61

1.4K 133 14
                                    

أنا بحب جدتي جدًا ، جدتي كانت دايمًا بتخبزلي كوكيز ، ماما كانت بتقول إني مش لازم آكل منهم كتير ، جدتي كانت بتخبزهم ليّا و ماما في الشُغل و تأكلهم ليّا قبل ما ماما ترجع من الشُغل
أما بالليل فجدتي هيّ اللي كانت بتقرالي قصص قبل النوم ، مش القصص السخيفة بتاعة الفُرسان و الأبطال ، جدتي كانت بتحكيلي قصص مُرعبة ، قصص عن الأشباح ، قصص دموية و بشعة و الأهم من ده كُله قصص مثيرة ، ساعات كُنا بنسهر طول الليل نتكلم سوا سواء في القصص و الأشبح أو في حاجات تانية كتير
جدتي كانت أقرب حد ليّا في الدُنيا
.
ماما كانت دايمًا بتصرخ فيّا و تزعقلي علي أبسط حاجة بعملها مع إنها عارفة إني عيّان ، مش فاهم عندي إيه بس هُما بيقولولي إني من ذوي الإحتياجات الخاصة ، جدتي دايمًا بتقولي إني مش عيان و لا حاجة و دايًا واقفة في صفي مهما حصل ، لمّا الدكتور بيديني تمارين أو واجب أعمله دايمًا جدتي بتساعدني فيه
جدتي كانت مُقيمة معانا في البيت و طبعًا مكانتش بتشتغل ، بس كانت دايمًا بتجيبلي هدايا بتفرحني ، ماما و بابا طول الوقت بيتشكوا إن الظروف سيئة و إن الفلوس قليلة ، و إن تربيتي الخاصة بتحتاج مصاريف كتير و إني لازم أكون مؤدب أكتر من كده
جدتي عُمرها ما قالتلي كلمة وحشة !
.
بس أكتر حاجة بحبها في جدتي هيّ إنها عُمرها ما عاقبتني مهما عملت ، مش زي بابا و ماما اللي بيعاقبوني علي أي حاجة تافهة أعملها ، جدتي كانت بتخليني أعمل أي حاجة نفسي فيها
لمّا بابا كان بيعاقبني و يحبسني في أوضتي ، كانت دايمًا بتفتحلي الباب و تخليني أخرُج
هُما دول أهم سببين بيخلوني أحب جدتي أكتر من أي حد تاني
كُنت في مدرسة خاصة ، كُل يوم بخرج من المدرسة جري علي البيت عشان أشوف جدتي و آكل الكوكيز قبل ما ماما تيجي
.
و في يوم مُعيّن ... كُل حاجة إتغيرت
اليوم اللي إكتشفت فيه إن خلاص ... مفيش كوكيز تاني ... مفيش قصص أشباح تاني ... مفيش مرح تاني !
لمّا دخلت من باب البيت ، جدتي كانت واقعة علي الأرض تحت السلم بتاع الدور التاني
كانت عاملة زي العروسة اللعبة المكسورة ، إيديها و رجليها مكسورين و متوجهين ناحية زوايا غريبة ، دماغها مكسورة و رقبتها ملوية بصورة مُخيفة ، عينيها بتبص ناحيتي بس مش شايفاني
حاولت أهزها عشان تقوم ، جسمها كان متخشب و بارد زي التلج ، هزيتها كتير و حاولت كتير لكن من غير أي فايدة ، مكانتش بتصحي ، قلبها مكانش بيدق و جسمها بارد و أنا عارف إن دي حاجات وحشة ، حاولت أسمع أكتر و أكتر لكن مهما حاولت أسمع مكنتش بسمع دقات قلبها خالص
مش فاكر حاجات كتير بعد كده
اللي فاكره إني قعدت علي السلم أعيّط لحد ما ماما و بابا رجعوا من الشُغل ، ماما عيطت و بابا إتصل بالشرطة ،  بعد شوية فيه رجالة كتير لابسين زي بعض جم و أخدوا جدتي بعيد ، سمعتهم بيقولوا لبابا إنها وقعت من فوق السلم
.
بعد ما جدتي مشت ، كُل حاجة بقت وحشة
ماما طول الوقت بتعيّط و بابا طول الوقت بيشرب و سكران
بالليل ، كل يوم بالليل بسمعهم بيصرخوا ... بيتخانقوا مع بعض ، سمعت بابا بيقول مرة إن جدتي هيّ السبب في تأخر حالتي بدلعها الزيادة ليّا ، مفهمتش يعني إيه
أنا مش بحب بابا !
بابا كان شرس و السُكر كان بيخليه عنيف و شرس زيادة عن المُعتاد بتاعه
ساعات لمّا بعمل حاجة غلط ، بابا بيضربني و بيحبسني في أوضتي ، أنا مش بحب بابا يضربني أو يعاقبني ، بدأت أتمني لو كانت جدتي هنا
علي الأقل عشان كُل حاجة ترجع زي ما كانت قبل كده
.
ماما بطلت تتكلم مع حد زي الأول و بطلت تروح الشُغل ، ساعات بتاخدنيبالعربية بتاعتها و بنروح نزور جدتي في المقبرة بتاعتها
في يوم من الأيام ، بابا إتأخر برا و ماما كانت في أوضتها بتعيّط كالعادة ، لبست هدومي و خرجت من البيت بهدوء شديد ، أخدت الجاروق و العربية الصُغيرة من الحديقة و بدأت أمشي ناحية المقبرة
أنا صحيح رُحتها مرات قليلة بس كُنت حافظ مكانها كويس
لمّا وصلت عند قبرها بدأت أحفر و أحفر ، الموضوع كان صعب جدًا ، بس مش مهم ، مسحت عرقي و إرتحت لحظات و كملت حفر بكُل قوتي ، الموضوع أخد مني شوية وقت بس أخيرًا وصلت للتابوت بتاعها ، و لمّا فتحته لقيت جدتي فعلًا
بس مكانتش كويسة ، شكلها مكانش كويس خالص
.
عينيها كانت إختفت ، جلدها بقي لونه بني ، شفايفها جامدة علي شكل إبتسامة كأنها بتضحك ليّا ، زي ما توقعت بتضحك ليّا عشان فرحانة إني حفرت و خرجتها من هنا
كانت عارفة إني جاي عشان أرجعها البيت ، بدأت أرتاح و أحس إني أحسن في وقت قليل جدًا
.
قررت أخفي جدتي في أوضتي ، عشان أقدر أكون معاها طول الوقت ، الليلة دي إتكلمنا مع بعض كتير أوي ، حكتلي قصص كتير مُخيفة ، طلبت مني أحكيلها كُل حاجة حصلت و هيّ مش موجودة
قلتلها إن بابا بقي عنيف معانا زيادة عن الطبيعي ، بان عليها الحُزن و هيّ بتقولي إنها عارفة طبع بابا للأسف
لمّا بابا رجع البيت أخيرًا سكتنا إحنا الإتنين ، كان سكران و طالع بيخبط علي السلم كعادته لمّا بيبقي سكران ، كان عامل دوشة مش طبيعية لدرجة إن ماما صحت من النوم ، بعد دقايق بدأ الخناق
سمعتهم بيزعقوا و بيشتموا بعض ، المرة دي كانت المُشكلة أكبر من كُل مرة ، بابا كان بيسألها عن الريحة اللي مالية البيت و هي كانت بتدافع عن نفسها
فجأة سمعتها بتصرخ بألم
.
جريت علي أوضتهم بسرعة ، بابا كان بيضرب ماما بالحزام ، بعد كده رمي الحزام و بدأ يخنقها بإيديه ، كان سكران و الشيطان بيرقص في عينيه ، قبل ما أتصرف ماما وقعت علي الأرض بدون حركة و لا نفس
بابا بدأ يصرخ فيها تبطل تمثيل و تقوم تقف ، هز جسمها كتير لكن للأسف فات الآوان ، قبل ما يعمل حاجة تاني لاحظني
لاحظ إني واقف علي الباب بتفرج عليه
بصلي بغضب و هوّ بيسألني : " عاوز إيه يا وغد ؟ "
كُنت ببص علي جُثة ماما و أنا بقوله : " جدتي مش هتحب اللي حصل ده ! "
بصلي بفضول و هوّ بيسألني : " تقصد إيه ؟ "
الغضب كان سيطر عليّا ، قلتله : " جدتي كان عندها حق في اللي قالته عليك ، إنت إنسان شرير مفيش فيك خير ، جدتي في أوضتي و هيّ مستنياك و عارفة إنت عملت إيه كويس أوي "
مكانش مصدقني ... كان عاوز يتأكد بنفسه من كلامي
.
زقني بعيد عنه و جري لحد باب أوضتي ، فتح باب الأوضة و دخل و جوا كانت مستنياه أكتر صدمة مُخيفة في حياته
جدتي كانت قاعدة علي كُرسي مواجه للباب و بتبتسم له إبتسامة مُخيفة ، شهق بخوف و هوّ بيرجع لورا
جدتي كانت قايلالي المفروض أعمل إيه في بابا ، كانت مفهماني كُل حاجة ، رفعت الساطور لفوق و نزلت بيه علي رقبة بابا بكل قوتي
رميت جُثته في البانيو لحد ما الدم يقف ، جدتي قالتلي كده ، جدتي ضحكت و قالتلي بصوتها الحُنين : " إنت ولد مُطيع ... أنا فخورة بيك "
.
.

"حدث بالفعل "قصص رعب حقيقيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن