2& وإني في هوى خاطفي متيمة & صابرين شعبان

6.2K 238 10
                                    

الفصل الثاني

نظر لؤي لبجاد الهابط من على الدرج بملل قائلاً
" أقبل يدك لا مواعظ و نصائح الأن الساعة قاربت على الواحدة فلتتركني أذهب لأستحم فأنا لا أطيق نفسي "
سأله بجاد بسخرية " و لم يا ترى لا تطيق نفسك هل سقط في مجرى للصرف الصحي "
التوى فم لؤي بقرف قائلاً بحنق " تشبيهاتك مقرفة من أين تجلبها"
قال بجاد بمكر " هذا تشبيه مناسب لم أفكر به عن ما تفعله في المدينة .. هل تفعل ؟؟؟"
رد لؤي بنفاذ صبر " هل أقسم لك على كتاب الله أني لا أفعل ما تفكران به "
رد بجاد بسخرية " لا تفعل . و لكن لتعلم أي شيء تفعله مقارب يعد تحت نفس الشيء الذي نفكر به و له نفس الوزر "
اكفهرت ملامح لؤي و قال بحنق " حسنا شكراً لك للنصيحة سأنتبه فيما بعد على أفعالي "
قال بجاد بحنق " يا ثور و هل تفعل أي من تلك الأشياء "
دفعه لؤي جانباً على الدرج ليمر صعودا لغرفته قائلاً بعنف
" تبا لن أعيد ذلك فلتفكر بي كما تريد "
هبط بجاد الدرج ليدلف المطبخ و هو يتمتم بحنق " أحمق "
كان آمر يعد الطعام فسأله بتعجب " ألم تقل أنك لست جائع و أخبرتني أصعد لأغفو "
قال آمر بلامبالاة " هذا للؤي فيبدوا أنه لم يتناول الطعام منذ الصباح . أجلس بما أنك مستيقظ سنتناول الطعام جميعاً "
جلس بجاد و ترك آمر يكمل ما يفعله . كان يضع البيض بعد أن خفقه على اللحم المقطع لقطع صغيرة و قارب على النضج . و قد جهز طبق ملئ بالجبن و الزيتون الأخضر و الخبز و بعض ثمار الطماطم المقطعة . سأله بجاد بجدية " ماذا تظن أنه يفعل في المدينة عندما يختفي هناك "
قال آمر بهدوء " لا أريد أن أظلمه و لكن لدي فكرة و إن كانت غير مؤكدة أنه يذهب للقاء أصدقاءه و لكن في أماكن مشبوهة و هذا ما يرفض قوله حتى لا أثور "
فكر بجاد بسخرية أماكن مشبوهة دون أن ينجرف معهم . قال بجاد بجدية " أمنعه من الذهاب لهناك و لنرح أنفسنا "
هز آمر رأسه نافيا " هذا سيجعله يتمسك بما يفعل أكثر الحل الوحيد هو اللعب على ضميره و أخلاقه و التذكير بما هو حلال و حرام "
زفر بجاد بحرارة " لم لا يبحث عن عروس و يريح نفسه
و يريحنا "
قال آمر ضاحكا بخفة " أنت واثق أنه يذهب ليفعل ذلك بالفعل ، بجاد نحن جميعاً تربية الجد لا تنس أننا جميعاً شببنا على ما زرعه بنا " أضاف عبارته الأخيرة بثقة
أومأ برأسه صامتا و نهض قائلاً " حسنا سنرى لاحقا ما يخفيه . سأذهب لأجلبه ربما غفي دون طعام خوفاً و تجنبا لحديثنا معه "
أومأ آمر برأسه موافقا و هو يكمل اعداد الطعام . يتذكر ذلك الوقت عندما كان مسافر للخارج يعمل هناك هو أيضاً تعرض لإغراءات كثيرة و لكنه لم ينجرف أو يضعف لا يظن لؤي يفعل ذلك هو يثق أن شقيقيه لهم نفس قناعاته و أخلاقه و مبادءه هو يثق بذلك .. يعلم أن لؤي متهور بعض الشيء و لكنه نال ما ناله هو من تربية و إن كانت شخصياتهم مختلفة هذا لا يعني أختلاف أخلاقهم .. حسنا ليعطيه الوقت ربما جاء من تلقاء نفسه و أخبره ما يفعله هناك . دلف مع بجاد و قال بحماس " اه الرائحة شهية كم أنا جائع "
ابتسم آمر بهدوء قائلاً " أجلس أيها القوي أنت تأكل أضعاف شارد أيها الشره "
قال بجاد بسخرية " و هو أنحفنا لا أعرف كيف "
قال آمر بمكر " ربما لا يحتفظ بالوزن الزائد مثلنا لهروبه للمدينة لعدة أيام ربما يحرق كل ما يكتسبه هناك و هو يمرح مع أصدقاءه"
أجاب لؤي بسخرية " و أنتم أيضاً مفترض عمل المزرعة يحرق كل ما تكتسبونه من دهون و التي لا يملك أي منكم منها شيء فلم هذا الحديث الخبيث الذي تتفوهان به قولا أني نحيف و قوما بتغذيتي فقط لأكون صلب مثلكم "
كان لؤي يعرف على ما يتحدثون بخبث فتجاهل حديثهم ببساطة أمسك بالخبز و تناول طعامه بنهم متجاهلا نظرات شقيقيه الحانقة إليه .

و إني في هوى خاطفي متيمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن