جاك ماير كان ألطف شخص عرفته في حياتي ، كان عنده محل آيس كريم في الحي اللي إتربيت فيه ، و كُل الحي بلا إستثناء كانوا من زباينه
محل جاك مكانش بياخد أجازات خالص ، و لا حتي في عز الشتا ، ده كان لسببين
أولًا لأن الشتا في الولاية بتاعتنا مكانش بييجي بالبرودة اللي إنتم مُتخيلينها و ثانيًا لأن فيه ناس كتير في الحي كانت بتحب تاكل آيس كريم مهما كان الوقت أو درجة الحرارة
كان لطيف مع كُل واحد من زباينه ، أسعاره كانت مُناسبة جدًا ، و كان بيدي خصومات للزباين الدايمين اللي زيي كده
.
في العموم جاك كان شخص لطيف و كان بيخلي الكُل يبتسم ، كريم في الآيس كريم ، و كان بيشتغل بجد عشان يحافظ علي السمعة اللي عملها للمحل بتاعه
مراته ماتت من كذا سنة ، و من وقتها مجهوده في الشُغل إتضاعف و حرصه علي زباينه زاد ، كان بيدفن حزنه في الشُغل
قصة موتها كانت قصة حزينة جدًا ، مراته ماتت في يوم عيد جوازهم الـ 47 ، جالها سكتة قلبية و ماتت
.
لمّا كانوا بيحكوا علي قصة حُبهم كان الكُل بيتأثر ، عرفوا بعض من لمّا كانوا صُغيرين ، صُغيرين جدًا ، كانوا جيران و عايشين في بيتين جنب بعض
القصة بدأت لمّا جاك اللي عنده 6 سنين قرر يعزم ماي اللي عندها 8 سنين علي خروجة لطيفة و جولة في الحي بتاعهم
من وقتها و همّا أعز أصحاب و بدأت قصة حُبهم لمّا بقوا مراهقين ، و من ساعتها مفارقوش بعض
لمّا جاك كان بيحكي الحكاية ، ماي وشها كان بيحمر من الخجل و هي بتقوله : " جاك ... ده كان من زمان أوي "
كان بيبتسم بحُب و يقولها : " و لو كان من زمان ، لحَد النهاردة بحبك زي أول يوم حبيتك فيه "
السيدة ماي كانت ألطف و أجمل ست في الحي كُله ، وجودها في المحل كان بيضفي علي المحل بهجة مالهاش حدود
.
أنا فاكر أول زيارة ليّا للمحل لمّا كُنت طفل صُغير ، كنت داخل المحل مُرتبك و مكسوف
قابلتني بألطف ابتسامة مُمكن تتخيلوها و هيّ بتسألني : " و إنت يا حلو يا صُغير إسمك إيه ؟ "
إبتسمت برغم إرتباكي و أنا بقولها : " إسمي جوشوا شيبارد "
ضحكت و قالتلي : " تقدر تناديني بالسيدة ماي ، أقدر أجيبلك إيه ؟ "
إخواتي البنات الأصغر مني كانوا واقفين جنب باب المحل مكسوفين فإضطريت أرجع ليهم عشان أسألهم علي نكهات الآيس كريم المُفضلة ليهم ، لمّا رجعت كانت السيدة ماي مُنتظراني بإبتسامتها اللطيفة ، جاك جهز طلبي و أعطاه للسيدة ماي اللي إدتهولي و إبتسامتها بتبقي ألطف ، قالتلي : " دي هدية من المحل "
.
بصيت لها بدهشة و أنا مش مصدق ، مفيش حد بيوزع آيس كريم ببلاش ، شاورتلي أروح لإخواتي اللي مستنييني و هي لسه مُبتسمة ، عُمري ما نسيت اللفتة اللطيفة دي
اللي فاكره كويس إن بابا بعتنا نجيب آيس كريم عشان كان بيتخانق مع ماما بسبب أحوالنا المالية السيئة ، فأكيد إنتم مُتخيلين الفرحة اللي كان فيها لمّا رجعنا من غير ما نصرف أي سنت
أعتقد إن هدية السيدة ماي هيّ السبب اللي خلانا نشتري الآيس كريم بكميات كبيرة لمّا ظروفنا المادية إتحسنت
.
بس كُل حاجة إتغيرت بعد موت السيدة ماي ، برغم إن جاك كان دايمًا مُصمم يحافظ علي الجو اللطيف و المُريح في المحل طول الوقت ، بس عدم وجودها كان عامل فراغ كبير في المحل
بس الحاجة الظريفة اللي بدأ جاك يعملها بعد موتها هي الدعاية السرية الجديدة
لمّا بتزور المحل 46 مرة ، بيقولك إن الزيارة رقم 47 ليك هتكون مجانية تمامًا
من كام أسبوع زرت المحل الزيارة رقم 46 ليّا ، جاك قالي إن زيارتي الجاية للمحل هتكون مجانية ، طلب مني ما أعلنش عن المُفاجأة دي
وافقت مش عشان الموضوع فارق معايا أد ما وافقت عشان حسيت إني جزء من خصم سري مميز
نسيت خالص الموضوع ده لحد ما إفتكرته من كام يوم ، رقم 47 كان تكريم لذكري مراته ، لمّا قالي كده حسيت إني مبسوط من لُطفه البالغ ده
مبسوط إنه برغم كُل حاجة مش ناسي يكرم مراته المُتوفيّة
.
فكرة الزيارة المجانية رقم 47 فكرتني بذكري السيدة ماي الجميلة ، كُنت مُتحمس أوي للزيارة دي كنوع من أنواع التكريم ليها ، تاني يوم بالليل كُنت علي باب المحل ، مكنتش ناسي الزيارة المجانية بتاعتي بس لو هوّ نساها أكيد هكون مُحرج أفكره بيها ، قررت أدخل و أسيب الأمور تمشي زي ما تكون
أول ما شافني علي الباب صرخ بسعادة : " جوش ، المحظوظ رقم 47 "
ضحكت له بفرحة حقيقية : " إزيك يا جاك ، شُكرًا علي الزيارة المجانية "
قالي : " مش بس الزيارة دي مجانية ... أنا عندي ليك مُفاجأة كمان ... بس علي شرط ... ممنوع حد يعرف بموضوع الزيارة المجانية خالص ... مش عاوز الناس تبقي طماعة و ييجوا لمجرد حصولهم علي زيارة مجانية ... مش عاوز حد طماع ينضم لنادي المحظوظ رقم 47 "
كُنت مُتحمس إنه عاملّي مُفاجأة ، أول مرة أسمع عن نادي المحظوظ رقم 47 ، غالبًا كُل أعضاء النادي اللي خدوا زيارات مجانية حافظوا علي السر عشان خاطر جاك ، مش حلو إن حد يقدرك معنويًا و إنت تسببله أذي معنوي بالمقابل ، حلاوة الموضوع كانت في المُفاجأة اللي المحل بيحضرهالك و يبلغك بيها في زيارتك الـ 46 بدون ما تكون مُستعد
فكرة الزيارة المجانية مكانتش في توفير الفلوس أد ما كانت في تكريم السيدة ماي
.
قالي أخيرًا علي المُفاجأة بتاعتي ، هيخليني أدوق طعم جديد من الآيس كريم إسمه " المحظوظ 47 " محدش بيدوقه غير أعضاء النادي بس ، أعلنّي رسميًا عضو جديد في نادي المحظوظ رقم 47
فكرة حلوة إنك تتكرم في محل بتحبه و بتزوره بإستمرار من صُغرك !
طلع علبة بلاستيك ضخمة ، أول مرة أشوف علبة آيس كريم بالحجم ده ، بدأ يحُط فيها الطعم الجديد اللي هوّ هيكرمني بيه و يخليني أدوقه حصريًا
الطعم كان فعلًا حلو بطريقة مش طبيعية ، لمّا ركزت شوية دُقت طعم فانيليا ، طعم فادج و طعم كاراميل ، فيه طعم غريب مش قادر أحدده بس طعم مُميز و غريب ، سابني و هوّ مُبتسم ابتسامة غريبة و دخل أوضة المخزن
قال إنه هيحضر حاجة
وقتها لقيت حاجة غريبة جدًا
.
حسيت بحاجة جامدة جوا بقي ، لمّا خرجتها لقيتها حتة من سِنّة ، فكرت إن الكاراميل فيه حتة صلبة لدرجة إنها كسرتلي سِنّة من سناني ، مشيت علي سناني بلساني بدوّر علي السنة المكسورة بس سناني كلها كانت سليمة !
مديت إيدي في بقي و بدأت أدور بصابعي علي السنة اللي إتكسر منها حتة بس برضه إكتشفت إن سناني كُلها سليمة ..!
السِنّة دي مش سِنّتي ، قررت مقولش حاجة لجاك عشان مسببش له أي إحراج ، جاك دايمًا فخور بنضافة محله و نضافة مُنتجاته
خُفت أقوله أسببله إحباط أو أذي نفسي
صعب جدًا إن سِنّة من سِنانك تقع من بقك وسط الآيس كريم و إنت بتعمله بدون ماتنتبه
مش مستحيل ، بس صعب جدًا علي أي حال ، كنت قرفان أكمل الآيس كريم بتاعي بعد اللي لقيته ، قررت أمشي و هوّ جوّا عشان ميبقاش فيه إحراج لا له و لا ليّا
.
أول ما وقفت حسيت إني دايخ جدًا ، فيه حاجة غلط بتحصل ليّا !!
حاولت أوصل لباب المحل ، كُنت ماشي بتطوح مش قادر أحافظ علي خطواتي ثابتة ، الدنيا كانت بتلف بيّا و عينيّا بدأت تتقفل غصب عني
سمعت صوت خطواته من ورايا و هو بيقولي بنبرة غريبة : " إنت لسّه مخلصتش الآيس كريم بتاعك ! "
الخطوات كانت بتقرب مني بسرعة ، رميت نفسي علي الباب قبل ما عينيّا تقفل و الدنيا تضلم تمامًا
.
لمّا فُقت كُنت في المُستشفي ، قالولي إني وقعت علي وشي أدام المحل بقوة ، أوضتي كانت مليانة شُرطة ، خُفت منهم جدًا لحَد ما حَد فيهم كلمني و فهمني كُل حاجة
المحل كان مقفول ... جاك ماير هربان و بيدوروا عليه ... لقوا جُثث كتير في التلاجة اللي في المخزن بتاع المحل ... كُلهم أطفال أو شباب صُغير في السن ... مفقودين من سنين بدون أثر و عائلاتهم بتدور عليهم
إتضح إن دول أعضاء نادي المحظوظ رقم 47 ...!!
.
من حُسن حظي إن عندي 40 سنة و دا خلي المُخدر بتاعه اللي حطه في الآيس كريم ميؤثرش فيّا زي ما بيؤثر في الأطفال
دلوقت عرفت ليه محدش كان بينشر السر بتاع النادي
عشان ببساطة محدش عرف بالسر و عاش عشان ينشره
.
.
.
أنت تقرأ
"حدث بالفعل "قصص رعب حقيقيه
Horrorقصص رعب ،،قمه الرعب، #8_Horror كلها حقيقيه وحدثت بالفعل لعشاق الرعب،،الاثاره والغموض منقوله ومترجمها محمد عصمت استمتعووا