16 & و إني في هوى خاطفي متيمة & صابرين شعبان

4.4K 242 14
                                    

الفصل السادس عشر

كانوا جالسين بصمت بعد كلمة بجاد يتطلعون لبعضهم بقلق و لآمر بتوتر .. قال لهم بحنق و هو يلاحظ نظراتهم لبعضهما " ماذا هناك تحدثوا "
زم لؤي شفتيه بتوتر و نهض ليقف أمام أخيه قائلاً بخجل و صوته يدل على توتره " أخي نريد أن نخبرك عن الفتيات . أقصد أنا أريد أن أخبرك عن ذلك . فأنا هو السبب في كل شيء حدث هنا " تأكد آمر أنه هناك شيء يخفونه عنه يخص الفتيات . و لكن ما هو هذا الأمر  ضغط آمر على أسنانه بقوة قائلاً بغضب مكتوم  " إن لم تنطقا ماذا تخفون عني لا تنتظرا منى خيرا "
زفر بجاد بحرارة " أخي الأمر هو .. أنه .. حلم .. لقد ... "
قالت حلم تقطع حديث بجاد المتوتر " بجاد هل تسمح لي أن أخبر آمر بنفسي ... وحدنا رجاءاً " أضافت بحزم .
قال آمر بحزم " لا .. فليخبرني بجاد حلم  الأمر يخصنا "
ردت حلم بحزم " لا الأمر يخصنا جميعاً "
كان لؤي يشعر بحيرة و قلق الجميع من أخبار آمر لذلك حسم الأمر عندما قال بعصبية " أخي .. أنه أنا السبب أنا اختطفت حلم و احتجزتها و صديقاتها هنا في المزرعة "
عم الغرفة صمت غريب على أذان الجميع . صمت أشبه بالموت حتى صوت تنفسهم لم يسمع و كل منهم ينتظر انفجار آمر لم علمه للتو .. كانوا ينظرون إليه جالساً بجمود على مقعده كتمثال من الشمع و ملامحه لا تدل على أنه فهم حقاً ما سمعه للتو من فم شقيقه .. قال بصوت جليدي مقاطعا الصمت في الغرفة " تحدث "
رفع لؤي يديه ليعيد شعره للخلف بعنف و قال ببؤس " لقد اختطفت حلم آمر .. اختطفها عندما رفضت أن تكون ممرضتك و تأتي معي لهنا لقد كنت أشعر باليأس و لا واحدة ممن تحدثت معهم قبلت المجيء و العمل هنا لذلك لم أجد غير جلبها قسراً لهنا"
اختطفها .. و أتى بها لهنا من أجله . و الفتيات ما دورهم .. كيف أصبحن هنا " و الفتيات هل اختطفهم أيضاً كيف  ؟" سأل بصوت هادئ مما جعل لؤي و بجاد يتوترون أكثر متمنيين انفجاره أكثر من هدوءه .. قال لؤي بقلق " لقد تبعنها لهنا فأبقيناهم معها لم نكن نستطيع أن نجازف برحيلهم "
قالت حلم بهدوء " آمر لو سمحت أنصت إلي "
رفع يده ليوقف حديثها و قال بقسوة " آنستي أرجوكِ هذا بيني و أخوتي "
تكتفت حلم بغضب هذا الرجل عنيد للغاية كيف بينه و أخوته نحن أيضاً معنين بالأمر .. قال بجاد برجاء " أخي أرجوك تفهم الأمر لقد كنا في ظرف قاسي و أنت تعلم دقة حالتك لم نكن لنجازف برحيلهم جميعاً و البحث عن أخرى لقد فعلنا بالفعل لوقت طويل ..لقد تصرف لؤي بشكل خاطئ و لكن فات الأوان لنتراجع نقسم لك لم نسيئ إليهم منذ جئنا لهنا و لتسألهن "
رفع آمر رأسه ناظرا لأخويه  الواقفين أمامه كتلميذين خائبين ينتظران العقاب بخيبة و لوم و عدم تصديق . كيف فعلا هذا حتى من أجله كيف يعتدون على نساء ضعيفات . " كيف فعلتما ذلك " سأل بخيبة و قهر غير مصدق أن أخويه لا يفرقان كثيراً عن اللصوص في الداخل ...
قال لؤي بحزن " لم نفعل لقد فعلت وحدي و بجاد .. "
هدر به آمر بغضب " وافق على فعلتك و أخفيتم الأمر عني اللعنة عليكما "
قالت حلم بأمر " أهدئ آمر و تفهم "
رمقها آمر بقسوة هل أخفيا عنه الأمر شفقة عليه هل شعرت بالشفقة على ذلك العاجز و لذلك صمتت و جعلت صديقاتها يصمتن .. " شكراً جزيلاً لكِ آنستي ..لم تعد خدماتك مطلوبة و قد علمت بمنتك  أنا لم أعد بحاجة إليها  و لا داعي للتمثيل الأن و إظهار  اهتمامك بالمريض العاجز "
التفت لأخويه بخيبة و حزن و أضاف " الأمر متروك لكن إذا أردتن أن تبلغن الشرطة أنا لن أقف أمامكم "
أخفض لؤي رأسه بخجل و نظر بجاد لدانية بحزن قبل أن يقول بحزم " حسنا أخي نحن سنتحمل العقاب المهم أن تسامحنا أنت"
كانت حلم تعلم أنه يتمزق من الداخل و هو يفكر في أن أخويه حقاً يمكن أن يتورطا في أمر كهذا و لكن هل حقاً سيسمح لهم بإبلاغ الشرطة عنهم .. سألته حلم بحزم " ألن تمانع حقاً لو أبلغنا الشرطة "
أغمض عيناه بقوة و قبض على مقعده حتى ابيضت سلاميات أصابعه " كما تريدين آنستي هذا حقكن "
دفع مقعده بعصبية و تخبط  ليخرج من الغرفة فقالت حلم بحزم
" سأساعدك "
رد آمر بصرامة " لا أخبرتك لم أعد بحاجة لمنتك أو مساعدتك أو اهتمامك " أضاف بقسوة
قالت ديم بحزن " و لا مساعدة شقيقة صغري "
استسلم آمر لدفع ديم لمقعده و هى تعيده لغرفته يريد أن يبتعد عنهم فقط و يكون وحده ليفكر فيما سمعه ربما تكون مزحة و يأتي أخويه يخبرانه بذلك  . قال بجاد بحزن " لن يسامحنا أبدا كنت أعلم ذلك "
قالت حلم بجدية " على الأقل لم يغضب أو يثور عليكم و هذا أمر جيد "
رد بجاد بحزن " ليته فعل أفضل من صمته هذا "
عادت ديم و قالت بحزن لبجاد  " يقول لك أذهب و أجلب الشرطة حتى لا يتأذى أحد من اللصوص "
قالت حلم بجدية " أولا لنعلم ما سنفعله قبل مجيء الشرطة بجاد لا نريدكم أن تتأذوا "
رد لؤي بهدوء " لا تقلقي لن يتأذى أحد من أخوتي من أخطأ يتحمل العقاب و أنا من فعل ذلك وحدي "
ردت حلم بقوة " لا .. و لا حتى أنت آمر بحاجة لك أيضاً"
سمعوا صوت جلبة و تحطم أتيا من غرفة آمر فخرج بجاد و لؤي مسرعين للغرفة ليجدوها مغلقة من الداخل و صوت التحطيم يصم الأذان قال بجاد و لؤي بخوف و هم يطرقون الباب بعنف " أفتح الباب آمر ماذا يحدث عندك "
قال لؤي بحزن " أخي أرجوك أنا أسف لم يكن بيدي شيء لقد حدث الأمر غصباً عني صدقني  "
قالت حلم بقلق " آمر أرجوك أفتح الباب لنتحدث أرجوك أرجوك آمر لتنصت لي قليلاً "
صوت تحطم زجاج رعبهم ليعلمون أن مرآة غرفته قد تحطمت خشيت حلم أن يصيبه مكروه فقالت لأخويه أمرة " حطما الباب"
أبتعد لؤي و بجاد خطوتين ليعودان باندفاع تجاه الباب عدة مرات حتى تحطم تحت ثقلهم  ليهجموا على الغرفة و عيناهم تفحص أخاهم الجالس على مقعده يلهث بتعب و كل شيء حوله حطام و يده تبحث عن شيء آخر ليحطمه في الغرفة أندفع إليه أخويه يمسكان به يمنعانه خوفاً من أذية نفسه و من خلفهم صوت حلم الجزع تقول " أهدئ آمر أرجوك ستؤذي نفسك هكذا" صرخ بهم آمر بعنف و هو يبعدهم عنه " ابتعدا . أتركاني أيها الوغدان "
ضمه لؤي بقوة من الخلف و بجاد جاثيا أمامه يمسك به من الأمام " أرجوك أخي نحن أسفان لم نكن نقصد فعل ذلك صدقنا "
كان آمر يشعر بالغضب حقاً و أمساكهم له يؤجج من غضبه و ثورته أكثر . أخويه أصبحا كقطاع الطرق يخطفون الفتيات من على الطريق كأي عصابة ليستعملنهم هل حقاً لم يسيئون إليهم لن يصدق بالطبع لقد كان يمثل الجميع أمامه فكيف يعلم ربما هددوهم  أو رعبوهم  حتى لا يعلمونه بفعلتهم لا يصدق هذان أخويه من فعلا  تلك الكارثة و كل ذلك بسببه هو بسبب عجزه ليته مات ذلك اليوم و لم يعرضهم لكل هذا الضغط و المعاناة " أتركاني و إلا قتلتكما "
قال لؤي برجاء " أخي ستؤذي نفسك أرجوك أهدئ "
دفع آمر بجاد بعنف في صدره  ليسقط على الأرض أمامه و أمسك بيد لؤي من حوله ليبعده بدوره و هو يديره أمامه  و كلما طلبت أن يهدئ ثار غاضباً أكثر و كأن غضبه زاد من قوته لتظهر في ساعديه اللذين ابعدا أخويه عنه و انهال عليهم براحتيه ضربا و صفعا بضراوة دون أن يشعر حقاً بفعلته   تسمرت الفتيات أمامهم بصدمة يراقبون بذهول تقبل بجاد و لؤي ثورته متعجبين من عدم ابتعادهم و الدفاع عن أنفسهم أو محاولة إيقافه عن ضربهم و كأنهم يعاقبون أنفسهم بتركه ينهال عليهم ضربا . متعجبين من غضبه هو آمر  دون عن الجميع فما فعلوه كان من أجله هو لا أحد أخر . لم تستطع حلم أن تقف صامتة أكثر من ذلك عندما رأت فم لؤي ينزف و كدمة تظهر على جبين بجاد .. تقدمت لتقول بغضب و هى تمسك بذراعي آمر ليكف عن ضرب أخويه " حسنا يكفي هذا آمر أنت تتصرف كالأطفال "
نظر إليها بقسوة و أنفاسه تخرج سريعة لاهثة من شدة انفعاله
" أتركي يدي حلم "
لم تهتم حلم بصوته القاسي المحذر و قالت بأمر " أتركونا وحدنا و هذا أمر للجميع أنا لا أمزح هذه المرة "
قال آمر هدرا "  من أنت لتأمري هنا آنستي . من تظنين نفسك "
ردت حلم بنزق " أنت أيها المدلل لتهدئ و تكف عن تصرفات الأطفال هذه فأنت ستنصت إلي غصباً عنك "
قال بجاد برجاء " أرجوك آنستي لقد انتهى الأمر لا شيء سيضاف ما قاله أخي سنفعله "
قالت حلم بحزم " دانية .. ديم خذاهم للخارج أنا لا أمزح "
ترددت ديم و لكنها تقدمت لتمسك بلؤي و تخرجه من الغرفة بينما دانية أخرجت بجاد بحزم انصاعا إليهما بتعب و كأن كلاهما فقدا طاقتهما للجدال فلم يعترضا أو حاولا الاعتراض يريدون فقط الهروب من غضب أخيهم   . الوضع مضطرب حقاً و ربما حلم لديها حل لم سيحدث لتجنب الجميع الأذى .. " حسنا " قالتها حلم ما أن خرج أخويه مع الفتيات .. رمقها آمر بغضب و صدره مازال يعاني من اضطراب تنفسه من شدة انفعاله  ذهبت و جلبت المقعد الصغير الذي كانت تجلس عليه بجانبه لتضعه أمامه و تجلس عليه قائلة " تنفس بهدوء آمر لتهدئ فقط أسترخي لدقيقة و أغمض عيناك "
قال آمر هادرا " اللعنة عليكِ حلم ماذا تظنين نفسك فاعلة "
مطت شفتيها ببرود " أريدك أن تهدئ لا أن تثور سيد آمر لنستطيع التحدث "
رفع يده مشيراً إليها بأصبعه قائلاً بغضب " أخبرتك لا حديث بيننا "
أمسكت بيده بقوة و شدتها لتمسك بها بيدها الأخرى و تضعها بين ساقيها المنفرجتين قليلاً  كانت يده ترتجف بين يديها لتعلم كم هو مضطرب و شديد الانفعال ردت قائلة بحزم  " أصمت أرجوك فما لدي هام حقاً و أنت لا تستوعب بعد ما سينتج عن قراراتك التي يمكنها أن تضر الجميع و أنت أولا "
رد آمر بغضب " لا يهمني شيء "
قالت حلم بهدوء " و لكن أنا يهمني سيد آمر . يهمني أن سمعتي و سمعة ديم و دانية ستضرر إذا علم أحد أننا كنا مختطفين من قبل شقِيقيك . تخيل لو عدنا و علم الجميع أننا كنا لدي ثلاث شباب في مزرعة بعيدة منعزلة عن العمران محتجزين لمدة شهر فما سيفكرون عنا " رمقته بارتباك و أضافت بخفوت " ربما تركني خطيبي فهو لن يصدق أني .... "
سحب آمر يده من يدها بحزم قائلاً بقسوة " معك حق آنستي و أنا أعتذر منك لم سببه شقيقي لكم و معك حق لا أستطيع أن أجعلك تخسرين حبيبك فوق خسارة حريتك لبعض الوقت و أنتِ لدينا هنا  "
تنفست بهدوء  تكتم غيظها لم يقول حبيبك و ليس خطيبك  الكلمة تبدو منفرة لها هذا الرجل سيصيبني بالجنون  قالت سأله بصوت مختنق " ماذا قررت إذن "
قال آمر ببرود " حان وقت الرحيل آنستي . يجب أن ترحلا اليوم عن المزرعة و إذا قررتم في يوم ما إبلاغ الشرطة نحن مستعدون لذلك و لكن الآن يجب أن ترحلا فهنا لصوص يجب أن تسلم للشرطة و لا نستطيع تركهم أكثر من ذلك "
قالت حلم بخفوت " يمكننا البقاء في مكان قريب و العودة حين ترحل الشرطة و نظل لحين رحيلك لتقوم بالجراحة "
رد آمر بقسوة " شكراً جزيلاً لكِ لم أعد بحاجة لخدماتك "
كانت حلم تود أن تصفعه على وجهه حتى لا يكون بارد هكذا فهو أسوء من آمر القديم الذي كان منهار عند مجيئها . تبا ليته يعلم أنها لا تهتم حقاً أن علم أحد بذلك و لكن كل ما يهمها أنه سيظل وحيد لو أمسكت الشرطة بأخويه و ربما ساءت حالته ... قالت حلم و هى تنهض قائلة بحدة " حسنا إذا لم تعد خدماتي مطلوبة إذن لنستعد للرحيل بأسرع وقت و من يأتي بالشرطة يوصلنا في طريقه "

و إني في هوى خاطفي متيمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن