"أثر الهناء حلم يا حمد"

البارت الواحد والستين

قضى النهار عليهم وهم يطبخون ويدعون وصوت سعود الشريم منتشر في بيت أبو متعب إلى قراب المغرب وبعدها أنتشرت اصوات العيال الصغار والمعازيم وركان كان بالمطبخ يبي يشب الجمر ويطلع يطيب الجيران وينزله بالمسجد والهنوف تهاوشه على عين الفرن اللي تحتاجها وسعود يدخل الصحون اللي يرسلونها الجيران لداخل البيت ويدلهم على مدخل الحريم مثل عادته كل رمضان وفارس ومتعب كانو يوزعون بعض الأغراض على بعض البيوت اللي ما حضرو وبعدها اتجهو لمكان العزيمه وشبو لهم ضو تدفي الناس ويقربون الدلال عليها أما عمر كان غارق بالعسل ويحاول يتقرب من حمدان أكثر ويقرب له القشطه والتمر ويفتح له الماء وهو مبتسم وباب الحوش الخلفي لبيت ابو متعب كان مشرّع ومفتوح للحريم وبنص زحمتهم وانشغالهم للثواني الأخيرة قبل الأذان دخلت ساره وصقر معها يساعدها وينزل معها الفطور اللي جابته
ساره ابتسمت له:خلاص انا بدخل الباقي الحق الجماعه وادخل بينهم قبل يأذن
صقر:مافيه مجال ادخل اشوف شماغي
ساره كانت داخل الحوش وصقر برا واللي بيمّر بيشوف يدينها بس وفعلاً مر تركي وشاف يدينها وهي تعدل له شكله قبل يأذن ولا حس بنفسه وهو يناظرهم بنظرة حسرة من نصيبه اللي رماه على عذاري وبعّد منه ساره
ساره:مزينك ربي وزايدك ملح وقبول يا صقر خلاص اعتمد دامني عدلتك
باس صقر يدينها وابتسم وطلع وتركي للآن يشهد المشهد
دخلت ساره بعد ما دخلت شريفه قبلها ودنقت تشيل الحافظات معها
هيا طلعت: مرحبا ومسهلا .. اتركيها عندتس واقلطي بنشليها حنا
ساره كشفت عن وجهها:والله يا اني ماعرفتس من ذرابتس ياهيا ! ربتس الهنوف الظاهرههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
هيا شهقت: ياااااارب ما اجيب ولدي قبل حلّه على هالشهقات والراعه ياهننننوف
الهنوف بتأفف: خلاص خلاص قسم بالله بيأذن عطوني وقتي لنفسي ياااااربي
هيا:تعالي شوفي
ساره:هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ياقلبي قلباااااه صارت تكرف لحالها؟ -تقدمت ساره لجهة المطبخ ووايقت براسها بس- شهرتس مبارك يا اوخيتي مابتجين تسلمين؟
الهنوف صارخت بكل صوتها وركضت مزون للمطبخ تسده لأن الرجال مجتمعين عند باب بيتهم بس صرخت معها لا شعوريًا يوم شافت زول ساره وهالمره جو البنات بدور ووضحى وسلمى مع بعض بخوف وانقلب المطبخ تراحيب واحضان وشوية صراخ من صدمتهم بساره وحضورها
ساره:شفيييييكم متشفقين ومنصدمين بيت ابووووي ياعالم وعزيمته اكيد بجي علامكم! انتم طلعتوني من كرت العايله مره وحده
سلمى:يومنه بيت ابوتس وراتس ما جيتي غير الحين!! يوم اذن
ساره:ابشرتس اني جيت وجبت معي العيشه بعد ماجلست للحين عبث
سلمى ضحكت:عقبال زوجة حمدان
مزون:اتركي خالك شوي ... والله يا سوير يوم شفت عمتك جت وانتي مو وراها فقدت الأمل
هيا غمزت:هي جايةٍ من اولى مير بعض الخلايق ما يميز الصوم من غيره الدنيا كلها عنده سوا
الهنوف ضحكت:خلينا ساكتييييييين عنتس اطيب لتس انتي ولُقمتس وعشاتس وامورتس
ساره:ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه اول مره انبسط من الهنوف
الهنوف:ابد حطيني على يمناتس وازهلي
وضحى:الله يحيتس بس خلونا نفطر وندعي تالي ناخذ علوم بعض -ناظرت سلمى- سمعتي؟نتشارك العلوم مو نهل علومنا لحالنا
سلمى والهنوف:ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
دخلت ساره على الحريم والكل قام يحفها بالدعوات والتراحيب كان هذا أول لقاء لهم بها بعد الزواج وحست عذاري بالغيره من ساره يوم اخذت الجو عنها وهي كانت ماكلته قبل تجي ، وبعد الفطور فرشو البنات في الحوش زل ومراكي وطلعو القهوه واجتمعو والحريم بقو في البيت بسبب برودة الجو
فوز:غريبه ما جو اهلتس يا هيا ! ماتحسينهم تأخرو هالمره؟ عسى المانع خير
عذاري:ماتدرين وش مشغلهم يا فوز ومأخرهم
هيا بتأفف:اقول شلون حملتس يا عذاري؟عسى ما ثقلتي بدري اشوفتس حضرتي
ساره شرقت بالشاهي وانتبهت لها عذاري وبدأت المجاكره وتحسست بطنها وابتسمت:حتى لو ثقلت ياعمري على تركي مو محسسني بشيء ابد ومو مخليني المس شيء بعد
ساره حست بعبره بحلقها من الموضوع ولا توقعت بيجي يوم وتغار وهي على ذمة رجال! ما توقعت ان تركي مستعجل على الضنا من عذاري وناسيها بهالسرعه ولا كأنها مرت بحياته ! قامت ساره من الجلسة وشريفه كانت وراها وتسمع
شريفه:ساره صقر ينادينا يلا
ساره: بوقته ، باخذ عباتي واجيتس اطلعي قبلي
الهنوف فزت ورا ساره بعد ماراحت شريفه: سوير تو الناس !!! خليه يصلي التراويح بمسجدنا واقعدي تكفيييين ما شبعت منتس راح يومي كله بالكرف بسولف لتس واشكي لتس من هالحَمَام اللي جاب سعود ومخليني انظفه كل يوم ومن هيا .. لاتروحين يا اختي امرحي عندنا !
ساره بضيق:صقر تعبان ما اقدر اخليه واوعدتس وعد اجيكم بكره ان شاء الله وانوم عندكم بعد
الهنوف حضنتها:احتري وعدتس يا اخت حمد
ساره ابتسمت:يابعد روحي يا حمد جعل عيني ما تبكيه والله ان البيت طافيٍ نوره بدونه .. يلا مع السلامه بروح اسلم على امي واطلع
- طلعت ساره وركبت السياره والعبره بحلقها فعلاً كانت تشوف تشفق تركي على عذاري والذرية منها وصدود صقر عنها كانت تندب حظها بينها وبين نفسها وشريفه مسترسله بالسوالف في السياره عن كرم الطايل وسفرتهم واستقبالهم وتعاون البنات ، أما صقر فكانت دقات قلبه سريعه ويحس ان النهايه قربت من نظرات متعب وسعود اللي كانو يحاولون يستفردون فيه لكن ما لقو عليه مجال فقرر يمشي بدري وينسحب قبل يتورط -
ساره:صقر لاتوقف عند السمجد بصلي بالبيت انا
صقر:هاه؟
شريفه:ليش! خلينا نصلي بالمسجد انا وياتس ونحس بطعم رمضان
ساره بعبره:مدري يا خالتي تعبانه شوي
شريفه سكتت وصقر وقف بالنص بين البيت والمسجد ونزلت ساره من السياره وبقت شريفه مع صقر وتنهدت
شريفه:صقر ! مافيه شيء بالطريق؟
صقر كان سارح بمتعب وسعود والأفكار توديه وتجيبه لين صحى على سؤال امه ثم التفت يناظر زول ساره وهي تختفي من قدامه وقال بضيق
صقر:لا ، علامتس؟
شريفه:كل اللي اعرسو معكم يحترون عيالهم إلا أنتم ، تعالجو هذي ام جابر بديرة الطايل تمسد وتعالج روحو لمها
صقر أنشد لأمه بعد ما انتبه لضيق ساره وصوتها:أحدٍ قايل شيء لساره؟
شريفه:سمعت زوجة ولد السياف تهرجها عن حملها وضاقت المسيكينه
صقر غمض بغضب بعد ماعرف وش اللي مضيق صدر ساره لكن الموضوع ألهمه بفكرة وضروري يستغلها ويقدم عليها لأن ما وده يفارق ساره وحسها ووجودها اللي غير حياته ولوّن قلبه بالألوان بعد ما كان طافي من السواد ، ومافيه شيء بيثبتها معه غير الضنا ، نزل المسجد مع امه وساره أول مادخلت البيت توضت وكبرت وبدأت دموعها تنهمر على خدودها وهي تدعي أن ربي يرزقها بالولد وماتنحرم وهي قادرة

-في الرياض -
مسك الضابط الرقيب وبدأ يحقق معه ويستفسر عن الحاصل وعن الحوالة وعن رايد لكن للأسف ما له يد بالسالفه كلها ولا حتى خيط ! الحوالة كانت من فايز الطايل لأم بندر وبندر اللي مورط حمد ومأكّله المخدرات والرقيب كان يعقب على تحركات بندر لا أكثر ، ما بيدينهم شيء ينمسك على رايد وأخلو سبيل الرقيب في هذا الحال
الرقيب:يحاولون يدورون عليك شيء، ضبط وضعك
رايد ناظر عذبه:معليييييك أموري في السليم -قفل منه وشاف عذبه تعبانه ودموعها مو قادرة توقف- ما اوجعتس راستس للحين؟ حتى على ابوي ما صحت صياحتس ان طعتي شوري؟فأرضي بنصيبتس وارضي بي
عذبه ناظرته بقرف:ليه اخذتني بالذات؟
رايد تأفف:قلنا لتس وفهمناتس عشرين مره ، أنا لو اثور بالطايل كلهم ما انجمر قلب حمد مثل لا خذيت حلمه قدام عينه وهو عاجز
عذبه وجرح قلبها ينزف:رايد الله يرضى عليك طالبتك بوجهي
رايد ناظرها وابتسم:ياحلو وجهتس والله -انقض عليها وذّوق عذبه أصابع الندم وهي تحاول تصارعه للحظة الأخيرة لكنها بيدين رايد ! -

-في الديرة-
تعاونو العيال بلم السفره وتوزعو الأكل والزايد حطوه عند باب ابو متعب الخلفي عشان يدخلونه الحريم واستعدو لصلاة التراويح ، طلعت مزون وهيا بعد ما تاكدو ان الرجال راحو للمسجد ودخلو الأكل
مزون:انكسر ظهري من يشيل ذي كلها!! تكفون قولو انها اول واخر عزيمه تعبت
الهنوف ضحكت:وين اللي فديت خالي وديرة خالي وحوش خالي؟ العزايم وراتس وابشرتس فطور العيد عندنا بعد وش تبين زود!!!
مزون ابتسمت بخجل:عادي
هيا:علامها ذي؟وش مروقتس؟؟؟تقول العيد بالبيت!
مزون استانست انها بتشوف منصور في العيد ببيت خالها وسكتت:اي طيب! عادي!
الهنوف:هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه شاربه شيء؟
بدور:خلوها مابعد استوعبت اللي تسمعه الله يعيننا بس
هيا:اقول كل الحريم طلعو؟
بدور:مب كلهم باقي ال حمدان وفوز
هيا كشرت:والثقيله؟
بدور:هههههههههههههههههههههههههه تركي ما يقدر يصلي بدونها يا بنات! شفيكم نسييييتو؟
البنات:هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
مزون:لاتغتابون برمضان! مسكينه
الهنوف: لا والله معتس بلاء انتي منتب طبيعيه
مزون:ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه انصح انصح بسسسس!
هيا انسحبت من بينهم وطلعت عند الباب الخارجي تدور احد وشافت ركان ياخذ الجمر من الشبه ويحطه في المبخر
هيا طقت الباب والتفت ركان وجاها:نعم!
هيا:ناد لي متعب يا ركان بسرعه
ركان:بتولدين؟؟؟
هيا كتمت ضحكها:هو تكون الحين عشان اولده! ناد اخوك واسكت
ركان:ارتعت ما ابي يتمم لتس بدري بستريح عقب العزيمه ذي..متعب بالمسجد بنصلي العشاء الحين !
هيا تأففت ، ركان:عطيني عوده تلقينها بغرفة جدتي او المشب ولا وصي الهنوف ولا شوفي لي طريق
هيا:خلك خلك بجيبها
ركان ابتسم:لاهنتي يا ام سيف
هيا ابتسمت بانتماء لولدها وناظرت بطنها بحب وراحت تعطي ركان العوده واخذها للمسجد يطيب المصلين قبل الصلاة
سعود تنهد وقال بهمس لمتعب:عادة حمد
متعب بنفس الهمس:تسع أيام ويطلع إن شاء الله
سعود التفت بصدمة وفرحة:تقوله صادق!!!!
سرور قرب منهم:ياعيال اصواتكم! لاتوضحون شيء
سعود:وراكم متنكدين طيب!
متعب:البلاء في خرجته وهو خسران ومتعذب ياسعود
سعود فهم قصد متعب وسكت
سرور:ادعو له في صلاتكم والله ييسر امركم وامره وانا موجود وفي الخدمة ومنيب تاركه ابد
ابتسمو العيال لسرور وكثرو بخيره وبدأت الصلاة ثم التراويح ووقت الدعاء كان حمد مترأس الدعوات كان بدايتها وختامها ، كل القلوب عنده ومشغوله عليه مو بس اخوانه، حتى عذبه مالها منجأ من رايد إلا الحمام اللي دخلته وصاحت صياح العمر وهي تدعي لحمد بقلبها وتدعي على رايد