"part11"

3.2K 198 14
                                    

ديريك كان أعز أصدقائي .. بصراحة .. ديريك كان صديقي الوحيد
لمّا إنتقلت للمدينة دي السنة اللي فاتت ، هو كان الشخص الوحيد اللي حاول يقرب مني و يصاحبني ، و أديني بعد سنة ماليش أصدقاء غيره
سنة كاملة في بلدة زي دي بصديق واحد يديك تلميح عن الملل اللي بيسيطر علينا فيها ، عشان كدا كان لازم نخلق لنفسنا مصدر للتسلية ... و إيه مُمكن يكون مُسلي أكتر من التحديات المُخيفة ؟
.
هفهمكم كُل حاجة  ..
كُل شهر أمين الفصل بيختار إسمين من أسمائنا و يطلب منهم القيام بتحدي مُخيف و غير مسموح ليهم بالرفض ، حزروا فزروا بقي إختاروا مين الأسبوع دا ؟
برافو عليكم .. أنا و ديريك !
صدفة ؟
ديريك شاب شجاع و بيحب المغامرات أما أنا فلا .. أنا من النوع اللي بيحب يختفي في الظل و يفضل في الهامش ، التحدي كان إننا نبات ليلة في المنزل المهجور اللي علي أطراف البلدة ؟
طبعًا رفضت أعمل دا !
طبعًا مٌعظمكم بيسأل عن البيت المسكون اللي علي أطراف البلدة ، أنا هقولكم .. بيقولوا إن فيه عصابة هاجمت البيت دا االلي كان ساكن فيه راجل مع أطفاله ، قتلوه و خطفوا أطفاله و جُثته فضلت مرمية لحد ما تحللت ، من يومها و بيقولوا إن روحه غاضبة و بتسعي للإنتقام من أي حد بيدخل البيت
طبعًا المُخيف مش القصة الساذجة دي ..
المُُخيف هي حالات الإختفاء اللي بتحصل علي طول و كُلههم بيختفوا جنب البيت دا ، الشُرطة حققت في الموضوع دا كتير جدًا ، للكن مع عدم وجود أدلة القضايا إتقفلت و إتحفظت
طبعًا الإشاعات بدأت تنتشر و الناس بدأت تخاف من البيت دا و يبعدوا عنه ، و الموضوع فضل هادي لفترة طويلة ، لحد ما إتنين من المهتمين بالخوارق و الحاجات الغريبة دي قرروا يقضوا ليلة داخل البيت و لحد النهاردة مازالوا مفقودين و لم يتم العثور ليهم علي أي أثر !
فهمتوا بقي أنا ليه مش عايزة أدخل البيت ؟
.
بصيت لأمين الفصل ببرود و قلتله : " أنا مش هروح المكان دا "
ديريك بصلي بغضب و هو بيشدني عشان أقعد مكاني ، وقف و هو بيضحك بعصبية و بيقول : " هي بتهزر طبعًا ... هنروح "
في الطريق و إحنا مروحين بصلي بغضضب و سألني : " إيه ؟ .. مالك ؟؟ "
قلتله بغضب : " أنا اللي المفروض أسألك مالك ؟ .. إنت ناسي الناس اللي إختفت ؟ .. ناسي العلماء اللي إختفوا ؟ .. هتعرض حياتنا للخطر عشان تحدي سخيف ؟ "
بصلي بغضب و قال : " أنا كدا كدا هروح .. عاوزة تيجي تعالي .. مش عاوزة بلاش "
أثناء باقي  الطريق للبيت كُنت بفكّر ، أول مرة أشوفه غضبان كدا و لو مرحتش معاه صداقتنا هتنتهي و أنا مش هسمح لدا يحصل .. بس هو عاوز يجازف بسلامتنا .. انا هروح معاه و اللي يحصل يحصل
مهما كان هو صديقي الوحيد
.
قررت إني مش هروح  ، طالما هنقضي ليلة في البيت الملعون دا هروحه دلوقتي و الشمس طالعة عشان أكسر حدة الخوف شوية و أستعد نفسيًا
وصلت للبيت ، الشجر كثيف و بيحجب أشعة الشمس ، مُظلم و كئيب و شكله مُخيف ، قلبي بيدق بخوف و جسمي بيترعش ، مسحت العرق اللي ملا جسمي من شدة التوتر و أنا بدخل من البوابة بتاعة الحديقة
كُل خطوة كُنت بقربها من البيت كان قلبي بيدق أكتر و الخوف بيملاني أكتر
فجأة حسيت بيه !
حد بيتحرك ورايا ببطء مُخيف
حاسة بحركته و سامعة صوت نفسه ، نفسه سُخن و حاسة بيه علي رقبتي من ورا ، وقفت و حسيت بيه ورايا ،  جسمي كله بيترعش و اأنا حاسّة بخوف مالوش حدود ، مش قادرة أتحرك من شدة الخوف
قررت أستجمع شجاعتي و ألف عشان أواجه اللي ورايا ، لكن مكانش فيه أي حد ورايا ، قررت أخرج بسُرعة من المكان الملعون دا ، قبل ما أخرج من البوابة لمحت ديريك جاي من بعيد ، سألته : " إنت شُفت حد تاني هنا غيرنا ؟ "
وقف و هو بيتلف حواليه بخوف و بيقول ببتوتر : " لا .. مشفتش غيرنا "
باين عليه إنه مش بيكذب ، سألني بخوف : " إنتي شُفتي حد ؟؟ "
إضطريت أكذب عليه و أقوله : " لا خالص "
ضحكت بعصبية و أنا بقوله : " يلا نروّح  قبل الشمس ما تغرب و بكرة نيجي بالليل و نقضي الليلة هنا "
مشينا بتوتر و عصبية و إحنا حاسّين بالخوف
.
دا كان إمبارح
المُشكلة مش في كل دا .. المٌشكلة في حاجة تانية خالص
المُشكلة إني لمّا حاولت أنام حسيت ببرودة مش طبيعية في الأووضة كلها ، سمعت صوت خطوات ماشية ببطء و بتقرب مني ، حد بيقعد جنبي علي السرير ، تقل جسمه علي السرير و إيده بترفع الغطا عن وشي ، غمضت عينيا و  عملت نايمة ، قرب مني ، حسيت دفا نفسه علي وشي و هو بيهمسلي في ودني : " مستنيكم بكرة "
فتحت عينيّا لكن الأوضة كانت فاضية تمامًا !!
.
.
.

"حدث بالفعل "قصص رعب حقيقيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن