"part17"

2.4K 183 15
                                    

فيه حاجة مش طبيعية بخصوص واحدة من جيراني ، كُل اللي أعرفه عنها هو كلام سمعته قبل كده من واحد من جيراننا ، اللي قال " هي في مُنتصف التسعينات من عُمرها و كانت بتشتغل جَرّاحة قبل ما تطلع علي المعاش "
.
في شهر مارس اللي فات إنتقلت أنا و زوجتي لبيت جديد في قرية ريفية صُغيّرة ، القرية دي عدد سُكانها قُليل جدًا ، مُحاطة بالغابات من جميع الإتجاهات ، تقريبًا كُل السُكان عشر بيوت بس ، بيتي هو أقرب بيت للغابات ، الجيران كُلهم ناس مُحترمين و طيبين
بس في حاجة غلط بخصوص واحدة من جيراني ، آجنيس العجوزة !
.
أول حاجة غريبة لاحظتها كانت إنها طول الوقت قافلة كُل أضواء بيتها بالكامل ، بيتها بالليل بيسبح في الظلام حرفيًا ، و الأغرب إنها بتقف ورا الشباك تراقب الناس من غير ما ياخدوا بالهم ، أنا نظري قوي و قدرت أشوفها أكتر من مرة واقفة في الظلام ، من ساعة ما شُفتها بقت بتراقبني أنا تحديدًا ، مُستعد أقسم لكم علي دا !
حاولت أتكلم معاها بعد إنتقالي بحوالي أسبوع ، كُنت عارف إن إسمها آجنيس ، الجيران الباقيين قالولي إسمها ، كانت واقفة في الحديقة الأمامية بتاعة بيتها ، ساندة علي العُكاز بتاعها بصمت و واقفة تراقب الناس ، كُنت بمّشي الكلب بتاعي ، و عدينا من جنبها ، حسيت بالكلب بيصاب بحالة من الجنون ، بيبعد عنها بخوف و هو بينبح بوحشية مش طبيعية ، مسكت الطوق بتاعه بقوة و أنا حاسس بخوفه ، و دي كانت حاجة غريبة !
الكلب بتاعي هادئ و بيحب الناس كلها ، عشان كدا تصرفه و جنونه و خوفه دول كانوا مش طبيعيين أبدًا ، بعدته عنها بقوة و أنا بحاول أهديه شوية ، هدي شوية لمّا بعد عنها ، بصيت لها بإحراج و أنا بقولها : " أنا آسف .. مش عارف ماله .. هو عادةً بيحب الناس كُلها "
إستنيت منها أي رد ...
لكن مفيش ...
كُنت قُريّب منها و تأملتها كويس عن قُرب للمرة الأولي ، حجمها صُغيّر ، رفيعة و قصيرة .. شعرها أبيض قُصيّر و عينيها لونهم رمادي ، لابسة بنطلون أزرق و قميص بني ، دا اللبس الوحيد اللي بتلبسه و مش بتغيره مهما حصل
و لمّا بقول الوحيد بقصد فعلًا ( الوحيد ) !
قررت أعتذر تاني : " أنا فعلًا آسف .. بس هو مش بيعض حد فمتخافيش منه "
لسه مفيش أي رد علي كلامي ، بتبصلي بصة غريبة كُلها شر و حقد ، إتحركت ببطء و رجعت لورا و هي لسّه بتبصلي ، مِسكِت جاروف كبير مصدي و رفعته بهدوء و شاورت بيه ناحية راسي و بعدين راس الكلب في إشارة واضحة ، مش عارف أقولها إيه ، بدأت أبعد عنها و أنا بقولها : " أنا آسف مرة تانية "
بس الملحوظة الغريبة إن مش كلبي بس اللي بيكرهها ، كُل الكلاب اللي بتقرب منها بتخاف و تصاب بالجنون ، سواء كلاب الجيران أو الكلاب الضالة اللي ساكنة الغابة ، بتقف تبص للكلاب و هي ماسكة الجاروف المصدي و بتستعد للدفاع عن نفسها
.
الحاجة الغريبة التانية اللي لاحظتها عليها حصلت من كذا أسبوع
كُنت صاحي الساعة 5 صباحًا و مش جايلي نوم ، واقف بتفرج علي الغابة من ورا شباكي ، لمحتها بتتمشي بين البيوت و معاها شنطة قماشية ، بتدوّر في القمامة بتاعة الناس و بتطلع منها حاجات تحطها في الشنطة ، الحاجة الغريبة إنها كانت بتتحرك بسُرعة و بدون العكاز بتاعها ، سُرعة غير متناسبة مع سنها أبدًا
قررت أعرفها إني شُفتها ، خرجت وقفت أدام باب بيتي ، واحد من الجيران كان رامي مكتبة قديمة في حديقته الأمامية ، رفعتها بإيد واحدة و دوّرت تحتها !
المكتبة دي ثقيلة جدًا ، إزاي واحدة في سنها و قوتها تقدر ترفعها بإيد واحدة !
مشيت ناحيتها عشان أفهم إيه اللي بيحصل ، لمّا قربت منها سابت المكتبة تقع علي الأرض بقوة و بصتلي بشر ، قُلتلها : " أنا آسف مقصدتش أخوفك .. أنا بس كُنت عاوز أساعدك "
مردتش عليّا .. لسّه بتبصلي بشر و حقد
بدأت تبعد ناحية بيتها و هي بتعرج علي رجلها ، كأنها عجوزة مرة تانية ، حاولت أحرك المكتبة بعد ما بعدت لكن وزنها كان تقيل جدًا !!
لكن فجأة كُل حاجة إتغيرت للأسوأ لمّا حد إقتحم بيتي !
.
كُنت في حفلة عيد ميلاد حد من أصحابنا أنا و زوجتي و الكلب و رجعت لقيت باب بيتي مكسور
دخلت أوضة النوم بحرص ، لقيت إتنين نايمين في سريري و متغطيين ، رحت المطبخ بهدوء و طلعت سكينة تقطيع اللحم و دخلت الأوضه كشفتهم و أنا بستعد لطعنهم ، لكن إكتشفت إن حد مكوّم المخدات و ملبسها هدومي أنا و مراتي و مغطيهم !
الموضوع كان مُخيف ، مين المُختل اللي عمَل كدا و ليه ؟!
قررت أراجع الكاميرات لكن كُل اللي شُفته كان حد بيتحرك بسُرعة مش طبيعية ، سُرعة مش بشرية ، بس قدرت أميز اللبس ... قميص بني و بنطلون أزرق !
أنا مُتأكد إنها آجنيس !
.
إمبارح كان عيد ميلادي ، مبقولش لحد لأني مبعترفش بيه و لا بحتفل بيه ، صحيت الصُبح و فتحت باب البيت
أدام البيت كان فيه قالب كيك قديم متعفن و الدود طالع منه ، جنبه عروسة لعبة شعرها أحمر ، مسكتها و بصيت للشعر كويس ، دا شعر مراتي !
بصيت ناحية آجنيس
كانت واقفة تبصلي و علي وشها أكتر إبتسامة شريرة مُمكن تتخيلوها
.
.

"حدث بالفعل "قصص رعب حقيقيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن