47

1.6K 137 14
                                    

‎زوجتي إيما ماتت بعد 3 سنين بس من زواجنا ، لمّا ماتت كان عندنا إحنا الإتنين 30 سنة ، نعرف بعض من و إحنا في المرحلة الثانوية ، حبينا بعض لمُدة 16 سنة قبل ما أتقدملها يوم عيد ميلادها الـ 27
‎هكون صريح معاكم ، علاقتنا مكانتش مُمتازة طول الوقت ، علاقتنا كان كُلها خناق و مٌشاحنات و مشاكل ، بس زينا زي أي إتنين بيحبوا بعض يعني ، لكن ساعات كانت الأمور بتوصل لأذي جسدي ، لا .. لا إستنوا .. متفهومينيش غلط ، أنا مكُنتش بضربها ، لكن مرة شديتها من إيدها بقوة لدرجة إن إيدي سابت كدمة علي جسمها ، ساعتها حسيت بالخجل و الندم
‎لكن من بعد ما إتجوزنا و إحنا علاقتنا بقت أهدى و أحسن ، لدرجة إننا حسينا بالإستقرار و بدأنا نخطط لإننا نجيب أولاد
‎لكن كُل خططنا إتدمرت .. إتدمرت بعد ما إيما إختفت لمُدة إسبوع و هي في طريقها من الشُغل للبيت ، إتدمرت لمّا لقوا جُثتها مرمية في واحدة من الغابات المهجورة ، القاتل بعد ما قتلها حرق أغلب جُثتها ، الحاجة الوحيدة اللي خلتني مُتأكد إن دي جُثتها هي الوحمة المُستديرة اللي في أسفل رجلها الشمال ، مقبضوش علي القاتل لحَد دلوقتي ، و حتي ما إشتبهوش في حد أو شكوا في حد نهائيًا ، و في النهاية قفلوا القضية و قيدوها ضد مجهول
‎حياتي كُلها إتدمرت ، كُنت بلوم نفسي إن أنا السبب في موتها ، أنا اللي مقدرتش أنقذها ، مقدرتش أروح الجنازة ، إحساسي بالذنب كان أقوي مني
.
‎الـ 16 سنة اللي بعد كدا كانوا أصعب فترة في حياتي ، بتمني لو أقدر أنساهم ، مقدرش أشوف واحدة غيرها ، مش قادر أشوف إنسانة تانية و أنا عارف إن حبيبتي ميتة ، 16 سنة من إني دافن نفسي في الشُغل عشان مرجعش البيت و أفتكر إنه فاضي و إني لوحدي في الدنيا دي ، حتي الأعياد و الأجازات بقضيها في إني أشرب عشان أنسي اللي حصل ، أنا لوحدي في الدنيا
‎الأمور فضلت ماشية بنفس السوداوية لحَد يوم 27 يونيو 2017 ، أنا فاكر اليوم دا كويس جدًا ، عُمري وقتها كان 47 سنة ، البيت المجاور لبيتي كان فاضي بقاله أكتر من سنة ، في اليوم دا أسرة مكونة من 4 أفراد إنتقلوا عشان يعيشوا فيه ، أم متوسطة الجمال إسمها جين و عندها 50 سنة ، أب أصلع عنده 53 سنة و إسمه سيمون ، مُراهق عنده 12 سنة و مزعج إسمه هاري ، و مراهقة جذابة فائقة الجمال عندها 16 سنة و إسمها إيما !
‎أنا فاكر كويس إني لمّا شُفتها و هُمّا بينتقلوا للبيت إستغربت من الشبه الكبير اللي بينها و بين إيما زوجتي الراحلة
‎بمُجرد ما أنهوا إنتقالهم رُحتلهم و قدمتلهم نفسي و إتعرفت عليهم ، أسرة لطيفة جدًا لكن إيما كانت مشغولة باللعب في تليفونها أكتر من إنشغالها بالتعرف عليّا ، كانت قاعدة في واحد من الأركان بتلعب في تليفونها و رافعة رجليها علي الكُرسي اللي أدامها ، كانت جميلة و ملامحها فاتنة ، بالظبط شبه إيما زوجتي ، يومها مُمكن أكون ما إتكلمتش معاها كتير ، لكن لاحظت الوحمة المُستديرة اللي في رجلها ، أنا عارف مُعظمكم بيفكر في إيه ، المُنحرف اللي عنده 47 سنة و بيبص علي جسم بنت صُغيّرة عندها 16 سنة ، بس هي كانت بتفكرني بزوجتي جدًا
‎و كُنت بحلم بيها ، كُنت بحلم إنها بتتحوّل لإيما زوجتي
.
‎خلال الأسابيع اللي بعد كدا بدأت أقرب أكتر للأسرة و أتعرف عليهم بشكل كبير ، أنا و سيمون بقينا أصحاب ، دورت علي حسابات العائلة علي الفيس بوك و إتصدمت لمّا إكتشفت إن تاريخ ميلاد إيما الصُغيرة هو يوم وفاة إيما الكبيرة
‎أنا شبه مُتأكد إن إيما الصُغيّرة جواها روح زوجتي ، بقي عندي هوس مش طبيعي إني لازم أقرب للبنت دي ، كلامي مُمكن يبان جنون ليكم لكن أنا مؤمن بنظرية تناسخ الأرواح ، أنا مُتأكد إن روح إيما زوجتي بُعثت من جديد في جسم إيما الصُغيرة ، تاريخ الميلاد هو تاريخ الوفاة .. عندهم نفس الوحمة بنفس الشكل و نفس المكان
‎حاولت أتكلّم مع إيما أكتر من مرة خلال الأسابيع اللي بعد كدا ، لكن كان باين عليها إنها متضايقة من إني بحاوِل أقرب ليها ، لكن بمرور الوقت بدأت ألاقي أوجه تشابه أكتر و أتأكد أكتر إن روح إيما زوجتي جواها
‎الإتنين بيكتبوا بإيديهم الشمال
‎الإتنين بيحبوا نفس الأكل
‎الإتنين بيغمزوا بنفس الطريقة لما يتضايقوا
‎الإتنين بيلعبوا في شعرهم لمّا بيتكسفوا
‎أنا مُتأكد .. أنا مُتأكد .. أنا مُتأكد إن روح إيما جواها
‎مرة أثناء زيارتي ليهم حاولت أتسلل لأوضتها لكنها مسكتني ، قالت لباباها إني كُنت بحاوِل أقتحم غرفتها ، حاولت أدعي البراءة و أقولهم إني كُنت بدوّر علي الحمام و تُهت
‎أنا محتاج فرصة أتكلِّم معاها فيها لوحدها عشان أفهمها كُل حاجة ، أنا مُتأكد إن روح إيما اللي جواها هتحس بيّا و هتفهمني
‎جربت أتتبعها و هي بتتسوّق مع أصحابها لكنها رفضتني
‎جربت أتتبعها و هي مروحة من المدرسة للبيت لكنها رفضتني
‎لحَد ما في مرة مسكتني و أنا بصورها بتليفوني و هي في أوضتها و قالت لوالدها ، واللعين إستدعاني للبيت و صرخ فيّا شوية قبل ما يطردني من بيته و طلب مني مقربش لبنته مرة تانية ، ما إكتفاش بكدا دا كمان عمل ليّا محضر في الشُرطة
.
‎كُل حاجة إتدمرت مرة تانية ، رجعت وحيد تاني ، ضيعت فرصة اللقاء مع إيما ، أقولكم كمان عامل مُشترك ؟
‎أهل إيما الجديدة مش بيحبوني و أهل إيما زوجتي الراحلة كمان مش بيحبوني ، بيلوموني طول الوقت علي موتها ، بس هُمّا ميعرفوش حاجة ، أنا مكانش أدامي أي إختيارات ، عرفت إنها بتخوني مع زميلها في الشغل رغم إنها بتاعتي لوحدي ، حذرتها و قالتلي إنها ندمانة لكنها إستمرت في خيانتها ، مكانش أدامي غير إني آخدها و أقتلها و أحرق جسمها عشان محدش يكتشف الجُثة لكن يبدو إن النار إتطفت قبل ما تحرق الجُثة كُلها
‎لكن يبدو إن إيما كانت بتحبني أوي ، بتحبني أوي لدرجة إن روحها بُعثت من جديد عشان تلاقيني ، و بما إن إيما مش عاوزة تديني فُرصة أتكلِّم معاها بالذوق فأنا ليّا طٌرقي الخاصة اللي هقدر أخليها تتكلِّم معايا بيها
‎هستناها النهاردة و هي راجعة من المدرسة و هخطفها ...
‎إيما بتاعتي لوحدي
‎لوحدي
.
.

"حدث بالفعل "قصص رعب حقيقيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن