56

1.6K 124 5
                                    

أنا و زوجتي إشترينا كابينة خشبية صغيرة وسط الجبال ، زوجتي سافرت يوم الجُمعة عشان تنضفها ، قررت أفضل في البيت عشان كان عندي شُغل كتير متأخر ، الموضوع كان عادي في البداية بالنسبة لي لكن بدأت أقلق لمّا لاحظت إنها مش بترُد علي مُكالماتي و لا رسايلي ، بعد شوية إستقبلت منها رسالتين صوتيتين ، يبدو إن الشبكة عندها سيئة جدًا
الرسالة الأولي كانت :
( هاي .. مش هتصدّق ، الدُنيا هنا في مُنتهى الجمال ، مش قادرة أوصفلك .. لازم تيجي و تشوف بنفسك ، الكابينة قذرة جدًا و هتحتاج مني مجهود ضخم عشان أقدر أنضفها ، هروح أشتغل فيها شوية .. بحبك )
الرسالة التانية كانت :
( يا رب تكون بخير ! ، بتصل بيك مش بترُد علي مُكالماتي ، العاصفة هنا سيئة جدًا ، الأمطار و الرياح شكلهم مش هيهدوا ، الجو كان كويس و إتغيّر فجأة
بالمُناسبة .. لاحظت حاجة غريبة ، في بركة مياه في واحدة من الأوض ، في البداية فكرت السقف بينقط مياه مطر لكن السقف سليم و مش بينقط نهائيًا .. مش عارفة السبب
علي أي حال دي مُشكلتك إنت .. أنا هنضف و إنت هتصلح
وحشتني جدًا .. هتصل بيك كمان شوية و يا ريت ترُد عليّا )
.
رسالتها غريبة ، فحصت تليفوني كويس أكتر من مرة لكن هي ما إتصلتش بيّا أبدًا ، يبدو إن الشبكة وسط الجبال سيئة جدًا
حاولت أتصل بيها أكتر من مرة ، كُل مرة تليفونها بيرن للآخر و مش بترُد ، بعتلها رسايل نصية و برضه مردتش عليّا ، سيبت التليفون و نمت
الساعة ٣ بعد مُنتصف الليل صحيت علي تليفوني بيرن ، رسالة صوتية جديدة من زوجتي
الرسالة الثالثة كانت :
( هو إنت مبتتصلش بيّا ليه .. ليه بجد ؟!
بدأت أقلق عليك ، الشبكة عندي هنا حلوة و مفيش ما يمنع إنك تتصل ، حاولت أرجع البيت لكن العاصفة قوية و المطر قوي جدًا ، العاصفة دي شكلها هتطوِّل
كمان عاوزة أقولك إني خايفة ، يمكن عشان قاعدة لوحدي هنا ، من شوية البرق نوّر الدنيا و لمحت ست شكلها مُخيف واقفة بتراقبني من برا الشباك ، أنا عارفة إن المكان مهجور و إن مفيش حد هنا بس برضه خايفة
يمكن يكون بيتهيألي .. يا ريتك جنبي هنا عشان تطمني شوية .. أرجوك إتصل بيّا .. أرجوك )
رسالة غريبة جدًا !
سمعتها مرة تانية و بعدين إتصلت بيها لكن زي كُل مرة مردتش عليّا ، حسيت بالقلق .. أنا خايف عليها ، قررت آخد عربيتي و أتوجه للكابينة ، من هنا لهناك حوالي ٤ ساعات بالعربية ، هوصل الصُبح تقريبًا
.
بعد حوالي ساعة بالعربية تليفوني رن مرة كمان ، رسالة صوتية رابعة من زوجتي
الرسالة الرابعة كانت :
( أرجوك تعالالي حالًا .. عشان خاطري ، إنت مبتردش عليّا ليه ؟
أنا خايفة جدًا .. مرعوبة ، العاصفة سيئة جدًا برا و مش قادرة أمشي من هنا ، حاولت أتصل بالنجدة لكن مبيردوش عليّا ، فاكر لمّا قلتلك إني شاكّة إني لمحت ست شكلها مُخيف برا الشباك بتراقبني ، من شوية خرجت و لمحت آثار أقدام حافية أدام الشباك و لمّا تتبعتها وصلت لنص الغابة و لقيت حفرة ضخمة إختفت الآثار عندها .. أنا رجعت الكابينة بسُرعة و قافلة علي نفسي بس خايفة أوي )
قلبي بدأ يدُق بسُرعة ، زودت سُرعة العربية ، بجري بسُرعة جنونية في طُرق مُظلمة ، كُل شوية ببُص علي الساعة ، لازم أوصل في أسرع وقت مُمكن ، فاضل حوالي ساعة و أوصل
تليفوني رن مرة كمان ، كانت رسالة صوتية خامسة من زوجتي
.
الرسالة الخامسة كانت :
( هي هنا .. هنا .. في الصالة .. الست اللي كانت بتراقبني من الشباك .. واقفة برا مبلولة و مليانة طين .. بتنقط علي الأرض .. أنا حابسة نفسي في الأوضة و ببص عليها من ثقب الباب .. هي دخلت منين ؟
أعمل إيه ؟؟ .. أتصرف إزاي ؟؟؟
بتقرب من الأوضة ، الكابينة كُلها ريحتها عفن .. ريحتها موت ..
إلحقني .. أرجوك إلحقني )
حسيت إن قلبي هيتوقف عن النبض من كُتر الخوف
وصلت المكان ، المطر توقف لكن الرياح لسّه عاصفة ، وقفت العربية و جريت ناحية الكابينة بأقصي سُرعة
.
فتحت باب الكابينة و ناديت علي زوجتي ، أرضية الكابينة مليانة مياه سوداء و طين ، ريحة المكان كُله عفن ، حاولت أفتح النور لكن يبدو إن الكهرباء قاطعة ، بنده علي زوجتي بأعلي صوت مُمكن
لكن بدون رد ...
خرجت أدوّر برا ، لمحت آثار أقدام حافية خارجة من الكابينة ، مشيت وراهم و تتبعتهم ، قادوني للغابة ، آثار الأقدام باين إنها لسّه جديدة ، في النهاية لقيت قبرين محفورين وسط الغابة ، واحد منهم مردوم و التاني لسّه فاضي و مفتوح
رجعت الكابينة بسُرعة .. بتصل بالنجدة مش بيردوا .. شامم ريحة عفن قوية !!
.
.

"حدث بالفعل "قصص رعب حقيقيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن