36

1.9K 168 15
                                    

لمّا كان عندي 14 سنة ، ماما ندهتلي و قعدتني أدامها علي الكنبة عشان عاوزة تكلمني في موضوع مُهم ، قالتلي إن الظروف إتغيرت و إنها مش هتقدر توديني المدرسة الخاصة اللي كُنت بروحها تاني ، مش هتقدر تتحمل تكاليفها أكتر من كده
حاولت أمثِل إني متضايق ، حاولت أعمل إن أملي خاب ، بس في الحقيقة أنا كُنت فرحان إني هروح مدرسة الإلتزام فيها أقل ، متقهمونيش غلط ، أنا مكنتش طفل سيء بس المدرسة القديمة ممكن بكل سهولة تتفصل منها لو قلت لزميلك إنت غبي !
بعد شوية قلتلها إن معنديش مشاكل مع ده ، ضحكت للمرة الأولي و حضنتني أوي و هيّ بتوعدني إنها هتعمل كُل جهدها عشان تخليني مبسوط و سعيد دايمًا ، قالتلي كمان إن محدش هيحبني أدها مهما حصل
.
خلوني أديكم نبذة سريعة مختصرة عني
في الصف الأول و التاني كنت الطفل غريب الأطوار اللي بيقعد في جنب يعيط عشان محدش راضي يكلمه أو يلعب معاه
من الصف التالت للصف السابع كُنت الطفل اللي بيتهته لمّا بيتكلم أدام الناس و ده خلاني أضحوكة للمدرسة كُلها
الصف التامن كان أسوأ حاجة خُضتها في حياتي ، صديقي الوحيد سابني و راح مدرسة تانية و المتنمرين ( الطلبة اللي بيضايقوا الأضعف منهم ) كانوا بيعاقبوني و بيعذبوني علي كُل تصرف ،    حتي لمّا بدأ الأطفال التانيين يرتبطوا و يخوضوا علاقات ، كان عندي صعوبة إن واحدة من البنات تلاحظ وجودي حتي
الحاجة الوحيدة اللي كانت مريحاني ، إن غالبًا المرحلة الثانوية بتبقي بداية جديدة و مُختلفة تمامًا عن اللي فات ، كمان عدم وجود قواعد في المدارس الثانوية و قلة الرقابة علي الطلبة خلوا التجربة أحسن كتير بالنسبة ليّا
.
في أول أسبوع من دراستي الثانوية و قبل حتي ما أتأقلم مع المدرسة الجديدة كُنت كونت صداقات كافية لتغيير حياتي ، مش بس كده ... أنا نجحت كمان إني أتكلم مع أكتر من بنت
بالرغم من إن المرحلة الثانوية ساعات بتكون قاسية علي الناس إلا إنها بالنسبة ليّا ... كانت الجنة
في أول شهر و أنا قاعد في أوتوبيس المدرسة ، مشت ناحيتي بنت صغيرة خجولة أوي ، كانت زميلتي في الفصل و ساكنة جنبي و شُفتها أكتر من مرة ، كانت خجولة و عصبية و هيّ بتقرب مني ، وقفت جنبي و بصوت واطي قالتلي : " تحب نركب عجل سوا النهاردة ؟ "
بصيتلها ... كانت بنت عادية ، شعرها بني ، عينيها خضرا ، شفتها قبل كده في الحي بتاعنا أكتر من مرة ، و بننزل من الأوتوبيس في نفس المكان كُل يوم ، هزيت راسي و أنا مُبتسم و قلتلها إني موافق ، إبتسمت و رجعت بخجل تقعد في الكُرسي بتاعها
لمّا نزلنا من الأوتوبيس مشينا جنب بعض طول الوقت لحَد ما وصلنا لباب بيتي ، متكلمناش ولا كامة ، يمكن هيّ خجولة جدًا ، لمّا وصلنا أدام باب بيتي ، بصتلي و قالتلي إنها هتكون هنا كمان ساعة و مشت بدون أي كلام تاني ناحية بيتها ، دخلت البيت و حكيت لمام و قلتلها إن خلال ساعة هركب عجل مع حد من صحابي ، سألتني مع مين و قلتلها إنها البنت الجديدة اللي قابلتها في المدرسة و ساكنة جنبنا
الفرحة بانت علي وشها و قالتلي إني أخيرًا نجحت في إن يبقي ليّا صديقة ، حاولت أبان محرج أو مكسوف بس في الحقيقة الإبتامة اللي ملَت وشي كانت فاضحاني
.
رحت المطبخ و حطيت موزتين في علبة صغيرة ، خرجت قعدت أدام البيت لحَد ما لمحتها جاية من بعيد ، ركبت عجلتي و مشيت ناحيتها ، شاورتلي و إبتسمت ، ركبنا العجل و لفينا حوالين الحي أكتر من مرة ، بعد ساعتين تقريبًا وقفنا عشان نرتاح شوية و ناكل الموز ، كلت الموزة بتاعتها و إبتسمت و هي بتمد إيدها ناحيتي و بتقول : " أنا إسمي جين "
مسكت إيدها و أنا ببتسم بدوري و بقولها : " و أنا جاري "
ركبنا العجل تاني و فضلنا سوا لحد ما الليل بدأ يوصل ، حضنتني حضن صغير و شكرتني علي اليوم اللطيف و كُل واحد فينا راح ناحية بيته ، ساعتها عرفت إني قابلت حد هيبقي مميز في حياتي !
.
كل يوم كُنا بنقضي ساعات راكبين العجل سوا ، ساعات بنروح المكتبة ، ساعات بنروح المول القريب ، ساعات كُنا بنقعد في أوضتها نتفرج علي الأفلام الجديدة سوا ، بعد 3 شهور تقريبًا جين إقترحت إننا نبدأ نحول علاقتنا للجد ، ليه منتقابلش و نبقي مرتبطين ، بكل سعادة قلتلها إني موافق لكن هيّ قالتلي إن أنا اللي لازم أسألها السؤال ده و هيّ اللي لازم توافق مش العكس ، بدأت أحس بالتوتر ، كُنت عارف إنها هتوافق ، بس دي أول مرة في حياتي كلها أسأل حد لو يحب يرتبط بيّا ، حاولت أسألها أكتر من مرة بس كُل مرة كُنت بتلخبط و بنسي الكلام ، كانت بتضحك عليّا ساعات و بتشجعني ساعات ، بعد حوالي 20 محاولة قدرت أسألها و هيّ بدون تردد حضنتني و قالتلي إنها موافقة
.
العلاقة بينا إستمرت تقريبًا 5 شهور
أول 4 شهور كانوا أحلي 4 شهور في حياتي كُلها
الشهر الأخير كان أسوأ أيام حياتي !
.
كُنت بدأت أحس إن العلاقة فيها حاجة غلط لمّا بدأت جين تنتقدني في كُل تصرفاتي ، لو مشيت بسرعة شوية بالعجلة كانت بتصرخ فيّا إني أمشي أبطأ شوية ، لو إتكلمت معاها شوية كانت بتصرخ فيّا إني لازم أخرس ، كُل يوم كان صريخها فيّا بيزيد و توتر علاقتنا بيزيد معاه ، مهما عملت عشان أسعدها و أخليها مبسوطة كانت دايمًا غضبانة و بتصرخ
بعد كام يوم كانت تعبت من الصريخ و بدأت تضربني !
كانت بتضربني ضربات خفيفة مش مؤلمة ، بس كانت بتضربني طول الوقت سواء كُنا لوحدنا أو أدام الناس !
.
بدأت أتجاهلها لكن بدأت تطاردني ، مش مهم الرعة اللي كُنت بمشي بيها بعد نزولي من الأوتوبيس ، كانت دايمًا بتلحقني
لغاية ما في يوم قلتلها إني مش هكمل و إننا لازم ننفصل ، في البداية كانت بتخبط علي باب البيت في أوقات عادية ، بعد المغرب ، بعد العصر ، أوقات زي دي
لكن بعد أسبوع بدأت تخبط علي الباب بعد نُص الليل أو قرب الصُبح ، أوقات غريبة أوي للزيارات ، أكتر من مرة كانت ماما بتصحي و تقولي إنها هتتصرف ، كانت بتفتح الباب و أسمع صوت جين بتسألها عليّا ، ماما كانت صبورة معاها أكتر من مرة في البداية لكن مع تكرار الموضوع بدأت تصرخ فيها إنها لازم تسيبني في حالي
.
جين كانت بتطاردني في المدرسة ، كانت بتحاول تكلمني كُل يوم في الأوتوبيس و إحنا رايحين المدرسة أو و إحنا راجعين من المدرسة ، لكن كُنت بنجح إني أتجاهلها أو أهرب منها
بعد 7 شهور و 4 أيام من إنفصالنا لقوا جين ميتة علي باب المدرسة بتاعتنا ، مكانش فيه أي شهود علي موتها ، التحقيقات إستمرت لمدة أسبوعين تقريبًا ، فرغوا كُل الكاميرات القريبة ، دوروا في كُل مكان علي دليل ، إستجوبوا كُل شخص كان له علاقة بيها ، لكن في النهاية ملقوش أي حاجة
مش هنسي منظرها و هي متعلقة علي باب المدرسة مشنوقة و الهوا بيمرجح جسمها الميت !
.
دلوقتي أنا عندي 21 سنة ، إتخرجت و بشتغل في المكتبة اللي كُنت أنا و جون متعودين نزورها سوا ، النهاردة و بدون أي سبب جين جت في بالي ، قررت أسترجع ذكرياتنا سوا ، حسيت إني عاوز أقرا كُتبنا المفضلة ، كتاب جين المفضل كان رواية إسمها ( فئران و رجال ) للكاتب جون شتاينبك
دورت عليه كتير لحَد ما لقيته ُختفي في مكان مكانش هييجي علي بال حَد جوا المكتبة ، أنا بس اللي عارف المكان ده عشان جين قالتلي عليه قبل كده ، أخدته معايا البيت عشان أقراه بتركيز
.
بالليل قعدت علي سريري و بدأت أقرا الكتاب ، قُرب النهاية لقيت ورقة صغيرة مكتوب فيها جواب ، فتحتها و بدأت أقرا اللي جواها ....
( جاري ... لازم تعرف إني حبيتك بجد
عارفة إني كُنت بصرخ فيك ، عارفة إني كُنت بضربك
بس أنا كُنت مُجبرة علي كده
عارفة إنك مش مصدقني ... بس لازم تصدقني
في مرة والدتك جتلي البيت ، قالتلي إننا خلاص لازم ننفصل ، قالتلي إن عندك مشاكل نفسية كتير محدش يقدر يتحملها غير والدتك و بس
حاولت أخليكك تسيبني لكن إنت تحملتني ، تحملت الطريقة القاسية اللي كُنت بتعامل بيها معاك ، كُنت بتحاول تصلح الأمور و تعاملني حلو طول الوقت
بس أنا عرفت متأخر إن معندكش أي مشاكل نفسية ، والدتك كانت بتكذب عليا !
حاولت أكلمك في الأوتوبيس
جيت لك البيت الضهر و العصر
و بعدين قررت أهرب من والدتك و أجيلك في نُص الليل لكن كل مرة كانت هيّ اللي بتقابلني
أنا بحبك جدًا و بحبك بجد
والدتك كلمتني النهاردة و قالتلي إنها هتقعدني مع الطبيب النفسي بتاعك عشان يشرحلي كُل حاجة
و وعدتني إني لو تفهمت كلام الدكتور هتخليني أكمل معاك و أرجعلك بشرط أتعلم أعاملك إزاي
أتمني إنك لمّا تقرا الجواب ده أكون جنبك أو معاك
بس لو مكنتش معاك أو كنت ميتة أو مختفية .... مامتك و الدكتور النفسي هيكونوا السبب في ده !!!
أنا خايفة بس هقابله بكرة بالليل عشانك ، عشان أنا بحبك و عاوزة أكمل معاك
بحبك
جين )
.
.
.

"حدث بالفعل "قصص رعب حقيقيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن