"part21"

2.3K 173 20
                                    

الدوشة اللي عاملينها مكانتش طبيعية ، كانوا أكتر حاجة مُزعجة سمعتها طول حياتي ، حتي في الأوقات اللي كُنت بروح أشتغل مع بابا في السوبر ماركت و بحضر أيام الذروة مكُنتش بسمع دوشة زي دي ، بس عشان تفهموا كُل حاجة خلوني أحكيلكم اللي حصل من أول إمبارح
بالنسبة لي إمبارح كان يوم زي أي يوم ، كُنت في الحديقة بتاعة بيتي بلعب مع صديقي المٌفضل ، الكلب بتاعي رودي ، برميله الكورة الحمرا بتاعته و هو بيجري يجيبها ، سمعت صوت عربية بتدخل الشارع ، بس مُستحيل تكون عربية بابا لأن دا مش ميعاد رجوعه للشُغل ، وقفت أدام باب البيت و بصيت عشان أشوف إيه اللي بيحصل ، كانت عربية نقل ضخمة بتدخل الشارع ، فيه جيران جُداد هيسكنوا في البيت اللي جنبنا و جايبين الأثاث بتاعهم معاهم ، ماليش مزاج أتعرف علي حد أو أحتك بحد عشان كدا دخلت حديقة البيت تاني بملل و كمِّلت لعب مع رودي
.
بالليل كُنت نايم علي الكنبة بتفرج علي التليفزيون و مستني ماما و بابا يرجعوا من الشُغل ، شميت ريحة غريبة جدًا ، بصيت من الشباك ، يبدو إن الجيران الجُداد إستقروا و بدأوا يشووا إحتفالًا بإنتقالهم ، من ريحة الشواء هقدر أقولكم و أنا متطمن جدًا إنهم مبيعرفوش يطبخوا ، قبل ما أقفل الشباك لمحت بابا و ماما بيدخلوا من مدخل البيت ، باين عليهم التعب و الإرهاق ، قفلت الشباك و فتحت لهم الباب و سألتهم و أنا بستقبلهم : " إزيكم ... يومكم كان عامل إزاي ؟ "
بابا جاوبني بتعب : "" مُرهق .. فيه سوبر ماركت جديد فتح أدامنا و لازم نظبّط حاجات كتير أوي عشان نقدر نكمِّل "
سألته بحيرة : " غريبة أوي "
قالي بإرهاق و هو بيطلع ناحية أوضته : " أسرة جديدة إنتقلوا للمدينة ، أسرة مكونة من 3 أفراد زينا ، سابوا كُل حاجة في العالم و فتحوا سوبر ماركت قدامنا "
ماما كانت واقفة وراه ماسكة بيتزا ، إدتهالي و هي بتقول : " دا العشا بتاعك يا جيم أنا آسفة بس أنا تعبانة جدًا و مش هقدر أجهزلك عشا و كمان هنصحي الصبح بدري عشان نقدر نحافظ علي المُنافسة "
قُلتلهم : " تصبحوا علي خير "
شكله يوم مُرهق فعلًا ، مصادفة غريبة إن ينتقل للمدينة جيران جُداد و مُنافسين جُداد للمحل !
.
الصُبح صحيت فطرت و غسلت الأطباق ، خرجت رودي يلعب في الحديقة و بدأت أنضف البيت شوية ، بابا و ماما مكانوش هنا ، نزلوا بدري زي ما قالولي
خلصت و خرجت أدوّر علي رودي عشان ألعب معاه شوية ، ندهت عليه و صفرت له لكن مالوش أي أثر ، خرجت و دوّرت عليه في كُل مكان في الشارع ، و لسّه مش لاقي لرودي أي أثر ، أنا متأكد إنه مهربش بس مش عارف راح فين
رجعت قعدت في الحديقة بتاعة البيت و أنا حاسس بالحُزن ، فجأة سمعت صوت نباحه ، الصوت جاي من بيت الجيران الجُداد ، بس أنا مش شايف اي أثر ليه برضه ، ندهت عليه بس مردش عليّا بالنباح ، سكت تمامًا لكن أنا مُتأكد من اللي سمعته ، أنا مش عارف مين دول و لا خدوا كلبي ليه .. بس عارف حاجة واحدة بس .. أنا عاوز الكلب بتاعي
رحت لبوابة البيت بتاعهم و خبطت لكن محدش رد عليّا ، إفترضت إنهم مش في البيت فقررت أنط من فوق السور و أدوّر علي الكلب بتاعي ، الحديقة بتاعتهم كانت نضيفة و مترتبة كويس ، ملقيتش أي أثر لرودي ، كُنت علي وشك أخرج من البيت لمّا فجأة الباب بتاع البيت إتفتح
أنا تم القبض عليّا في أملاك غيري !!
.
ست طويلة و شاحبة واقفة علي باب البيت مُبتسمة و هي بتبصلي ، قُلتلها بإحراج : " هاي "
ردت عليّا و هي مُُبتسمة : " هاي "
كُنت مُحرج جدًا لأنها مسكتني و أنا ناطط من فوق السور و بدوّر في ملكيتها ، إبتسامتها وسعت و هي بتسألني : " إنت جيمي مايكل .. صح ؟ "
حسيت بدهشة ، إزاي الست دي عارفة إسمي كامل رغم إننا متقابلناش قبل كدا ، سألتها بدهشة : " صح .. عرفتي منين ؟ "
ضحكت و هي بتقول : " هاي أنا مارثا ، إحنا الجيران الجُداد و أصحاب المتجر المُنافس ليكم "
كانت لطيفة عشان كدا حسيت بإرتياح و أنا بقولها : " سعيد بمعرفتك "
كُنت علي وشك أمشي لكن فجأة لمحت وراها كورة حمرا أنا عارفها كويس ، دي الكورة اللي بنلعب بيها أنا و رودي ، قالتلي بلُطف : " أنا عارفة إنك في البيت لوحدك و إن أهلك مش هيرجعوا غير بالليل ، جوزي و إبني هيقفلوا المتجر بدري ، إيه رأيك تتغدي معانا ؟ "
في أي وضع تاني كُنت هرفض لكن أنا محتاج أعرف رودي راح فين ، خصوصًا و أنا شايف الكوة بتاعته عندهم جوا ، قلتلها من غير ما أرفع عيني من علي الكورة : " طبعًا موافق "
.
دخلت البيت ، كان كئيب أوي من جوا و ألوانه كلها غامقة ، دورت بعينيا علي رودي ، كان عندي أمل أشوفه ، كُنت بدوّر علي فكرة تخليني أتفرج علي البيت من غير ما يشكوا فيّا عشان ألاقي رودي ، قررت اني هقولها إن نظام البيت عاجبني و إني عاوز أتفرج علي الديكور بتاعه كُله ، قبل ما أقول أي كلمة سمعت باب البيت بيتفتح !
مارثا قالت بمرح : " أهم الشباب وصلوا "
دخل راجل بدين شوية لابس قميص أبيض و عرقان جدًا ، بصلي و إبتسم و سأل مراته : " مين الضيف اللي عندنا "
قالتله : " دا جيمي ، إبن جيرانا و أصحاب المتجر المُنافس "
سلِّم عليّا بإبتسامة لطيفة و هو بيقول : " يبقي هتتغدي معانا النهاردة "
شكرته و قبل ما نكمِّل كلامنا الباب إتفتح تاني ، دخل شاب طويل باين عليه علامات الغضب و التجهم ، هدومه مليانة دم و شايل كيس كبير مش عارف إيه اللي فيه ، بصلي بغضب و دخل للمطبخ ، قبل ما أخاف مارثا قالتلي : " دا إبننا ... ماسك قسم الجزارة في الماركت و مش إجتماعي للأسف "
جوزها قالي بإبتسامة : " معانا قطعة لحمة هتعجبك جدًا "
ساعتها كُل اللي كان في دماغي إنهم قتلوا رودي و هيطبخوه ، الناس دول أكيد مجانين ، مش هقدر أكمِِّل في التمثيلية دي ، صرخت فيهم بغضب فجأة : " فين رودي ؟ "
الراجل بصلي بدهشة و هو بيقول : " إيه ؟؟ "
صرخت فيه تاني : " كلبي .. كلبي اللي مفقود طول اليوم و دلوقت بيظهر إبنك كله دم و شايل كيس كبير و إنت بتقولي هتطبخوا لحمة حلوة .. إنتم قتلتوا كلبي و هتطبخوه "
قالي و علامات الصدمة علي وشه : " إنت أكيد مجنون "
خرجت مارثا من المطبخ و هي محافظة علي إبتسامتها و بتقول : " كلبك بخير .. عُمرنا ما هنؤذيه "
فتحت باب غرفة جانبية و قالتلي : " كلبك أهو "
سمعت صوت رودي بينبح ، كان عندي مليون سؤال عاوز أسألهم و أنا بجري علي الأوضة ، سألتهم : " "رودي بيعمل إيه هنا ؟ "
مارققا إبتسمت أكتر و هي بتقول : " كان لازم نجيبه عشان نعرف نجيبك ! "
وقفت أدام باب الأوضة و أنا ببصلها و بقولها : " انا مش فاهم حاجة ! "
فتحت نور الأوضة و شُفت بابا و ماما مربوطين في كراسي و بينزفوا و بايين عليهم آثار الضرب و التعذيب ، سمعت صوت جوزها من ورايا و هو بيقول : " عشان نقدر نلم شمل العيلة و نتخلص من المنافسة في الشُغل "
حسيت بحاجة بتخبطني علي راسي و الدنيا كُلها بتضلم

"حدث بالفعل "قصص رعب حقيقيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن