دخلوا سويا المكتب فوجدت شيرين انه تغير كليا عما كان ولكنها ابتسمت بضعف حين وجدت الاريكيه البيضاء المتواجده به فهى كانت الشاهد على حبهم فكانوا دائمين الجلوس عليها عندما كانت متواجده فى مكتبه
نظر لها ادم ولاحظ انها شارده وعينيها تنظر فى اتجاه واحد فابتسم ساخرا ثم اقترب منها وهمس بجوار اذنيها : جيبتها هنا عشان كل ما اشوفها افتكر الحب اللى حبتهولك وافتكر اد ايه كنت ساذج وعبيط وانا مصدق انك بتحبينى افتكر ابويا وعمى واختى افتكر اللى ابوكى عملوه واللى انتى والكلب اللي اسمه معتز ده عمله ثم امسكها من يدها بقسوه : فاكرة ابويا واختى ولا عمى اللى كان استاذك فاكراهم ولا نسياهم بلاش دول فاكرانى انا فاكرة اللى عملتيه فيا بس وحياه ابويا ورقدته وعمى اللى مش عارف هو فين لخليكى تبكى بدل الدموع دم معلش بقى ماهو مافيش قدامى غيرك يا ...يامدام .... كانت تسمعه شيرين وهى مغمضه العين ودموعها تسيل على خدها بصمت فكل حرف من كلامه كان يدخل بقلبها كالخناجر يمزق قلبها لقطعا صغيرة.....
تركها ادم مبتعدا عنها واخذت شيرين نفسا عميق ورمشت بجفونها حتى تمنع دموعها من النزول امامه ... ووجهت كلامها اليه قائلة : اظنك دلوقتى اترد ليك حقك جيالك برجلى اترجاك واستنجد بيك واطلب منك المساعدة واتذللك اظن مفيش اكتر من كده رد للاعتبار و تشفى انتقامك ...
ضحك ادم كثيرا ثم تحدث بصوت قاتم جريح :اترد ليا حقى لو على حقى انا كنت سامحت لكن الباقين ابويا اللى راقد مشلول من اللى حصله من ابوكى وعمى اللى سابنا ولحد دلوقتى مش عارف هو فين بعد الحيوان ابن عمك ما اتهمه بالسرقه وطلعه حرامى قدام اخوه لاء ومكافهوش اللى عمله اتنقل على اختى غادة اللى بسببه كرهت دنيتها واتخرست اكمل ولا كفايه ولا دول هوا بالنسبه ليكى مش بنى ادمين يا هانم ...
نظرت له شيرين ولم تقدر على ان ترد على كلامه فهو محق بكل شئ ولكن هى لم تكن لها ذنب بشئ .....
ادم بحده وهو يصرخ بها : ايه اتخرستى ليه دلوقتى كلامى غلط يا مدام ولا يمكن اكون غلطان صححيلى..
شيرين وهى تحاول ان تسيطر على دموعها من شده كلامه القاسى لها الذى كان عبارة عن رصاصات يوجهها نحوها بلا رحمة ...... ادم وهو ينظر لها ولعينيها التائهه وللحظه كاد ان يضعف امام عينيها لكن مر شريط حياته امامه مما جعله ينظر ليده التى كانت ممسكه بها حتى انتفض فزعا وكأنه لامس حيه سامه وابتعد عنها على الفور ونظر لها باستحقار وازدراء شديد ..وبعدها نظر لها ببرود وراح ليجلس على كرسيه ووضع ساق فوق الاخرى باستعلاء منتظرا منها تحدثه عن سبب تشريفها له.
أدم: خير يا مدام جايه هنا ليه بعد السنين دى كلها ....
شيرين بتعلثم وهى بتتمنى بداخلها انها استمعت لصوت العقل ولم تاتى له من الاساس : انا ...كنت....ان. كنت
ادم وقد خبط بيديه بقوة على سطح مكتبه وصرخ بها : ايه هو انا فاضيلك لما تقعدى تهتهى كده وبعدين انتى مش طالبة تقابلينى ومعطلانى عن شغلى عشان استنى جنابك لما تبطلى تأتأه
شيرين وقد احست ان الدنيا تدور بها من صراخه وحديثه المؤلم لها ولكنها تماسكت نفسها حتى لا يغمى عليها امامه ويتهمها بانها تستعرض المرض عليه ثم قررت ان تحدثه بقوة
شيرينوهى تغير دفه الحوار تجاهه: انت عاوز ايه يا ادم انا واثقه انك عارف انا جايه ليك النهارده وعارف انت عملت فيا ايه وكنت مستنينى اجيلك عشان تشفى غليلك ...
أدم مبتسما بسخريه : مش انا اللى عاوز انتى اللى عاوزه وبعدين انا استناكى ليه انتى اللى مشرفانى بالزيارة الكريهه على قلبى عارفة يا هانم عيبك انك فاكرة ان الدنيا بتدور حواليكى وبس ومافيش فيها غيرك ...
شيرين وهى تبتلع غصة فى حلقها : ماشى ياادم انت متعرفش حاجه وانا هتعامل على الاساس ده ثم اخذت نفس عميق وتحدثت معه بهدوء : انا جايلك عشان تبعد عنى وتسبنى فى حالى لانى عرفت من الباشمهندس مندور ان انت السبب وراء كل اللى حصل لي
أدم : ابعد عنك انا اصلا بعيدوعنك وحتى مش طايق وجودك معايا هنا واما حكايه مندور ده انا مش فاهمها اما بقى انى اسيبك فى حالك فده بقى هقولهالك فى وشك طول ما انا عايش مش هخليكى تتهنى بدقيقه فرح واحده الا فى حاله واحده يا موتك يا موتى يا زوجتى العزيزة.....
تألمت شيرين من كلامه : طيب يا بشمهندس ندخل فى الموضوع انا جايه انهارده وطالبه منك انك تساعدنى
أدم بهدوء: انا اساعدك انتى انا والعموم خير فى حاجه حصلتلك إن شاء الله
شيرين بصوت عالى : كفايه بقى يعنى انت مش عارف اللى انت عملته ولابتستعبط ...ادم بابتسامه صفراء : اولا صوتك ميعلاش ثانيا انا عملتلك حاجه اناقاعد كافى خيرى شرى لقيتك انتى اللى جايلى انا مالى .
شيرين :يعنى انا المفروض اصدقك يعنى انت مش السبب وراه كل المصايب اللى بتحصلى ولا الديون اللى عليا يا بشمهندس صح ..
صمت ادم قليلا ونظر امامهومتجاهلا وجودها وقام من مكانه واشعل سيجارته ثم نفث دخانها بوجهها فسعلت شيرين شديدا فهو يعلم ان لديها حساسيه شديده ومحظور عليها ان تتواجد بمكان به تدخين وعلى الرغم فعل ذلك ليهينها اكثر......نظرت له شيرين والدموع محبوسة فى عينيها فأدم الذى امامها لم يكن ادم الذى عرفته بيوم من الايام واحبته وتحدت كل من يقف بوجهها لاجله لكن الذى يقف امامها الان ليس هو بل شخص اخر شخص قاسى متبلد المشاعر والاحاسيس مت تغير هكذا ثم سخرت من نفسها وتحدثت فى سرها قائله :الم تعلمى متى تغير ..تغير منذ ذلك اليوم الذى حدث وفقد فيه كل شئ وكانت هى السبب الوحيد لتلك الخسارة خسارة عائلته ....
شيرين وقد فاقت من شرودها لتتحدث اليه بهدوء : ادم لو سمحت انا جاية انهارده طالبة منك انك تنقذنى من اللى وقعت فيه انا عليا ديون ومشاكل تودينى فى داهية لو عليا مش مشكله لكن انا مش هتأذى لوحدى ارجوك ساعدنى ربنا العالم ان لو اللى حصل منك ده كان ممكن متبقاش موجوده لولا اللى عملته
ادم بصوت قاتم يشبه فحيح الافاعى : ياريتك يا شيخه تتسجنى بس عارفه ده بردو مش هيشفى غليلى ولا هيرجع اللى راح بس تصدقى فكرة انى ادفعلك ديونك ديه حلوة انا موافق بس بشروط ايه رايك .. ....
نظرت له شيرين بخوف ورهبه من القادم لاول مرة تشعربها معه ثم تحدثت بصوت هادئ على عكس ما تشعر به داخلها: شروط ايه ديه
أدم بهدوء مستفز يهدف به فقدانها لاعصابها ثم اطفأ سيجارته التى لم تكمل ثم تحدث ببرود : شرطى الاول إنسى انك تشتغلى او تفتحى مكتب هندسى تانى يا هانم ومكتبك اللى فى اسكندريه ده يتقفل نهائى
شيرين بعد ان تعبت من كثرة وقوفها والدوار الذى مازال يعصف بها تحدثت : ده الاول والشرط التانى ايه
ادم مندهشا : الله مش لما اعرف ردك على الأولانى ابقى اقولك التانى
شيرين بتروى فهى تعلم انه يحاول إستفزازها بأقصى الطرق : موافقة هاه بعدين ..
ادم : برافو عليكى تلميذة مطيعه وبتسمع الكلام ننقل بقى الشرط التانى تسيبى اسكندرية ومترجعيهاش تانى ورجلك متعتبش بوابتها نهائى اه وتنسى اللى منها واللى ليكى فيها كمان مفهوم
وما لبثت شيرين ان تقاطعه حتى اشار لها بيده : انا لسه مخلصتش كلامى لو حصل ده لو حصل ورفضتى شرط من شروطى يبقى تعتبرى الاتفاق اللى مابينا يا زوجتى المصون لاغى ...
شيرين مبتسمه بسخريه : خلاص انا موافقه امتى هتنفذ كلامك ده
ادم : ايه ده غريبه واففتى بالسهوله ديه عادى ...شيرين وقد نفذ صبرها : ارحمنى بقى وقول هتنفذ الاتفاق ده امتى ....... ادم باستفزاز: اتفاق ايه هو انا وعدتك بحاجه عشان انفذ
شيرين بصوت عالى وصارخ : انت مجنون مش خلاص قولت شروطك وانا وافقت ارحم بقى يا اخى ...ادم وقد امسك يدها بقبضته بقسوه مما جعلها تتالم بشدة وقرب وجه منها وتحدث بصوت هامس : اولا صوتك ميعلاش عليا ودى تانى مرة بحذرك شيرين وهى تتلوى بين يديه وادم مكملا حديثه غير مبالى بالامها ثانيا قله ادب مش عاوز وإلاقسما بالله لهوريك وش عمرك مشوفتهوش مفهوم اما بقى شروط والاتفاق فانا لسه مخلصتش شروطى ثم ترك يدها اما هى فكانت تدلك يدها من الوجع والدموع تسيل على خديهابصمت شيرين بصوت يشوبه البكاء : حاضر ياادم بيه اتفضل قول كل شروطك
ادم وقد تحرك من مكانه ووقف ناظرا لعينيها وقد المه الدموع الموجوده بها وقد لاحظ وجود هالات سوداء وارتعاشه فى يديها ثم تحرك ببط ووقف وراءها واغمض عينيه ليضربه عطر شعرها الذى لطالما دفن وجهه به ولكنه تدارك نفسه سريعا ليخرج من دائرة سحرها ثم امسكها من كتفيها ليديرها ناحيته وينظر لها وجهه بوجهها ليعرف وقع الشرط الثالث عليها...............
شرطى التالت هو ....
-----------------------------------------------------يا ترى هيكون ايه هو شرطه التالت وهل هتقبل بيه ولا
هترفض كل شروطه ................
أنت تقرأ
حب اعماه الانتقام ..
Romanceجمعهما الحب وفرقهم الانتقام عشقها من اللحظه الاولى وهى احبته بجنون ولكن ذلك لم يكن كافى ليردع حرب الانتقام ببنهم ........ فما الذى سيحدث لهما مع الايام ..........