"part4"

5.9K 310 47
                                    

إبني لمّا كان عنده 9 سـنين .. فقد واحد من أعز أصدقائه
إحنا عايشين في قرية ريفية صُغيّرة فبالتالي كُل السُكان عارفين بعض و علاقتهم ببعض كويسة جدًا ، عشان كدا سُكّان البلدة كُلهم خرجوا في مجموعات بحث عشان يساعدوا الشُرطة ، الأولاد قالولنا إنهم كانوا بيلعبوا إستغماية و كايل راح يختبئ في الغابة رغم إنه عارف إن دخول الغابة ممنوع لكنه كان بيلعب و ما إنتبهش لدا ، توقعنا إننا نلاقيه تايه في الغابة لكن دا محصلش ، الحاجة الغريبة إن آثار أقدامه بتختفي بعد 100 متر من دخوله الغابة ، كأنه طار أو إختفي !
رحلات البحث إستمرت ساعات .. أيام .. أسابيع و في النهاية إستسلمنا ، أهله إتدمروا نفسيًا ، دفنوا نعش فارغ و سابوا البلدة و مشيوا عشان يتغلبوا علي حُزنهم
جاريت إبني كان متدمر نفسيًا هو كمان ، حاسس بالذنب و فاكر إنه السبب في فقدان صديقه ، حاولنا نهون عليه لكن مقدرناش ، و مع مرور الأيام نسينا كُلنا و إتشغلنا بحاجات تانية
.
مر 4 سنين ...
جاريت بقي عنده 13 سنة ، كُنا قاعدين علي الترابيزة بنتغدي ، طلب يخرج مع أصحابه عشان يلعبوا و أنا رفضت فبدأ يضايق أخته ، بدأت تصرخ من الغضب و السيطرة عليهم بقت صعبة ، طلبت منه يسيبها في حالها و يخرج يلعب مع أصحابه ، خرج من البيت لكنه رجع بعد حوالي 20 دقيقة ، دخل البيت وشه شاحب و بيترعش و مش قادر يتنفس و بخطوات سريعة طلع أوضته ، قلقت عليه ، طلعت الأوضة و خبطت عليه و فتحت الباب ، كان قاعد علي طرف سريره بيترعش و وشه شاحب ، باين عليه الخوف ، حضنته و هديته ، سألته : " مالك ؟ "
بصلي و هو بيترعش و عينيه ماليانه دموع و قال : " لو قُلتلك هتفكرني مجنون ! "
طبطبت عليه و قلتله : " قول .. مش هقول عليك مجنون "
بصلي و هو بيعيّط من الخوف ، جسمه بدأ يتنفض و هو بيقول : " بابا .. أنا شُفت .. أنا شُفت كايل "
أنا كمان جسمي بدأ يترعش ، هو طبعاً يقصد إنه شاف جُثة كايل !
كايل ميت من 4 سنين ، حضنته أكتر و سألته : " شفته فين ؟ "
حاول يستجمع شجاعته و هو بيقول : " كان واقف علي حدود الغابة .. بس شكله .. شكله كان غريب أوي .. شكله كان يخوّف "
معقول !
معقول كايل مش ميت ؟ ... معقول كايل كان مخطوف و قدر يهرب من اللي خاطفينه أو كان تايه و قدر يرجع بعد 4 سنين !
جاريت بدأ يكمِّل كلامه : " أنا عارف إنه هو يا بابا بس برضه ... مش هو كايل صاحبي اللي تاه .. شكله غريب .. نظراته غريبة .. ريحته غريبة "
سألته بقلق : " و بعدين ؟ "
رد بخوف : " كايل بدأ يتكلم ، صوته كان مُرعب .. قالي أقول لأهله حاجة بس أنا مسمعتوش .. أنا جبان يا بابا .. أنا جبان و سبته و هربت .. بس أنا كُنت خايف .. كُنت خايف أوي "
فضلت حاضنه لحَد ما هدأ شوية ، و باقي اليوم مر علي خير و لو إن جاريت مخرجش من أوضته
.
الصُبح كُنت واقف بسقي الزرع في الحديقة الأمامية للبيت ، الغابة أدامي ، حسيت بحركة فيها فرفعت عيني و شُفته ، شُفت الولد اللي جاريت يقصده ، شكله مُرعب فعلا ، هو كايل بس فيه حاجة مش طبيعية ، شكله مُخيف و نظراته كُلها شر و حقد ، لمّا أخد باله إني لمحته هرب ، إختفي وسط الغابة بسُرعة
قفلت الباب بتاع البيت كويس و رحت جمعت جيراني و حكيتلهم اللي حصل ، إتفقنا ننظم ورديات مراقبة طول الليل عشان الولد دا ميؤذيش حد مننا ، و بالفعل أكتر من حد شافه و كل اللي شافوه أجمعوا علي حاجة واحدة
الولد فعلا شكله مُخيف و مُرعب .. الولد دا مش طبيعي .. فيه حاجة غلط !
لحَد ما في يوم رجعت من شُغلي لقيت مراتي حاضنة إبني و هو بيعيّط و بيترعش من الخوف ، جريت عليه و سألته : " مالك ؟ "
من وسط دموعه قال و هو بيشاور علي شباك بيطل علي الغابة : " كايل برا و بيبصلي بشر .. أنا خايف "
.
قبل ما نتحرك سمعنا صوت خبط قوي علي الباب ، و سمعنا صوت كايل بس مليان شر بيقول : " مُمكن أدخل ؟ "
بصيت لمراتي بخوف و قُلتلها : " خدي الولاد و إطلعي فوق و مهما حصل متخرجيش "
ترددت ثواني فصرخت فيها و أنا بفتح الدرج اللي بخبي فيه مُسدسي : " يلا .. إطلعي "
أخدت الولاد و جريت علي الأوضة ، مسكت المٌسدس في إيدي و أنا بترعش ، قربت من الباب ، سمعت صوته بيقول : " دخلوني أرجوكم .. دخلوني .. مش عاوزه يمسكني تاني "
قلتله و أنا بترعش من شدة الخوف : " أنا مش هسمحلك بالدخول .. أرجوك سيبنا في حالنا "
صوته بقي غاضب أكتر و هو بيقول : " لو مدخلتش هيمسكني تاني "
قلتله بحزم و أنا بحاول أستجمع شجاعتي : " لو سمحت سيبنا في حالنا .. أنا معايا مٌسدس و هضربك بالنار لو دخلت "
ضحك بسُخرية و هو بيقول : " مٌسدس ... إنت فاكر إن المُسدس هيقدر يوقفه ! "
سمعت صوت عويل مُخيف ، فجأة سُخرية كايل إختفت و الخوف حل محلها : " أرجوك .. أرجوك دخلني .. إنت سمعت صوته .. صح ؟ "
بدأ يخبّط علي الباب بخوف و هو بيصرخ : " أرجوك دخلني "
صوت العويل إتكرر تاني ، كان اقرب شوية ، صوت كايل بدأ يتملي رعب و هو بيقول : " أرجوك .. دا هنا .. دا هنا أهو .. دخلني بسُرعة "
سمعت صوت العويل ، كان مُخيف جدًا ، و قريب جدًا ، كايل صرخ بخوف : " أرجوك .. أرجوك خدهم هُمّا و سيبني .. أرجوك سيبني في حالي "
صوت العويل إتكرر مرة كمان قبل ما الصمت يسيطر علي المكان كُله
.
الشُرطة وصلوا بعد شوية و لقوا أدام بيتي آثار مقاومة ، دم كثيف في كُل مكان ، قالولي إني إتصرفت كويس لمّا مفتحتش الباب لأن أيًا كان الشيء اللي سبب الدم دا كُله كان مُمكن يقتلني أنا و أسرتي
و لتاني مرة يختفي كايل بدون ما يسيب أي أثر !
.
.
.

"حدث بالفعل "قصص رعب حقيقيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن