60

1.4K 125 15
                                    

ساعات بحِس بالغيرة ، مين فينا مش بيغير علي اللي بيحبهم ؟ ، دا جزء من الطبيعة البشرية ، كُل واحد فينا عاوز يحمي اللي معاه و مفيش حد يقرّب من الحاجة بتاعته ، فيه ناس منكم مستعدين يموتوا نفسهم عشان يحموا الناس اللي بيحبوهم ... صح ؟
دا بالظبط إحساسي ناحية مارج ، مارج هيّ كُل حاجة في حياتي ، بحب مارج من يوم ما شُفتها ، لو حَد حاول يقرّب من مارج ، همنعه بأي طريقة هشوفها صَح ، دا اللي حصَل مع جيك !
.
جيك بدأ يشتغل مع مارج في المكتب من كام شهر تقريبًا ، في البداية بدأت مارج تتكلم عنه و إحنا بنتعشي ساعات ، في البداية كان الموضوع بسيط ، مجرد زميل جديد بيشتغل معاها في نفس المكتب ، مكانش موضوع مُهم ، بس مع مرور الوقت مارج بدأت تتكلم عنه أكتر و أكتر
" جيك النهاردة حكالي قصة مُضحكة أوي في الشُغل "
" جيك النهاردة ساعدني كتير في شُغلي ... لولاه كُنت إتأخرت "
" جيك بيقول إن فيه فيلم جديد في السينما لازم نشوفه "
كُل يوم حكاية عن جيك و كلام عن جيك لدرجة إني بدأت أتضايق ، بدأت أحس بضغط نفسي ، و أعتقد إن مارج أخدت بالها لأنها بعد شوية مبقتش تجيب سيرته نهائيًا
.
بعد كده بدأت مارج تخترع حجج في نهاية الأسبوع دايمًا عشان تروح مشاويرها لوحدها ، مكانتش بتجبرني مروحش معاها لكن كانت بتلاقي 100 حجة و حجة عشان مروحش معاها
زي : " أنا مش هتأخر برا ... يادوب هجيب كام حاجة من المول و آجي بسرعة ... خليك إنت هنا متتعبش نفسك ... إتفرج علي فيلم و لا حاجة لحَد ما آجي "
مكنتش أقدر أجبرها إني أروح معاها المشاوير دي ، لحَد ما في يوممُعين قررت أراقبها ، الشك زاد في قلبي بطريقة مش قادر أتجاهلها
مشيت وراها ، أنا عارف إن ده يخليني حقير و شكّاك ، بس مش قادر أقاوم قلقي ، بس زي ما قلتلكم قبل كده ... الغيرة مُمكن تخليك تعمل حاجات غريبة و مُهينة !
.
مشيت وراها بمسافة عشان متاخدش بالها مني ، مش قادر أمنع نفسي من التجسس عليها ، من حُسن حظي مبعدتش كتير ، دخلت مول تُجاري علي بُعد حوالي 5 دقايق من البيت ، عربية مارج مميزة بالنسبة لي فبسهولة أوي لقيتها ، كانت راكنة أُدام كافيه صغير برا المول
بالراحة بدأت أرب و أنا بحاول إنها متشوفنيش ، كُنت عاوز أوصل لأحسن بقعة أشوفها منها ، أخيرًا لمحتها !
كانت مع راجل تاني ! ، أنا مُتأكد إن ده هوّ جيك ، كانوا قاعدين جنب بعض علي ترابيزة واحدة ، مش أدام بعض علي الترابيزة ، جنب بعض ، شكلهم كان حميمي أوي !!
فضلت واقف أراقبهم شوية ، كان بيعاكسها ... بيلمسها ... بيقرب منها و هيّ بتضحك و مش ممانعة ، الدم غلي في عروقي ، أول مرة أشوف مارج سعيدة بالطريقة دي مع حَد غيري ، مارج كانت سعيدة معاه فعلًا !!
.
مقدرتش أستحمل أكتر من كده ، رجعت للبيت ، كنت حاسس إني بحلم ، إن اللي شُفته دا مش مُمكن يكون حقيقي ، كُنت حاسس إحساس سيء جدًا
لمّا رجعت البيت شغلت فيلم علي اللاب توب و جريت حوالي نُصه ، عشان لو دخلت فجأة يبان إني كُنت بتفرج علي الفيلم هنا طول الوقت ، بعد أقل من نُص ساعة مارج وصلت البيت
إبتسمت ليّا و سألتني : " إيه الأخبار ؟ "
بصيت ليها و أنا مش عارف أرد عليها ، كُنت بدور في ملامحها علي أي حاجة تبين شعورها بالذنب أو ندمها ، بس كُل اللي كان علي وشها سعادة واضحة و إبتسامة منورة وشها
أخيرًا بصيت للاب توب و أنا بقولها : " كل حاجة تمام "
بس جوايا ظَهر سؤال جديد ... هتخلص من جيك إزاي ؟؟
و بسرعة جدًا الإجابة جَت لحَد عندي
.
الأسبوع اللي بعد كده سيرة جيك جَت علي الأكل تاني ، مارج جابتلي فرصتي لحًد عندي عشان أقدر أتصرف ، قالتلي فجأة : " تعرف إن جيك مُهتم بالصيد زيك ... روح معاه مرة زي ما كُنت بتروح مع باباك ... جيك بيقول إنه يعرف بُقعة مُمتازة الصيد فيها سهل جدًا ... قُلت إيه ؟ "
عَملت نفسي مش مُهتم أوي و أنا بقولها : " مش عارف بصراحة "
قالتلي بحماس : " أنا مُتأكدة إنك لو رُحت هتستمتع ... إنت بتحب الصيد و إنت و جيك جُزء مُهم من حياتي ... أقصد جيك جُزء مُهم من حياتي المهنية  ... هكون سعيدة أوي لو إنتم الإتنين إتعرفتوا علي بَعض "
فُرصتي و جَت لحَد عندي ، أنا و جيك لوحدنا علي قارب في وسط بُحيرة ، هحتاج أكتر من كده إيه ؟
وافقت و فورًا مارج ضحكت بسعادة ، ضحكتها فكرتني لمّا شُفتها مع جيك في الكافيه ، مزاجي إتغيّر فجأة و قُمت و سبت الأكل بحجة إني شبعت
.
أخيرًا جه الوقت المُنتظر ، جه معاد الصيد ، الساعة 5 الصُبح الباب خَبَط ، مارج جرت علي الباب بحماس عشان تفتحه ، دَخَل سلم عليها بهدوء و بص ناحيتي و هوّ بيقول : " هاي ، إنت كيفين ... صح ؟ "
مارج كانت مُبتسمة ، بتضحك ، مُتحمسة جدًا ، مديت إيدي بهدوء و سلِمت عليه ، بصوت مليان فرحة مارج قالت : " أنا فرحانة أوي إنكم إتعرفتوا علي بعض "
قربت منه و كانت علي وشك تحضنه لولا بصت عليّا زي ما تكون إفتكرت وجودي فرجعت بسرعة وقفت جنبي 
.
الطريق مكانش طويل و الشمس مكانتش قوية ، إتكلمنا شوية أنا و جيك أثناء الطريق ، يادوب شوية جُمل قليلة بس ، كان بيحاول يقرب مني بس أنا ليه المفروض أقرب من الراجل اللي بيحاول يسرق مارج حبيبتي مني ؟
وصلنا للبحيرة ، جهز كُل حاجة و طلع القارب بتاعه ، إتأكدنا إن كُل حاجة تمام
جيك عرض إنه يتولي هوّ التجديف لحَد ما نوصل للبقعة بتاعته ، المجاديف كانت مصنوعة من خشب صلب ، و كانت تقيلة جدًا بس هوّ كان أقوي مني جسمانيًا بكتير ، مارج بتاعتي أنا ... مهما كان قوي مش هياخدها مني !
وصلنا أخيرًا عند المكان بتاعه ، مكان هادي تحت شجرة صفصاف ، فيه شوية طوب قريبين طالعين من تحت المية ، كان مكان مُناسب جدًا للصيد أو لخطتي
.
الموبايلات كانت في العربية ، بقالنا هنا حوالي ساعة تقريبًا ، جيك كان قاعد علي طرف المركب مركز أوي في الصيد ، كان مركز لدرجة إنه محسش بيّا و أنا برفع المجداف لفوق بكل قوتي ، خبطته علي راسه ، وقع في المية و المية حوالين المركب لونها إتغيّر للأحمر ، الدم بدأ يزيد ، حاول يمسك في طرف المركب و وشه مليا دم ، كان بيحاول يهمس كلمة واحدة
" ليــه ؟ "
رفعت المجداف تاني و ضربته بكل قوتي ضربة أقوي من الأولي ، هنا جمه إستسلم تمامًا و الدم ملي المية ، جثته كانت بتعوم جنب المركب بدون أي حركة
جدفت بالمركب لحَد العربية بتاعته ، كسرت الشباك بحجر و طلعت الموبايل ، إتصلت بالنجدة ( 911 ) و بلغتهم بالحادثة و بعدها إتصلت بمارج
حكيتلهم اللي حصل من وجهة نظري ، هوّ كان بيصطاد سمكة كبيرة و شدته فوقع و راسه خبطت في صخرة كبيرة ، حاولت أنقذه لكن مقدرتش
المُسعفين وصلوا الأول بس للأسف لقوه ميت ، لمّا مارج وصلت جريت و رميت نفسي بين إيديها ، كانت بتعيط بخوف و هي بتسألني : " حبيبي ... إنت كويس ؟ "
قلتلها بخوف : " آه ، أنا كويس ، مش قادر أصدق اللي حصل يا مار .... يا ماما "
سألتني بحُزن : " هوّ فعلًا مات ؟ "
جاوبتها علي طول : " المُسعفين لمّا وصلوا قالوا كده ... قالوا إنه مات "
.
روحت مع مارج للبيت ، كانت حزينة و مُنهارة علي وت حبيبتها ، بس عيد ميلادي الـ 17 خلال أسبوعين و هحتفل معاها و هتنسي كُل حاجة ، كانت بتعيّط لما طبطبت عليها و أنا بقولها : " أنا عارف إنك كُنتي بتحبيه ، بس إحنا سوَا و انا بوعدك مش هسيبك أبدًا يا ماما و مش هخلي حد يقربلك أو يؤذيكي "
.
.

"حدث بالفعل "قصص رعب حقيقيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن