كان تيج قد وصل شقته وجلس علي اقرب كرسي امامه لكي يلتقط انفاسه من هذا المشوار الطويل ...
كان عقله لازال رافضا تصديق ما سمعه من ابن اخته فيما يخص ابنه وزوجته ليجد كلماته تتردد في باله كالشريط ...
" انا اللي المفروض اتلام علي كل اللي حصل ... انت صح يا خالي ... انا اللي غلطت من الاول من ساعة ما صممت ووقفت قصادكم كلكم عشان اتجوزها ... انا اللي غلطت اني كتمت جوايا مشاعري واحاسيسي من اللي كنت بشوفه منها ومن ابوها ... انا اللي غلطت لما اديتها ثقتي اللي ما عرفتش تحافظ عليها ... انا الغلطان وما حدش غيري يتلام علي اي حاجة حصلتي ... لاني ببساطة كنت السبب فيها والعامل الاساسي انها تحصل ... وانا فعلا اختارت راجيني وحاربت عشان تكون مراتي ... بس ما اختارتهاش عشان تكون ام لشيفانش ... "
وقف واخذ يلف حول نفسه في المكان وهو يكاد ان يجن من تلك الافكار التي تهاجمه ...
" معقولة يكون المعني اللي فهمته من كلامه دا صح ... معقولة تكون وصل بيها الانحطاط للدرجة دي ... لا واحنا اللي كنت مفكرها بنت ناس وعيلة ... اتاريها عيلة زبالة صحيح ... "
ليجد كلمته الاخيرة تتردد في راسه بنبرته الانهزامية ...
" وانا اختارتها عشان تكون مراتي ... بس ما اختارتهاش عشان تكون ام لشيفانش ... "
رمي بنفسه علي الكرسي مثل الحجر الذي القي في الماء ...
" يا نهار ما طلعتلوش ملامح ... معقولة يكون يقصد اللي فهمته دا ... معقولة تكون ... استغفر الله العظيم ... ليه كدا ... دا شيفاي مفيش اطيب منه وعمره ما زعل حد ... حتي جانفي مراتي اللي ياما عملت فيه وسمعته وهرت بدنه بكلامها اللي انا نفسي ما بستحملهوش وبهرب منها بسببه وما تكلمش ولا اشتكي ... يبقي اطيب واحد تكون دي اخرته ويتعمل فيه المصايب دي من اقرب انسانة ليه ... ليه بس كدا ... صحيح كل بني ادم بيتولد وقدره مكتوب علي جبينه ... وهو يا عيني من يومه وهو راضي وما بيطلبش اكتر من اللي ايده تطوله ولا بتكلم ولا بيعترض ... قابل باللي قاسمهوله ربنا ... لكن نقول ايه ما هي الدنيا ما بتجيش غير علي الطيب والقليل الحيلة ... ولما خلاص قلنا ان الدنيا نصفته وحظه هيتعدل طلعت نصفته من ناحية وهي مخبياله كارثة من ناحية تانية ... الله يكون في عونك يا ابن اختي ... والله انت ما تستاهل اللي بيحصلك دا ابدا ... "
انيكا : بابا انت رجعت ...
فاق علي صوتها ... نظر اليها ...
تيج : ايوة رجعت والا انتي شايفة حاجة تانية ...
كانت تقف بعيدا عنه ... اقتربت وجلست بجواره ...
انيكا : ايه يا بابا مالك ... انت زعلان مني ...
تيج : وانتي شايفة نفسك عملتي حاجة تستاهل اني ازعل منك عشانها ...
انيكا : بصراحة يعني ...