير بهالموضوع
•
بـيـت أم ريـاض ' خلود '
ريمـا وهي تفتح الباب على عهد : يا حلووووة يلا ترا بتتأخرين وراك جامعة
تقدمت لوسط الغرفة وجلست بجانب أختها على طرف السرير : الحمدلله على نعمة التخرج
مسكت عهد المخدة ورمتها على اختها ، ريما مسكت المخدة وهي تضحك وقامت من على السرير : يلا صحصحي وتعالس نستناك على الفطور
هزت راسها عهد ورجعت تنسدح على السرير لفت ريما لها ورجعت ترمي عليها المخدة وهربت تقفل الباب وراها قامت عهد بأنزعاج : يا الله ، كالعادة زواجات العائلة دائمًا اوقاتها غلط قامت من مكانها تتوجه للحمام وتبدأ تتجهز للجامعة ، نزلت عهد تناظر امها وريـاض وريمـا يفطرون وجلست على الطاولة معاهم تفطر
ريمـا : خلصتي ؟ عشان اوصلك للجامعة
هزت راسها عهد بالنفي : لا فهد بيمرّني
بلعت ريقها ريمـا من طاري فهد واللي ما تخطّت موقفهم بالأمس من تلاقت عيونه بعينها ونزلت راسها تلعب بشوكتها على صحنها
لف ريـاض عليها : ليه يمرك ؟ عندك انا وريمـا
عهد : لا بس قررنا انا وملَك نروح سوا بأول يوم
أم ريـاض : وش فيكم ! ولد خالها ، عادي يا عهد روحي معاهم بس اليوم عشان ما تزعجينهم
عهد هزت راسها : ان شاء الله ماما
•
عقّد حاجبه من شاف الطريق موقف ومن قرّب شاف بنت واقفة عند سيارتها ومن دققّ استوعب انها ورد بنت عمّه ، وقف سيارته على جنب وتقدّم لها يشوف السالفة ويفهم ، انصدمت من شافته متقدّم لها و من شكله ببدلته اللي اول مره تشوفه لابسها ، ما تنكر انه الهيبة واضحة جدًا عليه عكس لمّا يلبس ثوب بجمعاتهم العائلية دائمًا ، استغفرت من شافته قرّب ووقف امامها
رَعد وهو يناظر السيارة والشخص اللي واقف عند نجم يشرح لهم : يا بنت العمّ ، وش صاير !
ورد وهي ترفع نظارتها على خشمها : السيارة اللي قدامي ضغطت فرامل بقوة وانا ما انتبهت وصدمته، وجاء نجم والحين يحاول يحطّ الغلط علي هو واسلوبه الزفت
رَعد ناظرها وهي تتكلم وبدأ يتكلم من سكتت : افا ! اروح اربّيه لك انا الحين ، لكن روحي اركبي سيارتي على ما اخلص موضوعك ، مدّ لها المفتاح تاخذه
ترددت ورد لكن شافت الوضع ما يسمح لها ابدًا تسوي شيء وتقدمت تاخذ المفتاح من ايده وتوترت أكثر تلامست إيدها وايده سحبت ايدها بسرعة وتوجهت تركب السيارة ، توجه رَعد لأجل يفهم الوضع
رَعد : السلام عليكم ، كيف الوضع ؟
تكلّم الشخص اللي صدمته ورد : والله يا اخ مثل ما انت شايف هالغشيمة صدمتني
رَعد قرب له بعصبية من كلمته الأخيرة : حشّم نفسك !
تقدّم رجُل نجم بينهم لأجل يفرق بينهم ومايصير شيء : يا اخ تعوّذ من ابليس ما تسوى ، وانا اشوف لك الوضع الأن والواضح لي ان الغلط ١٠٠٪؜ على هالشخص
تراجع رَعد للخلف : طيب والوضع؟ بتقعد السيارة كذا الى متى ؟
رجُل نجم : شوية اجراءات مثل ما انت عارف وتقدر تاخذها ان شاء الله
هزّ راسه رَعد ورمق الشخص اللي امامه بحدّة ومشى يرجع لسيارته ، ورد اللي كان الموقف واضح امامها واستغربت من شافت عصبية رَعد والواضح ان الشخص رمَى كلمة عليه ، تقدم رَعد يركب جانبها : يقولون السيارة بتطوّل شوي
ورد بتأفف : دوامي اول يوم لي ما اقدر اتأخر ابدًا
لف عليها رَعد : ابشري بي ، بوصلّك
ورد بتردد : و سيارتي !
رَعد : بوصلّك وارجع لها اخلص اجراءاتها
ورد لفت له : ودوامك ؟
رَعد : دوامي ؟ اتأخر عادي ، بوصلك انتي بعدها ارجع اخلص سيارتك وبأذن الله تشوفينها قدام دوامك لا خرجتي
هزّت راسها ورد له ورجعت تناظر للأمام : مشكور يعطيك العافية
هز راسه رَعد وبدأ يمشي بالسيارة : وين دوامك ؟
ورد : وزارة الإعلام، صبر اطلع لك بقوقل ماب
رَعد : لا ما يحتاج اعرف
هزت راسها ورد له وكملت تطقطق على جوالها ، مدّ يده رَعد للشاشة أمامه يشغّل اغنية تضيع الوضع والتوتر اللي بينهم لكن ! من اشتغلت الأغنية زاد التوتر بينهم بشكل فضيع أكثر ، واللي كانت
' كيف نخفي حُبنا والشوق فاضح
وفي ملامحنا من اللهفة ملامح '
توترت ورد من الأغنية وحاولت تشغل نفسها بالجوال ، ما قدرت تركّز ولفت لرَعد اللي طاحت عينها بعينه ولفت راسها بسرعة للشباك جانبها ، ابتسم رَعد من الموقف اللطيف بينهم ، نزلت رأسها ورد تحاول تشغل نفسها وناظرت يد رَعد اللي امامها ، كان لابس خاتم باللون الكحلي ومنحوت عليه اسمه ' رَعد ' باللون الفضّي