"part12"

2.9K 224 14
                                    

" جدو المفروض ميدخنش في أوضته "
سمعت صوت صُغيّر ناعم بيقول كدا ورايا ، بصيت ورايا و لقيت بنت صُغيّرة واقفة بتبصلي ، جت منين دي ؟
كُنت بشـد عربية الأدوية و بمُر بين غُرف دار المُسنين عشـان أدي لكُل واحد من النُزلاء الدوا الخاص بيه ، إبتسـمت ليها و سألتها : " إزيك يا حبيبتي .. إنتي هنا في زيارة لجدك ؟ "
السـاعة دلوقتي 8 مساءً ، الزيارة بتنتهي الساعة 8 و من الطبيعي إن فيه زوار بيفضلوا شوية بعد ميعاد الزيارة لكن اللي مش طبيعي هو طفلة عندها 5 سنين ماشية لوحدها وسط الغرف في وقت زي دا
بصتلي و قالت بهدوء : " جدو المفروض ميدخنش في أوضته "
طيب خلينا نتفق إن هي عندها حق ، التدخين هيكون مُضر جدًا بصحة النُزلاء هنا ، التدخين مُضر بصحة أي حد عمومًا ، عمومًا أنا لازم أشكرها عشان بتبلغني عن مُخالفة بتحصل في الدار ، إبتسمت لها و أنا بسألها : " مُمكن تقوليلي جدو ساكن في أوضة رقم كام ؟ "
قالتلي ببطء : " هو في أوضته فوق "
سألتها : " أوضته رقم كام ؟ "
" أوضته مالهاش رقم ! "
" مش فاهمة حاجة "
قالتلي : " جدتي هنا في أوضة رقم 57 .. أنا حافظة الرقم لأن عندي خمس سنين و أخويا سبع سنين ، إسمي سام و بحب جدتي عشان طيبة ، بابا و ماما هنا بيزوروها دلوقتي ، جدو المفروض ميدخنش في أوضته "
أنا إفتكرت جدتها لمّا قالتلي رقم الأوضة ، جدتها ست لطيفة جدًا و هادية ، بس علي حد علمي السيدة وايت مش بتدخن ، بصيت في التابلت بتاعي عشان أشوف لو عندها زيارة و لا لأ و لقيت فعلا ان عندها زيارة دلوقتي ، بصيت للبنت تاني و أنا بقول : " تعالي معايا بقي نروح لبابا و ماما و جدتك "
بس لمّا رفعت عينيّا عن التابلت .. سام مكانش ليها أي أثر !
.
ندهت عليها و أنا بدوّر : " سام ؟؟ "
سمعت صوت زميلتي من ورايا بتسألني : " سام مين ؟ "
بصيت ورايا و لقيت زميلتي دانا بتضحك ، سألتها : " مشُفتيش سام ؟ .. بنت صُغيّرة عندها 5 سنين كانت واقفة بتكلمني دلوقتي ؟ "
كملت ضحك و قالتلي : " أنا واقفة وراكي بقالي 10 دقايق و إنتي بتكلمي نفسك و بتبصي في التابلت "
مش عارفة أعمل إيه ؟؟
قررت أروح للغرفة اللي سام قالتلي عليها عشان أشوف لو رجعت لجدتها ، مشيت ناحية غرفة 57 و أنا متوقعة أشم ريحة دخان سجاير
قبل ما أدخل الغرفة سمعت صوت تليفون بيرن و حد بيرد عليه و الفزع باين في صوته ، كان بيصرخ و بيقول : " إيه ؟ .. إنت مُتأكد ؟ .. هجيلك حالًا .. هو لسّه جوا ؟ .. طب سام لسّه جوا ؟ "
راجل و ست خرجوا من الأوضة يجروا و باين عليهم الخوف
قررت أدخل الأوضة عشان أكتشف إيه اللي بيحصل !
.
دخلت الأوضة و شديت كرسي ، قعدت جنب سرير السيدة و سألتها : " إيه اللي حصل ؟ "
كان باين عليها الخوف و هي بتقول : " بيتي .. بيتي بيتحرق "
سألتها : "بيتك ؟ .. اللي جوزك عايش فيه ؟ "
بدأت تعيّط و هي بتقول : " هو جوا البيت و النار محاصراه .. هيتصلوا بيّا يطمنوني "
عارفة إحساسها بس أي كلام هقوله مش هيهون عليها ، حضنتها و طبطبت عليها بهدوء ، بدأت تقول من وسط دموعها : " المشكلة إن حفيدتي معاه هناك ، والدها و والدتها سابوها معاه لحد ما يزوروني .. يا رب سام تكون بخير "
لمّا سمعت إسم البنت قلبي كان هيقف و أنا بفتكر كلماتها : " جدو المفروض ميدخنش في أوضته "
المفروض في مواقف زي دي افضل معاها لحد ما تهدي لكن أنا قلبي هيقف من الخوف، إعتذرت لها و أنا بخرج من الأوضة بسُرعة ، خرجت برا الأوضة و فضلت أعيّط من كتر الخوف ، عرفت إن المُستشفي اللي جنبنا وصلها بلاغ عن ضحايا حريق ، الحريق كان كثيف و النيران كانت قوية
سمعت حركة خافتة من أول الممر ، بصيت بخوف و شُفتها !
واقفة وسط سحابة رقيقة من الدخان ، بشرتها محروقة و جلدها سايح ، هدومها محروقة و لازقة في جسمها اللي ساح
بصتلي بحُزن و بصوت واطي قالتلي : " مش قُلتلك ؟ .. جدو المفروض ميدخنش في أوضته "
و إختفت !
.
.
.

"حدث بالفعل "قصص رعب حقيقيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن