58

1.5K 141 19
                                    

لمّا تيمي مارلو إختفي ، البلدة كُلها كانت قلقانة ، تيمي كان طفل من الأطفال اللي شعبيتهم كبيرة في البلدة ، طفل مؤدب و مُحترم .. متفوق في دراسته و مُلتزم ، كان بيحترم كُل الناس اللي في البلدة بدون إستثناء ، إختفائه كان حاجة هَزَت البلدة كُلها ، الحُزن ملى قلب كُل سُكّان البلدة لدرجة إنهم أطلقوا عليه " الملاك التائه "
في البداية الشُرطة و أسرته إتفقوا إن دي مش حالة إختطاف بغرض طَلَب فدية ، محدش هيخطف طفل صُغيّر من شوارع بلدة عدد سُكّانها قُليّل و كُل الناس عارفة بعضها بالشكل دا ، كمان آل مارلو مش أسرة غنية عشان حد يطمع فيهم و يُطلب منهم فدية ، لكن علي أي حال البلدة كُلها قرروا يقفوا جنبهم و يلموا من بعض أي مبلغ هيتطلب كفدية عشان يرجعوا تيمي مرة تانية ، محدش مانع إطلاقًا و كُل سكان القرية عرضوا فلوس حتي الأطفال كانوا بيتبرعوا بمصروفهم ، أهم حاجة إن تيمي الصُغيّر يرجع لحضن أهله مرة تانية
لكن الساعات تحولت لأيام .. و الأيام تحولِت لأسابيع .. و محدش إتصل و لا طَلَب فدية !
.
الشُرطة قرروا يبدأوا رحلات بحث في كُل مكان ، أغلب سُكّان البلدة تطوعوا عشان يكونوا جُزء من الرحلات دي ، كُله كان بيتجمع و بيجهز و بيدوّر عشان نلاقي تيمي
الباقيين طبعوا بوسترات بصورة تيمي و أوصافه و أرقام تليفون أهله و بدأوا يلصقوها في البلدات المجاورة ، كُل بناية و كُل عامود نور في البلدة و في البلدات المجاورة كان عليه صورة تيمي
مش هتقدر تمشي خطوة غير لمّا تقابلك صورة تيمي و هو بيضحك إبتسامته الساحرة و عينيه المليانة براءة
دوروا أيام و أيام لكن بدون ما يظهر أي أثر لتيمي اللطيف
كُل الناس بدأوا يفقدوا الأمل
الملاك التائه يبدو إنه إختفي .. بدون أثر .. و للأبد !!
.
في النهاية أهله بدأوا يلوموا نفسهم علي إختفائه ، قالوا إنهم كانوا مشغولين جدًا بالشُغل و مشاكله بدون ما يهتموا كفاية بإبنهم الوحيد ، لمّا بتشتغل شُغلتين كُل يوم .. بالكاد بتلاقي وقت لنفسك ، عشان كدا كانوا متعودين يطلبوا مني أجالس تيمي ، أنا عايشة في البيت المجاور لتيمي
بعد وفاة ألبرت زوجي بدأت أحس بالوحدة في البيت خصوصًا إن مكانش عندنا أطفال ، عشان كدا لمّا طلبوا مني أجالس تيمي أثناء إنشغالهم وافقت رغم إني مش محتاجة فلوس
كُنت زي كُل سُكان البلدة شايفة تيمي طفل لطيف و مؤدب و مُحترم ، عشان كدا وافقت فورًا
لمّا تيمي إختفي و الشُرطة إستجوبوني ، قُلتلهم إن عُمره ما إتأخر بعد المدرسة خالص ، دايمًا بيرجع في ميعاده ، دي كانت الحقيقة .. محدش في البلدة دي يعرف تيمي زي ما أنا عارفاه
.
و عشان أنا أكتر واحدة في البلدة عارفة تيمي ، كان لازم أقتله !
إستنوا .. هفهمكم .. في البداية تيمي كان لطيف و مُحترم ، بيسمع الكلام و مش مُشاغب ، بس دا طول ما أهله موجودين و شايفينه ، لكن بمُجرد ما يمشوا و أفضل أنا و هو بس .. كان بيتحوِّل تمامًا !!
كُل حاجة فيه كانت بتتغيّر للأسوأ ، تيمي كان وحش ، أنا الوحيدة اللي إكتشفت حقيقته اللي مخبيها عن البلدة كُلها ، كان بيسرق الحيوانات الأليفة بتاعة جيرانه و يعذبها و يقتلها
و كان أول واحد بيساعد في البحث عنهم لمّا أصحابهم بيبلغوا عن إختفائهم ، في مرة شُفته بيحُط سم فيران في العصير بتاع أهله ، كمية صُغيرة متقتلش حد .. لكنها كافية لإصابتهم بتسمم شديد
كُنت عارفة كُل دا
لكن مقُلتش حاجة لحَد .. محدش كان هيصدقني !
.
لمّا عرف إني عارفة أسراره بدأ يبقي عنيف معايا ، كان بيضربني بقسوة و بيتظاهر بالبراءة أدام أهله و طبعًا أنا لو ضربته أهله هيبلغوا الشُرطة و هيلوموني ، جسمي بدأ يتملي كدمات و جروح ، قُلت لأهله مرة ما صدقونيش و بانت عليهم الدهشة إني ليه بقول كدا علي إبنهم الملاك !
و من ساعتها تيمي بدأ يؤذيني أكتر و يضربني بقوة أكتر ، كان ساعات بيرمي عليّا حاجات صلبة و حادة و أنا مش مُنتبهة له ، في يوم رماني بفازة و خبطت في وشي و كسرتلي أنفي ، إضطريت أكدب علي أهله و أقولهم إني وقعت علي وشي
العواجيز اللي زيي بيختل توازنهم طول الوقت .. صح ؟
.
عاوز تخدّر حد بكُل سهولة ؟
هقولك .. حُطله منوم في الكوكيز و اللبن .. هياكل و ينام زي الملايكة !
مفيش طفل هيقدر يقاوم كوكيز ساخنة و كوب لبن دافي ..
تيمي ميت للأسف ، و مش هيلاقوا جُثته !
محدش في البلدة كُلها يقدر يشُك في ست عجوزة زيي ، و لأن سني كبير و حركتي بطيئة مقدرتش أشارك في رحلات البحث عن تيمي ، لكن كُنت قادرة أساعدهم بطريقة تانية
أنا هعملهم ساندوتشات تساعدهم علي البحث ، أنا طبيخي حلو و هُمّا عارفين دا كويس ، و عارفين كمان إني بحب تيمي و عاوزة أساعد بأي طريقة في البحث عنه
كُنت بسلمهم ساندوتشات اللحمة المفرومة كُل يوم و هُمّا رايحين يدوروا عليه ، بإبتسامة كبيرة و ساندوتش مليان لحمة مفرومة و دعوات من القلب بودعهم
علي أي حال محدش هيشك فيّا و لا هيشُك في اللحمة المفرومة اللي مليانة توابل دي ، تيمي هيفضل في البلدة ، هيفضل في عقل و قلب و ( بطن ) كُل واحد من سُكان البلدة !
.
.
.

"حدث بالفعل "قصص رعب حقيقيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن