42

1.7K 154 11
                                    

إزيكُم ..
إسمي تشارلي ، أنا الإبن الأوسط لأسرة عندها 3 أولاد ، أخويا الكبير إسمه توماس
توماس مثال سيء للإبن الشرير ، بيتعاطي مُخدرات .. بيصاحب عاهرات .. مُشترك في فرقة موسيقية سيئة السُمعة و مغمورة ، برغم كدا هو الأقرب لقلبي في العيلة
أخويا الصُغير إسمه إليشا ، إليشا طفل صُغيّر زي أي طفل صُغير في الدنيا ، متدلع .. مبيترفضش له طلب .. مش بيتقال له لا ، لكن هو مؤدب و هادي بصراحة
عايشين كُلنا في بيت واحد في واحدة من قُري ريف ولاية أريزونا ، عايشين مع بابا و ماما
من الكلام اللي فات دا هتستنتجوا إننا أسرة عادية .. في مدينة عادية .. بيعيشوا حياة عادية .. صح ؟
غلط !!
.
الموضوع بدأ يوم عيد ميلاد إليشا ، الأسرة كُلها كانت متجمعة في حديقتنا الأمامية ، بنلعب و بنهزر مع أقربائنا اللي مشوفناهُمش من فترة ، قُيّل لمّا الأسرة كُلها بتتجمع بالشكل دا ، كُنت بتكلِّم مع إبن عمي لمّا سمعت إليشا بيصرُخ بفرحة : " التورتة وصلت "
كُل الأنظار توجهت لبابا و هو خارج من البيت شايل تورتة عيد ميلاد إليشا ، إليشا جري ناحيته بحماس و فرحة ، كُلنا بدأن نغنيله " سنة حلوة يا جميل " و نفخ الشمع بعد ما إتمني أمنية ، الناس بدأوا ياكلوا كيكة و يحتفلوا إلا ماما ، أنا الوحيد اللي لاحظتها و هي بتنسحب للبيت بخطوات بطيئة و علي ملامحها تعبير غريب أوي ، في عينيها نظرة مُخيفة أول مرة أشوفها
سبت الطبق بتاعي و مشيت ناحيتها عشان أتطمن عليها ، إبتسمت إبتسامة غريبة و هي بتقولي إنها بس تعبانة شوية ، إتطمنت عليها و خرجت أكمِّل الحفلة مع الضيوف
.
بالليل لمّا كُل الضيوف مشوا و قعدنا سوا عشان نتعشي ، ماما كانت مجهزة عشا مخصوص إحتفالًا بعيد ميلاد إليشا كعادتها في أعياد ميلادنا عمومًا ، كُنا بناكُل بصمت ، مُجهدين من الإحتفالات و المجهود اللي بذلناه في الحفلة ، الصمت كان غريب و مش متعودين عليه ، قررت أكسَر حدة الصمت أخيرًا و أسأل إليشا إذا كانت الهدايا اللي جت له عجبته كُلها و لا لا !
إبتسم بحماس و هو بيقولي : " كُل حاجة إتمنيتها جتلي ! "
بدأ بحماس منقطع النظير يوصفلي الهدايا اللي جت له ، فجأة و بدون سبب و لا مُقدمات ماما صرخت فيه بغضب : " كفاية ، كُل و إنت ساكت ! "
بصينا لها بدهشة ، تصرُف غريب جدًا من ماما ، إليشا بص لطبقه بحُزن و عينيه بدأت تدمَع ، ماما صرخت فيه للمرة التانية : " قُلتلك .... كُل "
نبرة صوتها كانت قاسية و مليانة غضب ، بدأ يعيّط بحُزن ، توماس إتضايق ، سألها بحِدة : " مالِك النهاردة ؟ .. كُلنا مبسوطين و مزاجنا حِلو .. و إنتي الوحيدة اللي مصممة تبوظي اليوم "
بصت لتوماس بنظرة مُرعبة ، نظرتها لوحدها كانت كفاية ، بلع ريقه بصعوبة و هو بيسكُت و بيبص لطبقه هو كمان
ماما عُمرها ما إتصرفت بالشكل المُخيف دا ، بابا حاول يلطَّف الأمور شوية ، قالها بإبتسامة : " حبيبتي ، شكلك مُرهقة أوي النهاردة ، قومي إنتي إرتاحي و إحنا هنشيل الأكل و نغسل الأطباق "
ضربت الترابيزة بإيدها بقوة و هي بتقف ، كُلنا إترعشنا من الخوف و إحنا بنراقبها ، بصت لينا بنظرتها المُخيفة للحظات ، مشت ناحية أوضتهم ببطء ، بابا حاول يلطَّف الأمور شوية و هو بيقول : " النساء كُلهم كدا ، محدش فاهمهم "
ضحك بإرتباك وسط نظرات الخوف اللي كانت مالية عينينا !
.
خلصنا عشا بصمت و غسلنا الأطباق و ودعنا بعض و كُل واحد راح ناحية أوضته ، كُنت مُرهق جدًا ، فكرت شوية في تصرفات ماما الغريبة و المُخيفة و بعدين النوم غلبني فغمضت عينيّا و نمت
صحيت علي صوت حاجة بتُقع في المطبخ !
مسكت تليفوني و بصيت علي الساعة لقيتها 5:03 بعد مُنتصف الليل ، الأوضة ضلمة تمامًا و أنا خايف و مش عارف مصدر الصوت ، قعدت علي طرف السرير و بدأت أنصت السمع ، سمعت صوت مياه مكتومة ، مش عارف مصدره إيه ، الظلام مخلي أفكار مُخيفة تيجي في خيالي ، قررت في النهاية أستجمع شجاعتي و أقوم أشوف إيه اللي بيحصل !
صوت غريب بيتكرر زي ما يكون صوت حد بيخبط علي الأرض بتكرار مُمِل ، مشيت ناحية المطبخ و أنا بترعش من الخوف
كُل خطوة كُنت بقربها من المطبخ كان قلبي بيقف من الخوف ، البيت كُله مُظلم بطريقة مُخيفة ، فتحت باب المطبخ ، الظلام الدامس مسيطر علي كُل حاجة ، بدأت أمشي بإيدي علي الحائط بدوّر علي زرار النور و فتحت النور
وقفت علي باب المطبخ بشوف المنظر اللي عُمري في حياتي ما هنساه !
.
بابا كان نايم علي ترابيزة المطبخ علي ضهره و مدبوح ، صوت المياه المكتومة كان صوت الدم اللي بيتساقط علي الأرض ، جريت عليه بسُرعة ، قلبي هيقف من كُتر الخوف ، مسك هدومي و هو بيحاوِل يتكلم بصعوبة : " تشـ .. شـا .. تشارلي "
رديت عليه و أنا بعيّط بخوف : " إيه يا بابا ؟ "
بيحاول يستجمع قواه عشان يقول حاجة مش فاهمها : " و ... و ... و ... "
قلتله من بين دموعي : " إيه يا بابا ؟ "
أخيرًا نطق الجُملة و هو بيلفُظ أنفاسه الأخيرة : " وراك ! "
.
هدومي كانت مليانة بدمه ، قلبي بيدق بقوة ، الحزن و الخوف مسيطرين علي كُل مشاعري ، إستوعبت آخر جُملة قالها و أنا ببُص ورايا بخوف و ساعتها شُفتها !
كانت واقفة في ركن المطبخ في إيدها ساطور كبير و وراها جُثث إخواتي مرمية علي الأرض بإهمال ، علي وشها أكتر إبتسامة مُخيفة شُفتها في حياتي ، صرخت فيها بخوف و أنا برجع لورا : " ليه كدا يا ماما ! "
قربت مني و هي بترفع الساطور لفوق ، إبتسامتها بتوسع ، صرخت فيها بغضب أكبر : " ليه يا ماما .. ليه ؟! "
صرخت و هي بتقرب مني و بتضربني بالساطور !
فتحت عينيّا و أنا بصحي من النوم ، كان كابوس مُرعب
سمعت صوت حاجة بتُقع في المطبخ !
مسكت تليفوني و بصيت علي الساعة لقيتها 5:03 بعد مُنتصف الليل !
.

"حدث بالفعل "قصص رعب حقيقيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن