32

1.8K 154 5
                                    

دايمًا موظفين الإستقبال في الطوارئ و النجدة بيستقبلوا مُكالمات قاسية كتير ، أقسي مما تتخيلوا ، و محدش بيقدّر أبدًا حالاتهم النفسية لمّا بتسوء
خليني صريح معاكُم ، أنا مبحبش شُغلي ، مبحبش القسوة و الرعب و الحُزن اللي بسمعهم في المُكالمات طول اليوم ، بس طالما أنا لسّه بشتغل الوظيفة السخيفة دي ...
فأنا مُجبَر أتحَمَل سخافاتها ...
ساعات بتحرق أعصابك و تفضل يومين أو 3 مش قادر تنام بسبب مُكالمة و في النهاية بتكتشف إنه مقلب من شخص سخيف لعب بيك و بأعصابك ، و ساعات بتحط مشاعرك علي جنب و تتعامل ببرود علي مُكالمة إنت شاكك إنها مقلب و تتفاجئ إن حد مات بسبب برودك ، في النهاية إتعلمت حاجة مُهمة أوي
سواء مقلب أو مش مقلب .. أنا هشتغل و هعمِل اللي ضميري هيُمليه عليّا و الباقي مش شُغلي و مش وظيفتي
لكن ساعات بيجيلك مُكالمة بتكون هي القشة اللي قسمت ظهر البعير ، بيفيض الكيل بعدها و تحِس إنك خلاص مش قادر تستحمل الوظيفة دي أكتر من كدا
أنا هنا هحكيلكم عن المُكالمة الأخيرة ليّا كموظف إستقبال في النجدة ( 911 ) و اللي كانت سبب مُهم في إني أسيب الشُغل
.
موظف الإستقبال : 911 .. إيه الحالة الطارئة اللي عندك ؟
( المُتصل مش بيرُد ، صوت تنفس تقيل )
موظف الإستقبال : 911 .. إيه الحالة الطارئة اللي عندك ؟
المُتصل : " ( كلام مش مفهوم ) جوا البيت "
موظف الإستقبال : لو سمحت يا فندم .. أنا مش قادر أسمــ
المُتصل : " ( كلام مش مفهوم بهمس مليان خوف ) "
موظف الإستقبال : " لو سمحت يا فندم .. هحتاج بس حضرتك تتكلِّم بصوت أعلي من كدا عشان أقدر أفهم كلامك "
المُتصل بهمس : " حد إقتحم بيتي و .... "
موظف الإستقبال : " طيب .. طيب .. مُضطر أطلُب من حضرتك تحاول تهدا شوية .. قولي عنوانك "
المُتصل : " ماشيين علي إيديهم و رجليهم "
موظف الإستقبال : " أفندم ؟ "
المُتصل : " إيه اللي بيحصل دا ؟ ، إيه الجنون دا ؟ "
موظف الإستقبال : " إيه اللي بيحصل عندك ؟ .. إنت مُصاب ؟ "
المُتصل : " لا ، لا ، أنا كويس ، بُص ، ركِّز معايا ، فيه حد إقتحم بيتي و ماشـ .... "
موظف الإستقبال : " آسف إني بقاطعك بس لو إنت هتبلغ عن حالة إقتحام للبيت هحتاج منك تبلغني عنوانك الأول "
المُتصل : " عنواني هو ( .... ) ، لكن هُمّا ما إقتحموش البيت ، الأبواب و الشبابيك كُلها مقفولة كويس و سليمة "
موظف الإستقبال : " فيه حد تاني معاك في البيت ؟ .. حد من أهلك أو أسرتك ؟ "
المُتصل : " لا ، أنا عايش لوحدي ، أنا بس مش فاهم اللي بيحصَل ! "
( صوت شهقة من المُتصل مليانة رُعب و خوف مش طبيعي )
.
موظف الإستقبال : " إنت كويس ؟ ... حصلك حاجة ؟ "
( المُتصل مش بيرُد ، صوت تنفس تقيل )
موظف الإستقبال : " لو مش قادر تتكلِّم دلوقت لأي سبب من الأسباب .. إديني إشارة إنك بخير و مش قادر تتكلِّم .. لو آه إخبط علي السماعة خبطتين .. لو لا إخبط 3 خبطات .. تقدر تعمل كدا ؟ "
( خبطتين من المُتصل )
موظف الإستقبال : أنا كدا إتطمنت إنك بخير .. هطلب منك تحافظ علي هدوئك .. أنا معاك و مش هروح في أي مكان .. خليك معايا و متقفلش الخط "
( خبطتين من المُتصل )
موظف الإستقبال : " تقدر تمسك سلاح ؟ .. سكينة أو مُسدس أو أي حاجة تدافع بيها عن نفسك ؟ "
( 3 خبطات من المُتصل )
موظف الإستقبال : " طيب تقدر تعمـ .... "
المُتصل : " خلاص هو بِعِد عني ، بس هو شافني ، بيتهيألي شافني "
موظف الإستقبال : " حاول تهدي و تفهمني شوية إيه اللي بيحصل عندك ؟ "
المُتصل : " هحاول أفهمك ، أنا صحيت من النوم بالليل عشان أدخُل الحمّام ، لمحته بيتجول في الصالة المُظلمة ، مش لص و لا حرامي و لا مُقتحم بيوت ، دا شيء .. شيء غريب و مُرعب ، فاهمني ؟ "
موظف الإستقبال : " أنا مش فاهم حاجة .. مُمكن تفهمني أكتر ؟ "
المُتصل : " هو ماشي علي إيديه و رجليه زي الحيوانات كدا ، شكله مُرعب "
موظف الإستقبال : " إنت مُتأكد ؟ "
المُتصل : " طبعًا مُتأكد ، بقولك شُفته بعيني !! "
موظف الإستقبال : " تقدر تهرب من البيت ؟ .. الشُرطة أدمها نصف ساعة تقريبًا لحَد ما يوصلولك ! "
المُتصل : " لا ، أنا حاولت بس مش هقدر "
موظف الإستقبال : " ليه ؟ .. مش هتقدر ليه ؟ "
المُتصل : " مش عارف ، قلبي و إحساسي بيقولولي إني لو إتحركت من مكاني هيحصل حاجة سيئة "
موظف الإستقبال : " إنت فين دلوقتي ؟ "
المُتصل : " أنا حابس نفسي في الحمّام بس بختلس النظر كُل كام دقيقة "
موظف الإستقبال : " المُقتحم أو الشيء دا فين دلوقتي ؟ "
المُتصل : " في الصالة إستني أبُص عليه .. إيه الجنون دا !!! "
موظف الإستقبال : " إيه اللي حصل "
المُتصل : " كُنت ببُص عليه لمّا فجأة نط من علي الأرض و وقف فوق الترابيزة ... بيتحرك علي إيديه و رجليه بس راسه ... راسه ... "
موظف الإستقبال : " مالها ؟ "
المُتصل : " بيقدر يحركها في جميع الإتجاهات حتي لورا ! "
موظف الإستقبال : " أقرب مكان تخرج منه فين ؟ "
المُتصل : " باب المطبخ "
موظف الإستقبال : " هل تقدر تروح هناك بأمان ؟ "
المُتصل : " لا ، أعتقد لا ، معرفش "
موظف الإستقبال : " أنا معاك علي الخط أهو .. روح للباب بهدوء و اخرج بسُرعة "
المُتصل : " لا ، لا ، مش عارف ، هحاوِل ، أنا خايف ، خايف أوي "
موظف الإستقبال : " إهدا و روح بهدوء كدا .. متخافش "
المُتصل : " يا الله ... إيه دا ؟ "
موظف الإستقبال : " إيه اللي بيحصل ؟ "
المُتصل : " دول كُتار !! .. كُتار ! "
موظف الإستقبال : " إهدا شوية و حاول تفهمني "
المُتصل : " خرجت من الحمام و بدأت أمشي ناحية المطبخ بس لقيت واحد منهم أدامي علي طول .. يا الله "
موظف الإستقبال : " شافك ؟ "
المُتصل : " لا .. كان عاطيني ضهره و قدرت أهرب قبل ما يشوفني .. مش عارف .. مش عارف "
موظف الإستقبال : " طب خلاص .. خلاص .. خليك في الحمّام و متخرجش تاني "
المُتصل : " حا .. حاضر "
موظف الإستقبال : " إنت مُتأكد إنهم أكتر من واحد .. مش يمكن هو هو نفس المُقتحم الأولاني ؟ "
المُتصل : " مش عارف "
موظف الإستقبال : " طب الباب الخلفي واحد منهم واقف عنده .. الباب الأمامي فاضي ؟ "
المُتصل : " أرجوك سيبني في حالي بقي ، أنا خايف أخرج ! "
موظف الإستقبال : " أنا بحاول أساعدك مش أكتر .. لازم تستجمع شجاعتك و تحاول تخرج .. الشُرطة أدامهم شوية وقت "
المُتصل : " مش هقدر "
موظف الإستقبال : " صدقني هتقدر .. لازم تهرب من البيت حالًا "
المُتصل : " حاضر .. حاضر .. هحاول "
موظف الإستقبال : " أنا معاك أهو ... "
المُتصل : " آاااااه ، لا ، لا ، لااااااااا "
موظف الإستقبال : " إيه اللي حصل ! "
المُتصل : " كان واقف مستنيني أدام باب الحمام ! .. اللعنة ! "
موظف الإستقبال : " لازم تخرج من البيت بأي طريقة "
المُتصل : " آااااااااااه "
موظف الإستقبال : " يا فندم إنت سامعني ؟ "
المُتصل : " عضوني في إيدي .. اللعنة عليك و عليهم "
موظف الإستقبال : " إنت كويس ؟ "
المُتصل : " لا مش كويس ، أنا مُصاب ، عضته قطعت صوابعي ! "
موظف الإستقبال : " حاول تخليك معايا .. متقفش .. أقعد عشان ترتاح "
المُتصل : " أنا تعبان ، تعبان أوي "
موظف الإستقبال : " إقعد متقفش "
المُتصل : " مش هقف "
موظف الإستقبال : " إنت كويس ؟ "
المُتصل : " إحنا بنقف ليه أصلًا ؟ "
موظف الإستقبال : " يعني إيه ؟ "
المُتصل : " أنا هزحف علي إيديا و رجليا أسهل و أريح "
موظف الإستقبال : " فقدان الدم بيخليك تهلوس "
المُتصل : " جيريمي .. مش دا إسمك ؟ .. إحنا مش لازم نقف .. الزحف حلو و مُريح "
موظف الإستقبال : " الشُرطة قربت توصلك ! "
المُتصل : " لازم تجرب يا جيريمي ... هنجيلك و نخليك نجرب "
موظف الإستقبال : " حاول تهدا شوية .. إنت بتهلوس بسبب فقدان الدم "
( صوت حشرجة غريبة و صوت التليفون بيقع علي الأرض )
موظف الإستقبال : " يا فندم ؟ .. يا فندم ؟ "
( الخط بيتقطع )
.
.
.

"حدث بالفعل "قصص رعب حقيقيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن