35

1.7K 170 18
                                    

كان هنا تاني إمبارح ...
كان بيراقبني من خلال الشباك و أنا تظاهرت بالنوم ، من يوم ما جيت المكان الغريب دا و هو بيراقبني كُل يوم أثناء نومي ، هو مُتخيِّل إني مش مُدركة و لا عارفة بوجوده ، هو فاكر إنه أذكي مني
بس أنا شايفاه !
أنا حاسّة بوجوده !
.
لمّا بيبدأ يراقبني بتظاهر بالنوم ، بس قلبي بيدق بجنون من كُتر الخوف ، جسـمي كُله بيعرَق ، الدم بينشـف في عروقي ، بحس كأني مشلولة ، مش قادرة أحرّك عضلة في جسمي
سـاعات بيحُط إيديه علي زجاج الشباك ، أنفاسـه بتعمِل بُخار علي الزجاج
و سـاعات بسـمعه بيعيّط بحُزن
.
نظراته شريرة ، أنا حاسّـة بدا
في البداية كان بيكتفي بمُراقبتي من ورا زجاج الشـباك ، دلوقتي قدر بطريقة ما إنه يدخُل أوضتي !
بيقعد علي كُرسي قُريّب من سـريري عشـان يراقبني أثناء نومي
بتنفس ببطء ، حاسّة إن أنفاسه بتلوث هواء أوضتي !
ساعات بيتمتم بكلام مش مفهوم
و ساعات بيفضل يعيّط طول الليل
.
كُل مدي بيتجرأ أكتر !
دلوقتي بقي يقوم من الكُرسـي و يقرب مني و أنا نايمة ، و بعدين تجرأ أكتر
و لمس إيديا !
بيلمس إيديا !!
رجع تاني وقف علي نهاية السـرير و بيتأملني بصمت ، كُنت خايفة منه ، خايفة أبص ناحيته ، خايفة يعرف إني صاحية
خايفة يؤذيني !
.
بدأ يهمسلي بحاجة مش سامعاها ، صوت همسه خافت ، مش قادرة أميّز كلماته لكن كُنت مرعوبة من فكرة إنه بيحاوِل يكلمني ، حاسّـة في صوته بشـر و حقد
أنا خايفة !
أنا بكره إحسـاسـي بالخوف ..
لازم أتصرّف
بدأت أكتب له رسايل و أعلقها في نهاية السـرير في المكان اللي بيحُط فيه الكُرسـي بتاعه
( إمشـي )
( كفاية كدا )
( إبعد عني )
لكن الصُبح لمّا بصحي بلاقي الرسـايل بتاعتي إختفت و بلاقي مكانهم رسايل منه هوّ ..
( أنا هنا عشـانِك )
( مش همشـي )
( أنا محتاجِك )
.
الراجل دا مريض نفسـي .. الراجل دا شـرير .. الراجل دا عايز يؤذيني .. الراجل دا عاوز يقتلني ..
أنا عارفة كُل دا
أنا حاسّة بكُل دا
بس أنا مش هسـمح إن دا يحصل مهما حَصَل
قررت أسـيبله رسـايل أكتر
( متجيش هنا تاني )
( كفاية بقا )
( أنا بكرهك )
و للمرة التانية صحيت لقيت رسـايل منه !
( ليه بس ؟ )
( أنا بحبِك )
( مش هسـيبك )
.
الموضوع بدأ يبقي مُخيف أكتر من الأول ، إحسـاس إنه مش عاوز يفهم
مرعوبة من إصراره علي إقتحام أوضتي كُل يوم ، أنا حاسّـة و عارفة إنه مش هيمشـي من غير ما يؤذيني !
بس أنا تعبت ..
تعبت منه
تعبت من إحسـاس الخوف
تعبت من اللعبة اللي هو بيلعبها معايا
قررت أحُط ليها نهاية
نهاية مش هكون أنا الضحية فيها !
.
إمبارح سرقت مقص من غير ما حد منهم ياخد باله ، حطيته تحت مخدتي و مسـكته بقوة ، تظاهرت بالنوم
غمضت عينيّا
و إسـتنيته
قرّب من أوضتي .. وقف يراقبني لدقايق من خلال زجاج أوضتي .. عيّط شـوية .. فتح باب الأوضة و دخل
قرب مني و تأملني شوية
مشي لحد نهاية السرير ، شـد الكُرسـي بتاعه و قعد ، بدأ يتمتم بكلامه الغريب مرة تانية ، خلص كلامه و قام وقف ، بدأ يتجول في الأوضة بدون هدف ، كان بيعيّط بطريقة غريبة ، قرّب مني تاني ، مال عليّا و باسني في خدي
بسُرعة و بقوة طلعت المقص و غرسـته في رقبته
مبصيتش عليه ، كُنت خايفة منه
بس سـمعته ، سـمعته و هو بيقاوم عشـان يقدر ياخد نفسه ، وقع علي الأرض ، بيحاول يتنفس بس مش قادر ، آخر كلمة قالها قبل ما يموت كانت : " ليه ....؟ "
.
ناس كتير إقتحموا الأوضة ، جروا عليه و خدوه بسُرعة ، و بعدين دخلوا الأوضة و كتفوني و خدوني
حطوني في أوضة مفيهاش أي حاجة ، أوضة فاضية تمامًا و سابوني لوحدي
بعد شوية دخل واحد لابس أبيض و ماسك ورق في إيده ، عرفني بنفسه علي إنه دكتور
بص في الورق شوية قبل ما يسألني بدهشة : " معلش .. مُمكن تفهميني ليه عملتي كدا ؟ .. إيه الدافع ورا تصرفك ؟ .. محتاج أفهم "
مُبرر إيه و دافع إيه !
كل حاجة واضحة !
قلتله بغضب : " خلاص .. منعت الرجل الشرير من إنه يقتحم أوضتي .. حميت نفسي .. كان هيؤذيني "
الدكتور فضل باصصلي بصمت للحظات طويلة
أخيرًا قال : " واضح إن الأدوية مش جايبة نتيجة و واضح إنك مش مُدركة الموقف اللي إنتي فيه ! .. إنتي عملتي حادثة بعربيتك .. ولادك التلاتة كانوا معاكي و للأسف مقدرناش ننقذهم .. من وقتها و إنتي في حالة نفسية سيئة لدرجة إن عقلك رافض يعترف بأي حاجة من اللي حواليه .. دي مصحة نفسية و إنتي بتخضعي لعلاج و يبدو إنه مش جايب نتيجة للأسـف .. و اللي مات دا مكانش راجل شرير و لا حاجة دا كان جوزك .. جوزك اللي كان آخر حد فاضل من أسرتك .. كان بييجي كُل يوم عشان يشوفك و يتطمن عليكي "
يعني إيه !!
أنا قتلت جوزي !؟
.

"حدث بالفعل "قصص رعب حقيقيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن