62

1.4K 117 9
                                    

قبل ما أحكي لكم أول تجربة ليّا في الويجا ، عاوزة بس أقول لكم ملحوظتين مُهمين :
1 - أنا عرفت من فترة للأسف إن بيتي مليان تعابين ، هشرحلكم الموضوع ، أنا ساكنة جنب منطقة زراعية ، أثناء الشتا الفيران بتهرب من الأراضي الزراعية و تدخل تستخبي في البيوت ، السنة دي مكانش فيه فيران ، في البداية كٌنت فاكر إن ده بسبب المصايد و الأفخاخ اللي حاطينها ، بس عرفت بعد كده إني كُنت غلطانة
2 - أنا بحب أجرب التجارب الغامضة و الخارقة و المُخيفة طول الوقت ، اللي هحكيه لكم النهاردة هوّ آخر تجربة ليّا في الموضوع ده ، و بنصح كُل شخص بيقرا اللي أنا هكتبه بلاش تجرب الموضوع ده أو تحط نفسك في موقف زي ده
.
الموضوع بدأ من حوالي أسبوع لمّا جاك صديقي قرر يجيلي في زيارة قصيرة من المدينة ، كُنت إشتريت لوح ويجا من فترة ، كُنت أنا و جاك من فترة بنتكلم عن أجازته اللي هيقضيها هنا ، و لأن إحنا الإتنين مُهتمين بالخوارق إتفقنا نجرب لوح الويجا لمّا يجيلي البيت
و هوّ وافق و تحمَس للفكرة جدًا
الأيام القٌليلة اللي قبل وصول جاك ، عملت بحث مُكثف عن الطرق الصحيحة لإستعمال لوح الويجا ، دورت في كُل مكان ، اليوتيوب ... الأفلام ... الروايات ... الكُتب ... شرايط الفيديو ، كُل حاجة بتتكلم عن لوح الويجا
بعد كام يوم حسيت إني بقيت علي دراية كافية بالإستعمال الصح للويجا ، الموضوع كان بسيط و سهل بشكل كافي ، بالرغم من كده كُنت عارفة إن أغلب اللي قريته كان معلومات غلط
.
أخيرًا جاك وصل بالسلامة ، كُنت حريصة إن كُل حاجة تبقي مظبوطة عشان نقدر نستضيف جلسة تحضير الروح بإستخدام لوح الويجا ، حطيت مخدات علي الأرض عشان نُقعد عليها ، قفلت النور و جبت شموع ، شغلت كاميرا فيديو و حطيت ميكروفون صغير عشان أسجل و أوَثق الجلسة
كان لازم بس أتأكد إن مفيش حد فينا قلقان أو خايف ، و قبل ما نبدأ شرحت لجاك كُل قواعدها بالتفصيل المُمل
لازم منهينش أي كيان تستحضره اللوحة
لازم منرفعش إيدينا عن اللوحة و هيّ شغالة
لازم محدش فينا يمشي قبل ما الكيان ينصرف
.
بدأنا بعد منتصف الليل علي طول ، الشموع عاملة نور خافت ، الجو كان مُرعب زي ما بتشوفوه في الأفلام اللي إتكلمت عن الويجا
بصينا لبعض زي ما يكون كُل واحد فينا بيتأكد من جاهزية التاني قبل ما نحط إيدينا علي قطعة البلاستيك اللي علي اللوح ، إتنفسنا بعمق قبل ما نبدأ أي حاجة
إحنا الإتنين عارفين إحنا هنواجه إيه ، سمعنا تحذيرات كتير ، سمعنا قصص كتير ، شُفنا أفلام كتير كُلها بتديك نصيحة واحدة بس :
متلعبش بلوح ويجا
دي لعبة الشيطان
لوح شيطاني و شرير
بس كان عندنا إقتناع تام إن كُلها تحذيرات و حكايات كاذبة عشان يخوفوا الناس مش أكتر !
.
حطينا إيدينا علي القطعة البلاستيك و بدأنا نستعد ، بعد شوية سألت اللوح بصوت عالي لو كان فيه أي حد حضر
لكن القطعة البلاستيك رفضت تتحرك من مكانها
جاك سأل بصوت عالي لو كان فيه أي كيان في البيت غيرنا
لكن القطعة البلاستيك رفضت تتحرك من مكانها تاني
جاك بدأ يضحك و كان علي وشك يرفع إيده عن اللوح لمّا فكرته إن القواعد بتقول إنه ممنوع يرفع إيده عن اللوحة قبل ما ننتهي ، بصلي بإستغراب و هو بيسأل بسخرية : " طب إنت موجود بس مش حابب تتكلم معانا ؟؟ "
القطعة البلاستيك بدأت تتحرك وسط إندهاشنا لحد ما وقفت علي كلمة : ( لا )
و بعدها إتحركت تاني عشان تقف علي كلمة : (مع السـلامة )
كده كانت أول مرة إنتهت علي خير
.
بدأنا نستعد عشان تاني مرة ، قُلنا كُل حاجة و بعدها سألت بصوت عالي : " فيه أي حد هنا ؟ "
القطعة البلاستيك إتحركت ببطء لحد ما وقفت عند كلمة : ( آه )
سألت تاني بصوت قلقان : " إنت نفس الكيان اللي كان هنا من شوية ؟ "
القطعة البلاستيك إتحركت ببطء لحد ما وقفت عند كلمة : ( لا )
جاك سأل بصوت عالي حاول يخليه قوي : " إنت مين ؟ "
القطعة البلاستيك رفضت تتحرك من مكانها
سألته بهدوء : " إنت مرتاح و إنت هنا معانا ؟ "
القطعة البلاستيك إتحركت ببطء لحد ما وقفت عند كلمة : ( آه )
جاك سأل تاني بقلة صبر : " طب طالما إنت مرتاح هنا ... ليه رافض تقول إسمك لينا ؟ "
القطعة البلاستيك إتحركت ببطء لحد ما وقفت عند كلمة : ( لا )
سألته تاني : " طب ليه رافض تقولنا إسمك ؟؟ "
بدأت القطعة البلاستيك تتحرك ببطء و تتنقل بين الحروف عشان تكون جملة مفيدة ، حاولت أمشي وراها بعيني عشان أفهم بيقول إيه
(إ - نـ - ـتـ - ـي / عـ - ـا - ر - فـ - ـة / إ - سـ - ـمـ - ـي )
.
القطعة البلاستيكك وقفت فجأة بعد ما الجُملة خلصت ، سبت القطعة البلاستيك و بدأت أكتب الجُملة تاني في ورقة عشان أتأكد منها ، كونت الجُملة و إتأكدت إنها رد علي سؤالي أنا
أنا عارفة إسم الكيان أو الروح دي ؟
عشرات الأفكار و النظيات و الأسئلة بدأت تملي راسي و تسيطر علي تفكيري ، كُنت بغرق وسط أفكاري ، مين اللي كانت روحه هنا ؟ ، الكيان ده بيكذب علينا ؟؟
سمعت صوت جاك بينده عليّا بصوت عالي ، خرجت من دوامة أفكاري ، جاك كان بيصرخ فيّا بصوت عالي عشان أمسك القطعة البلاستيك ، و قبل ما أمسكها تاني سمعنا صوت نشف الدم في عروقنا
طــــــــــــاخ !!
.
الصوت خلاني أنا و جاك بنترعش من الخوف ، هديت شوية لمّا إستوعبت إن ده صوت حد بيخبط علي الباب ، مشيت لحد الباب و أنا بحاول أفهم مين اللي جاي لنا في وقت زي ده ، فتحت الباب
و مكانش فيه أي حد واقف برا !!
كُنت هقفل الباب لمّا لمحت صديقنا ستيفن واقف علي جنب بيحاول يخوفني و علي وشه إبتسامة كبيرة ، مكنتش فاهمة هوّ ليه و إزاي جاي في وقت زي ده لكن فهمت لمّا هو و جاك ضحكوا
جاك بعتله رسالة علي الموبايل طلب منه ييجي و يخبط بالطريقة دي و يختفي من أدام الباب عشان يخوفوني !
دخل و قعد جنب جاك علي الأرض فوق واحدة من المخدات ، جاك بدأ يشرح له كُل القواعد و الحاجات المطلوبة
و بسعة شديدة كان ستيفن إنضم لينا
حطينا صوابعنا علي القطعة البلاستيك إحنا التلاتة ، كُنت بحاول أفتكر آخر حرف القطعة كانت بتشاور عليه عشان نستكمل لمّا فجأة القطعة البلاستيك بدأت تتحرك تاني
( هـ - ـا - ي )
بدأنا نبص لبعض بخوف و بعدها بدأنا نرد بالترتيب ، ستيفين قال إنه عاوز يسأل سؤال بس كان بيستأذن مننا أنا و جاك الأول عشان ميعملش حاجة غلط
هزيت راسي و قلتله يسأل ، ستيفن إتنفس ببطء و قرر يسأل الروح أغبي سؤال ممكن تسأله لروح في جلسة ويجـا
.
" إنت مُت إزاي ؟ "
السؤال ده معروف إنه من الأسئلة الممنوعة في الويجا لأنها بتعتبر إهانة للروح ، صرخت فيه إنه يسكت و بدأت أعتذر للروح بأدب و خوف ، طلبت من الكيان ميجاوبش علي السؤال بس طلبت منه كمان إنه ميؤذيش حد فينا
القطعة البلاستيك إترعشت بغضب تحت صوابعنا لثواني و بعدها بدأت تتحرك ببطء
( تـ - ـعـ - ـبـ - ـا - ن )
.
فاكرين لمّا قلتلكم في بداية القصة إن بيتي مليان تعابين ؟
طبعًا إنتم دلوقت متوقعين إن فيه تعبان هيعض واحد فينا أو هيموت واحد فينا ... صح ؟
أنا آسفة إني هخيب ظنكم لكن مفيش حاجة من دي حصلت خالص ، القطعة البلاستيك بدأت تتحرك ببطء عشان تقف علي كلمة : (مع السـلامة )
إنتهت التجربة لحد كده لكن الحكاية منتهتش عند كده
جاك خلص أجازته و رجع تاني للمدينة هوّ و ستيفين و سابوني هنا وحيدة ، قعدت حوالي إسبوع بفكر في سؤال واحد بس
مين اللي أعرف إسمه و مات بسبب تعبان ؟؟
مفيش أي حد أعرفه مات بسبب تعبان خالص ، في النهاية توصلت لقناعة مٌهمة ، هيّ إن الكيان اللي حضر دا كان بيكذب !
.
بعد شهر فوجئت إن بيتي مليان تعابين ، نوع مُعين من التعابين بنسميه تعبان الذُرة ، كانوا بياكلوا الفيران في الحقول و لمّا خلصوا عليها جم البيوت يدوروا علي أكل تاني ، و لأن بيتي كان سهل الفيران تدخله فكان أسهل علي التعابين إنها تحتله
إفتكرت كلمة الكيان لمّا قالي إنه مات بسبب تعبان ، كُنت شاكة إنه كذاب لكن كان لازم آخد حذري بشكل كافي
.
الحاجة الوحيدة اللي مش قادرة أفهمها هيّ اللي جاية دي
إضطريت أسيب بيتي و أروح أقعد عند جارتي اللي في البيت للي جنبي ، كانت محصنة بيتها كويس ضد التعابين ، جوزها مات مؤخرًا و هيّ عايشة لوحدها زييّ ، في يوم كُنا بنتكلم عن التعابين لمّا قالتلي جُملة عمري ما هنساها
" إنتي عارفة إن جوزي مات بسبب تعبان ؟؟ "
.
.

"حدث بالفعل "قصص رعب حقيقيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن