"أثر الهناء حلم يا حمد"

البارت الثامن والثلاثين

بعد ما انتهت مراسم زواج تركي وكلٍ سرى لبيته راح فايز بخطوات ثقيله للبيت وفلاح وهزاع معه ومتفشلين من سواة ابوهم لكن مالهم لا حيلة ولا قوة ولا سُلطة ، كانو خاضعين مستسلمين لأبوهم .. اخذ نفس فايز ودخل البيت وشاف العيال قاعدين بالحوش وهم اللي تبدلت فرحة الصباح بقهر الليل ما انقهروا من كلام شايع لأنه سفيه بنظرهم وانقهروا على سواة عمهم/خالهم في اخوه الوحيد
ابو فلاح: وين ابوكم؟
سعود وقف وهو يستغفر بهمس
متعب تقدم لعمه واخذه شوي عن عياله: انا مدري ياعم وش اللي في خاطرك ووش انت ناوي عليه لكن ان قابلت ابوي قل له انك ماقعدت إلا عشان تاخذ حقه من شايع ، لاتوجعه فيك ياعمي
ابو فلاح تنهد بعد كلام متعب وكرر سؤاله: وينه فيك ابوك؟
متعب:بغرفته
ابو فلاح: صوت له يجي المشب ولحد يدخل منكم كلامي بيني وبينه لاتملي علي هروجٍ اعرفها
متعب حاول يتصرف بعقلانيه ويكتم غضبه وراح يتنحنح قبل يدخل البيت وطق غرفة ابوه
ام متعب فتحت:سم يمه؟
متعب وهو صاد:يبه عمي يبيك بالمشب لحالك ومعيي علينا ندخل قم اسمع منه
ابو متعب وقف وهو ماصدق أنه يجي وتعدى زينه ومتعب وطلع للمشب والعيال يناظرونه
-بالمطبخ-
الهنوف:العشاء جهز وش نسوي؟نحضره ولا محدٍ يبيه
ساره بضيق: بنحضره وبياكلون وبنستانس مثلنا دايم! وش فرق هالليله عن باقي ليالينا؟ حضري السفره ونادي البنات يعاونوني
راحت الهنوف تحضر السفره وشافت شناط ساره مرتصه عند الدرج وتنهدت بضيق ونادت البنات على طريقها يساعدونهم بالتحضير

نزل حمد من السطح وقلبه يحترق ويعجج من الحريق عقب ما زاره ابليس ووراه صورة المستقبل من الحين
حمد اخذ متعب ورا الحوش جهة المطبخ:تكفى يا متعب زين الحال تكفففى لاتخليني ادخل الدورة وقلبي هنيا لاتخلي ابوي يضيق من عمي واكلها انا طالبك يا متعب لايقهروني بعذبه
متعب اللي زاد الهم والحمل على اكتافه بس ما بينه: مايضيق صدرك وانا حي يا حمد والبنت قلت لك مليون علم انها لك وخطيبتك من يقهرك فيها وياخذها منك وانت خاطبها؟ لعب بزارين هو نزعل وناخذ بنتنا؟ وراك ياحمد مرتاع وانت الشجاع؟ اهدا والامور طيبه وهذا عمي مع ابوي داخل ويبرر له وياخذ بخاطره معليك! الدنيا تساهيل دامني على يمناك ياحمد لاتضيق
حمد كان وده يبين ضعفه وروعته بهاللحظة ويصيح بحضن متعب اللي لو يسوي اللي يسويه ما يجازيه ابد
حمد: ياكبر حظي يومك محزمي وقت الشدايد وفي اللين
متعب: ياسلام ياسلام  وش بقيت لهيا الظاهر بتاخذني منها الليله
حمد ضحك من مزحة متعب المتعمدة عشان يروق ثم طلعوا ركان ومشعل للحوش يحضرون العشاء وهزاع كان قاعد ما عاونهم وجالس جنب فلاح وكلهم متفشلين مالهم وجه يشاركون بالسوالف ولا حتى يتكلمون

-بالمشب-
ابو متعب: انا ما قلت لك ذنبك في جنبي وجنبك خفيّف من الحمل؟ ما قلت لك عش حياتك بطولها وعرضها وانطل همك علي؟ وراك مرتاع منه للحين!!! فهمني!! وراك قعدت يومنه يخطي علينا؟
ابو فلاح:ولا تزر وازرةٌ وز أخرى يا سيف، قلتها ونعم الاخو اخذت ذنبي يومني شاب جاهل وهالحين جاء دوري اخذ ذنبي واصحح خطاي بنفسي واكفيك شري وشر ما دوني ووراي
ابو متعب بتعجب:وش ناوي عليه!
ابو فلاح: ابد انا ماقعدت وراك إلا عشان اعلم شايع من هم الطايل اللي تطاول لسانه عليهم وابشرك ان ماله وجه يحضر بكره في عرس سوير وولد ضاري خذيت حقك وقلّعته الباب ، عيالك يا سيف لايدخلون بيننا ولايكبرون بعض الامور اللي بيني وبينك ياخوي يتم بيننا والزلة اللي تجيك مني تدمحها وانت مغمض عنها وهذي سواتي من قبلك ، صفى خاطرك علي؟
ابو متعب ارتاح قلبه بعد اللي سمعه وقال بنفسه (ما خاب ظني يوم لزمت حمد حده عند طاريك ياخوي)
ابو متعب: صافي ولا حملت عليك مثقال ذرة مير انا خايفٍ عليك من سود الليالي لاتفتح مواضيع دفناها وقضينا منها
ابو فلاح وهو لا زال متقمص الدور ومتقنه:يهمني خاطرك واترك الليالي علي انا اللي لونتها بالسواد وانا اللي ببيضها
-طلعو ابو متعب وابو فلاح من المشب والعيال محضرين العشاء وقلطوهم معهم وتعشو بمشاعر غريبه ما تنوصف ولا تنشرح مايدرون وش يسوون رغم ان سيف وفايز طلعوا وهم مبتسمين ومتصافين لكن عيال ابو متعب ماهم مسترحين البال ولا متطمنين من حال عمهم اللي منقلب هاليومين وعيال ابو فلاح متفشلين من ابوهم ولا يدرون وش برر لعمهم عشان ترجع علاقتهم طبيعيه وعيال دلال كانو ضايعين بالطوشه والحال نفسه عند البنات وبعد ما قضو من العشاء نامو كلهم لأن وراهم عرس ساره -
-بغرفة حصه وفايز-
حصه: على كلامك؟ بكره بنرجع الشرقيه؟
فايز:ايه واغسلي يدينتس من العشاء واركبي الموتر على طول .. علمي عذبه تجهز اغراضها كاملة لاتترك شيء بالديرة واغراض اخوانها جازي وهزاع
حصه ما شكت بكلام فايز وتركيزه على عذبه لأن تركيزها هي كان كله عن البعد من الديره وستر عذبه وانتشالها من حمد ومكانه الين يتحدد عرسهم قبل يطلعون بطامة أكبر من اللي حصلت.. طلعت حصه وشافت البنات نايمات وراحت تطق باب غرفة هيا توقعت انها صاحيه من نور الغرفة اللي تو انقفل
هيا وعليها روبها بس لبست جلالها من شافت زول امها:يمه؟علامتس! بتس شيء؟
حصه كشرت من منظر هيا وسعادتها من العيشه البسيطه : لا بس ان صحيتي قبلي فقولي لعذبه تجهز اغراضها و الشناط بنحضر عرس ساره ونسافر على طول
هيا شهقت:تسافرون وين؟؟؟
متعب كان منسدح على السرير بتعب ومغطي عيونه بذراعه الين سمع طاري ان عمه بيسافر مع عياله ونزل ذراعه خاف أن لطارق يد بسفرتهم وقال لهم شيء
حصه:نسافر وين بعد! الشرقيه خلاص قضت الاجازه
هيا:بس بتجون برمضان صح؟
حصه: وحنا لنا غير الديره يوم ما نصوم فيها! قولي لعذبه تجهزها من بدري وتالي تجهز نفسها للعرس مو تبدأ بنفسها وتأخرنا !! -راحت حصه وسكرت هيا الباب وهي متنكده من سفر اهلها تبيهم تحس ماشبعت منهم وهذا اول مره يسافرون بدونها-
متعب:علامها المزيونه ضايقه؟
هيا:اهلي بيسافرون بكره بعد العرس!
متعب وهو يبي يفهم السبب:ما كأنهم استعجلو؟ ورا ما يسافرون السبت؟
هيا:مدري عنهم ! ضاق صدري ...ودي انوم واقوم والقى ذا كله حلم اليوم كللله ماش ما جاز لي فيه غير الصبح (كانت تتجنب السوالف مع متعب لأنها متفشله من اللي فهمته وسمعته ومتعب ما ضغط عليها بخصوص السوالف)
متعب اخذها لحضنه وغمض عيونه وسحب اللحاف يدفيها وهمس:اللي يصير برا الغرفه ما يشملنا يا هيا ، لايضيق خاطرتس على شيء ما تطوله يدينتس ولا لتس حيلة فيه
غمضت عيونها هيا وارخت مسامعها لهمس متعب وابتسمت بأريحيه يوم فهم شعورها وخجلها من سوايا ابوها واخوانها في عمها وعياله وزوجها بالذات ونامت بحضنه وهي مرتاحه وتحمد الله على اختيارها الصحيح