كُنت نايم علي طرف السرير ، صوت ريش المروحة و هي بتلف ببطء أزعجني ، موجات الهوا اللي جاية منها قالقاني ، مش جايلي نوم ، مع إني مُرهق جدًا و عاوز أنام ، الظلام اللي مسيطر علي الأوضة مهديني شوية ، المرتبة الجديدة مريحة جسمي و مخلياني مش حاسس بتوتر رغم طول اليوم ، كُنت علي وشك أنام لمّا فجأة فتحت عينيّا بخوف و أنا بسأل نفسي سؤال مُهم أوي
أنا قفلت الباب ؟!
.
صحيح أنا ساكن في حي هادي و آمن تمامًا ، جيراني اللي جنبي علي طول ثُنائي عجوز بيستمتعوا بأيامهم الأخيرة في سلام ، مش مُمكن يكونوا أبدًا مصدر للتهديد
مُمكن حد غريب يقتحم بيتي ، هو الموضوع تقريبًا شبه مُستحيل إنه يحصل ، لكن برضه .. أنا قلقان ، الموضوع مُمكن يحصل و بسهولة ، أنا شُفت أفلام كتير كانوا الأبطال بيقفلوا فيها الأبواب بتاعتهم و رغم كدا الأشرار كانوا بيوصلوا لهم و يقتلوهم .. ما بالكم بقي باللي سايب بابه مفتوح !
إتقلبت علي الجنب التاني ، بدأ يجيلي صُداع من كُتر التفكير ، عدلت المخدة تحت راسي و بدأت أتنفس ببطء و أنا بقنع نفسي إن مفيش حاجة هتحصَل ، صوت المروحة بيوترني ، غمضت عينيّا و حاولت أنام لكن السؤال كان بيطاردني مرة تانية
أنا قفلت الباب ؟!
.
لو الباب مش مقفول و حد دخَل البيت و أنا نايم إيه اللي هيحصل ؟
علي أي حال أهلي مش متعودين يزوروني بشكل مُفاجئ ، مش من النوع اللي مُمكن يقرروا يزوروني بدون ترتيب ، بس مُجرد التخيُّل إن بابا و ماما يزوروني فجأة و يلاقوا باب البيت مش مقفول و يقفوا يدوني مُحاضرة عن الأمن و الأمان و أنا راجل عندي 32 سنة فكرة مش لطيفة أبدًا !
أهلي مش هيزوروني فجأة أبدًا ...
لكن أصحابي مُمكن يعملوها ، أنا فاكرة مرة جم زاروني بالليل متأخر و كانوا سكرانين ، يومها علي ما أتذكر كان عيد ميلاد حد منهم .. كاميرون تقريبًا .. و مقدرتش أروح معاهم فقرروا ينقلوا الحفل عندي ، بس مفيش أعياد ميلاد حد قُريّب فغالبًا مش هيكرروا الموقف دا تاني !
إتقلبت علي جنبي التاني مرة تانية ، القلق مش مخليني قادر أنام أبدًا ، عينيّا بدأت توجعني ، أنا هنام .. أنا هنام .. أنا هبطل تفكير و أنام ، مش هفكر غير في النوم و الراحة و الـ ...
أنا قفلت الباب ؟!
.
نمت علي ضهري و فتحت عينيّا ، تنهدت بملل ، السؤال هيجنني ، مش عارف أنام و لا أرتاح ، المرتبة وجعت جسمي ، صوت المروحة موترني جدًا ، قُمت من علي السرير ، قعدت علي طرفه و راسي بين إيديا ، صوت المروحة مزعج ، قمت قفلتها
الصمت خلاني سمعت صوت خافت مكُنتش سامعه ، صوت خطوات بطيئة بتتسلل ، حد بيحاول يفضل مش مسموع ، حد مش عاوزني أعرف إنه بيتحرك برا ، وقفت ورا باب أوضتي و عينيّا بتتفتح في خوف و قلق ...
أنا نسيت أقفل الباب !!
.
كانت بتجري بصعوبة عشان متعملش صوت ، وقفت في الظلام مستنيها تقرب من أوضتي ، قيودها ضيقة جدًا فمش قادرة تتحرك بسهولة ، بتمشي بصعوبة ، لازم أضيّق القيود أكتر من كدا المرة الجاية
لمّا إنقضيت عليها من وسط الظلام و رميتها علي الأرض و كتفتها ، صوت صرخاتها كان مكتوم بسبب الشريط اللاصق اللي قافل فمها ، كانت فكرة كويسة أوي فكرة الشريط اللاصق دي ، عارفين فكرة إيه كمان اللي كانت فكرة حلوة ؟ .. إني قصيت ضوافرها ، جسمي كُله واجعني من آثار مقاومتها في الأول !!
مسكتها كويس و بدأت أجرها من شعرها علي الأرض ناحية باب القبو مرة تانية ، كانت بتعيّط و بتحاول تصرَخ ، إبتسمت بسُخرية ، رميتها في القبو من فوق السلم و سمعت جسمها و هو بيقع علي السلم في الظلام
المرة دي منسيتش ..
المرة دي قفلت الباب !
.
كارثة
لو هربت في حي آمن و هادي زي دا هتتسبب ليّا في كارثة
حد من الجيران هيلاقيها بتجري في الشارع مُكممة و مُقيدة ، هيتعرف عليها من الصور اللي مالية الشوارع ، و هيسلمها للشُرطة و هيبقي بطل و هناك هيسألوها علي اللي خطفها و هتعترف عليّا
عرفتوا بقي إن كويس جدًا إني لحقتها قبل ما تهرب ؟
شكلي هيكون إيه أدام أهلي و أصحابي ؟
هيقولوا عليا إيه بس ؟!
و بعدين لمّا يقبضوا عليّا و يودوني السجن .. هناك مش هلاقي مُتعة تُعادل متعة تعذيب الضحايا و قتلهم !
رجعت نمت علي السرير براحة و غمضت عينيّا ، كُنت حاسس بسعادة بتغمرني ، شغلت المروحة و حسيت بهواها البارد بيطيّر قلقي بعيد ، الظلام هداني كتير و شال التوتر مني ، كُنت علي وشك أنام لمّا فجأة فتحت عينيّا بخوف و أنا بسأل نفسي سؤال مُهم أوي
أنا قفلت باب العُلية ؟!
.
.
.
أنت تقرأ
"حدث بالفعل "قصص رعب حقيقيه
Horrorقصص رعب ،،قمه الرعب، #8_Horror كلها حقيقيه وحدثت بالفعل لعشاق الرعب،،الاثاره والغموض منقوله ومترجمها محمد عصمت استمتعووا