كان يسير بها الي الجامعة والصمت هو الغلاف الذي اختاراه ليغلفهما طوال الطريق ... فقد قررا الا يتحدثان كأنما يتجنب كلا منهما الاخر ... حتي النظر الي بعضهما تجنباه منعا من حدوث صداما جديدا بينهما ...
كان يعلم ما قد تكون تشعر به في تلك اللحظة علي الرغم من تماسكها امامه وقوتها وحدتها معه وهي تجيب علي ما ابلغها به الا انه كاد يكون متاكدا من شعورها بالانكسار من تلك الكلمات التي لا تحمل اليها منما تظهر اكثر منما هي تبطن ...
اما هي فظلت محافظة علي المسافة التي بينهما وعيناها محدقتان في الطريق الي جوارها تقاوم رغباتها الثائرة لا تحاول الاستسلام اليها باستغلال تلك الفرصة والتي يمكن ان تكون الاخيرة بينهما لتمتع عيناها برؤياه والتي ستحرم منها حتي يأون الاوان ...
كان كلا منهما مع نفسه ولكنهما احسا بانهما معا يتحدثان وهما صامتان
شيفاي : عايزاني اقولك ايه بس ...
انيكا : عايزة اعرف اللي مخبيه ...
شيفاي : مش هقدر صدقيني ...
انيكا : ليه ... جرب مش يمكن افهم واقدر معاك افكر يمكن ...
شيفاي : يمكن ... حتي لو قدرت وقولت ... انتي لو عرفتي مش هتقبلي تبصيلي ولا هتتمسكي بيا زي ما بتقولي ...
انيكا : جربني وبلاش تحكم عليا من غير ما تتأكد ...
شيفاي : الاحسنلك والاحسنلي اننا نبعد ... لازم تبعدي وتعيشي حياتك وما تفكريش فيا ...
انيكا : ما فكرش فيك ... حتي التفكير عايز تحرمني منه ... اسفة ما اقدرش ...
شيفاي : ليه بس ... حاولي ...
انيكا : لاني انسانة من لحم ودم ... عندي مشاعر واحاسيس وفوقيهم عندي قلب ... انت بنفسك لسي قايل كدا ... يبقي ازاي عايزني انسي واعيش ... انا مش انسان الي بيتحرك بالريموت كنترول ... تدوس علي زرار يحب وتدوس علي التاني يكره ...
شيفاي : وعشان ما انتي انسانة عايزك تعيشي ... مش عايز مشاعرك تتجرح ... عايزك تفضلي زي ما انتي تحمي نفسك من اي حد ممكن ياذيكي ...
انيكا : حتي انت ...
شيفاي : اولهم انا ...
انيكا : ازاي عايزني اقتنع بانك ممكن تاذيني ... اسمحلي انا مش مقتنعة ولا فاهمة ...
شيفاي : مش لازم ...
انيكا : يبقي خليك فاكر كلامي اللي قولتهولك كويس لانه مش تهويش ... انت هتفضل هنا ... " واشارت لقلبها " ... عايش جوايا ومش هبعد واتنازل عنك بسهولة زي ما انت فاكر ...
شيفاي : خايف عليكي وانتي مش مقدرة ...
انيكا : اعتقد اني كبيرة بما فيه الكفاية عشان افهم مصلحتي فين ومع مين ...