الفصل السادس و العشرون
كانت تالة تجلس بجانب والدتها بتململ و وجه شاحب و تلك الزائرة تتحدث بانطلاق و مرح مع هالة و مجدي الذي علمت أنها تكون ابنة خاله و إن كان ليس خاله شقيق والدته و لكنه في مقام أخيها .. التفتت سارة لتالة سأله باهتمام " و أنتِ تالة متى ستعودين لعملك أم أن السيد مجدي أخذ دور سي السيد في حياتك و منعكِ تعملين "
كانت سارة قد طلبت منه أن يتركها تعود لعملها إذا أرادت حتى لا تكون مضغوطة دوماً بسبب وجوده و تظل تفكر بما حدث بينهما يجب أن يسمح لها بالتحرر قليلاً من محيطه و العودة لشبه الحياة التي كانت تعيشها من قبل أن تعرفه و لكن لا يتركها كليا فقط يظل بجانبها و يثبت وجوده بها دون ضغط منه.. و رغم غضب هالة الظاهر من حديثها ذلك إلا أنها لم تظهره حديثاً من أجل آمنة و لكن إذا كان سيكون في صالح ابنها لا بأس لتتحمل قليلاً تأخر مجيء أحفادها.. رغم تمنيها أن يكونوا على الطريق لعلها تفيق..
نظرت تالة لمجدي و كأنها تسأله ماذا سيقول و يجيب قريبته و هى تعلم أنه لن يجعلها تعود لعملها.. " بالطبع إذا أرادت حبيبتي أن تعود لعملها لن أمانع بالطبع ما يهمني راحتها قبل كل شيء "
هى لا تريد أن تعود للعمل بل تريد أن تعود لمنزلها و لكن لن تقول هذا الأن فقط ترحل تلك المرأة.. قالت سارة بحماسة " بالطبع لا تمانع أن تعود مجدي و من تفضل المكوث في المنزل "
لم تجيب تالة و قد شعرت بالضيق من تلك المرأة التي تدس أنفها فيما لا يعنيها و تجيب عنها.. من طلب منها أن تعين نفسها مدافع عن حقوق المرأة هنا... سألت آمنة بحنان " تالة حبيبتي. هل أنتِ بخير. لم لا تتحدثين "
قالت سارة لآمنة بمرح " ربما تخجل من وجودي خالتي.. حسنا سأعود للمنزل الأن و لكني سأتي مرة أخرى لنتعرف عزيزتي ليس لديكِ مانع تالة صحيح "
قالت هالة باسمة " بالطبع يا حبيبتي لم ستمانع بالطبع فلتأتي غداً و تتعرفي كما تحبين.. لم لا تأتين على الغداء و سأهاتف مرام لتأتي هى أيضاً فهي لم تتعرف على تالة جيداً بعد "
كادت تصرخ فالجميع يتحدث بالنيابة عنها و لا أحد يأخذ رايها فيما تريد.. سألها مجدي بقلق " حبيبتي هل أنتِ متعبة نحضر الطبيب "
قالت بتصلب و هى تقبض على راحتها بقوة " أنا بخير "
قالت سارة براحة " حسنا عزيزتي أراكِ فيما بعد هيا مجدي تعالى معي لتوصلني فالوقت تأخر "
نهض مجدي باسما " حسنا عزيزتي سأبدل ملابسي "
نهض ليتركهم فقال لتالة بهدوء " تعالي لتستريحي في غرفتك حبيبتي "
قالت تالة برفض " لا.. لست متعبة لا يصح ترك ضيفتنا "
قالت هالة باسمة " سارة ليست غريبة حبيبتي أذهبي مع زوجك لتستريحي أنا و آمنة معها "
نهضت تالة مضطرة تشعر بالغضب منهم جميعاً حتى والدتها تشعر أنهم يتكاتفون عليها.. دلفت أمام مجدي و توجهت للفراش بغضب و جلست عليه متجاهلة وقوفه و مراقبته لها.. قال و هو ينزع تيشرته.. " هل أنتِ بخير "
رفعت رأسها بحدة ناظرة إليه بحقد فابتسم برقة و قال " أحبك "
لن تغضب و تجيبه فقط يعود و ستترك المنزل.. قال مجدي بحزم و كأنه قراء أفكارها " فلتستريحي لا ذهاب لمكان اليوم حبيبتي "
عاد ليكمل تبديل ملابسه بصمت واعدا نفسه إن جاء و مازالت مستيقظة فله حديث أخر معها..
أنت تقرأ
و إني في هوى خاطفي متيمة
Adventureحكمٌ أطلقه قبل أن تثبت إدانتها.. و لما أراد الطعن به أزفت ساعه رحيلها... تاركةً إياه بين ندمه و بين طفلةٍ ضلّ سعيه إليها.. ليخرّ صريع الحسرة و العجز و نفسه تيأس من خلاصها... ليسوق شقيقه إليه ملاك الرحمة مخطوفةً نائيةً عن دارها.. و لتعدو خلفها رفيقتا...