50

1.6K 144 6
                                    

إضطريت اقبل وظيفة جليسىة أطفال لأني طالة جامعية مفلسة ، أغلبكم هيكون حاسس بيّا ، أول سنتين ليّا في الجامعة كُنت بحاوِل أقتصد في مصاريقي لدرجة إني كُنت باكل عيش بس ، مش ناسية لمّا كُنت ببُص في المراية كُل مرة عشان أشوف إنسانة مفلسة بائسة محتاجة فلوس بأي طريقة
عشان كدا لمّا أخدت أجازة آخر السنة و رجعت البيت كُنت مُستعدة أشتغل أي حاجة عشان أقدر أحوِّش أكبر قدر مُمكن من الفلوس ، بدأت أسأل علي شُغل لحَد ما إستقريت علي إني أشتغل جليسة أطفال ، قُريبة من البيت .. ساعات شُغلها قُليّلة .. فلوسها كويسة
كُنت متفاجئة جدًا لمّا رُحت البيت اللي طالب جليسة أطفال ، بيت وحيد في مكان مُتطرق بعيد عن المدينة لكن بيت ضخم و باين إن أصحابه معاهم فلوس ، إتأكدت من العنوان مرتين قبل ما أخبّط علي الباب ، لحَد ما يفتحوا الباب قررت أتفرج علي البيت ، بيت ضخم شكله حلو مكوَّن من طابقين ، علي أي حال مش لازم طالما أصحاب البيت أغنياء إنهم هيدفعوا مُرتب حلو ، و علي أي حال برضه أنا يائسة و محتاجة شُغل و فلوس
.
إستقبلوني بترحاب كبير و مُقابلة لطيفة ، صامتين شوية و باردين شوية لكن في النهاية قابلوني كويس ، قالولي إنهم رجل أعمال و سيدة أعمال و بيقضوا أغلب وقتهم في الشغل و محتاجين كذا ليلة يخرجوا فيها سوا عشان يغيروا جو ، إبنهم نيكولاس كان طفل عنده سنتين ، لطيف و مُبتسم و هادئ ، من شكله و تصرفاته فالولد دا إتربي بطريقة كويسة ، كُنا بنتعشي سوا و هُمّا بيعرفوني بنفسهم و بطبيعة عملهم و نيكولاس قاعد علي رجل والدته بهدوء ، بعد العشا طلبوا مني ألعب مع نيكولاس و أتعامل معاه أدامهم عشان يتطمنوا عليه و فعلًا لعبت معاه و إستمتعت بوقتي جدًا
والدته و هي بتودعني في نهاية الليلة قالتلي بلُطف : " إنتي كويسة جدًا و أعتقد إنك مُناسبة للشُغل "
نيكولاس كان بين إيدين والده و رافع إيديه ليّا عشان أشيله ، إبتسمت و أنا بقولها : " أنا بحب الأطفال و بلاقي نفسي معاهم "
شاورت لنيكولاس و أنا بقوله : " باي باي دلوقتي و هجيلك تاني عشان نلعب مع بعض كتير "
الأب سألني : " تقدري تبدأي شُغل من إمتي ؟ "
قُلتله إني جاهزة من دلوقتي حالًا لو يحبوا
عمومًا لمّا الطفل بيكون هادئ و متربي زي نيكولاس بيخلي شُغل جليسة الأطفال سهل جدًا ، إتفقت معاهم إني هاجي بُكرة الساعة 5 مساءً ، هيودعوا إبنهم و يخرجوا يقضوا ليلة لطيفة سوا ، هيرجعوا الساعة 10 ، هسيب البيت مع قدر كافي من الفلوس لإنه يرسم علي فمي إبتسامة عريضة
الموضوع سهل جدًا
.
الليلة الأولي مرّت بسلام ، نيكولاس معترضش علي الأكل ، سابني أذاكر و فضل يتفرج علي التليفزيون بصمت و هدوء ، الساعة بقت 8 مساءً و دا وقت النوم ، نيمته في سريره و قريت له قصة لحَد ما نام
أدامي ساعتين تقريبًا لحَد ما الأهل يرجعوا ، أخدت جهاز مُراقبة الطفل معايا و نزلت للدور اللي تحت عشان أكمِّل مُذاكرة أو أتفرّج علي التليفزيون لحَد ما الأهل يرجعوا
فوجئت ببنت شابة من سني تقريبًا قاعدة باللاب توب بتاعها علي ترابيزة المطبخ ، بصتلي ببرود شوية قبل ما تسألني بحدة : " إنتي مين ؟ "
فيه لهجة أوروبية في كلامها ، زي ما تكون من بلجيكا ، رديت عليها و أنا بحاوِل أتظاهر باللُطف : " أنا جليسة الأطفال ؟ "
هزت راسها بتفهم و رجعت تكمِّل شُعلها علي اللاب توب بكُل برود و كأن مفيش حاجة حصلت ، سألتها بغضب : " و إنتي مين ؟ "
بصتلي من فوق شاشة اللاب توب و هي بتقول : " إيفا .. قريبتهم من بعيد .. أنا آسفة بس الإنجليزي بتاعي من كويس "
حاجة غريبة جدًا !
هُمّا ليه مقالوليش إن لهم قريبة قاعدة معاهم ، و إيه البنت اللي لقت حد غريب في بيتها و رغم كدا مش مُهتمة و بتشتغل علي اللاب توب بلا مبالاة ، كُنت ببُصلها بدهشة ، بصتلي و إبتسمت و هي بتسأل : " نيكولاس نايم ؟ "
هزيت راسي بالإيجاب و أنا بقولها : " نيمته من شوية ، إنتي منين يا إيفا ؟ "
قالتلي بعدم إهتمام : " النمسـا "
و بصت في اللاب توب بتاعها بمُنتهي البرود ، تصرفاتها غريبة ، إبتسمت و أنا بسيبها و بروح ناحية غُرفة المعيشة
فكرت في الأفلام المُرعبة و القصص المُرعبة اللي بتحصل لجليسات الأطفال مع ظهور شخص غريب في البيت ، أنا إيه اللي يضمن لي إن البنت دي قريبتهم أصلًا ، حسيت بالخوف ، جسمي بدأ يترعش و قلبي بدأ يدُق بقوة ، قررت أتصل بيهم ، ردوا عليّا علي طول ، الأب سألني بقلق : " إيه اللي حصل ؟ .. نيكولاس كويس ؟ "
طمنته بسُرعة : " لا متقلقش نيكولاس بخير و كُل حاجة تمام "
سكت ثواني و سألته مرة تانية : " أنا بس هسألك سؤال غريب شوية ، هو حد من قرايبكم عايش في البيت ؟ "
سكت ثواني ، حسيت بالدم بينشف في عروقي من كُتر الخوف قبل ما يرُد و يقول : " قصدك علي إيفا ؟ .. آه هي عايشة معانا بقالها كذا شهر .. معلش هي هادية شوية و مش بتتكلِّم كتير .. أنا آسف إني معرفتكوش علي بعض "
تنهدت بإرتياح و أنا ببتسم ، حسيت بالراحة و هديت ، شكرته و قفلت الخط ، شغلت التليفزيون و قررت أتفرج عليه شوية ، لسّه عندي فضول بسبب إيفا لكن قررت أتجاهله شوية
لكن يبدو إن فضولي كان أقوي مني !!
.
أخيرًا فرصتي جتلي ، سمعت نيكولاس بيعيّط ، قُمت عشان أطلعله لكن هي إبتسمت و قالتلي : " إرتاحي إنتي .. أنا هطلع أنيمه "
سابت اللاب توب بتاعها مفتوح و طلعت ، أنا عارفة إني إتصرفت تصرف خاطئ لكن سامحوني ، فضولي كان أقوي مني
مشيت لحَد اللاب توب بتاعها و بصيت عليه ، مُتصفح الإنترنت مفتوح علي صفحة مكتوبة بلغة غريبة خمنت إنها لُغتها ، لكن مش دا المُهم .. المُهم كان الملف اللي فيه الصور اللي كان مفتوح
بمُجرد ما فتحته لقيت مجموعة صور بدأت أتصفحها بحذر
أول صورة كانت لبنت سنها قُريّب من سني ، شعرها أسود و عينيها بني ، كانت بتبص للكاميرا بلُطف
لكن الصور اللي بعد كدا كانت مُخيفة و مُرعبة بشكل مش طبيعي ، الصورة التانية كانت لنفس البنت مربوطة و مرمية في أوضة مُظلمة و باين علي وجهها علامات ضرب و تعذيب ، كُل مدي الصور كانت بتبقي أسوأ ، البنت كان بتتعذب أكتر و أكتر في كُل صورة ، في آخر صورة كانت ميتة و حواليها بركة دم كبيرة جدًا
كُنت هتقيأ لكن تماسكت ، بقية الصور كانت لبنت تانية ، في نفس سن الأولي تقريبًا و برضه في أول صورة كانت بتبتسم بلُطف للكاميرا ، لكن باقي الصور كانت قريبة من اللي فات ، مربوطة و مرمية في أوضة مُظلمة و جسمها مليان كدمات و جروح ، مُعرضة لتعذيب قاسي و في النهاية صورة ليها و هي ميتة
آخر صورة في الملف كانت هي اكتر صورة مُخيفة بالنسبة لي ، صورتي !!
سمعت صوت خطوات إيفا نازلة علي السلم .. كانت بتتكلِّم في التليفون و بتقول : " دي لازم تكون آخر ضحية لينا .. نيكولاس بدأ يكبر و يتعلق بالجليسات بتوعه "
كان لازم أهرب من المكان دا و بأسرع وقت !
.
.
.

"حدث بالفعل "قصص رعب حقيقيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن