67

1.4K 115 4
                                    

كبرت من غير ما أشوف جدي أو أعرف عنه أي حاجة ، مات قبل ما أتولد ، لكن من كلامهم عليه فأنا بعتبر نفسي محظوظ إني مقابلتوش
بابا كان دايمًا يحكيلي عنه حكايات ، حكالي مرة إن جدي كان سكير و مُدمن كحوليات و مُدخن شره و كانوا مبيعرفوش يناموا طول الليل من صوت الكحة ، قالي كمان إنه كان متعوِد يهدد جدتي إنه هيقتلها لو فكرت في يوم تاخد ولادها و تمشي أو تشتكي لحَد من أهلها عن اللي هو بيعمله ، لكن القصة التالتة اللي حكاهالي هي اللي تهمني و تهمكم !
في الوقت اللي القصة دي حصلت فيه كان والدي طفل عنده 14 سنة بس ، مقدرش يتحمل سوء طباع جدي و حدة أخلاقه فهرب من البيت و راح يعيش مع ناس كان شغال معاهم ، كان بيشتغل عامل رص بضائع في سوبر ماركت علي حدود المدينة ، قبل ما يهرب كان بيلعب مع واحد من إخواته بحدوة حصان معدنية في الحديقة الأمامية للبيت ، جدي كان خارج من البيت و الأخ الصُغيّر كان بيجري فداس علي رجله ، جدي مسك حدوة الحصان المعدنية و ضرب عمي الصُغيّر برجله وقعه علي الأرض و مشي ناحية بابا بغضب ، كان باين أوي إنه سكران ، ضرب بابا بالحدوة المعدنية في راسه بقوة ، الجرح كان كبير و إحتاج أربع غُزر عشان يتقفل
و من هنا بدأت القصة !
.
طول عمري طفل فضولي ، من حسن حظي إني في زمن سهل أوي أدخل علي الإنترنت فيه و أعرف أي معلومات عاوز أعرفها عن أي حاجة
إهتمامي بالأشباح كان أقوي مني رغم إن عمري ما حصلي موقف مُخيف أو مُرعب طول حياتي ، قريت قصص و روايات رعب كتير ، شفت أفلام رعب أكتر ، كُل اللي كُنت عاوز أفهمه و أعرفه إزاي أقدر أتواصل مع شبح جدي ، كُنت عاوز أسأله عن السبب اللي كان مخليه يشرب طول الوقت و قاسي طول الوقت في المُعاملة مع أسرته ، لكن تقريبًا كُل حاجة جربتها مجابتش نتيجة
كان فاضل أدامي حل أخير .. أروح عند القبر بتاعه و أتكلِّم معاه و أتمني إنه يرُد عليّا
المُشكلة إن بابا عُمره ما قالي علي مكان قبر جدي ، بس قُلت أجرب الإنترنت و فوجئت إن فيه بعض المقابر العامة عاملين مواقع علي الإنترنت و فيها قائمة بأسماء المدفونين فيها ، و عرفت إسم المقبرة اللي جدي مدفون فيها و مكانها ، المشكلة إن المقبرة شبه مهجورة و الأشجار اللي فها كثيفة و دا مخليها مُظلمة و كئيبة
مش بس كدا .. المقبرة دي بيقولوا إنها موطن لأسطورة مُخيفة
أسطورة الألف خطوة ..
.
الأسطورة دي قديمة ، بتتكلِّم عن سلم حجري قديم ورا بوابة معدنية صدئة كانت زمان البوابة الرئيسية للمقبرة ، لمّا دورت علي مكان قبر جديلقيته قُريّب من مكان السلم اللعين دا
عُمري ما رحت للسلم دا لكن ناس كتير من أصدقائي و زمايلي في المدرسة راحوا و جربوا و بيحكوا عن السلم دا أساطير مُخيفة ، محدش منهم قدر يوصل من أول السلم لآخره أبدًا ، علي طول بيقولوا إن اللي بيطلع علي السلم بيحِس بدوار و دوخة ، واحد منهم قال إنه حس بحد بيمسك رجله و بيحاول يشده لمقبرة من المقابر
و رغم إن السلم عبارة عن 60 سلمة بس لكن عشان الناس بيخافوا منه و بيخشوه سموه سلم الألف خطوة
علي أي حال .. فرصتي جتلي
هكلِّم جدي .. و هتحدي أسطورة الألف خطوة
.
كلمت صديقي ريتشي و حكيتله عن خطتي ، و قبل ما أكمِّل كلامي وافق علي طول ييجي معايا ، و إتفقنا هنروح للمقبرة بُكرة بعد المدرسة
خلصنا المدرسة و رجعنا بيتي و فضلنا هناك لحَد 9 مساءً ، و إتحركنا للمقبرة ، بسهولة قدرنا نوصل للسلم القديم ، كان مُظلم و شكله مُخيف ، درجات السلم مُتسخة و الشقوق مالياها ، و رغم إننا في شهر أكتوبر إلا إني حسيت بالبرد و جسمي بدأ يترعش
أنا واقف علي بداية سلم الألف خطوة الأسطوري و علي بعد خطوات من مقبرة جدي
بصيت لريتيشي و حاولت أستجمع شجاعتي و أطلع علي السلم ببطء ، محدش فينا بيتكلم ، إحنا الإتنين ساكتين ، لكن الحاجة المُخيفة إن مع كُل خطوة بطلعها قلبي بيترعش أكتر و الخوف بيتملك مني ، حاسس إن الموضوع بيزداد صعوبة
كُنت خايف .. متوتر .. أخيرًا ريتيشي إتكلم ، قالي إن آخر مرة كان فيها هنا قدر يوصل لمُنتصف السلم بس ، المرة دي إحنا خلاص عدينا المُنتصف ، بدأت أشوف آخر السلم ، طالع في الظلام بخطوات بتترعش ، فاضل 3 خطوات .. خطوتين .. خطوة واحدة بس و نوصل للنهاية !
ببص جنبي و أنا مُتحمس عشان أحتفل مع ريتشي بوصولنا لقمة سلم الألف خطوة و إننا هزمنا الأسطورة
لكن المُفاجأة إن ريتشي مكانش له أي أثر !
.
حسيت بالخوف ، ريتشي سابني و مشي  أنا واقف وحيد وسط الظلام ، هنا لوحدي في وسط المقبرة المُظلمة المُخيفة دي ، علي بُعد خطوات عن مقبرة جدي
طلعت آخر سلمة و وقفت علي قمة السلم ، الظلام مُسيطر علي كُل حاجة ، طلعت تليفوني و فتحت الكشّاف ، مشيت وسط المقابر بدوّر علي قبر جدي ، بقرا الأسامي ببطء لحَد ما وصلت لقبر جدي ، علي شاهد القبر لقيت إسمه مكتوب .. إسمه بس !
مش مكتوب تاريخ ميلاده .. مش مكتوب تاريخ وفاته .. مش مكتوب أي دعاء له ، ساعتها بس عرفت أد إيه هو كان مكروه ، أد إيه مكانش حد مُهتم بيه !
فجأة سمعت صوت نشف الدم في عروقي ، صوت خدش علي السلم الحجري ، لفيت وشي و بدأت أدوّر بالكشّاف علي مصدر الصوت ، مكانش فيه أي أثر لأي مصدر صوت ، لكن فجأة سمعت الصوت تاني و المرة دي من ورايا !
بدأت ألف ببطء و أنا قلبي بيدق بقوة ، حاسس بالخوف ، ندمان لإني جيت هنا ، سمعت صوت بيقولي بقسوة : " إنت بتعمِل إيه هنا ؟ "
.
طيب .. أعتقد إن وقت هروبي جه ، لكن الطريق الوحيد اللي هقدر أهرب منه هو السلم الحجري القديم ، جريت بسُرعة ناحية السلم لكن فجأة حسيت بجسم معدني صلب بيخبط في راسي ، وقفت مكاني و أنا حاسس بألم ، حاسس بالدم بيسيل علي وجهي ، نورت بالكشاف عشان أشوف إتخبطت بإيه و لقيتها حدوة حصان معدنية قديمة ، مسكتها و جريت بسُرعة بنزل السلم ، جريت زي المجنون ناحية البوابة الرئيسية بتاعة المقبرة و هناك لقيت ريتشي واقف مستنيني !
حاولت آخد نفسي و أنا بقوله : " إنت .. إنت كُنـ .. كُنت فين ؟ ، إنت اللي رميتني بالحدوة دي و جرحتني بالشكل دا ؟ "
قالي و هو بيبُص في الأرض : " بصراحة أنا خٌفت و مشيت .. قُلت أستناك هنا .. الحدوة دي أنا أول مرة أشوفها "
جرينا علي المُستشفي ، الجرح كانن مُؤلم جدًا ، في المُستشفي قالولي إنه محتاج أربع غُرز عشان يتقفل !
لمّا رجعت البيت و حكيت لبابا اللي حصل ، خدني من إيدي و وقفنا أدام المراية
نفس الجرح .. نفس المكان .. نفس الأربع غُرز .. و بنفس الحدوة اللي بابا إتعرف عليها فورًا
أنا حاسس إني هتجنن .. تفتكروا دي صُدفة ؟
و لا أسطورة سلم الألف خطوة حقيقية و اللي قابلتها دي روح جدي !
أنا مش عارف أتصرف !
.
.
.

"حدث بالفعل "قصص رعب حقيقيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن