86

1.4K 116 4
                                    

العائلة عملت حادثة و إحنا صُغيرين ، والدي و والدتي و عمي و زوجته ماتوا ، سابوني أنا و إبن عمي نواجه قسوة الحياة و اليُتم في واحد من دور الأيتام الموجودة في ولاية فيرجينيا الغربية
بمُجرد ما وصلنا للسن القانوني و خرجنا من الدار قررنا نبحث في أصول أسرتنا عشان نعرف ليه باقي العائلة رمونا بالشكل دا بدون ما يسألوا عننا ، الموضوع نوعًا ما كان سهل لأن إسم العائلة بتاعتنا صعب و مش متداول ، دورت كتير و لقيت نتائج كتير و دلوقتي جه وقت فرز النتائج دي
في النهاية وصلت للنتيجة المثالية ، لقيت مصنع في قرية صُغيرة نائية جنبنا بتاع شخص إسمه ريتشارد كان له ولدين ، الولدين أسمائهم زي والدي و عمي ، و الولدين ماتوا في حادثة ... أكيد دا جدي !
عرضت علي سام النتيجة و قُلتله إننا لازم نروح نشوف الموضوع دا بنفسنا ، قالي بإحباط : " حتي لو لينا أقارب .. هُمّا رمونا 20 سنة و حتي مسألوش عننا .. عاوز تقابلهم ليه ؟ "
قلتله : " يمكن ميعرفوش طريقنا .. يمكن نلاقي لينا ميراث .. ممكن نلاقي ألف حاجة و حاجة "
حاول يعترض لكن حجتي كانت أقوي منه
في النهاية وافق ييجي معايا عشان نشوف المصنع
.
بعد ساعات من القيادة وصلنا القرية أخيرًا ، القرية مهجورة من مُدة طويلة ، بعض المصانع و البيوت مٌهدمة و باين عليها القِدَم ، مشيت لحَد ما وصلت للمصنع ، حالته مش مُختلفة عن حالة باقي القرية .. مُهدّم و مهجور !
سام بصلي بغضب و قال : " شُفت .. جينا المشوار دا كُله علي الفاضي "
قُلتله بحماس : " لازم ندخُل نستكشف المصنع و نشوف هنوصل لإيه "
رد عليّا : " إنت عارف لو الشُرطة مسكتنا .. مُمكن ندخُل السجن "
ضحكت و انا بقوله : " أولًا .. مش هنتمسك ، ثانيًا : دا مصنع جدنا ، ثالثًا .. القرية مهجورة "
.
بدأنا ندوّر علي مكان ندخُل منه و لحُسن حظنا لقيت باب خشبي قديم مُتهالك ، ما إحتاجش أكتر من خبطتين عشان يتفتح و يسمحلنا بالدخول
أرض المصنع مليانة قطع زجاج مكسّر ، عشان كدا لازم نمشي بهدوء ، لكن بعد أكتر من خطوة إكتشفت إن اللي علي الأرض مش قطع زجاج مكسّر .. دي قطع مرايا مكسورة !
سام بصلي و هو بيسألني بدهشة : " دا كان مصنع مرايا .. صح ؟ "
إتلفت حواليا و أنا بقوله : " أكيد "
بدأنا نمشي في المصنع و مع كُل خطوة كُنا بنناخدها كُنا بنلاحظ إنعكاس نور الشمس علي المرايا المكسورة و علي جدران المصنع المليانة مرايات ، لقينا أكتر من باب و كُلهم مقفولين
في النهاية لقينا باب مفتوح لكن مش عاوز يتفتح ، يبدو إن المفصلات مصدية ، بصيت لسام و علي طول جه ساعدني و بعد شوية مجهود الباب أخيرًا فتح
كانت أوضة واسعة فيها مكتب خشبي قديم ، مشيت ناحيته و بدأت أفتح الأدراج ، كان فيه شوية أقلام قديمة و شوية أوراق فارغة ، لكن في واحد من الأدراج لقيت جواب قديم مكتوب عليه : ( موجّه للسيد ريتشارد ) و تحتها عنوان ريتشارد
سام قرأ العنوان بصوت عالي و بعدين سألني بفضول : " تفتكر دا عنوان جدنا ؟ "
قبل ما أرد عليه بدأت أسمع صوت غريب ، زي ما يكون صوت حد ضوافره طويلة و بيخربش مراية ، و بعده صوت زي ما يكون حد بيخبّط علي زجاج ، حسيت إن فيه حد معانا في المصنع ، خرجت من الأوضة و ندهت بصوت عالي : " حد هنا ؟ "
صوت الخبط علي الزجاج كان بيعلي بشكل مش طبيعي ، خبطات كتير ورا بعض و بإلحاح مُخيف ، الصوت كان بيعلي و بيقرّب أكتر ، سام بصلي بخوف و قال : " لازم نمشي .. حالًا "
المرايات المتعلقة علي الجدران بدأت تتكسّر بعُنف واحدة ورا واحدة و كان التكسير بيقرّب مننا ، كأنه حاجة خفية بتطاردنا ، بدأنا نجري ناحية الباب و إحنا حاسين بخوف ، سام سألني : " إيه اللي بيحصل ؟ "
بصيت ورايا بشوف المرايات و هي بتتكسّر ورايا و قلتله بخوف : " مش عارف "
وصلنا العربية و ركبناها و مشينا و إحنا حاسين بالخوف !
.
دخلت العنوان اللي علي الظرف علي الجي بي إس و عرفت هنوصله إزاي ، حوالي ساعة ناحية الجنوب بالعربية وسط الجبال ، بلغت سام بالعنونا
بصلي بدهشة و صرخ فيّا : " إنت مجنون ؟ .. بعد الشيء اللي كان بيطاردنا و بيكسّر المرايات لسّه عاوز تكمِّل ؟ "
سكت لمُدة دقيقة قبل ما أقوله : " أنا هروح .. سواء إنت معايا أو لا .. خليك معايا أحسن عشان لو حصلي حاجة متلومش نفسك "
سكت لحظات و هو بيفكّر قبل ما يقول : " تمام .. هاجي معاك "
وصلنا البيت بعد ساعة ، الشمس غربت و الليل دخل
البيت كان وسط الجبال و قديم جدًا ، مكسّر و مهدم و جدرانه من برا مليانة نباتات مُتسلقة ، المنطقة كُلها بتغوص في ضباب كثيف ، مشينا لحَد باب البيت ، الباب كان مفتوح ، زقيته و دخلنا
المفاجأة كانت في جدران البيت
جدران البيت كُلها متغطية بمرايات ضخمة ، كُنت بتأمل الجدران و المرايات بدهشة لمّا سمعت سام بيقولي : " عندك حق ... ريتشارد كان جدنا "
بصيت و شُفته يقصد إيه ... علي واحدة من الحيطان كانت متعلقة صورة ... جدي حاضن ولاده و وراهم ضل أسود مُخيف حاضنهم كٌلهم !!
.
بدأنا فجأة نسمع صوت الخبط .. المرة دي أدركت الصوت جاي منين .. دا مش صوت حد بيخبط علي زجاج
دا صوت حد بيخبط علي المراية .. من جوا !
و زي المرة اللي فاتت ..
بدأ الصوت يعلي و يقرب و بدأت المرايات تتكسّر و تنفجر
بدأنا نجري تاني عشان نهرب من البيت ، المرة دي شُفته
ضل أسود مُخيف بيجري جوا المراية و بيحاول يمسك إنعكاسنا في المراية
لكن المرة دي كان حظنا أحسن منه ، ركبنا العربية و هربنا بأقصي سُرعة
بحكيلكم كُل دا لسبب مُهم
أنا سامعه بيخبط من جوا مراية أوضة النوم ... لو حصلي حاجة خليكوا عارفين السبب
.
.
.

"حدث بالفعل "قصص رعب حقيقيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن