صعدت شيرين لمنزلها وهى تحاول ان تتصنع الابتسام وقامت بفتح الباب لتجد كلامن والدتها وليلى جالستان امام التلفاز يشاهدون مسلسل تلفزيونى وعندما رأتها والدتها نظرت لها ولم تعقب وادارات وجهها على الفور ولكنها لمحت فى عيونها اثار لدموع ووجهها كان يبدو عليه الارهاق ولكنها لم تحدثها منتظرة من شيرين ان تأتى وتتحدث معها ولكنها كان يؤلمها هيئه ابنتها فهى لم تعد شيرين التى كانت البسمه تلازم خدها ولاتفارقه بل اصبحت تراه دائما شاردة وحزينه وهى لم تكن لتضغط عليها حتى لا تتركها وترحل فهى الى الان لم تصدق ان ابنتها عادت لاحضانها مرة اخرى.....................................
اما شيرين فلاحظت ان والدتها لم ترغب بالحديث معها وعندما اقتربت من ابنه خالتها وجدتها تهمس لها بانها قلقه عليها من تاخرها وغاضبة منها لعدم محدثتها طوال اليوم ابتسمت شيرين لها وراحت لتجلس بجوار امها من الجهة الاخرى وارتمت براسها على كتف والدتها واحتضنتها لكى تنعم بالدفا والامان الذى افتقدته لساعات ثم تكلمت معها شيرين : إيه القمرايه بتاعتى زعلانه منى ولا إيه ولكن والدتها اثرت الصمت ولم ترد عليها ولكن شيرين شددت من احتضانها وتحدثت بصوت يشوبه البكاء : والنبى يا ماما كلمينى عشان خاطرى متسكوتيش كده والنبى ياماما ماتزعلى منى انا اسفه .......
امينه وقد رق قلبها واحست ان ابنتها بها خطب ما اوشئ ما ازعجها فلم تريد ان تزيد عليها -------------------
امينة : عليه الصلاه والسلام كنتى فين يا شيرين كل ده هو ده اللى هترجعى الساعه سته الساعه دلوقتى عشرة وانتى حتى محاولتيش تطمنينى عليكى بمكالمه لاء وتليفونك مغلق طول الوقت تقدرى تقوليلى بقى انا اعمل ايه ..
شيرين وهى تقبل يد والدتها : انا اسفه يا امى بجد اسفه انشعلت كتير غصب عنى وتليفونى فصل شحن منى ومعرفتش والله بده إلالما جيت على اسكندريه خلاص بقى يا مونى سماح
امينة بهدوء وهى تنظر لابنتها : طب قوليلى كنتى فين طول الوقت ده وعملتي ايه من ساعه ماخرجتى لحد دلوقتى .....
شيرين وهى تخفى توترها وهى تضع خصله كانت هاربة من شعرها وراء اذنيها : مفيش هكون فين يعنى ماحضرتك عارفة ،،،، امينة وهى فهمت ان ابنتها تخفى عليها شئ : عاوزه اعرف بالتفصيل ما انتى عودتينى انك بتحكيلى كل حاجه من اول مايومك يبدا لحد ماترجعى لهنا قولى بقى ولا غيرتى عادتك ...
شيرين : لاء مغيرتهاش على العموم انا كنت بقابل عملاء بخصوص المشاريع اللى ماسكها وكان فى مشكله كده بس الحمد لله اتحلت ان شاء الله يعنى ....
امينة : بس كده مارحتيش فى حته تانيه ،،،، شيرين وقد احست بانها وقعت بين شقى الرحى ولكن ليلى حاولت ان تساعدها : يعنى هتروح فين يعنى ما اكيد خلصت شغل ورجعت على طول بس ،،، تحدثت امينه : استنى انتى يا ليلي يعنى انتى خلصتى شغلك ورجعتى على طول يعنى ماروحتيش عند ادم مثلا ، ابتلعت شيرين ريقها بصعوبه : اه ادم انا... انا روحت اه روحت بس تصدقى مالقتوش كان مسافر .. اه كان مسافر وبس بس
امينه وهى تنظر لها بتروى : يعنى هو مسافر وماقبلتيهوش ، اؤمات شيرين براسها على انها مؤيده لكلامها وحولت وجهها على التلفاز امامها لكى تبتعد عن نظرات والدتها والتى حتما تظهر لها كذبها عليها ،، امينة وهى تغير مجرى الحديث : ماشى يا شيرين يلا قومى غيرى هدومك عشان تتعشى تلاقيكى مااكلتيش طول النهار كعادتك ...
ابتسمت لها شيرين بضعف : معلش يا ماما ماليش نفس للاكل ومتقلقيش انا اكلت كام ساندويتش كده على السريع متخافيش عليا ثم ابتسمت لها ولكن ابتسامتها لم تصل لوجهها : متقلقيش علينا ده احنا جامدين اوى ونعجبوكى ،، ثم تركتهم ولكن لم تكن تتحرك بقدميها الاوتذكرت : مورو ......ماما مورو هو فين اوعى يكون نام من غير مايكون اكل
ابتسمت امينه لها : اطمنى يا حبيبتى مورو لعب و اكلته ونام يا قلبى وهو بيسأل عنك وقولتله انك مشغوله واول يصحى بكرة هيلاقيكى وهيكون معاكى شيكولاته عشان تصالحيه ،ابتسمت شيرين بضعف والدموع حبيسة عينيها وتركتهم ودخلت لغرفتها ووجدت مورو نايم بغرفتها فقبلت جبينه ومسحت على راسه واطلقت سراح لدموعها الحبيسة وظلت تبكى لفترة وبعدها قامت لتأخذ حمام دافئ وتنام لتفكر بما قاله لها ادم جيدا .............
اما فى الخارج عند والدتها وليلى ، امينة كانت شاردة ولم تكن تسمع لما تقوله ليلى الاعندما ليلى اشارت امام وجهها بيديها : ايه يا مونى سرحتى فى ايه كده مالك يا خالتو فى ايه مش خلاص اتطمنتى ان شيرى رجعت بالسلامه الحمد لله ايه بقى تانى سرحانه وزعلانه من ايه بس ، نظرت لها امينه وتنهدت ونظرت بجوارها فى اثر ابنتها ثم تحدثت الى ليلى : شيرين شيرين يا ليلى فى حاجه مخبياها عليا وحاجه كبيرة كمان شكلها مش مريحنى وحكاية انها راحت لاقيت ادم مسافر ده كدب ادم انا واثقه انها قابلته والدموع اللى فى عنيها الالم والحزن اللى فى صوتها هو ده اللى بياكد لى كده ....
ليلى : ما انتى عارفه انها زيارتها لادم بتفتح لها الجروح القديمه اللى بتحاول تنساها حتى لو ماكانش موجود ده برضه بيسبب لها الالم .
امينة: ماانا عارفة وحاسه بيها وبتقطع من جوايا وعمرى ما هنسى ابدا اليوم اللى جت فيه مع طارق وهى يا حبه عينى بفستان الفرح ودموعها مغرقه وشها ياقلبى وكانت زى ماتكون مصدومه وفين وفين لما ابتدت تتكلم معايا وابتدت تقولى يا ماما وكان على يدك ابتدت تخرج وترجع تانى للدنيا بعد سنتين من الحبسة كل ده وانا مش قادرة انسى الايام دى ابدا ولا السنين اللى كنت محرومه منها، بدات دموعها تسيل على خديها ، ليلى وهى تسترجع كل ما مر عليهم خلال السنين الفائته واخذت تربت على كتف خالتها وتمسح دموعها : خلاص بقى يا منى مون عشان خاطرى إنسى وبعدين سبيها براحتها لحد ما تروق وهى بنفسها تيجى تفضفض ليكى ، طب اقولك انا هبقى اتكلم معاها واشوفها مالها ايه رايك ياجميل ، الله سرحتى فى ايه تانى
امينه : لاحسن تكون سمعت حاجه ولا شافت ابن عمها ده.
ليلى بنفى : لاء لاء يا خالتو استحاله تروح عنده ده هى سابت كل حاجه اصلا من قبل ما يحصل اللى حصل وكل حاجه مكتوبه باسمه يبقى هيعوزها فى ايه، على العموم ارتاحى انتى بس واللى ربنا عاوزه هيكون ،، استغفرت امينة وطلبت من ربها صلاح الحال لها ولابنتيها .............
------------------------------------------------------
فى المكتب الخاص بأدم كان يجلس شاردا بعد خروج كل موظفي الشركه بما فيهم سكرتيرته كان يجلس على كنبته المعتادة والتى كانوا يجلسوا عليها بالماضى وكانوا يناقشون اعمالهم وياكلون سويا معا وكانت هى اول من تشهد على كل كلمه حب تقال بينهم واول كلمه بحبك تقال لشيرين كانت عليها فشرد فى ذاكرته وهو يتذكر حينما طلب منها ان تاتى معه فى الشركه بعد منتصف الليل ليفاجئها بحبه لها ويطلب منها الزواج ولكنه عندما تذكر ذلك سخر من نفسه كثيرا : كنت عبيط لما اتخدعت فيكى وصدقت نظرات الحب فى عنيكى وصدقت كلامك كنت غبى لما مشيت ورا قلبى ونسيت احسب بعقلى وافكر كويس قبل مااقع فى شبكه حبك المزيف كنت حمار حمار.....ولحظات وبدا يكسر فى كل شئ امامه وتطاله يده حتى افرغ كل غضبه واخذ مفاتيح سيارته وذهب من الشركه باكملها متجها لبيت اهله ..... ...... ...
------------------------------------------------------
اما فى بيت شيرين وتحديدا بغرفتها بعد ان اخذت حمام ساخن يهدا من اعصابها المتوترة خرجت وهى تردتدى الروب الخاص بالحمام وجلست امام مرأتها تتطلع لصورتها بالمرأة وهالها منظر عينيها المتورمتين من كثرة الدموع ونظرت وراءها لتجد مورو مازال يغط فى نوم عميق ولايدرى بشئ فقامت من مكانها وراحت لتنام بجواره وهى تنظر لوجه الملائكى الوجه الذى يذكرها به بحبيب عمرها التى ما زالت ولاتزال تحيا بحبه وليس لها القدرة على ان تحب احدا غيره او تاتى بغيره فى حياتها ثم نامت بجواره وعندماوضعت راسها على وسادتها هاجمتها ذكريات الماضى العنيف جعلتها تتذكر كل شئ منذ ولادتها وحتى الوقت التى جاءت به الى والدتها منذ خمس سنوات تقريبا وهى تعانى منذ ذلك اليوم بل منذ ان وطأت بقدميها ارض مصر عامه........
---------------------------------------------------
(فلاش باك)
كانت شيرين تجلس فى الطائرة منتظرة وصولها لارض الوطن بفارغ الصبر كانت تبلغ من العمر ٢٣ سنه وقد انهت دراستها فى الهندسة وخصوصا الديكور وقد حصلت على شهاده الماجستير فى الديكور فهى منذ صغرها وهى تعشق الالوان والرسم حتى انها كانت وهى صغيرة ترتب اغراضها وملابسها بشكل جميل وحرصت عندما تكبر ان تدخل كلية الهندسه وتتخصص فى دراسة الديكور فهى تعشق هذا المجال بجنون..
ولكنها دائما كانت حزينه وذلك بسبب بعدها عن دف عائلتها فابيها كان دائم الانشغال باعماله ولم يقدر على ان يقططع جزءا من وقته لابنته الصغيرة التى عندما وصلت لسن العشر سنوات فقد صمم ان يدخلها مدرسه داخلى لكى يزيل من على عاتقه هم تربيتها فشيرين كانت ابنته الوحيده ويتيمه الام وليس لديها اى اصدقاء ولم يكن يهتم برعايتها غير شخص واحد فقط وهى مربيتها عواطف اوكما كانت تنطقها بالماضى داده طوفى ، رجعت شيرين من شرودها على صوت كابتن الطائرة يرحب بالمسافرين ويطمئنهم على سلامه وصولهم لارض الوطن بسلام فتلهفت شيرين ونظرت من النافذة لترى بلدها الحبيبه مصر كما كانت تفعل دائما والابتسامه تعلو وجهها ، حتى انها انتظرت نزول اخر الركاب ونزلت بعده مباشره ولكنها وقفت على سلم الطائرة لثوانى قليله لتهب نسمه هواء لطيفه تداعب خصلات شعرها استنشقتها شيرين بفرحه عارمه بعدها بفترة وجيزه انهت جميع اجراءات السفر وهى الان تستلم حقائبها لتستعد للخروج من المطار فهى كانت سعيده ومبتسمه فهى للان لا تصدق انها وصلت ارض الوطن ارضها الحبيب مصر والتى دائما كانت تحدثها مربيتها عنها دائما فى خطابتها فعواطف هى التى كانت الوحيده التى تبعث لها بخطابات غير انها فى بعض الاوقات كانت تسافر لها لكى تشعرها بالونس والدفئ العائلى الذى اتحرمت منه وهى صغيرة فعواطف هى التى طلبت من والدها ان تسافر مع شيرين للندن منذ ان قرر ان يبعثها للمدرسه هناك فطلبت منه ان تبقى معها لمده خمس سنوات حتى تعتاد شيرين على المكان وتحبه فهى مازلت طفله وتحتاج للحنان وبعد الحاح ورجاء وافق والد شيرين على سفر مربيتها معها ولكن شيرين فى هذة الفترة لم تعتاد على المدرسه وكانت دائما تبكى كثيرا لمربيتها بالهاتف عندما كانت تحدثها وحتى عندما كانت تاتى لها لتراه مره كل شهر فكانت شيرين تترجها لكى تاخدها معها ولكن لم يكن بيدها شئ تفعله لها فوالدها امر وامره مطاع حتى اعتادت شيرين على المدرسه وبدات تكون صداقات وكانوا جميع المدرسين يحبوها وكانوا يطلقوا عليها الطفله الشقية وعندئذ ارتاحت عواطف وقررت ان ترجع لبلدها مصر ومنذ ذلك الوقت وهى تبعث لها بخطابات او كانت تسافر لها او تاتى شيرين لمصر زيارة قصيرة وتعود ولكن هذه المرة لم تكن بقصيرة فشيرين قررت ان تستقر بمصر ولا تعود الى لندن مرة اخرى بعد ان اخذت حقائبها واستعد للرحيل تذكرت ان لا احد ينتظرها فنظرت للواقفين باعين دامعه
وهى ترى لهفتهم وشوقهم لرجوع اقربائهم المسافرين وعندما كانت تسير وجدت مفاجئه لم تكن تخطر لها على بال...........-&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
أنت تقرأ
حب اعماه الانتقام ..
Romanceجمعهما الحب وفرقهم الانتقام عشقها من اللحظه الاولى وهى احبته بجنون ولكن ذلك لم يكن كافى ليردع حرب الانتقام ببنهم ........ فما الذى سيحدث لهما مع الايام ..........