10 &و إني في هوى خاطفي متيمة &صابرين شعبان

4.5K 252 24
                                    

الفصل العاشر

كانت تقف بجانبه في الخارج بعد أن وافق على الخروج معها لتنشق بعض الهواء . كانت قد ابتعدت معه عن المنزل ليقفان تحت ظل شجرة من تلك الأشجار التي تنتشر في المكان بعشوائية توحي لمن يراها أن من غرسها لم يهتم بالمظهر العام للمكان بل فقط لتكون منتشرة في المكان و تنشر بعض الظل لمن يريد أن يستظل . كان ينظر للبعيد شاردا فسألته حلم بهدوء " سيد آمر . فيما أنت شارد "
تمتم بخفوت دون أن ينظر إليها " سر "
سألته بتعجب " تريد أن تخبرني بسر "
هز رأسه نافيا و أجاب بهدوء " لا . سر هى مهرتي . لي أشهر لم أرها "
ابتسمت حلم براحة لحديثه دون قيود معها " تريد رؤيتها سيد آمر"
قال بهدوء " لا أستطيع المكان بعيد و لا سيارة هنا و لا تستطيعين دفعي كل تلك المسافة "
قالت حلم بحزم " لا بل أستطيع . فقد دلني على المكان و لا تقلق سيدي "
رد آمر بلامبالاة " لا بأس حلم سأنتظر بجاد ليأخذني مرة "
أجابت بجدية " صدقني سيدي لا بأس أنا أيضاً أريد رؤية سرك مؤكد فرس جميل كأسمها "
ابتسم آمر بحزن " نعم هى كذلك بالفعل لونها كستنائي و خصلاتها طويلة ناعمة كالحرير عندما أركض بها تتطاير لتضربني في وجهي و تظل تصهل بجنون كأنها تعلم أنها تضايقني بخصلاتها عن الرؤية أمامي أنها جامحة "
قالت حلم بهدوء و على شفتيها ابتسامة تعجب من أمر هذا الرجل . بالأمس القريب لم يكن يريد فعل شيء في حياته غير نعي حظه لعجزه و اليوم يتحدث معها براحة و إن كان صوته حزين و لكنه يتحدث . " أنها مثل سيدها إذن " بمزاح قالتها و هى تدفعه بالمقعد لتضيف بحماس " أنت لن تعود للمنزل سيدي دون أن أراها لم يكن عليك محادثتي عنها فقد اشتقت لرؤيتها و الأن أخبرني أي طريق نسلك "
خرجت تنهيدة حارة من صدره فهو أيضاً اشتاق لسر لذلك لم يجادلها كثيرا و هو يشير إليها تجاه حظيرة الخيل قائلاً " سيري في هذا الإتجاه حلم . أنتِ من جلبه لنفسه عندما تتعبين من دفعي لا تلومي غير نفسك "
ردت حلم و هى تدفعه برفق " لا تقلق لن نشعر بالوقت و نحن نثرثر معا "
أومأ آمر برأسه و سألها " لم لا .. دعيني أسألك كيف قبلت العمل مع صديقتيكِ هنا و كيف وافق أبويكِ على البقاء معنا هنا في هذا المكان البعيد "
تشهد أنها لديها ثبات انفعالي ممتاز فلم ترتبك أو تتلجلج و هى تجيبه " السيد بجاد أعلن عن راتب شهري جيد و أنا و الفتاتين كنا بحاجة لبعض المال . تعلم الحياة أصبحت لا تحتمل و لدي شقيق يحتاج لمال كثير ليكمل دراسته الجامعية فهو سيكون طبيب و تعلم هذه الجامعات مكلفة و الفتاتين أيضاً دانية لديها والد تعتني به و ديم أيضاً "
قال آمر بهدوء " يمكنك و هما أخذ إجازة للذهاب و رؤية عائلتكم و البقاء ليومين أو ثلاثة و العودة "
ردت بهدوء " حسنا سيدي كما تريد ليكن و لكن لنخبر الفتيات و نرى "
سألها بتعجب " لماذا . ألن يوافقن "
ردت بتردد مصطنع " لا . و لكن ربما عندما يعدن يرفض والديهم عودتهم هنا و عندها لن أستطيع أنا أيضاً العودة . فديم و دانية مدللتين قليلاً عند والديهم و ربما عندما يرونهم يشعرون كم كانوا يفتقدونهم و عندها يرفضون عودتهم بشدة "
قال آمر بهدوء " على العموم معكم حرية الإختيار "
سارا قليلاً بصمت و الشمس كانت تشعرهم بالحرارة و جبينهم كان يتفصد عرقا حتى باتت حلم تشعر بحبات العرق على عمودها الفقري يجري كمجرى النهر .. قال آمر بضيق " تعبت أليس كذلك ، أخبرتك أن المكان بعيد "
قالت تجيبه بحزم " لا لم أتعب و لكن الشمس محرقة سننتبه المرة المقبلة لنرتدي قبعات أو نحضر مظلة "
قال آمر بأمر " حسنا توقفي بجانب هذه الشجرة لنستريح قليلاً "
امتثلت حلم لأمره و أوقفت المقعد تحت شجرة متفرعة و جلست بجانبه على الأرض سألته بهدوء " أريد أن أسألك شيء سيد آمر "
نظر للبعيد شاردا و لم يجيبها فزمت شفتيها بضيق و قالت بحزم
" لم لا تقوم بالجراحة هنا بدلاً من السفر للخارج . لدينا في المشفى أطباء جيدين و عندما تجريها يمكنني أن أكمل معك العلاج و مساعدتك "
كان و كأنه لا يستمع لحديثها و ملامحه جامدة يتطلع للأمام .. فأثرت الصمت و فضلت سؤاله مرة أخرى جيد أنه يتحدث معها أو يطالبها بمساعدته أحياناً دون أن تسأله .. التفت إليها آمر و قال بهدوء" أريد السفر للخارج لأسباب غير الجراحة لذلك لم أوافق على إجرائها هنا "
ردت حلم بتفهم " هل سفرك له علاقة بصاحبة الإسم سيدي "
التفت إليها بحدة فعلمت أنها خاضت في منطقة محرمة لذلك همست بخفوت " أسفة " لا تريد أن تهدم ما بنته معه بسبب شيء لا يهمها معرفته حقاً ..
قال آمر بحدة " لا أحب من يتدخل في ما لا يعنيه "
أومأت حلم برأسها موافقة و أجابت " حتى لا يسمع ما لا يرضيه سيدي علمت الأن .. هل تريد الإستمرار في السير لترى سر الأن "
أجاب بهدوء أستعاده على الفور بعد تأكيدها على أنها لن تكرر فعلتها و السؤال عن خصوصياته .. "نعم لقد اقتربنا ها هو المكان هناك "
أشار لحظيرة الخيل البعيدة قليلاً و التى تتكدس أمامها مكعبات التبن و والبرسيم الذي جف بدوره في جبل كبير .. عندما اقتربن سب آمر بغضب و هو يشير لمدخل الحظيرة المزدحم بالمعدات الخاصة بتنظيف المكان " لؤي أيها الوغد لن تنجو من يدي اليوم على هذا "
كادت حلم تضحك و تمتمت بشماته " هو لا يفعل غير التريض بحصانه كما يقول تاركا العمل على السيد بجاد . حقاً أشعر بالشفقة عليه و هو يتحمل كل هذا العبء بينما ذلك اللعوب ..."
استدار آمر لينظر إليها بتمعن . كانت تريد أن تؤدبه حقاً بعد فعلته معها و تعلم أن هذا الرجل الجالس أمامها من سيفعل " هل شكى لأحد "
أجابت بجدية " لا .. و لكن لا يحتاج فهو يعود متعبا كل يوم بينما السيد الصغير ...."
زم آمر شفتيه و مد يده ليحرك المقعد لباب الحظيرة بصمت . تحركت حلم خلفه و لم تساعده تاركه إياه يذهب بنفسه فهى تعلم متى تقترب و متى تبتعد هذا الرجل جعلها منتبهة طوال الوقت لتصرفاتها و أحديثها .. أنحنى من على مقعده يزيح بيده كومة قش تسد الباب بعد أن رفع المعدات التي يستخدمونها في تنظيف الحظائر من الروث و القش المبتل ليقوم برصها بجانب الجدار لم تساعده حلم حتى لا يزجرها إن فعلت .. بعد أن انتهى كان جبينه متعرق فرفع ذراعه ليمسح عرقه بكم قميصه و عاد لدفع المقعد للداخل هاتفا بمرح " سر حبيبتي لقد أتيت "
وجدت حلم صوت صهيل حاد يعلوا و صوت حوافر عصبية تصاحبه و ضحكات آمر المرحة تزيد من ذهولها و هو يهتف بمرح و يدفع بمقعده لباب حظيرتها " كفى أيتها الحمقاء ستحطمين المكان أنا آت إليك "
وقف أمام الباب و مد يده يرفع المزلاج و يعود بمقعده للخلف وهو يقول بحزم " أخرجي "
دفعت سر الباب و خرجت تهز رأسها بعصبية و هى تصهل بجنون مما جعل حلم تقف بعيداً بقلق خشية و هى تنظر لآمر خشية أن تؤذيه . رفع يده محاولا لمسها فلم تسمح له و هى تبتعد و تقترب و صهيلها كمن يخرج غاضب . قال آمر بغضب " اهدئي .. أنت هى الغاضبة "
وقفت الفرس و مازالت تحرك رأسها لتتحرك خصلاتها بعصبية فتبدوا غاضبة . قال آمر بسخرية مريرة " أيتها الحمقاء لا حق لك في الغضب أنت مشاركة في سبب ابتعادي "
سألته حلم بتوتر " سيد آمر . أنتبه رجاء تبدوا عصبية "
أجابها بسخرية " غاضبة كوني لا أتي هنا و أخرجها كما كنت أفعل ربما تشتاق للركض خلف البقرات "
قالت حلم و هى تقترب بهدوء " لم لا يخرجها أي من السيدين لحين عودتك "
ابتسم آمر بحزن " لا تسمح لأحد بأمتطائها غيري . هى و أدهم لا أحد منهم خرج منذ الحادث "
سألته باهتمام " و أدهم هذا حصان أيضاً "
رد آمر بهدوء " أجل . هنا في آخر الحظيرة سنراه بعد أن أصالح سر" قالها برفق و هو يرفع يده ليلامس جلدها . صهلت بقوة و عادت لتقترب منه تدفعه في صدره بقوة و تهز رأسها ليمسك بها آمر بحزم قائلاً " لا أستطيع الأن عزيزتي ربما يوماً ما قريبًا "
سألته حلم بحزم " تريدك أن تمتطيها "
رد بلامبالاة " أجل تريد الخروج و اللعب "
قالت حلم بجدية " لم لا تفعل هذا لا يمنع سيدي . يمكن لأحد أخويك أن يساعدك في أمتطأها و أنت عليك الباقي و لتسير برفق و تستمتع بشيء تحبه "
رد آمر بخفوت " ربما سأفكر "
قالت حلم باسمة و هى تقترب لتلمس سر " لم لا تتركها تركض أمامك قليلاً اليوم أظنها تستمع لحديثك و لن تبتعد "
عاد بمقعده للخلف و أشار لسر في الخروج قائلاً " لم لا . هيا سر أخرجي أمامي " و لكن سر لم تتحرك فتحرك آمر بمقعده تجاه الباب قائلاً " خلفي إذن "
ضحكت حلم بمرح و هى ترى بالفعل الفرس تتحرك خلفه لتخرج من الحظيرة . كانت تشعر بالراحة كونه تحدث معها اليوم أكثر من تلك الأيام الماضية جميعها ...

و إني في هوى خاطفي متيمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن