48

1.9K 41 19
                                    

بعد مرور أسبوع كـامـل –
ابتسمت تثبّت سماعتها بأذنها وهزت راسها تنطق : صح عليك
ضحك رياض : صح ولا تستهبلين علي نفس عادتك ؟
ضحكت سمر : لا والله هالمرّة خمنت صح
ابتسم رياض يعدّل نسفة شماغه : طيب متى بتروحين ؟
رفعت اكتافها سمر : نص ساعة كذا وراح امشي ، إنت بتمشي الحين ؟
هز راسه رياض ياخذ جواله يرفعه لإذنه : ايوه بروح الحين تحتاجين شيء ؟
ابتسمت سمر تعدّل خصلات شعرها : لو اقول إني احتاجك طيب ؟
ضحك رياض : انا معجبني اسلوبك الجديد هذا مرّة
عضّت شفتها سمر : وحشتني ، أسبوع كامل تتغلّا علي ! المفروض انا اللي اتغلّا
ابتسم رياض : والله إنشغلت مع مشعل والعيال وما افضى الا وقت النوم
هزت راسها سمر : معذور معذور
خرج من البيت يركب سيّارته تحت إستهبال سمر عليه وابتسم من نطقت : ماما وملَك راحوا من بدري ، على قولتهم إني بأخرهم
بلل شفايفه رياض ينطق : يعني لوحدك ؟
هزت راسها سمر : لوحدي تو بابا طلع لبيت أبو مشعل
ابتسم رياض يشغّل سيارته : تمام ، اسمعي مضطّر اقفل الحين
عقدت حواجبها سمر : الله يحفظك
نزلت جوالها بأستغراب من رياض اللي فجاءة قرر يقفل ورفعت اكتافها بعدم معرفة ، خذت فرشة البلاشر تعدّل وتوقفت امام المرايا تشوف فستانها الأبيض بحركة في أكتافها ، يوصل لركبتها وانحنت تلبس كعبها الشفاف وخذت عبايتها تنزل للدور الأرضي
لفت بأستغراب جِهة الباب اللي طُرق ، خذت جوالها و عبايتها بإيدها وخرجت للحديقة تقترب من الباب ورفعت صوتها من خلف الباب : مين ؟
عقدت حواجبها بقلق من عدم الرد وإنما طُرق للمرة الأخرى ، فتحت جوالها تكتب وخذت نفس تمد يدها للباب وفتحت طرف وصارخت برُعب من اللي فتح الباب كلّه يدخل عليها وغمضت عيونها تجهل الشخص
ضحك رياض بصوت عالي يقفّل الباب وفتحت عيونها بسرعة تحسّ انها بحلم من صوت رياض وناظرته واقف امامها مبتسم و وسعّت عيونها : مريض انت ؟ والله مو صاحي ، مو صاحي
ضحك رياض يقترب منها : طلعتي خوّافة !
كشّرت بوجهه سمر : اكيد خوّافة شفت انت ايش سويت ؟
جمعت كفوفها تدعي : اللهم اجرني في مصيبتي ، إذا هذي تصرفاتك قبل الزواج كيف بعده ؟
ابتسم رياض بخبث يناظر عيونها و بققت عيونها تفهم قصده : قليل ادب انت ؟
ابتعدت للخلف تلبس عبايتها وتقدم رياض بحركة سريعة يسحب عبايتها وناظرته بعصبية : خير ؟
ابتسم رياض ورفع حاجبه يتأمل شكلها وعضّ شفايفه وناظرته سمر : اعطيني بتأخر على البنات
هز راسه رياض بالنفي : ابي بوسة
كشّرت بوجهه وتكّت على الجدار بجانبها ورفعت جوالها وسحب رياض جوالها وضحك بصوت عالي من شاف الرقم " ٩٩٩ " : من جدّك !
تأففت سمر : لحالي بالبيت وفي معتوه يطقّ الجرس بدون رد وش اسوي يعني ؟
ابتسم رياض : انا معتوه ؟
هزت راسها بإبتسامة مستفزة وقرّب رياض يقبّلها ورفعت كفوفها لصدره تدفعه وما كان منّه إلا انه يجذبها لحضنه اكثر ونزّل راسه يقبل خدودها ، ثغرها وعنقها تحت محاولات سمر  إنها تتحرر من يدينه اللي محاوطتها

قامت من الكرسي ولفت لمشعل اللي توّه دخل وابتسمت : بدري ؟
ابتسم مشعل يقترب منها ومدّ يده خلفه ظهرها : وحشتيني
ابتسمت عهد تناظر عيونه ورفع حاجبه : ما خلّصتي ؟
هزت راسها عهد : إلا باقي ابدّل
هز راسه مشعل وانحنى يقبّلها من ثغرها وابتسمت عهد من قُبلته ، ابتعد يجلس على طرف السرير وتكتفت عهد تناظره : ببدّل
ابتسم مشعل وعيونه على جواله : في احد مانعك ؟
ميّلت شفايفها عهد : اطلع
ضحك مشعل : اطلع ؟ بنت ترا حافظك
وسعّت عيونها عهد : قليل ادب ! مشعل بلا سخافة
هز راسه مشعل يتمدد على السرير ولف براسه يناظر عهد اللي للأن متكتفة وتأففت تاخذ فستانها ودخلت دورات المياه وضحك مشعل بصوت عالي تسمعه
تكلّمت بصوت عالي من خلف الباب : إنت قليل ادب تدري ؟
ابتسم مشعل : انا ادري من زمان ، بس الغريبة إن توك تعرفين
ضحكت عهد ما قدرت تكتم ضحكتها اكثر وخرجت من بدّلت وفز مشعل يجلس بأعتدال وابتسم من طاحت عيونه عليها
فستانها الأحمرا الطويل يوصل لنصف ساقها بأكمام طويله وفتحة ٧ من الصدر
ابتسمت بخجل من نظراته : كفاية !
ميّل شفايفه مشعل : مالي اسبوع نجيت من الموت ، وماتبيني اتأملك ؟ انا لو ودّي اخذك من بين الكل ونرجع بيتنا
عقدت حواجبها عهد من طاري الموت واقتربت توقف امامه : كم مرّة قلنا طاري الموت ما تجيبه ؟
هز راسه مشعل ومد يده يجلّسها على فخذه ولف براسه يناظرها : تجبريني
رفعت حاجبها تناظره : اجبرك ؟ انت شايفها فُرصة
ضحك مشعل : فاهمتني إنتي
ابتسمت عهد : اعرفك واعرف حركاتك ، بس بليز طاري الموت ما أبي اسمعه منك مرة ثانية !
هز راسه مشعل : من عيُوني ، شيء ثاني تبينه ؟
هزت راسها عهد بالنفي وابتسم مشعل يقترب منها وطبع قُبلته على ثغرها ، وزادت قُبلاته ما توقف بمكان واحد
فزّت من سمعت صوت طرق الباب وعقد حواجبه مشعل وقام يفتح الباب وابتسم يشوف امه : الضيوف وصلوا
هز راسه مشعل : جاييّن
قفل الباب ولف على عهد : نطلع ؟
ااشرت بأصبعها " دقيقة " ومشت للمرايا تاخذ المنديل تمسح آثار الروج وعدّلت روجها ولفت تمشي لمشعل اللي مبتسم يتأملها ، دخلت ذراعها بذراعه ومشوا يخرجون برا غرفتهم

ابتسم مشعل يسلّم على رَعد وخلفه طلال ورِجال آل سليمان عامّةً
شدّ كفه أبو سليمان بكفّ مشعل : الحمدلله على سلامتك يا ولدي وطالع من الشرّ
هز راسه مشعل : يسلّمك يا عم
اقترب رَعد من مشعل ولف مشعل بعد ما انتهى من السلام وهمس : آخر التحديثات ؟
ابتسم رَعد : كم تدفع ؟
ضحك مشعل : ولد اخلص عليّ
هز راسه رَعد : جبت إبن الكلب جبته
ابتسم مشعل ورفع كفه فوق كتف رَعد : ما قصّرت ،  ما قصّرت
ابتسم رَعد : ما سوّيت شيء ، وإنت وقفت معي بوقت محد وقف معي فيه وجاء الوقت اللي تحتاجني فيه
هز راسه مشعل : ما بيننا ياخوي
ابتسم رَعد ومشى مع مشعل يدخلون للمجلس

ابتسمت ورد تناظر عهد اللي جالسة بجانب أم مشعل ولفت لرنا : ياناسو شوفي كيف مستحية
ضحكت رنا : تهبّل تهبّل
هزت راسها ورد ولفت لسمر اللي دخلت تمشي وسلّمت ، اقتربت تجلس بجانب ريما ولفت للبنات
ناظرتها ريما : ليش تأخرتي ؟
ابتسمت سمر : المفروض ما تسألوني هالسؤال
هزت راسها رنا : متعوّدين
ابتسمت ريما بخُبث تناظر رقبة سمر من لفّت ونطقت: سمر
لفت سمر تناظر ريما وعقدت حواجبها من إبتسامتها : شفيك ؟
ريما : كنتي مع حبيب القلب ؟
ناظرتها سمر بأستغراب : مركّبة كاميرات ببيتنا ؟
ضحكت ريما : شوفي رقبتك حبيبتي
وسعّت عيونها سمر بصدمة وخذت جوالها تفتح الكاميرا ، عضّت شفايفها من شافت الآثار وقامت تترك البنات يضحكون عليها وبداخلها تدعي على رياض
توقفت امام المرايا وناظرت رقبتها ما تعرف إيش الحل
خذت جوالها تكتب لرياض " أكرهك "
قفّلته ونزلته على الطاولة ورجعت تناظر نفسها بالمرايا
مدت ايدها تاخذ طرف شعرها وقدّمته للأمام تخفي الآثار
خذت جوالها ترجع للبنات اللي من شافوها ضحكوا وكشّرت بوجههم تتعداهم تمشي بجانب امها
لفت أم فهد تناظر سمر : شفيك ليش ما جلستي عندهم
هزت راسها سمر بالنفي : اشتقت لك وابي اجلس بجنبك
عقدت حواجبها أم فهد بأستغراب وابتسمت سمر من شافت رسالة رياض " اللهم سكنهم مساكنهم "
ابتسمت عهد للبنات اللي جالسين بزواية المجلس ومستمتعين يسولفون ، قامت من مكانها ولفت من سمعت أم مشعل اللي تسألها
عهد : بروح للمطبخ ثواني وارجع
هزت راسها أم مشعل ومشت عهد تِجاه البنات و وقفت امامهم : من اول اشوفكم تضحكون تحمّست اعرف وش السالفة
ضحكت رنا بذهول : انتي الحين قايمة عشان تعرفين سالفتنا ؟
هزت راسها عهد بأبتسامة ولفت على ورد اللي نطقت : انتي سالفتنا حبيبتي
كشّرت بوجهها عهد ومشت تخرج تتركهم ، توقفت بمكانها من لِفت إنتباهها البنت اللي دخلت المطبخ واستغربت تمشي خلفها
توقفت عند باب المطبخ وجمدت ملامحها تشوف مشعل اللي واقف مبتسم للبنت اللي ما تشوف إلا ظهرها
مشعل : كيف الأجواء داخل ؟
ابتسمت وَجد : حلوة والله والبنات كتكوتات
هز راسه مشعل وسكت من سمع صوت خطوات المشي والكعب وناظر عهد اللي مشت مع الدرج تختفي عن مدَى نظره
ناظر وَجد : ثواني وراجع لك
هزت راسها وَجد ورجعت للمجلس ومشى مشعل للدور الأول بأستغراب من عهد اللي تركت الضيوف
فتح الباب وعقد حواجبه من الهدوء ودخل يقفل الباب خلفه ولف لعهد اللي خرجت من الحمام تناظره بنظرات غريبة
تقدّم مشعل بأبتسامة يمسك ذراعها : اشتقتي لي ؟
نزلت نظراتها لإيده اللي بذراعها وابتعدت بقوّة تترك يده وناظرت مشعل بحدّة : لا تمسكني !
عقد حواجبه مشعل : عهد ؟
تجاهلته عهد تمشي للتسريحة واقترب مشعل يحاوطها من الخلف وميّل راسه على كتفها ، رفعت نظراتها عهد لإنعكاسهم بالمرايا ولفت تحاول تبتعد منّه وما كان من مشعل إلا انه يثبّتها بحضنه
مشعل : شفيك ؟ بديتي وحام من بدري ؟
كشّرت بوجهه عهد : لا والله ؟ من جدك مشعل ؟
عقد حواجبه مشعل وضحكت عهد بسخرية : وانا زي الغبية جالسة ما اعرف عن المصايب اللي قاعدة تصير بالمطبخ
سكنت ملامحه من عهد اللي فهمت الموضوع غلط وناظرت عيونه تشوف سكوته وبداخلها تعتقد إنه سكت ما عنده اي مبررات
تغيّرت ملامح وجهها تشعر انها بحاجة للبكي وتكلّمت بصوت مخنوق : مشعل اتركني
هز راسه مشعل بالنفي : فاهمة الموضوع غلط إنتي
ناظرته بحدّة : وش غلطه ؟ اشوفك واقف مع وحدة ما ادري مين هي وتبتسم لها وتسألها كمان !
ضحك مشعل بصدمة من عهد وناظر عيونها : احبّك وانتي معصبة
ناظرته لِثواني وصدّت عن عيونه وانحنى مشعل يقبّلها ورفعت كفوفها عهد تدفعه من صدره ، ومشعل للأن مستمرّ بتقبيلها وابتعد يتوّجع من عهد اللي ضربته بمكان جرحه وناظرت عهد بخوف وجهه اللي انقلب من الألم ، ابتعد للخلف يجلس على طرف السرير وفتح ازرار ثوبه وتجمّدت عهد بمكانها من شافت الدم اللي ملَى الشاش ، فصخ ثوبه اللي امتلَى من الدمّ وناظر عهد اللي رجفت كفوفها تقترب منه ورفع راسه لها : جيبي الشنطة
هزت راسها ولفت تدوّر الشنطة بعيونها واقتربت تاخذها ورجعت توقف امام مشعل
ناظرته بربكة : مشعل
رفع راسه مشعل يبتسم لها : يا عيونه ، سميّ
بلعت ريقها تناظره : آسفـ
هز راسه بالنفي يناظرها : أشش ! ما ابي اسمعها منك
جلست بجانبه ولف يناظرها من نطقت : كنت ابي اكون اللي تداوي جروحك ما توقعت إني انا اللي بجرحك
عقد حواجبه مشعل من كلامها : قلبي إنتي ، لو تنبّشين بجروحي فداك
مدت كفها لفخذه تناظر عيونه وابتسم مشعل يمدّ كفه فوق كفها يطمّنها
ناظر عيونها ينطق : تداوين جروحي طيّب ؟
ضحكت عهد تهز راسها وخذت الشنطة تفتحها تطلّع الشاش والمسحات ، خذت المسحة ورفعت راسها لمشعل : إذا اوجعتك قول لي طيب ؟
هز راسه مشعل : مستحيل توجعيني
عضّ شفته من مدّت المسحة على الجرح تطهّره ورفعت عيونها بسرعة له من تحرك وضحك مشعل : ما اوجعتيني والله
هزت راسها وخذت الشاش تغطّي الجرح وابتسم مشعل يتأملها ونطق : يا دكتورة جروح الغرام
ابتسمت عهد تناظره وقفّلت الشنطة ورجعت تناظره بجدّية : تشرح لي ؟
ضحك مشعل : مُصرّة يعني ؟
هزت راسها تناظره وابتسم مشعل : اختي
عقدت حواجبها عهد : بس إنت ما عندك خوات !
هز راسه مشعل : وَجد بنت خالتي ، واختي من الرضاعة
عضّت شفتها بخجل من اللي صار وابتسم مشعل : احبّك طيب
ناظرت عيونه : وانا احبّك
قام من مكانه وتقدم يفتح الدولاب ياخذ ثوب جديد ، بدّل امام انظار عهد اللي غمّضت عيونها وضحك بذهول : لا مو من جدّك
تكلّمت وهي للأن مغمضة عيونها : خلّصت ؟
هز راسه مشعل : خلّصت
فتحت عيونها تشوف مشعل اللي واقف امامها ومدّ يده لها ، مدّت يدها تقوم معاه وتوقف عند الباب قبل ما يفتحه ولفّ يناظرها : رضيتي يا أم بتّال ؟
لفت تناظره بذهول : ومسمّيه كمان ؟
ضحك مشعل وهز راسه : رضيتي طيّب ؟
مدّت شفايفها تمثل الزعل وناظرها : تدرين المفروض إني انا اللي ازعل
ابتسمت عهد ورفعت اكتافها : اراضيك يعني ؟
هز راسه مشعل وااشر على خدّه ، رفعت نفسها عهد تقبّل ثغره وضحك مشعل : آخ تعجبيني إنتي
ابتسمت عهد : يلا نخرج ؟
عضّ شفايفه مشعل يناظرها : ودّك نسحب عليهم ؟
ضحكت عهد : مو من جدّك عاد العزيمة لك
ضحك مشعل وهز راسه : يلا نخرج

توقفت امام مرايا الأستقبال تلبس عبايتها ولفّت على امها اللي تقدمت تنطق : تجين معانا؟
هزت راسها ورد بالنفي : برجع مع رَعد
ناظرتها أم طلال لِثواني وهزت راسها تخرج بجانب رنا اللي شايلة بيبي ورد بحضنها
حطت طرحتها على شعرها وخرجت تنتظر رَعد اللي ما طوّل وجاء
اقتربت من السيارة ومدّ رَعد يده يفتح الباب من الداخل وركبت بجانبه ولف رَعد يناظرها : وحشتيني
ابتسمت ورد تناظره : اللي يشتاق يكلّم ، يرسل
ضحك رَعد : آخ يا وردتي لو تشوفين حالي الأسبوع هذا ، مشغول ما فضيت بالمرّة
هزت راسها ورد وابتسمت تمسك كفّه : إذا ما انتظرتك مين انتظر ؟
ابتسم رَعد وانحنى يقبّل خدها وحرّك السيارة : وين ودّك ؟
رفعت اكتافها ورد بحيرة : ما ببالي شيء
رَعد : ما يفرق معاي المكان ، يكفيني إنك بجنبي
ابتسمت ورد وابتسم رَعد بإتسّاع : تبين مكان يعجبك ؟
هزت راسها ورد : وهو فيه شيء يجي منّك وما يعجبني ؟
ضحك رَعد وعضّ شفته يناظرها : إنتي ما ترتاحين لين ابوسك صح ؟
ضحكت ورد ورفعت كفّها على ثغرها وضحك رَعد يمدّ يده يبعّد كفّها : لا تخافين كمّلي
ابتسمت ورد واقتربت من رَعد تميّل راسها على كتفه ، ودخلّت ذراعها بذراع رَعد وهي تتأمل الطريق اللي سرعان ما عرفت وجهتهم
وقّف السيارة ولف على ورد اللي للأن راسها على كتفه وعقد حجاجه من هدوئها ونطق بأسمها ، وبِلا ردّ من ورد
انحنى براسه وابتسم من انتبه انها نامت على كتفه ، ولا يلومها من تعبها بهاليوم
رجّع ظهره على المرتبة وخذا جواله يحطه صامت وميّل راسه على راسها بشكل خفيف ما يصحّيها من نومها
مدّ كفه لخدها يمسح عليها ويبعد خصلاتها المُتناثرة على وجهها وهمس : مرّت علي أيام ما يعلم فيها إلا ربي وحده ، وما كان يصبّرني على مرّها إلا طيفك اللي يزورني بكل ليلة
سكت من شافها تحركت وبعّد راسه وتنهّد براحة من إنها ما صحت وميّل راسه على الشباك يتأمل المطلّ اللي امامه
واللي كان نفسه وقت إعترف لورد ، وقت ما فاضت مشاعرهم الإثنين ، وقت قُبلتهم اللي ما تُنتسى وحضنهم تحت المطر 

فتّحت عيونها بإنزعاج من اشعة الشمس ورفعت راسها تنقّل نظرها بالمكان وعقدت حواجبها بأستغراب ، ولا استوعبت الغُرفة والسرير اللي هي متمددة عليه
لفّت من حست بحركة بجانبها وفزّت بسرعة من شافت رَعد نايم ، فتّح عيونه ولف براسه يشوف ورد اللي واقفة بجانب السرير وابتسم : يا صباح الخير
نزلت نظرها للبيجاما اللي هي لابستها ورفعت نظراتها لرَعد تنطق بسرعة : وش صار !
ابتسم رَعد يناظرها : ما صار إلا الخير
عضّت شفايفها تناظر كعبها المرمي بجانب السرير  ضحك رَعد ينطق : نمتي بالسيّارة وغيرت وجهتنا للبيت
عقدت حواجبها تناظر البيجاما : والبيجاما !
هز راسه رَعد : بدّلتي بمساعدتي ، بس ازهليني كنت مغمض عيوني
هزت راسها ورد واقتربت من الكومدينة تنحني تاخذ جوّالها من الشنطة ولفت لرَعد اللي يناظرها وضحك من رفعت كفّها ترفع أعلى بجامتها ، ينطق : ما شفت
هزت راسها ورد : اي هيّن ما شفت ، عيونك عندي حبيبي
عضّ شفته من نطقت " حبيبي " وابتسمت ورد ترجّع نظرها لجوالها ، تقرأ آخر اخبار البنات وفتحت محادثة أمها اللي كانت تسألها عن مكانها وميّلت شفايفها من وقت رسالتها ٤ الفجر ، ورفعت نظرها للساعة اللي قريبة من صلاة الظهر
تركت جوالها تدخل الحمام ولفت لرَعد اللي مرجّع ظهره للسرير وعيونه على جواله ، وبالأساس نظراته وعيونه كلّها عليها ولو ما يناظرها
بلل شفايفه من قرأ رسالة مشعل واللي يطلبه يجي للمركز الآن ورفع عيونه من خرجت ورد تجفف وجهها بالمناديل وناظرت عيونه : شفيك ؟
هز راسه رَعد بالنفي يترك جوّاله بجانبه على السرير وقام يقترب منها وتوقف من صار امامها بالضبط ، ابتسمت ورد من فهمت نيّته وانحنى يطبع قُبلته على ثغرها وابتعد ينطق بإبتسامة : كذا يبدأ الصباح الصحّ
ضحكت ورد تضرب صدره وابتسم رَعد لها ، خذت شنطتها وعبايتها تنزل بعد ما انتهت ونزلت للدور الأرضي تنتظر رَعد ، تنقّل نظرها بكامل البيت واللي كان رَعد مجهّزه ولا ينقصه شيء
رفعت كفها لعنقها تفكر بحال أمها ومرضها اللي بدأ يزيد اكثر ، وكل فترة تتبدّل خطتها العلاجية ولا تقدر تكتم أكثر عن ابوها وطلال وما هي إلا مسألة وقت وينكشف المخفي للكلّ
فزّت من يد رَعد اللي مدّها لخلف خصرها ولفت له ، عقد حواجبه رَعد يسمّي عليها : خوّفتك ؟
هزت راسها ورد بالنفي بأبتسامة : ترجعّني ؟
رفع حاجبه رَعد : أفا ! ما تبيني يعني
ضحكت ورد : إلا ابيك بس ماما تسأل عني
هز راسه بإبتسامة وشدّ ورد لجانبه يمشون للخارج وغيّر طريقهم لمنتصف الحديقة وابتسمت ورد بأنبهار من الأشجار والجلسة اللي بوسطها ولفت تناظر رَعد : واو !
تقدّمت تترك رَعد تمشي بوسط المكان والتفتت لرَعد تبتسم له : أول مرة اشوفه
ابتسم رَعد يقترب منها : سوّيته لأجل خاطرك
مدّ يده خلف خصرها يجذبها لحضنه ورفعت راسها تناظر عيونه ، يتأمل الأشجار والحديقة ، الجلسة اللي كانت نفس ما تبي ورد وأجمل
ميّلت راسها على صدره ونطق رَعد وعيونه على الفراغ أمامه : حببتيني بالقهوة وأنا مالي فيها ، بالشمس ونورها اللي يشعّ كل يوم بالسماء يخفي كل الظلام وكأنك تشبهينها ! تشبهين نور الشمس ، جيتي لقلبي وضوّيتي داخلي ، حياتي اللي نورها من حياتك
شدّها اكثر لحضنه يكمّل : وعلى ما قيل ، إنتي الي حطيتي بالجوف رمحين ، رمح عيونك و وَردي شفاتك
عضّت شفتها بخجل وهز راسه : انشهد رمح عيونك و وَردي شفاتك
ابتسمت ورد وابتعدت بخفّة من حضنه وعقد حواجبه بأستغراب يناظرها واقتربت ترفع نفسها ، تطبع قُبلتها على ثغره ، يشعر برقّة شفايفها على شفته ، قُبلتها الخفيفة واللذيذة بالنسبة لشعُوره
مدّ ايدينه حول خصرها يشدّها له من كانت بتبعد وانحنى هو يقبّلها من ابتعدت ، طالت قُبلاته واللي ما كانت على ثغرها وإنما انتشرت لعنقها ونحرها وكانت أرقّ قُبلاته اللي طبعها على عيونها ، وطرف رمشها
رجف قلَبها من قُبلته الرقيقة ومليانة مشاعر ، تاهت عيونه في بحر عينها واختار قلبه الغُوص
و في بحر عيونها تاهت كل أشواقه ومشاعره ، فترة الأسبوع اللي كان يحسّ بأنها سنين بسبب إبتعاده عن حُضنها وقبلاتها الرقيقة ، وثغرها اللي ما يتحمّل يبتعد عنه ولو دقيقة
نطقت بأسمه تسمع رنين جوّاله ، ولا ينتبه أبد ، يتوُه بعيونها وعسل شفّتها
رفعت كفوفها لصدره تدفعه بخفّة وابتعد يعقّد حواجبه وابتسمت ورد تأشر على جيبه : جوّالك !
تأفف يطلع جواله يشوف اسم مشعل اللي يتصّل ورفع عيونه لها : وإذا جوالي يرنّ ؟ تقطعين اجمل لحظاتي ؟
ابتسمت ورد ومدّت شفايفها تنطق : لاحق عليّ!
عضّ شفايفه يحطّ جواله صامت وهز راسه بالنفي يرفع عيونه لثغرها : والدوام لاحقين عليّ
ضحكت تبتعد للخلف وضحك رَعد يناظر خطواتها السريعة : بنت !
ابتسمت ورد من شافته يتقدّم لها وما اعطاها فُرصة تبتعد اكثر من مدّ يده لها يسحبها ومدّت كفها لثغره تناظر عيونه : رَعد تأخرت عليهم
رفع يده يمسك كفّها يقبّلها : ابيك طيّب ؟
هزت راسها ورد بأبتسامة وسكتت من باغتها رَعد بقُبلة على ثغرها وابتسم يناظرها : كذا نقدر نخرج

دخل مع البوابة وهو بأتمّ روقانه ، يكفيه إن يومه أنتهى وابتدأ مقابل وردته
ما ينسى كيف شالها بحضنه ولا حسّت فيه ، دخل البيت والغُرفة يمددها على السرير ولا حتّى فتحت عيونها
وقت بدّل لها تلبس البيجاما ، يغمّض عيونه مرة ويفتحها مرّة
تمدد بجانبها يلف كامل جسمه لها ، يرفع ذراعه خلف راسها ويقرّبها له
يتأملها ، عيونها ورمشها ، كان منه كامل الأستغراب بإنه كيف حتى وهي نايمة لذيذة بنظره لهدرجة!
يكتشف فعلًا إن أيامه قبلها ما كانت ايام ولا حتّى حياة
من شافها ليلة البدر ما نسَاها ولا نسى تفاصيلها ، كيف حتى هي كانت شايلة همّ السالفة اللي بكلّ إجتماع للعائلة وتدوّر لها حلول
ولا كانت تتوقع إنها بتطيح بمنتصف هذي المُشكلة وتصير محورها ، عقّد حواجبه من الطاري اللي تسلل بتفكيره وشدّ على يده يطرد كل هالأفكار
حبّ أيامه بوجودها وحسّ إن فعلًا لها معنى! كثر ما تجرّع المُرّ ، ينساه وقت ما تطيح عينه بعيونها وكأنها
علاج لأسوء الأيام اللي مرّ فيها
من قبلها ما كان لسنينه أي معنى، ولا حتّى هدف
عايش، عايش وبس، من لحظة ما لمَح زولها وعيونها وشافها بكامل زينتها أمامه كان يزوره طيفها كل ليلة
تنحنح يشوف مشعل اللي خرج من مكتبه وتقدّم يسلّم عليه من بعيد ، ينطق : إنت ما تصبر ؟ ما مرّ على جروحك أسبوع ونص وتداوم
ضحك مشعل يفرك كفوفه ببعضها : أبي اشوف هالحيوان
هز راسه رَعد يأشر على غُرفة التحقيق : موجود الحين ؟
هز راسه مشعل : عشان كذا اتصلت عليك
عقد حواجبه مشعل بتذكّر : إلا صدق انت وينك طوّلت
ابتسم رَعد وضحك مشعل : أم القمر ؟
هز راسه رَعد وضحك بخفوت من تذكّر إصرارها وحماسها على اسم أول بنت لهم
لف مشعل له : عاد هاه ! ترا بتّال للقُمر
رفع حاجبه رَعد : متحمس الأخ ؟
ضحك مشعل : شفيكم عليّ كل من شافني قال متحمس
ابتسم رَعد يربت على كتف مشعل : يحقّ لك
هز راسه مشعل ودخل رَعد غُرفة التحقيق بما إنه هو اللي ماسك هذي القضية، ودخل مشعل للغُرفة الأخرى
وقف مشعل امام الشُباك الزجاجي وعقد حواجبه من طاحت عيونه على الشخص، رفع كفّه على جبينه يضرب جبينه بخفّة محاولات للتذكُّر لأن وجه هالشخص مو غريب عليه ابد
ضحك رَعد بسخرية ينتظر الشخص الجالس أمامه ينطق ولو بكلمة، أو حتى يرمش
شبّك رَعد كفوفه ببعض : مو ممنوع تتكلم إذا تنتظر المحامي
رفع راسه الشخص يناظر رَعد بنظرات غريبة ما يفهمها وناظر عيونه رَعد، يعرف معدن الشخص من عيونه ونظراته وعرف إن هالشخص جبَان وخوّاف
ويعرف إن اللي سواه غلط، ويلعن نفسه مليون مرّة بأنه استعجل وتعدّا على مشعل
بس الكُره والحقد أعمى عيونه وتفكيره، لف على دخول المُحامي وابتسم رَعد بسخرية يأشر له يجلس بجانب الشخص
تقدّم المحامي يجلس بجانبه وحطّ شنطته على الطاولة يطلّع منها ملفات تحت نظرات رَعد ومشعل اللي خلف الزُجاج
عضّ شفته مشعل من عرف الشخص، اللي رفع عيونه يناظر المرايا ويحسّ بأن خلفها شخص بس يجهله
من طاحت عيون مشعل بعيونه ولو إنه مايدري الشخص، عرفه وعرف مشكلته من البداية والسبب بأنه يتعدّا عليه حتى!
فقط من نظرة، والنظرات تحكي أكثر من الكلام والنُطق
رفع اصبعه يطرَق الزُجاج بخفّة ولف رَعد للزُجاج وهز راسه يلف على المُحامي والشخص اللي بجانبه وقام من مكانه : جايّكم
خرج من الغرفة ودخل اللي بجانبها وقفّل الباب خلفه وعقد حواجبه يشوف مشعل اللي تلوّن وجهه بالأحمر من غضبه
رَعد : شفيك !
هز راسه مشعل يأشر على الشخص : اعرفه رَعد ، واعرف مشكلته
سكت رَعد من قاطعه مشعل ينطق : ماراح يعترف ولا يتجرّأ هالجبان ، خلّه علي
رفع يدّه رَعد يمسح شاربه بتفكير وناظر مشعل ، يناظر عيونه وسرعان ما وافق لأن مشعل شخص لا يُعلى عليه بالتحقيق، ويطلّع الحقيقة ولو من بين عيونه
هز راسه رَعد وتقدّم امام المرايا وتكتف يناظر مشعل اللي دخل للغُرفة
تقدّم مشعل يرمي الملفات على الطاولة، وتوقف امام الكرسي يمدّ يدينه عليه يستند
ضحك بسخرية يناظر الشخص اللي تحوّلت نظراته للذهول من شاف مشعل ورفع حاجبه ينطق : شفيك مصدوم وكأنك متوقع إني بودّع؟
سحب مشعل الكرسي وجلس يفتح الملفات وهز راسه ينطق بأسم الشخص اللي صدّ عنه تلقائيًا وابتسم رَعد يفهم تصرفات مشعل ومدّ يده يخفض درجة الحرارة، يترك الغُرفة تبرد أكثر واكثر توتّر الشخص اللي بداخلها
شبّك الشخص كفوفه ببعض من البرد اللي حسّ فيه وابتسم مشعل ينطق : وأنا كنت انتظرك من شهور، توّ تتذكر إنتقامك وحلفك؟
ابتسم بأستفزاز يكمّل : إن كانك ماولدت بالرجولة، نعلّمك إياها
ناظره الشخص بحدّة من كلام مشعل اللي اهانه بشكل ما يتوّقعه
هز راسه مشعل : وإلا كيف تكون رجال وانت تتعرض لبنات الرجَال؟
عقد حواجبه رَعد بأستغراب وكمّل مشعل يأشر بأصابعة الأثنين : عندك خيارين، يا تعترف وتطلع منها بسلام
ابتسم مشعل : يا نطلّع هالأعتراف من بين عيونك
لف المُحامي على الشخص وهز راسه يناظر مشعل : احتاج اتكلم مع موكّلي بأنفراد
ضحك مشعل بسخرية وقام من مكانه، يخرج من الغُرفة ولف على رَعد اللي خرج بنفس الوقت
تقدّم مشعل : من هنا تقدر تستلم الوضع
رفع حاجبه رَعد : على وين؟
ابتسم مشعل يناظر جوّاله ورسالة عهد ورفع عيونه على رَعد : أم بتّال تطلبني
ضحك رَعد وهز راسه يسلّم على مشعل اللي ابتعد يخرج من المركز
خذا نفس بملل يدخل للغُرفة وتقدّم يوقف امام المحامي ينطق : وش قراركم الأخير ؟
رفع راسه المحامي لرَعد وهز راسه رَعد يناظر ساعته : عندكم عشر ثواني
سكت رَعد من قاطعه المحامي ينطق : موكّلي راح يعترف، بس مع شرط تخفيف العقوبة
ابتسم رَعد بسخرية يناظر الشخص اللي واقف امامه، وما يخفى على رَعد خُوف هالشخص من دخوله للسجن

دخل البيت يقفّل الباب خلفه وابتسم من سمع صوت الأغنية اللي يستقبله وتقدّم يمشي خلف الصوت
توقف عند باب المطبخ يتأمل عهد اللي قاعدة تطبخ وابتسم يشوف حماسها مع الأُغنية وكيف قاعدة تردد خلف كلمات الأغنية
تقدّم بهدوء واحتضن ظهرها ، يحاوط خصرها بين إيدينه ويشبك كفوفه ببعضها
ميّل راسه على كتفها ، بين عنقها ونحرها وابتسم تداهمه ريحة عطرها اللي تأسره وكثير
ابتسمت عهد من مشعل اللي حاوطها ونطقت : ما حسّيت فيك
ابتسم مشعل : ياجعل هالروقان اللي احبّه دايم
قبّل خدها من نطقت : وتدوم لي
نزّل كفوفه ومسك كفوفها يحتضنها ورفعها على بطنها، يثبّتهم
ما كان منّهم إلا الهدوء، والكثير من القُبل
عضّ شفايفه مشعل بتذكّر : طلبت من رَعد بنته
ضحكت عهد بذهول : اي بنت!
ابتسم مشعل : لا جات القمر أبيها لبتّال
لفت عهد تقابل وجهه وناظرت عيونه تضحك : لا مو طبيعي إنت!
هز راسه مشعل : مو طبيعي، لأنك قدامي وللحين ماحطّيتك بحضني
رفعت حاجبها عهد : لحظة شعولي إنت صادق يعني؟
ابتسم مشعل : صادق صادق
عضّت شفتها عهد : لو تطلع بنت طيب؟ لو يجيبون ولد؟ لو تنعكس السالفة كلّها
ضحك مشعل ورفع كفّه على فمها : بس بس! خُذيها منّي ، بيجي بتّال وبتجي قُمر بصحة وسلامة، و وقتها يصير خير
ضحكت عهد من كفّ مشعل وتكلّمت ما يفهمها مشعل ورفعت كفها تبعّد كفه وناظرته عيونه : أحبّك وأحب عباطتك والله
ابتسم مشعل وانحنى يقبّل ثغرها، يضيع بهالدنيا ولا يلقى إلا حضنها وطنه، يضيع قلبه وما يلقاه إلا بوسط كفوفها وبأمانها

خذت نفس تنزل للدور الأرضي ورسمت الإبتسامة على وجهها من شافت أبوها وأمها وطلال مُجتمعين بالصالة يتقهوّون
اقتربت تجلس على الكنبة وخذت فنجان القهوة من أمها وناظرت عيونها، تشعر بتعب أمها اللي صار ما يتحمل إنه يتخبّى اكثر من كذا
رفعت الفنجان لثغرها ترتشف منه، وتضحك وسط إستهبال طلال اللي ما عمره تغيّر أبد وهذي عادته بأي جلسه، يدخل السُرور على الموجودين
لفّت عيونها بسرعة لأمها اللي كحّت تمسح ثغرها بالمنديل وناظرتها بقلق من انتبهت للدمّ الموجود بالمنديل
عقد حواجبه أبو طلال : عسى خير !
عضّت شفتها بقلق من ملامح أمها اللي تغيّرت، وتعرف إن امها بهذي اللحظة راح تتكلّم لا مُحالة وتكشف المستور
حركّت الفنجان بحركة سريعة تكبّه على نفسها وصرخت تمثيل للخوف، وفزّ طلال : بسم الله عليك !
قامت ورد تنفض بيجامتها ولفت بسرعة لأمها تهزّ راسها بالنفي، وصدّت أمها عنها بالنظر
نزلت راسها ورد تناظر بيجامتها اللي انعدمت ورفعت راسها تناظر اهلها : بروح ابدّل واجي
هز راسه طلال يرجع يجلس بمكانه وناظرت ورد أمها : ماما تجين معاي؟
ضحك طلال بأستغراب : تبين أمي تنقّي لك البيجاما الجديدة؟
ضحكت ورد بقلق تناظر أمها وهزت راسها أم طلال تقوم معاها
مشت مع الدرج تفرك كفوفها ببعض بقلق ولفت تتوقف عند بداية الدرج تناظر امها : ماما !
وقفت أم طلال امام ورد تناظر عيونها ، تشوف قلقها وإصرارها ان محد يعرف
هزت راسها بالنفي أم طلال : ورد إلى متى؟ مو كل شيء بيتخبى
سكتت ورد من قاطعتها أمها تكمّل : بكرا بنبدأ خطة علاجية جديدة، وبعد اسبوع بيقولون فشلت إلى متى يا ماما بقعد انتظر ؟
عقدت حواجبها ورد واقتربت تحضن أمها، هي بحدّ ذاتها كانت تهرب من مرض امها ولا ودّها تعترف
سبب إصرارها على أمها وان محد يعرف، لأنها تعرف إذا الكل عرف بتنجبر هي تعترف
وهي ماودّها، ودها تشوف امها بصحة وسلامة امامها وبداخلها إقتناع تامّ أنها فترة وتعدّي ومو لازم احد يعرف
ابتعدت عن امها ومسكت كفوفها تناظر عيونها : توعديني بس بابا وطلال؟
ابتسمت أم طلال بحزن على حال بنتها وهزت راسها : اوعدك
ناظرت أم طلال مكان القهوة في بيجاما ورد تنطق : ماراح تبدّلين؟
ضحكت ورد تهز راسها : خمس دقايق وننزل سوا
هزت راسها أم طلال وتقدمت تجلس بالكنبة تنتظر ورد اللي دخلت غرفتها
قفّلت الباب خلفها وطاحت عيونها على إنعكاسها بالمرايا
رفعت كفوفها تمسح دموعها بعشوائية وتقدّمت للدولاب تطلّع اول بيجاما ، ولا ودها حتى تفكّر أيش تلبس
كل تفكيرها بردة فعل أبوها وطلال، وتعرف إن كل كم الملامة بتكون عليها لأنها هي اللي اصرّت على امها محد يعرف
خذت نفس تدخل للحمام تاخذ شاور سريع، وخرجت تبدّل وترفع شعرها نصف تترك النصف الآخر براحته
خذت جوالها بتطلع وتوقفت تشوف رسالة رَعد اللي يتطمّن عليها
وابتسمت لا إراديًا تكتب : وردتك صاحية من أول، وحشتني
خرجت من الغرفة ومشت مع امها للدور الأرضي
لف أبو طلال على ورد : كل هذا عشان تبدلين
ضحكت ورد بربكة : كنت اسولف مع ماما
هز راسه أبو طلال يرتشف من القهوة ، ويعرف إن فيه شيء مو طبيعي صاير
جلست ورد امام أمها ، تنقّل نظراتها مابين طلال وأبوها وترسم ببالها مليون ردّة فعل
فركت كفوفها ببعض بقلق ورفعت نظراتها لأمها من بدت تتكلّم
خرجت من البيت وتقدمت للجلسة اللي تتوسط الحديقة وابتسمت تقترب بخطوات هادية ورفعت كفها على كتف ملَك اللي ساهية بتفكيرها
صرخت ملَك تفزّ من مكانها ولفت على سمر ترفع كفها على قلبها : مجنونة انتي؟
ضحكت سمر تجلس : انتي اللي وين تفكيرك
ناظرتها ملَك : عدّلي تصرفاتك لا تخرشين رياض المسكين
ابتسمت سمر وهزت راسها بالنفي : لا متعوّد
ضحكت ملَك بذهول : وتقولينها بكل بجاحة!
هزت راسها سمر تضحك من شكل ملَك اللي مشت للباب تفتحه من سمعت صوت الجرس
ابتسمت ملَك : هلا هلا
دخلت ريما وخلفها عهد وضحكت ملَك تنطق : هلا بالحوامل
ضحكت ريما تطق ملَك بخفّة وتعدتها تمشي لسمر
لفت ملَك على عهد : ها بشري بنت ولا ولد
ضحكت عهد : بدري !
ابتسمت ملَك ترفع اكتافها : متحمسة
هزت راسها عهد : كلّنا حبيبتي
لفت ملَك على صوت الجرس للمرة الأُخرى ولفت على عهد : اسبقيني
هزت راسها عهد تمشي للبنات وفتحت ملَك الباب وسرعان ما ابتسمت من شافت بيبي ورد اللي بحضن رنا
ضحكت رنا : الله هالأبتسامة كلّها عشان ورد !
ابتسمت ملَك تاخذ ورد اللي مدّت لها كفوفها ولفت رنا تناظر طلال اللي للأن ماحرّك وناظرت عيونه اللي تناظر الفراغ ولفت على ملَك : ادخلي وانا بجيكم
هزت راسها ملَك بأستغراب وقفلت الباب ترجع للبنات وابتسمت عهد : اعطيني
وقفت ملَك وهزت راسها بالنفي : لا
عقدت حواجبها عهد : ملَك بلا سخافة
ابتسمت ملَك تجلس وبحضنها بيبي ورد اللي مسكت اصبع ملَك بكفّها ورفعت نظراتها لعهد : إذا تبينها تعالي واذا راحت معك ماراح اقول شيء
هزت راسها عهد وابتسمت بغرور توقف : ابي اشوف وجهك بعد ما تجي معي
ابتسمت ملَك تهز راسها وتقدمت عهد تنحني امام ملَك وناظرت بيبي ورد : وردة
كتمت ضحكتها ملَك من بيبي ورد اللي متجاهلة عهد وعقدت حواجبها عهد تمسك كف ورد : ياحلوة
سحبت بيبي ورد كفّها الصغيرة وضحكت عهد بأحراج : بنات شفيها ذي
ضحكت ملَك بصوت عالي : ما تبيك خلاص روحي
وقفت عهد ومدت كفوفها تحاول تشيل بيبي ورد اللي تغيّرت ملامحها للبكاء ورجعت ملَك للخلف : خلاص عهد ما تبيك
كشّرت عهد بوجه ملَك : خلاص ما عاد ابيها
ضحكت ملَك تهز راسها : اي ما تبينها
تنهّدت رنا من حال طلال ورفعت كفها تطرَق الشُباك وفزّ طلال يلف لها
فتحت الباب رنا وركبت تجلس بجانبه ولفت : قلبي فيك شيء ؟
لف طلال بجسمه لها وهز راسه بالنفي : لا ، ليش ما دخلتي للبنات؟
خذت نفس رنا من حال طلال اللي اختلف خلال هاليومين ومدّت كفوفها تحاوط كفّه ورفعت نظراتها لعيونه : حبيبي إنت تعرف انه امر الله صح؟
هز راسه طلال : لا أعتراض
عضّت شفتها تشعر بالحمل الثقيل اللي بداخل طلال، ولا يقدر يشرحه من صعوبته
شدّت على كفه وناظرت عيونه : خلّيك قوي، إذا مو عشانك عشان خالتي
هز راسه طلال ورسم الإبتسامة على وجهه، إبتسامة تطمّن قلبها : تدرين إني أحبك؟
ابتسمت رنا، وارتاح قلبها من أبتسامته اللي تحبّها ولا ودها تغيب عن وجهه
هزت راسها رنا : أموت عليك والله
ابتسم طلال ولف يشوف سيارة ورد اللي وقفت تنزل منها ولف لرنا : تنزلين؟
هزت راسها رنا تفتح الباب وخرجت ولفت تناظر طلال وابتسمت تعطيه بوسة بالهواء
ابتسم طلال على بوستها وناظر عيون ورد اللي تحكي الكثير، حرّك سيارته من شافهم يدخلون للبيت
لفت رنا تمسك كف ورد : دودي
لفت ورد تناظر رنا وابتسمت : هلا قلبي
ابتسمت رنا تشدّ على كف ورد : لا تضعفين أبد ترا ما عهدتك إلا قوية
هزت راسها ورد : بأذن الله
جلست ورد بجانب سمر ورنا بجانب ملَك ومدت ايدينها تاخذ بيبي ورد اللي لفّت براسها للجهة الأخرى
وضحكت رنا بذهول تناظر ملَك : انتي سحرتي بنتي ولا ايش!
ابتسمت ملَك بغرور ونطقت ريما : الله وكيلك حتى عهد كانت تبيها ورفضت تروح معاها
ضحكت رنا : ياعمري حسيت بشعورك
ابتسمت عهد ونزّلت كفها على بطنها ورفعت راسها من نطقت سمر : طفشت وانا انتظر سليمان
ضحكت ريما : وهو بكيفي ؟
ابتسمت ملَك تلعب بكفوف بيبي ورد : ابي اغمض عيوني وافتّحها الاقيه قدامي
ابتسمت ريما : لا مو صاحيات انتوا
ابتسمت رنا ونطقت بتذكّر : إلا صح كم باقي لك ؟
ريما : خلاص دخلت شهري
هزت راسها رنا بأبتسامة ولفت تاخذ فنجان القهوة من يدين سمر
لفت سمر بأستغراب من حال ورد اللي طول الجلسة ساكتة، وتشارك بكلمة او كلمتين وترجع تسهى بتفكيرها
سمر : ورد وين وصلتي
فزّت ورد وعقدت حواجبها سمر : بسم الله عليك
ابتسمت ورد تهزّ راسها بالنفي : افكّر بس
ضحكت ملَك : تفكرين بتجهيزات الزواج؟
هزت راسها ورد : اي شايلة هم
ابتسمت ملَك : دام خلّصتي اهم الاشياء ، تهون الباقي
هزت راسها ورد بأبتسامة
عقدت حواجبها ريما من حست بالألم ولفت رنا تشوف كفوف ريما اللي ترجف ونطقت : تحسين بشيء ؟
هزت راسها ريما بالنفي وخذت نفس تحاول تنسى الألم
ابتسمت ملَك : تخيلي تولدين الحين
كشّرت بوجهها ريما : الله يحرمنا من تخيلاتك
ضحكت ملَك : صدق والله نفس رنا تحاملت على الألم
قاطعتها رنا تضحك : يوه بنات ما انسى موقفي
هزت راسها ورد : اصلًا لو تشوفين المستشفى كيف امتلى منّا
ضحكت رنا : مو صاحيين انتوا
فزّت عهد من مسكت ريما كفّها تشد عليها بقوة ولفت تناظر البنات برعب : يمه ريما شفيك
عضّت شفتها ريما بألم تكتم صراخها : ما اقدر اتحمل
قامت رنا من مكانها بسرعة ترمي العبايا على عهد : لبّسيها بنطلع
لفت على ورد : ورد روحي شغّلي السيارة وبنجيك
هزت راسها ورد وقامت من مكانها تلبس عبايتها بسرعة ومشت تركب سيّارتها وعضّت شفتها بقلق تنتظر البنات
خرجوا البنات خلف بعضهم وعهد بجانب ريما تستند عليها وفتحت الباب يركبون
حرّكت ورد بكل سرعتها، تتجاوز السيارات وتتعدّا الحد القانوني للسرعة كل ما سمعت صراخ ريما المكتوم
وقفت بعشوائية امام المستشفى تنزل وتصارخ بأعلى صوتها على المُسعفين اللي ركضوا ياخذون ريما يحملونها على السرير وتجمدت ورد بمكانها ما تستوعب كل اللي حصل
لفت رنا تنادي ورد، اللي ماكانت اصلًا بعالمهم إنما تفكيرها بمكان ثاني
اقتربت ريما تمسك ذراع ورد اللي لفت عليها بسرعه ونطقت رنا : روحي وقفي سيارتك وتعالي
هزت راسها ورد ومشت تركب السيارة وحرّكت ، بينما البنات دخلوا للمستشفى خلف ريما ولفت ملَك على سمر : اتصلتي على فهد ؟
هزت راسها سمر بالنفي وخذت جوالها تنتظر الجواب من فهد ، اللي سُرعان ما ردّ وينطق : ريما فيها شيء ؟
عضّت شفتها سمر : فهد تعال المستشفى
سكنت ملامح فهد من سمع طاري المستشفى وبلع ريقه ينطق : وش صاير ؟ سمر كلّميني
عقدت حواجبها رنا من جمود سمر بهالموقف وسحبت الجوّال منها ترفعه لأذنها : فهد مافيه الا كلّ خير بس ريما تعبت علينا والظاهر إنها بتولد
فزّ فهد من مكانه وهز راسه : جايّكم ارسلوا لي الموقع
هزت راسها رنا وقفلت المكالمة تعطي سمر جوالها : ارسلي له الموقع
دخلت ورد تدوّر البنات بعيونها وتقدمت تشوفهم جالسين على الكراسي : بشّروا طلعت ؟
هزت راسها عهد بالنفي : باقي
جلست ورد بجانب رنا ولفت تناظر بيبي ورد اللي تتأمل الموجودين، عيونها تتحرّك مع اللي يمشون امامها وابتسمت تنسى وجع قلبها وانحنت تلعب بكفوف ورد اللي ضحكت تناظرها
ضحكت ملَك بعدم تصديق : واحنا كل ما تجمعنا لازم وحدة منكم تولد ؟

نزّل نظره للساعة اللي تحاوط معصمه، رفع عيونه يتأمل الموجودين، أحوال المَرضى والمُرافقين وباله مشغول مع ريما
خذا نفس بقلق من طال إنتظاره ولف بسرعة من سمع صوت سمر تناديه بعلوّ صوتها، اقترب لها وابتسم بخفّة من شاف الدكتورة واقترب ينطق : بشّري ؟
ابتسمت الدكتورة تهزّ راسها : ما شاء الله ، الف مبروك
ابتسم فهد : متى اقدر اشوفهم ؟
قطع كلامه من شاف المُمرضة اللي تدفع سرير البيبي وابتسم يقترب منها وتوقفت الممرضة وانحنى فهد يشيل البيبي ويتمتم بـ " ما شاء الله "
انحنى ينزّل البيبي وتقدم لسمر ينطق : انتبهي لريما بروح اكمّل البيانات واجي
هزت راسها سمر وابتسمت ينعاد ببالها مشهد فهد والبيبي
لفت رنا على ورد اللي تمشي وشايلة بيبي ورد بحضنها وتقدّمت لها : تبين نرجع ؟
عقدت حواجبها ورد : فيك شيء ؟
هزت راسها رنا بالنفي : خلّينا نرجع ونعطي مجال للي بيجون
هزت راسها ورد وابتسمت رنا من شافت بيبي ورد نايمة على كتف ورد ونطقت : تبين اخذها منك ؟
ابتسمت ورد : خلّيها وتاخذينها إذا وصلنا السيارة
التفتت سمر من سمعت صوت رياض وابتسمت من طاحت عيونها بعينه واقترب رياض بجانبه أمه وابتسم يناظر سمر
اقتربت أم رياض تدوّر فهد بعيونها : كيفها ريما ؟
سمر : مبروك عمّة جانا ولد نفس القُمر
ابتسمت أم رياض : يبارك فيك يبارك فيك
رجعت سمر للخلف تجلس بجانب ملَك وجاء فهد مُبتسم ومنشرح خاطره وعقد حواجبه : باقي مادخلتوا ؟
هزت راسها ملَك بالنفي وخرجت الممرضة من الجناح : تقدرون تتفضلون الحين
ابتسم فهد واقترب يدخل الغرفة يترك الكل خلفه، قفّل الباب خلفه ومشى بخطوات هادية وطاحت عيونه على ريما اللي متمددة على السرير ونايمة
لف ياخذ الكرسي وقرّبه بهدوء يحطه بجانب سرير ريما وجلس يمد ذراعه خلف راسها وخلخل اصابعه في شعرها يسمّي عليها ويقرأ
فتّحت عيونها ريما بعد مُدّة تسمع صوت فهد وابتسمت تلف راسها له ، فزّ فهد من حس بحركتها وابتسم من طاحت عيونه عليها : مبروك ماجانا يا أم سليمان
مدّ كفه يمسك كفوفها من نطقت : يبارك فيك ياروحي، وينه ابي اشوفه
هز راسه فهد : عشر دقايق وبيجي ، اهلنا ينتظرون برّا تبينهم يدخلون ؟
هزت راسها ريما وجلست ترجّع ظهرها للخلف ولفت تناظر فهد : كيف شكلي ؟
ابتسم فهد : تسلبين عقلي بكلّ ماشفتك، وتسأليني كيف شكلك ؟
ابتسمت ريما ورفعت كفها تعدل شعرها : جاهزة
انحنى فهد يقبّل جبينها وقام من مكانه يخرج وطاحت عيونه على اهله اللي اجتمعوا وانهالت عليه المُباركات من جميع الجِهات

رجعّت ظهرها على السرير وميّلت شفايفها تفكر ، وهذا حالها من اسبوع كامل ، التفكير ينهش عقلها ولا فيه غيره
تفكّر بحال امها ، مرضها اللي بدأ يزيد ، حال ابوها اللي اختلف من انتشر خبر مرض امها بالعائلة ، إنطفاء طلال الواضح للكلّ
رفعت اصبعها على شفايفها وغمّضت عيونها بتعب
قامت من مكانها ودخلت الحمام تاخذ لها شاور
تطرد كل الأفكار السلبية اللي واردتها خلال هالساعتين
خرجت تلف الروب على جسمها ورفعت المنشفة الصغيرة اللي بيدها تجفف شعرها وتقدمت تجلس امام المرايا
تمسح جسمها باللوشن ، تحطّ ميكب خفيف ، تكتفي بالماسكرا والقلوس
توجهّت للدولاب تبدّل لقميص ابيض وبنطلون بنفس اللون واسع
خذت حلقها تلبسه وانحنت تلبس كعبها وناظرت معصمها اللي بدون إسوارتها له فترة ومدّت شفايفها بضيق : وكأنه ينقصني !
لبست عبايتها تخرج وتمعنّت النظر بالبيت ، اللي بدأ ينطفي نوره من تعب امها اللي كلّ يوم يزيد اكثر
ولا ودّها تواجه فكرة إن امها بيوم من الأيام بتروح عند خالقها
تنهّدت ، وخرجت من البيت تركب سيارتها وناظرت جوالها تشوف رسائل البنات ، رَعد اللي يسأل عن وجُودها وإتصاله اللي ما انتبهت له حتّى من تفكيرها
خذت جوالها تتّصل على رَعد وشدّت على الدركسون تضغط بريك بكل قوّتها تطلق شتيمة على الشخص اللي خرج امامها ، نزلت من سيّارتها تترك الباب مفتوح ولا تنتبه إن رَعد على الخطّ
عقدت حواجبها ورد تناظر الشخص اللي واقف : حصل لك شيء ؟
هز راسه بالنفي : انتبهي المره الجاية الله يهديك
تأففت بضيق من حالها وهزت راسها : منتبهه إنت اللي وش جابك قدامي ! ما تشوف ؟
رفع حاجبه يناظرها ، تعتدل بوقفتها وناظر حواجبها اللي معقّدتها واقترب منها ينطق : عسى ماشرّ ؟
فكّت عقدة حواجبها وناظرت عيونه تصدّ عنه : لا تسوي تمون طيّب ؟
ابتسم بسخرية على حال ورد وهز راسه يتراجع للخلف ومشى يتركها ، خذت نفس تهدّي نفسها ورجعت لسيارتها تقفل الباب وتأففت تضرب على الدركسون
لفّت بسرعة من سمعت صوت رَعد وخذت جوالها ، عضّت شفتها من شافت مدة المُكالمة اللي كانت فعلًا على وقت ما نزلت تتناقش ، او بالأصح تتمشكل مع الشخص اللي امامها لين ما رجعت للسيارة
عقد حواجبه رَعد بأستغراب من حال ورد ونطق : وردتي
حرّكت سيارتها تردّ عليه : ياعيوني
رَعد : فيك شيء ؟
هزت راسها ورد بالنفي : مافيني ، انت عندهم ؟
بلل شفايفه رَعد : عندهم عندهم ، إذا جيتي لا تنزلين ارسلي لي وبجيك
رفعت حاجبها وهزت راسها ورد : تمام

وقفّت السيارة وطاحت عيونها على رَعد اللي متكّي على سيارته ينتظرها ، والواضح إنه من خلص المُكالمة خرج ولا جلس عندهم
خذت جوالها ترسل له نقطة وفزّ رَعد ومشى لها بخطوات سريعة وفتح الباب يركب بجانبها
لفّ بجسمه يناظرها ولفت راسها تناظر عيونه
ناظرها رَعد ، يتأمل حالها و وجهها اللي مهلوك من التعب والتفكير
مدّ كفوفه يمسك كفوفها ، يحتضنها ويشدّها له
رفع عيونه يناظر عينها ونطق : سفّلتي في المسكين وتقولين ما فيك شيء ؟
ابتسمت مالها حيل تِضحك ، وهزت راسها : غثّني !
ابتسم رَعد من شاف إبتسامتها : ايوا تقولين لي طلع لك فجاءة ؟
رفعت اكتافها ورد : ما انتبهت له إلا وهو قدامي
رفع حاجبه رَعد : ما انتبهتي له ؟ التفكير الزايد هذا بيهلكك !
ميّلت شفايفها ورد : رَعد ما اقدر ، ما اقدر إني ما افكر في حال ماما ومرضها ، اشوفها كل يوم تتعب قدامي ولا اكون قادرة اسوي شيء
هز راسه رَعد يشدّ على كفوفها ، يبيها تكمّل بالكلام وتفضفض عن اللي بداخلها ، ولأجل يريّحها الكلام
ناظرت عيونه تنطق : عشت ليالي سوداء ، وكانت ماما هي بمثابة النور بسواد ايامي ، ما ابي افكر انها في يوم بتروح عني
رفع كفه يمسح دمعتها الوحيدة اللي نزلت من عينها وخذت نفس ، تشعر بصعوبة الكلام وهز راسه رَعد : وردتي ، تعرفين إن المؤمن مُبتلى
هزت راسها ورد تشدّ على كفه وابتسم رَعد ، إبتسامة وحيدة كافية بأنها تطمنها وكمّل : لا تحسبين حالك هذا يخفى عنّي ، وعن اهلك! ، مو وقت ضعف ياحبيبتي إنتي ، خلّيك قوية وانا بظهرك إذا احتجتيني
ابتسمت ورد تهز راسها وناظرت عيونه : الله يخلّيك بي
ابتسم رَعد : ويخلّيك لي
ناظرها لِثواني وهز راسه : البنات يسألون عنك من اليوم
ورد : ننزل لهم ؟
ابتسم رَعد يهز راسه وخرج من السيارة ومشى يفتح لها الباب ونزلت تمشي بجانبه ولفّت تناظره : احبّك
لف رَعد بسرعة ورجع يناظرها وانحنى يطبع قُبلته على خدّها وابتعد يناظرها : تعرفين وين المفروض تكون صح ؟
ضحكت ورد وهزت راسها : اعرف اعرف
ابتسم رَعد على ضحكتها ومشت تتركه ، تدخل عند البنات وابتسمت من طاحت عيونها على ريما اللي جالسة على الكنب وبحضنها بيبي سليمان
اقتربت تسلّم عليهم وجلست تدوّر امها بعيونها وارتاح داخلها من شافت وجه امها ، مبسوطة ومرتاحة وابتسمت تكمّل سوالفها مع البنات وبيبي ورد اللي جالسة بحضنها ، تبتسم لسليمان وضحكت ريما : رنا بنتك من اليوم تضحك لولدي
ضحكت رنا تنتبه لأبتسامة بيبي ورد : ياعمري مستملحته
هزت راسها عهد تمسك كفّ بيبي سليمان : ما الومها بولد اختي ياناس
ميّلت شفايفها سمر : تخيلوا بنات رياض يبي يقدّم الزواج
ضحكت ورد بذهول : شفيه مستعجل !
رفعت اكتافها سمر : يبي زواجنا قبلكم
ابتسمت ورد : مطوّلين احنا
لفت رنا تناظرها : عشتوا يا عصافير الحب
لفت ملَك تناظرها : اي تكفين تزوجي قبلي
عقدت حواجبها سمر : لا بنتزوج سوا !
رفعت حاجبها ملك : لا ما انتي صاحية
ضحكت سمر : امزح ، بس رياض توقعته يمزح طلع صادق
ناظرتها ريما : احنا يالمناسبات تجي وراء بعض يا لا
ضحكت رنا تهز راسها : صادقة ! متى تاريخ زواجكم ؟
خذت جوالها سمر تناظر محادثة رياض والتاريخ ورفعت راسها تناظر رنا : قبل زواج ورد بأسبوع
ضحكت ورد وتأففت رنا : مستعجلين كأن الدنيا طايرة
ابتسمت ورد : الله ! نسينا رنا انتي وطلال وش سويتوا فينا ؟
ضحكت رنا تناظر بيبي ورد : وحشتني ايام زمان
ناظرتها ملَك بسرعة : اخاف يتغيّر كل شيء بعد الزواج
هزت راسها رنا بالنفي تلعب بكفوف بيبي ورد : ملَك ما ادري انتي ليه خايفة من موضوع الزواج ، ترا بالعكس والله يتغيّر للأحلى
ميّلت شفايفها ملَك وهزت راسها ريما : اتفق مع رنا ، الزواج من الشخص الصح يحلّي كل شيء
ابتسمت رنا وهزت راسها تأيد كلام ريما ، وابتسمت عهد تحط كفّها على بطنها تمسح عليه وما ببالها إلا فرحة مشعل وحماسه كل مايعدّي اسبوع من الحمل و ودّه لو يعرف جنس البيبي من الحين
رجعّت ظهرها ريما للخلف تناظر البنات وابتسمت : ماودكم نغير جو ؟
ضحكت سمر تفهم وهزت راسها : اعطيني سليمان بودّيه
قامت سمر تاخذ سليمان بحضنها ولفت على رنا : ودّي بنتك انتي بعد
لفت رنا تناظر بيبي ورد اللي تتأمل سليمان بحضن سمر وابتسمت رنا : خلوها معانا
هزت راسها ريما بالنفي : ما نبي اطفال
ضحكت ورد : ما بعمري تخيلت اني اسمع هالكلام بيننا
ضحكت رنا تشيل بيبي ورد ومشت بجانب سمر يتوجهّون للصالة الأُخرى ، انحنت سمر تترك سليمان بحضن امها وخرجت للمطبخ بعد ماقالت لها رنا إنها بتطوّل
دخلت تدوّر لها مويا واقتربت من الثلاجة تفتحها وخذت المويا ، فزّت برعب من قفلت الثلاجة وانتبهت للشخص الواقف بجانبها وناظرت رياض : وجع وجع !
ضحك رياض يناظرها بذهول : يوجع العدوّ ! هذا كلام تقولينه لزوجك ؟
كشّرت بوجهه سمر : هذي حركة تسويها لزوجتك ؟
ابتسم رياض : يا احلى زوجة
ابتسمت سمر بخفوت واقترب رياض لها اكثر وانحنى يناظر عيونها وصدّت عنه سمر ترتبك وضحك رياض : تخجلين ؟ شيء ما اعتدته منك
ابتعدت سمر ومد يده رياض يمسك ذراعها وابتسم : وين بتروحين ؟
لفّت سمر من سمعت صوت الأغاني وضحك رياض : بترقصين ؟ صوري لي
لفت سمر بسرعة تناظره بذهول : قليل ادب والله
ضحك رياض يهز راسه : قليل ادب بس صوري
ابتعدت تتحرر من يده اللي ماسكة ذراعها ومدّت شفايفها بطريقة ذوّبته اكثر وتراجعت للخلف تخرج من المطبخ وضحك رياض من هروبها منّه

' أنت الذي حطيت بالجوف رمحين 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن