دخلت الي غرفتها وهي تحاول ان تتمالك الا انها ما ان اغلقت بابها عليها حتي انهارت بشكل تام ...
" ليه ... ليه بس كل ما حاول اقرب منهم واحاول يكون فيه نقطة نتقابل فيها بيبعدوني بالشكل المهين دا ... ليه مش فاهمني وبصينلي بطريقة سطحية وبيعاملوني علي اني واحدة هبلة وعبيطة ومش بفهم في حاجة ... حتي هي ... الست مليكة اللي افتكرتها هتفهمني وهتحس بيا صح وهتساعدني طلعت هي كمان مش فهماني زيها زيهم بالضبط ... اكيد لازم ما تفهمنيش اذا كنت انا مش فاهمة نفسي ... بس حتي لو مش فهمني او شايفني غلط قدامهم لازم يحترموني شوية ... مش معقولة اللي حصلي النهاردة ... يعني هو يخرج من السجن اللي كان حابس نفسه فيه عشان حظي انا يتعكس بالشكل دا ... "
لتدخل في نوبة بكاء عامرة رثاءا علي حالها وحظها الذي انعكس منذ ان رائته امامها حاضنا اخته ...
ظلت تبكي لا تعرف كم من الوقت مضي عليها الا انها قامت ودموعها تبلل خدودها ... لتجلس علي مكتبها وتمسك بقلمها لتسطر في دفترها ما تريد ان تعلنه للعالم من حولها الا انها لا تقوي علي مواجهتهم ...
" اتعذب كثيرا وانت بعيدا عني ...
تراني كما كنت بالنسبة اليك تلك الفتاة الصغيرة ذات الظفائر الطويلة ...
فلا تاخذني بمحمل الجد ولا تري ما تغير في ...
فانت لازلت الجريح واثار جرحك بداخلي يظهرني كالقتيل ...
كم تمنيت ان اكون ساعدك و لك اكون رفيقة دربك الطويل ...
لتتكئ علي وقتما شئت ولمكنوناتك تجدني بئرا ليس له اخير ...
الا انك اصررت علي البعاد واعلنت رفضتك المرير ...
لأكون لهمك شريك ...
اكملت طريقك وحيدا وعندما عدت من البعاد الطويل
اعلنتها صريحتا وحددت لحظة الافتراق المرير ...
لم ترجعك كلماتي ...
لم يحن قلبك لتوسلاتي ...
حتي من فكرت انها ستكون لي السلوي ...
لم تكن الا مثل الباقيين ...
فكيف سيتم لقائنا المستحيل ...
كيف ستشعر بقلبا هواك منذ كان عودا اخضر
ينبض بداخلي لكي اعيش ...
كيف ستعود الي كما كنت دائما ... عصفوري الحبيب ... "
في شقة شيفاي كانت الاوضاع هادئة ... بينكي كانت تصلي وتقراء قراءن في غرفتها ومليكة بالمطبخ تعد الغذاء كما قالت ... الا انها وهي تعد اشهي الاكلات الا ان كلمات انيكا كانت لاتزال عالقة في راسها لم تعرف كيف تخرجها منها ... ظلت تقلبهم بداخلها وتفكر فيها لتحاول ان تجد لها مخرجا الا انها كلما فكرت فيها تجد نفسها تصل الي نتيجة واحدة فقط غير قابلة للمناقشة ... كانت غير مصدقة ان تكون شكوك انيكا وظنونها هي السبب وراء طلاق اخيها وعدم اهتمامه لمدة عامين كاملين بابنه الوحيد ... لتجد عنوان ذلك الملف الذي وقع في يدها اولا ثم في يد انيكا لتجد نفسها تصرخ وهي تحدث نفسها ...