"part14"

2.8K 197 7
                                    

مش فارق معايا إيه اللي هيحصلّي !
هيحبسوني ؟ ... مش مشكلة
إسمعوني كويس عشان إنتم من حقكم تعرفوا اللي بيحصل
إسمي جون و كُنت بشتغل في وردية ليل في سينما قديمة في مدينة مش هذكر إسمها ، المُرتب كان كويس و الشُغل كان قليل و أنا كُنت مفلس ، لكن لمّا حصل اللي حصل عرضوا عليّا 20 ألف دولار مقابل إني أسكُت و مقولش اللي حصل لأي مخلوق ، وقتها وافقت .. مبلغ زي دي مينفعش يترفض عشان كدا قبلته و شكرتهم و مضيت عقد بينص علي إني مش هحكي اللي حصل لحَد خالص
لكن الأمور إتغيرت ، أنا مش لوحدي و خايف ، بكرة آخر يوم ليّا في الشُغل عشان كدا قررت أتكلم .. هحكي و هقولكم كُل حاجة
.
من 3 أسابيع بالظبط
كُنت ماشي في الشارع و لمحت إعلان في السينما القديمة بيطلب موظفين للعمل ، قدمت نفسي ليهم و وافقوا علي تعييني
شُغلي بسيط .. هنضف قاعات العرض بعد خروج الناس منها ، هنضف السينما و الممرات و المكاتب بعد إنتهاء العمل ، شُغل بسيط و مُرتب حلو ... صفقة مُمتازة
.
الموضوع كان كويس و ماشي بشكل مُمتاز ، كُنت مبسوط و مرتاح ، حبيت الشُغل ، حبيت الموسيقي التصويرية اللي بتيجي قبل بداية الأفلام ... صوت وشوشة الناس أثناء الفيلم ... ريحة الفشار و صوص الكاراميل ... هدوء السينما بعد إنتهاء الحفلات ... و الظلال السوداء اللي بترقص وسط الظلام !
متستغربوش ، مش كُل الناس بتقدر تشوفهم ، بس هُمّا بيشوفونا ، بيراقبونا في صمت ، بيزحفوا وسط الظلام عشان يقربوا مننا ، بيتسللوا في هدوء عشان يسيطروا علينا ، لمّا تسمع حد بيقول إنه حس بنفس سُخن علي رقبته من ورا صدقه ... بيبقوا بيراقبوه !
أي حد فيكم هيقول إنهم خيالات أو أوهام أو تهيؤات أو أي كلام زي دا ، أنا كمان كُنت بقول كدا لحَد ما في يوم من الأيام شُفتهم ... و لمسوني !
ساعتها إفتكرت الإشاعات اللي مالية المدينة ، ناس كتير بتقول إن السينما دي مسكونة ، بس كُنت بقول لأ ... دي إشاعات
حتي لمّا شفتهم و لمسوني ، قلت إني بتخيّل ، المُرتب حلو و مش سهل أفرّط في وظيفتي عشان شوية حاجات بسيطة زي دي ، كُل اللي بيحصل دا تهيؤات ... تهيؤات ... تهيؤات !
تجاهلت الموضوع و حاولت أتجنبهم ، كُنا 3 شغالين في السينما ، أنا و جيم و بوب ، واحد فينا مسؤول عن تنظيف السينما ... التاني مسؤول عن تنظيف القاعات كُلها بعد إنتهاء الحفلات ، شُغلنا مُمتع لكن وردية بالليل في سينما فارغة مُظلمة دا مش مُمتع أبدًا
لحد ما كُل حاجه بدأت تتغيّر للمرة التانية في يوم لعين !
.
الإشاعات بتقول إن القاعة رقم 9 مسكونة و فيها أشباح بتطارد اللي بيدخلوها ، عشان كدا القاعة دي دايمًا فاضية و محدش بيدخلها أبدًا ، لكن دا غلط تماماً لأن القاعة رقم 9 مفيهاش أي أشباح
القاعة رقم 5 تنظيفها بيكون صعب لأنها بتعرض فيلم رعب و الناس لمّا بتخاف بترمي الفشار علي الأرض
القاعة رقم 3 هي المُشكلة ، محدش بيشتكي منها أبدًا لكن دايمًا لمّا بدخل أنضفها بحس إني مش لوحدي و إن في حد مراقبني
في اليوم اللعين دا فتحت باب القاعة و دخلتها ، بمجرد ما دخلت حسيت بإحساس مُخيف ، إحساس إني مش لوحدي و إن في حد شرير بيراقبني ، سبت الباب مفتوح ورايا عشان أطمن نفسي ، لمّا الباب إتقفل بقوة قلبي كان هيقف من شدة الخوف ، زي ما إنتم عارفين تصميم أبواب و قاعات السينما بيكتم الصوت جوا و مبيخليش حد من برا يسمع اللي جوا ، عشان كدا لما جريت علي الباب و صرخت في جيم و بوب عشان يفتحولي الباب كُنت مُتأكد إن محدش منهم هيسمعني ، بعدت عن الباب و أنا بترعش من الخوف ، حاسس بقلبي هيقف ، مشيت ناحية باب الطوارئ و أنا بتلفت حواليّا بخوف
سمعت حركة خافتة من ورايا ، إلتفت بسُرعة ... مفيش حاجة
مفيش حاجة ... مفيش حاجة ... مفيش حاجة
الصوت بيتكرر مرة تانية ، إتلفت حواليّا زي المجنون ، من ورايا ... من فوقي ... علي يميني ... الصوت بيتكرر بسُرعة
إنتم فين ؟!
الصوت بيعلي ... بيتكرر ... بيسرّع ... بيملى القاعة كُلها ، دماغي وجعتني ، حاسس بصُداع و دوار ، إيه الصوت دا ؟
ضحكة شريرة ... صوت بُكاء طفل ... ضحكة حاقدة متوترة
أنا محتاج أقعد ، الدنيا بتلف بيّا ، بتنفس بصعوبة ، حاسس إني هفقد الوعي من الخوف
همس مُتقطع ... بُكاء حد بيتعذب ... صراخ شرير
أرجوكم ... محدش يؤذيني ... أرجوكم
فجأة الصوت إختفي تمامًا ، صوت واحد بس اللي لسّه موجود
صوت خطوات بطيئة و تقيلة بتقرّب مني
قلبي بيدق بطريقة مش طبيعية ، حاسس إن روحي بتطلع ، لمحتهم ... الظلال بتتحرك علي الحوائط ... بتقرب مني
شايفهم
سامعهم
حاسس بوجودهم
محتاج نور ... محتاج نور يبدد الظلام و يطردهم
البروجكتور ... جريت عليه بسُرعة و نورته ، و بسُرعة إختفوا
الحمد لله ... الحمد لله
.
قدمت إستقالتي ، مدير السينما عارف ، رحنا للمحامي و عرضوا عليا 20 الف دولار مقابل سكوتي ، مقابل إني محكيش اللي حصل لأي مخلوق ، لكن لمّا صحيت الصُبح و شُفتهم ، الظلال بتتحرك علي حيطة أوضتي عرفت إن أيامي معدودة و إن الدنيا كلها لازم تعرف
إدعولي

"حدث بالفعل "قصص رعب حقيقيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن