Part 11

185 2 1
                                    

كان هائجا امامها لا يري غير السواد الذي ملئ عينياه وقلبه حنقا وغضبا منها ومنما تفعله في حق هذا المخلوق الذي لم يسعي لكي يكون له وجود في هذه الدنيا ... وانما هي من سعت لكي تجعل له وجود وكيان كبير في حياته دون اخذ رائه فيما تريد ان تفعله ... وها هي تعاقبه دون اي حق لها في ذلك بجعله يرحم منها كما حرمته منه ...

لم يعرف كيف يرشد نفسه ليجد الطريق الذي ينير تلك الظلمة التي غلفته ولا يستطيع ان يخرج منها ... الا انه ما ان نظر اليها والي عيناها الباكية علي حالته التي لم تره عليها من قبل حتي عندما اعلمهم بخبر طلاقه كان اقوي من ذلك ولم يهتز لشئ ... ظل ثائرا الا انه امام كلامها ونظراتها المتوسله اليه هداء واحس بجسده ثقيلا ولا يقوي علي حمله ... كاد ان يقع الا انها اسرعت وامسكت به واجلسته علي سريره وجلست امامه ...

كانت تمسح علي وجهه بيدها وهي تهز راسها بطريقة تعجبيه عنما يمكن قد حدث ليجعلها تراه بهذه الحالة ...

مليكة : شيفاي ... ممكن تفهمني ايه اللي حصل عشان يتقلب حالك كدا ...

شيفاي : انا كويس ... ما تخافيش ...

مليكة : اخاف ... قول ما تترعبيش ... امسكي نفسك عشان قلبك ما يوقفش ... مش ما تخافيش ... دا الخوف دا اقل حاجة حسيتها اول ما شوفتك وانت كدا ...

شيفاي : ياههههههههه ... كل دا ... ليه يعني ... غالي عليكي انا اوي كدا ...

مليكة : شيفاي بطل كلامك المستفز دا ... انت عارف كويس اوي انت ايه عندي فما تاخدنيش في الكلام وتنسيني المهم ...

شيفاي : اللي هو ...

مليكة : ايه اللي حصل عشان تتعصب بالشكل المخيف دا ... دي اول مرة اشوفك فيها بالشكل دا ...

شيفاي : كان لازم اتعصب بالشكل دا ويمكن اكتر كمان ...

مليكة : ليه بس ...

شيفاي : يعني عايزاني اعمل ايه وانا بسمع ان الهانم سايبه الولد لوحده وما بتسألش عليه خالص وكمان مانعه عنه الهدايا واللعب اللي انا جبتهموله ... الولد قاعد لوحده مش لاقي اللي يلاعبه والا اللي يسال اذا كان اكل والا لا ... سليم ... تعبان ... مفيش حد جنبه يا مليكة 

كان يحكي لها ودموعه التي تحمل نيران قلبه المتقدة علي هذا الطفل الصغير والذي لم يكمل الست سنوات تسبقه معلنتا احتجاجها وتضامنها معه علي ما يحدث مع هذا الشيفانش الذي لازال صفحة بيضاء في هذه الدنيا ... ولا يستحق ما يحدث معه من اقرب الناس اليه ... فكيف تكون هذه السيدة ام بما تحمله الكلمة من معاني سامية لا تعرف طريقا اليها حتي يشعر بها معها ...

كاد قلبها يقف من سرعة خفقانه وهي تراه منهار بهذا الشكل وهي عاجزة امامه عن ايجاد ما يواسيه من كلمات ... فتحت ذراعها وضمته الي روحها قبل صدرها ليبكي في حضنها وعلي صدرها مثل الطفل الصغير بكل قوته وضعفه وهي تحيطه بيديها بقوة كالتي تحاول امتصاص ما بداخله من مشاعر غضب وحزن علي ابنه الصغير ...

حبيس الذكريات ✔️✔️✔️Where stories live. Discover now