الفصل الرابع
"ليس مجدداً "
قالها آمر بغضب و هو يتوجه للحظيرة المهتاج بها الماشية . ليعرف ماذا بها بالضبط . في كل مرة يبحث في الحظيرة عن ما يثير الماشية و لا يجد شيء . كان قد أرسل بجاد و لؤي للمنزل يريد أن ينفرد بنفسه قليلاً قبل العودة و قد قرر السير بسر قليلاً بعد أن ينهى العمل . العودة للمنزل و قراءة تلك الرسالة يشعره أن عالمه على وشك التحطم و لا يعرف السبب لهذا الشعور . هل كان من المنصف تركها بتلك الطريقة و الرحيل فقط .. بل الهرب دون أن يتخذ القرار الذي سينهي علاقتهم . و لكنها و خلال السنوات لم ترسل له طالبة الخلاص . هل كان عليه أن يسعي هو . حسنا آمر أهدئ ربما الأمر لا علاقة له بما يدور في رأسك ربما هناك سوء فهم فقط و ربما لبس أو أي شيء و لكن ليس ما تظنه بالتأكيد . تلك الصورة ربما أرسلت بشكل خاطئ أو هناك سبب لا علاقة له بما أفكر فإذا كان لم أنتظرت كل هذا الوقت . فتح الحظيرة منتبها ليس كالمرة السابقة و أبتعد عن الباب سامحا للبقر أن يخرج مهرولا كما فعل من قبل . أضاء الأنوار جميعاً لتسمح له بالرؤية جيداً . ليبحث عن ذلك الشيء الذي يثير القلق . و كما حدث لا شيء . رفع رأسه ينظر للسقف بتفحص أضيقت عيناه بشك قبل أن يخرج من الحظيرة للجانب المخصص للمعدات . بحث عن ضالته و عاد للحظير أشعل المصباح و وجهه للسقف ناظرا باهتمام لذلك الملتف حول العمود . خرج ثانياً ليحضر شوكة من سنين بعصا طويلة يستخدمونها في جمع القش و عاد مجدداً للداخل و بتهور دون أن يفكر أو يعطيه فرصة ليهرب من الحظيرة ضربه بأحد سنيها في جسده الملتف لتخترق الشوكة جسده و تثقبه . و يتراخى عن العمود ليسقط على آمر بعد أن نزع السن من جسده بعنف أبتعد آمر عن الثعبان الذي كان يتلوي قال بغضب " أنت هو من يثير جنونهم الفترة الماضية . كم من عائلتك هنا . " عاد لطعنه بالشوكة عدة مرات بعصبية قبل أن
تلتف الشوكة على جسده و هو يخرجه من الحظيرة وضعه على الأرض و قام بحفر حفرة صغيرة بالشوكة و هو يلقي بجثته بها و يعود لدفنه بالتراب .. بعد أن أنتهي زفر بتعب و تمتم بحنق
" علي أن أعيد الأبقار ثانياً .. تبا لذلك لست في مزاج لذلك "
زفر مجدداً و هو يشعث شعره براحتيه بعنف متمتما بغضب " تبا سيرين ما الذي تريدينه مني لتعودي لحياتي الأن "**************
قال مجدي لديم التي تهم بالرحيل مع أخويها " سنبدأ العمل في تجديد المطعم منذ الغد لتأتي باكرا لنتحدث قبل مجئ العاملين "
لمعت عيناها بقوة قائلة بحماس " حسنا سأتي بسيارتي غدا سيدي "
قال ماجد بتذمر و ملل " هل نذهب ديم . لدينا دراسة أختي "
قال مجدي بهدوء " أذهبي الأن أراكِ غداً "
بعد أنصرافها . صعد مجدي لمنزله بعد أن أغلق المطعم بدل ملابسه بتعب و جلس منتظرا إتصال والدته اليومي . الذي تصر على إجراءه رغم ذهابه لرؤيتها و تناول الغداء معها و شقيقته كل يوم . شرد في تلك التالة الذي أتت اليوم . كانت تبدوا حزينة شاحبة . امرأة عادية الملامح بعيونها السوداء و بشرتها الخمرية الباهتة التي تبدوا كمن نهض من مرض طويل للتو . لا يعرف لم ظل يفكر في رفضها أن تصافحه و اعتذارها المتوتر الذي يشوبه بعض الخوف . فكر بتعجب خوف لا يعرف ما الذي تأثر به أكثر حزنها الظاهر أم خوفها المختبئ خلف ملامحها المتوترة .
تمدد على. المقعد فاردا ساقيه أمامه ينتظر إتصال والدته . ليأتيه بالفعل إتصالها . ابتسم مجدي ليجيبها بهدوء " مساء الخير أمي كيف حالك "
قالت والدته بحنان " بخير حبيب أمك . كيف أنت تناولت عشاءك "
رد مجدي بصبر على عريضة الاسئلة اليومية الواحد تلو الآخر حتى. جاء السؤال الهام الذي ما دوماً تنهي إتصالها به غاضبة و تخبره أنها لن تحادثه مجدداً .. قالت بجدية " بني متى ستجد لك عروس و تتزوج . أخبرني مجدي . لقد قاربت الأربعون بني لمتى سأنتظر لأحمل حفيدي "
قال مجدي بهدوء اليوم لا يريد أن يغضبها . " قريبا أمي "
سألته بلهفة " حقاً بني هل وجدت عروس "
قال مجدي بهدوء " تقريباً و لكني أريد منك بعض الوقت حتى أخبرك عن كل ما يفرحك "
قالت راضية " خذ الوقت الذي تحتاجه بني كل ما أريده هو سعادتك . "
قال مجدي بصدق " أعلم أمي "
قالت والدته منهية الإتصال " حسنا بني سأتركك لترتاح الأن تصبح على خير أراك غداً "
أغلق الهاتف و نهض ليذهب لغرفته و عقله شارد و يشعر بالتشتت
والضيق فعليه بالفعل أن يأخذ قراره و يبحث عن عروس ليرضي والدته . و لكن من هى و عقله لا يفكر بغيرها ...
أنت تقرأ
و إني في هوى خاطفي متيمة
Adventureحكمٌ أطلقه قبل أن تثبت إدانتها.. و لما أراد الطعن به أزفت ساعه رحيلها... تاركةً إياه بين ندمه و بين طفلةٍ ضلّ سعيه إليها.. ليخرّ صريع الحسرة و العجز و نفسه تيأس من خلاصها... ليسوق شقيقه إليه ملاك الرحمة مخطوفةً نائيةً عن دارها.. و لتعدو خلفها رفيقتا...