38

1.7K 160 15
                                    

كُنت نايم علي سريري في أوضتي في الظلام لمّا سمعت صوته ، صوته مُخيف و أجش ، جاي من تحت سريري
الصوت ظهر فجأة و قال : " هاي "
قفلت عينيّا بقوة و قُلت لنفسي إن أكيد بيتهيألي
لكن الصوت إتكرر مرة تانية : " هاي يا ولد "
حضنت نفسي و نمت في وضع الجنين ، ركبي لازقة في صدري من كُتر الخوف ، دخلت راسي تحت الغطا و جسمي كُله بيترعش ، بحاوِل أمنع الصوت من الوصول ليّا ، بحاول أمنع الخوف من إنه يتسلل لقلبي ، الهوا البارد اللي داخل من الشباك بيخلي جسمي يترعش لكن رعشة قلبي من الخوف كانت أقوي
سألته بصوت بيترعش من كُتر الخوف : " إنـ .. إنت مين ؟ "
الصوت قال و نبرته مليانة شر : " أنا الوحش اللي تحت سريرك "
قُلتله : " بس .. بس الوحش اللي تحت السرير مش حقيقي ! "
الصوت قال بغضب : " قصدك إيه يعني ؟ .. أنا حقيقي جدًا "
.
حاولت أتماسك و أستجمع شجاعتي و أنا بسأله : " طيب ، طالما إنت حقيقي .. يبقي أكيد ليك إسم "
قال و نبرة الشر في صوته بدأت تختفي : " طبعًا ليّا إسم "
سألته : " مسموحلي أعرفه ؟ "
رد بسُرعة : " فرانك "
سألته بدهشة : " فرانك ؟ "
رد عليّا بضيق : " آه فرانك .. عندك مُشكلة مع الإسم و لا حاجة ؟ "
قُلتله : " لا طبعًا هو إسم لطيف .. بس دا مش إسم وحش ! "
قال و هو حاسس بحُزن : " ما أنا مكُنتش عاوز أطلع وحش "
سألته بفضول : " أمال كُنت عاوز تطلع إيه ؟ "
رد بدون تفكير : " دكتور "
ضحكت و أنا بقوله : " إنت دمك خفيف "
سألني : " إنت بقي عاوز تطلع إيه لمّا تكبر ؟ "
فكرت شوية قبل ما أقوله : " مش عارف "
الصمت ساد لفترة طويلة بعدها ....
.
بعد شوية ندهتله : " فرانك ؟ "
رد عليّا علي طول : " إيه ؟ "
سألته بفضول : " هو إنت مش هتخوفني يعني .. أو حاجة زي كدا ؟ "
بان عليه الدهشة و هو بيقول : " و أخوفك ليه ! "
سألته بدهشة : " مش إنت الوحش اللي تحت سريري ؟ .. المفروض إنك تخوفني ؟ "
قال بهدوء : " كلامك صح .. بس أنا مش بخوف أطفال ! "
سألته و دهشتي بتزيد : " أمال إنت جاي تعمِل إيه ؟ "
رد و هو بيشرحلي : " أنا فعلًا جاي أخوف .. بس أنا مش بخوف الأطفال .. بخوف بس الناس السيئين و الأشرار "
سألته بخوف : " هو أنا شخص شرير ؟ "
رد عليّا بطريقة غريبة و هو بيقول :  " لا .. بس أنا مش جاي هنا عشان أخوفك إنت ! "
الخوف بدأ يملاني مرة تانية و أنا بسأله : " أمال إنت جاي تخوّف مين ؟ "
رد و صوته بيتملي شر و حقد تاني : " الراجل اللي في الخزانة بتاعتك !! "
.
جسمي كُله قشعر ، قلبي كان بيترعش من كتر الخوف ، كُنت عاوز أسأله يقصد إيه بالجُملة دي ، لكن أنا كُنت خايف و خوفي زاد أكتر لمّا سمعت صوت حركة جاي من جوا الدولاب بتاعي !
باب الدولاب بدأ يتفتح ببطء ، صوت السرير كان مخلي قلبي بيدُق بسُرعة ، صوت خطوات خافتة بدأ يظهر ، خطوات حد بيمشي ببطء من الدولاب و لحَد سريري ، مكُنتش قادر أبدًا أبص علي مصدر الخطوات ، صوت الخطوات توقف جنب سريري بالظبط ، بدأت أسمَع صوت تنفس ثقيل ، قفلت عينيّا و بدأت أدعي ربنا إن يكون كُل دا حلم أو تخيُّل
البطانية بدأت تترفع من فوقي ببطء ، جسمي بدأ يترعش بخوف ، أول مرة أحس بالخوف دا كُله
كان ورايا ، غمضت عينيا أكتر و بدأت أستعد للأسوأ ، لكن فجأة سمعت صوت صرخة قوية مليانة خوف و رعب ، سمعت بعدها صوت زجاج بتكسّر بقوة ، فتحت عينيّا عشان ألاقي الأوضة فاضية
زجاج الشباك مكسور بعُنف زي ما يكون حد كسّره و هو بينُط منه
و سكين حاد مرمي علي الأرض بإهمال
.
أهلي دخلوا الأوضة بسُرعة ، سألوني إيه اللي حصل لكن معرفتش المفروض أقولهم إيه !؟
قُلتلهم إن كان فيه شخص كان مُختبئ في دولابي و لمّا شُفته قفز من الشباك !
أهلي إتصلوا بالنجدة ( 911 ) و الشُرطة حضروا بعد دقايق ، قالوا إنهم شافوا شخص إسمه غاري طومسون و هُمّا جايين كان في شارع قُريب من البيت ، هدومه مليانة دم و بقايا زجاج مكسور ، و قبضوا عليه
غاري طومسون إعترف إن عربيته كان واقفة أدام البيت بتاعنا ، بتفتيشها لقوا فيها سكاكين و قيود و كاميرا فيديو
قالولنا بعد كدا إن غاري مكانش مُتزن نفسيًا و إنه إتحجز في مصحة نفسية تحت المُلاحظة
مشوفتش و لا سمعت حاجة عن فرانك تاني أبدًا و كأنه لم يكُن ، بس المُحامي بتاعنا قالنا ملحوظة مُهمة أوي
غاري في المصحة بيشتكي إنه مش عاوز ينام في أوضته عشان خايف !
خايف من الوحش اللي بينام تحت سريره
خايف من فرانك !
.
.
.

"حدث بالفعل "قصص رعب حقيقيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن