الفصل السابع عشر
دلف مجدي و والدته و شقيقته للمنزل بصمت و ملامح جامدة إلا من بسمة على وجه شقيقته التي يظهر عليها الفرح حقاً .. قالت آمنة بهدوء " أهلا بك بني تفضل . المأذون على وشك الوصول منذ خمس دقائق فقط كما قال "
بحثت عيناه عنها يريد أن يرها لينحي ما يدور في خلده منذ علم بعودة ديم من عقله و يمضي في هذا فقط . هل يجب أن يخبرها بالحقيقة و يتراجع أم يمضي قدماً .. كان الحاضرين من عائلتها غير والدتها .. خالتها و زوجها و ملامحهم لا تنبئ بشيء يبدو أنهم مازالوا غاضبين مما فعلته مع ابن خالتها .. أو ما يظنون أنها فعلته برفض ولدهم و قبوله هو بدلاً منه . صافح مجدي الرجل الكبير بهدوء قائلاً " أهلاً بك عمي أعتذر لعدم تعرفي عليك قبل اليوم "
رد الرجل بهدوء " لا بأس بني الوقت لم يكن مناسب للتعارف و لكن لتعلم أن العائلة دوماً في المقدمة "
تفهم مجدي حديثه أنه نحى غضبه من تالة و جاء ليقف بجانبها مثل أي قريب في مقام والدها ..
جلست والدته و شقيقته مرام بجانب خالته و والدة تالة بينما المأذون على وصول كما قالت نهضت مرام سأله بحماسة " هل يمكنني الدخول لرؤية تالة في غرفتها خالتي "
أشارت آمنة لها لتذهب " تفضلي حبيبتي هى مع صديقة لها تستعد "
كان بوده أن يعلم كيف ستستعد يا ترى و هى رافضة تماماً ربما تضع زينة مخيفة أو تشعث خصلاتها أو ترتدي ملابس مهلهلة .. سخر مجدي داخله كفاك تفكير غبي يا أحمق أنها لن تهين نفسها بتلك الطريقة لتعلمك و الجميع برفضها .. ذهبت مرام لغرفتها عندما سمعوا طرق الباب ليعلموا أن المأذون قد جاء ...**********★
" لو لا أن الوقت متأخر لأتيت لرؤيتك . كيف حالك " سأل وسام بهدوء مما جعل حلم تتوتر لم يسأل عن مكان وجودها كل هذا الوقت أو ما حدث معها أو كيف اختفت هكذا ببساطة لم يكن هناك لوم أو عتاب أو حتى قلق على من مفترض بها ستكون زوجته المستقبلية . و التي من المفترض حبيبته أيضاً و كانت مختفية لأسابيع . و هل تصدقون لقد أراحها هذا . و أراح ضميرها لم تنوي فعله و لم تتحدث به مع والديها للأن فيبدو أن مشاعرهم واحدة في هذا الشأن و إنما سؤاله كسؤال واجب فقط . جيد ..جيد جداً في الحقيقة . " لا بأس أنا بخير وسام ربما غدا نتحدث قليلاً إذا أردت "
جاء صوته البارد الأن لجوابها " حسنا أتركك تستريحين إذن و أراكِ غداً تصبحين على خير "
أجابت بهدوء " و أنت بخير "
عادت لتستلقي بهدوء و هى تتلاعب بهاتفها بشرود . عادت لتنهض و أخرجت من درج الكمود بجانبها صورة برواز فضي عتيق منقوش بالزهور و تطلعت للماكثين على الورق في الصورة و ابتسامة عريضة تكلل محياهم و هم يضمون بعضهم البعض ثلاثتهم . تطلعت لأوسطهم كان يقف بينهم ذراعيه تحيط بكتفيهم و راحته تغوص في خصلات أصغرهم و تضع رأسه على كتفه و كأنه كان يدور حديث مازح بينهم قبل التقاط الصورة . ابتسمت حلم برقة . يبدو أنه بالفعل مدللهم رغم تهوره لذلك تتمنى أن يسامحه فقط على فعلته . عادت نظراتها لذلك المفعم بالحيوية والنشاط واقفاً بشموخ بينهم مفكرة بحزن في حديثها معه قبل رحيلهم و الذي جعله يتركهم يرحلون بهدوء و دون جدال . تنهدت حلم بحزن متسأله هل ستراه مرة أخرى . لا تصدق أنها فعلت ذلك و صعدت لغرفهم قبل رحيلها تبحث عن أي صورة له في غرفة أي منهم فهي لم تستطع أن تأخذ واحدة من تلك في الردهة أو غرفة المكتبة أو أي من الغرف التي يجتمعون بها و يحفظون كل ركن بها . ربما لاحظ أحدهم فقد واحدة منهم . لذلك صعدت لغرفة ثلاثتهم لتجد هذه في غرفة بجاد و ببساطة أخذتها دون أن ينتبه أي منهم . لقد ألم قلبها حقاً عندما رفض وداعهم كأنه غاضباً من عدم إبلاغ الشرطة عن أخويه . هى تعلم أن هذا ليس صحيح بالطبع فهو يحب شقيقيه و يفديهم بروحه و ما حدث مع اللصوص يؤكد ذلك أنه لم يشأ لأي منهم أن يتأذى . زفرت بحرارة و استلقت على ظهرها و ظلت تنظر للصورة بشرود . سمعت طرق الباب فوضعتها مسرعة أسفل الوسادة و قالت بهدوء " تفضل "
دلفت والدتها و قالت باسمة براحة منذ زمن " مازالتِ مستيقظة هذا جيد فلدي حديث معك و لا أستطيع البقاء للغد دون سؤالك عنه "
كانت حلم تعلم أن الوقت قد حان للتحقيق معها فيما حدث معها و لكنها فضلت أن تتحدث مع الفتيات عن الأمر حتى لا تكون حكاياتهم متناقضة و لكن لم يكن لديهم فرصة ليتفقوا على شيء . فوالدتها لم تسمح لها بهذا .
أنت تقرأ
و إني في هوى خاطفي متيمة
Adventureحكمٌ أطلقه قبل أن تثبت إدانتها.. و لما أراد الطعن به أزفت ساعه رحيلها... تاركةً إياه بين ندمه و بين طفلةٍ ضلّ سعيه إليها.. ليخرّ صريع الحسرة و العجز و نفسه تيأس من خلاصها... ليسوق شقيقه إليه ملاك الرحمة مخطوفةً نائيةً عن دارها.. و لتعدو خلفها رفيقتا...