اقتباس
💫💫💫💫
دلف لؤي بتعب للمنزل بعد يوم عمله الطويل كما تعود من الباب الخلفي الذي يؤدي للمطبخ.. فور دخوله بحثت عيناه عن تلك العفريتة التي تظل تنق على رأسه و تعدل عليه كل تصرفاته في منزله منذ احتجزوهم هنا هو و بجاد.. تمني أن يجد دانية قد أعدت الطعام فهو يشعر بالجوع لدرجة أنه يستطيع أن يأكل حصان كامل و لكنه شعر بالخيبة عندما وجد المطبخ هادئ و المكان بارد دليل على عدم أشعال نار الموقد اليوم منذ الفطور، زفر بضيق و أتجه للثلاجة يبحث عن شيء يشربه مصبرا نفسه لموعد الطعام ربما أعدت شيء، أخرج دورق العصير و أخذ يتجرع منه بشراهة غير منتبه لتلك التي وقفت أمام الباب مترددة و غاضبة أيضاً، سمع صوتها الغاضب " أنت أيها المقرف ألا تعلم أنه هناك اختراع اسمه كوب لتتناول به العصير"
التفتت إليها لؤي ببرود ها قد جاءت حزمة المشاكل الطفلة التي تبكي كلما خطى على ظلها، سألها ببرود " و هل يفرق ذلك معك فأنا سأتناوله كله و لن يتبقي منه شيء لأحد ليشربه"
قالت ديم بغضب و هى تقترب منه تنزع الدورق بقوة مما سكب البعض منه على الأرض " هاته لقد أعددته لآمر و ليس لك فاليوم ستطعم نفسك أنت و أخيك أبو سوط فديمة مريضة اليوم"
شعر بالخيبة ماذا مريضة هذا يعني أن لا طعام لحين يعود بجاد و يقوم بالطهو.. سألها بغيظ" و آمر هل سينتظر دون طعام لحين يعود بجاد"
أجابته ببرود " لا شأن لك به ستهتم بطعامه حلم أنت فقط أطعم نفسك "
شد منها العصير ثانياً و أخذ يتجرعه بسرعة، حاولت نزعه قائلة بغضب " أنت أيها الهمجي، أخبرتك أنه لآمر"
رفعه من على فمه قائلا " أخبرتك سأتناوله كله أعدي لآمر غيره يا شاطرة "
ردت غاضبة " بل أنت من ستعد غيره و أنا سأخبر حلم أنك من تناوله "
قبل أن تتحرك خطوة أمسك بذراعها و دفع الدورق على فمها و بين شفتيها ليسكب بعض العصير بين شفتيها قائلا" هذا لتعلم أنك تناولت منه معي أيضاً فلا أتحمل ذلك وحدي "
زمت شفتيها بقوة و أصدرت صوت أعتراض و هى تبعد الدورق عن فمها و تبصق على الأرض بقرف و تمسح فمها بكم قميصها نظر إليها بتعجب ساخر و سألها" أيتها الحمقاء هل تظنين وضعت لك فيه السم"
عادت ديم لتمسح فمها و لسانها ثانياً ثم قالت بقرف " أنظر لشاربك و ذقنك موكد كانت تسبح في العصير مقرف مقرف" رددتها بقرف و عادت لمسح لسانها.. كاد لؤي يضحك فهو يعلم أنهم قد استطالا كثيرا و لم يقبل أن يزيلهم مع شعره نكاية ببجاد الذي رفض ذهابه للمدينة ليومين منذ أحتجزوا هؤلاء الحمقاوات.. سألها بمكر " ألا تحبين الشوارب و اللحى "
عادت لمسح فمها قائلة بقرف" لا أحبها بل هى مقرفة مقرفة"
ظلت ترددها كتعويذة و كأنها تذكر نفسها بشيء.. ابتسم لؤي و قال بمكر " هل هذا يعني أنك سترفضين تقبيل زوجك إذا أطلق شاربه و لحيته مثلا .."
نظرت إليه شاحبة و قالت بارتباك " أنت ثور بالفعل كما يقول لك أخيك"
لوى لؤي شفتيه بسخرية مجيب" أخي الحصان "
ردت غاضبة " أنه أفضل منك"
قال بغموض " و دون شارب أو لحية . هل ستقبلين تقبيله اذا أراد منك ذلك "
ما هذا الوغد السافل من يظنها و كيف يتجرأ و يسألها مثل هذه الأسئلة .. قالت بغضب " أنت وقح حقير "
قال بلامبالاة" لم ، لسؤالي البرئ"
برئ، برئ هذا الرجل مؤكد مجنون " هل أنت مخمور " سألته بحدة
رفع حاجبه بمرح و قال غامزا " لم. هل وضعت شيء في العصير لآمر "
لوت شفتيها بقرف و قالت بستنكار " بالطبع لا، أنا لن أقف و أجيبك فأنت مختل و أسئلتك مختلة مثلك"
قال بشغب" كل هذا لسؤالي لتقبيلك أخي دون لحية، حسنا سأسأل بطريقة أخري هل تقبليني لو أزلت لحيتي "
عقدت حاجبيها بغضب و قالت بحدة " أيها الوقح لم أنت همجي و عديم الذوق دوما في حديثك، هل تعلم ما سأفعله بك أو بأخيك لو فكر أحدكم في الاقتراب مني "
كتف ذراعيه بتحدي و سألها" ماذا ستفعلين "
قالت بحقد" سأريك "
خرجت مسرعة من المطبخ فضحك لؤي بمرح متمتما" جبانة، لم تجيب على سؤالي ستريني ماذا الغبية " عاد ليحتسي العصير بتروي ليجدها تعود للمطبخ فأخفض الدورق و نظر إليها بتعجب متسأل من عودتها رفعت يدها و كانت تحمل بخاخ فلفل فقامت برش القليل منه على وجهه، شهق لؤي بألم و سقط الدورق على الأرض متحطما و هو يصيح بقوة مندفعا تجاه وقوفها مرددا " أيتها الحمقاء، ما هذا.. أقسم لك لن تفلتي من يدي" عندما لم يجدها بحث عن المقعد و هو غير قادر على فتح عيناه كان يشيح بيده في طريقه باحثا عنها في المطبخ و لكن ديم كانت قد أختفت فور فعلتها هاربة . ظل لؤي يتألم و هو يفرك عيناه بألم متوعدا.. أقسم لن تفلتي من عقابي أيتها الغبية " صدم في المقعد فجلس عليه محاولا فتح عيناه من وقت لآخر لتسيل دموعه بغزاره لتغسل أثر الفلفل ضرب المائدة الصغيرة بقبضته بقوة شاعرا بالألم ليعود لفتح و غلق عيناه مجددا و لسانه لا ينفك عن سبها و توعدها. ما أن شعر بالألم يخف حتى نهض و خرج من المطبخ متجها لغرفتها و الغضب يكسو ملامحه، كان يعلم أن هذا وقت جلسة آمر العلاجية لذلك لن تذهب و تحتمي في صديقتها.. و لكنه غير طريقه ليذهب لغرفة صديقتها أولا، طرق الباب بهدوء حتى تظنها الحمقاء الثلاثة فتفتح له و لكنها عندما لم تجيب علم أنها ليست في غرفة ديمة و مؤكد أحتمت في غرفتها، حسنا أيتها الغبية من سينقذك من قبضتي الآن، أتجه لغرفتها و طرقها بقوة قائلا بعنف " أفتحي الباب أيتها الجبانة، أفتحي حتى أقوم بعقابك على فعلتك لا تظني أني سأغفرها لك"
سمع صوت المفتاح يدور في الباب و ديم تقول بتوتر " أبتعد و إلا صرخت و سببت لك فضيحة"
قال لها بحقد " و من سيسمعك صديقتك و مريضة و نائمة و الأخرى مع آمر في غرفته بالأسفل من سيسمع صراخك و ينجدك مني الآن دعيني أفعل ما فعلته بي و سأتركك دون عقاب أخر العين بالعين"
ردت ديم بعصبية و بدأ قلبها يقرع خوفاً " أنت مجنون أبتعد من هنا هل جننت أنت من بدأ ذلك بوقاحتك معي "
وجدت الباب يهتز فعلمت أنه يصدم الباب ليفتحه.. استندت بظهرها على الباب صائحة" ماذا تفعل أيها المجنون "
دفع لؤي الباب مرة أخري مما جعلها تندفع للأمام و كادت تسقط لولا تماسكها. وقف أمامها بتحدي و رفع راحته قائلا بأمر" البخاخ و الأن "
قالت بصوت مختنق .." لا تظن أني سأعطيه لك حقا"
اقترب منها و أمسك بذراعيها قائلا بقسوة " البخاخ أو أقبلك بشاربي ماذا قلت "
أمتعض وجهها و لمعت عيناها بالدموع قائلة ببؤس من موقفها الحرج " حسنا أسفة و لكنك أستفزيتني بحديثك الوقح و مازالت تفعل حتى الأن "
قال لؤي متجاهلا دموعها التي بدأت تتساقط كعادتها كلما تحدث معها فهى تبكي كالأطفال بسبب و دون سبب" البخاخ "
رفعت يدها باستسلام تعطيه إياه فحرق عينيها قليلاً أفضل من أي شيء آخر.. أمسك البخاخ بحزم و رفعه أمام وجهها فأغمضت ديم عيناها بقوة .. قال بأمر" أفتحي عيناك، القصاص بالمثل"
دعت ديم أن يأتي أحد لينجدها، حلم أو بجاد و لكن لا أحد، قالت ببكاء و هى مازالت تغلق عيناها بقوة " و لكني اعتذرت منك على فعلتي ألا يكفي هذا"
أجاب لؤي بحزم " لا يكفيني، و لكن معك خيارين البخاخ أو تقبيلي"
فتحت ديم عيناها بخوف و قالت بخفوت" البخاخ "
سألها لؤي بسخرية " ألم عيناك أفضل من تقبيلي بالشارب"
أجابت بقرف " بل أفضل من تقبيلك بأي طريقة"
رفع البخاخ بحزم في وجهها فعادت ديم لتغلقها بقوة ثانياً رمقها لؤي بمكر و شعر بالحرارة تجتاح جسده متذكرا أوقاته في المدينة مشتاق للبعض منها.. رمقها بحرارة و هو يراها محتقنة الوجه و دموعها تسيل من بين جفونها المضمومة بقوة و بدلا من رشها بالبخاخ وجد نفسه ينحني ليلصق شفتيه بشفتيها مقبلا بتصميم و شاربه و لحيته تخدش بشرتها الناعمة و جسدها يتصلب بذهول من فعلته و عيناها تفتحان على أتساعهما و الصدمة تكلل وجهها و لكنه لم يستطع السيطرة على رغبته فلم يسمح لها أن تبتعد عندما احتواها بذراعيه محتجزا إياها بينهم...💫 💫 💫 💫 💫 💫 💫 💫 💫 💫 💫 💫 💫
أنت تقرأ
و إني في هوى خاطفي متيمة
Adventureحكمٌ أطلقه قبل أن تثبت إدانتها.. و لما أراد الطعن به أزفت ساعه رحيلها... تاركةً إياه بين ندمه و بين طفلةٍ ضلّ سعيه إليها.. ليخرّ صريع الحسرة و العجز و نفسه تيأس من خلاصها... ليسوق شقيقه إليه ملاك الرحمة مخطوفةً نائيةً عن دارها.. و لتعدو خلفها رفيقتا...