الفصل الثامن و العشرون
كانت بيسان تجلس على ساق صابر بعد عودتهم للمنزل و تناولهم الطعام الذي أعدته دانية في وقت سابق بعد مجيء لؤي بالحقائب
كان صابر يتحدث بخفوت لبيسان بالعربية و هو يلقنها كيف تخرج الكلمات بينما آمر ينظر إليهم باسما.. كان لؤي يتحدث مع بجاد سائلا عن العمل في المزرعة و كل ما حدث منذ رحيلهم لتقاطعهم دانية قائلة بحماسة " فلتخبرنا أنت ماذا فعلتم هناك و كيف وجدتم بيسان .. و هل علمتم عن سيرين شيء "
نظر بجاد لآمر الذي تلاشت بسمته و شحب وجهه فقال صابر بحزم
" هذا ليس وقت هكذا أحاديث دانية آمر متعب فلتأخذيه لغرفته مع بجاد و غداً نتحدث هيا.. أما هذه الأميرة ستغفو جوار جدها هل تمانعين أميرتي النوم بجوار جدك " أضاف بإنجليزية لتفهم بيسان
ردت بيسان رافضة " بل سأغفو بجانب بابا هذا ما وعدني به أني سأغفو بجانبه كل يوم "
ضحك صابر بخفة و قبل رأسها " لا حرمك الله منه يا حبيبتي.. حسنا هيا دانية خذي آمر لغرفته "
قال آمر بجدية " حسنا عمي و لكن قبل أن أذهب لم لا نتحدث في خطبة دانية و بجاد أظن أنهم انتظروا كثيراً ما رأيك أن تكون الخطبة غداً قبل عودتنا للمزرعة و عقد القران بعد أسبوعين "
نظر بجاد لصابر بتساؤل إذا كان سيوافق ليخرج تنهيدة راحة و هو يستمع إليه يقول " لم لا تكون خطبة و عقد قران غداً إذا وافقت دانية و بجاد هم بالفعل في تعداد المخطوبين لأشهر و كثير حولنا يعلمون أن بجاد خطيبها سيكون حفل هنا في المنزل صغير بما أن لا أقارب هنا لدينا و أنتم لا أحد من العائلة في نفس المدينة فلا داعي لتأجيل عقد القران "
قال بجاد بحماسة قبل أن تنطق دانية أو أحد أخويه " نعم أنه موعد مناسب و جيد .. أليس كذلك أخي " سأل آمر برجاء كأنه يخبره أن لا يعترض و لكن آمر قال باسما " لم لا نسأل دانية فهي العروس مؤكد تحتاج لوقت لتجلب ثوب مناسب و أن تحضر لها هدية أليس كذلك.. هل سيتم كل هذا في الغد لا أظن ذلك "
كان صابر ينظر لتحاورهم بهدوء و أصابعه تتلاعب في خصلات بيسان الشقراء حتى وجدها تستند على صدره لتغط في النوم المريح.. قالت دانية بخجل " ما يريده أبي أنا موافقة عليه.. ثم أنا لدي عدة أثواب بالفعل لن أحتاج لشيء أخر و بجاد أحضر لي محبس للخطبة و لكني لم أرتديه لحين عودتكم فلا بأس بالغد إذا لم يمانع أبي "
رد لؤي بنزق.. " و لكني ارفض ذلك فأنا أحتاج للوقت لأشتري ملابس جديدة و حذاء و أيضاً أقوم بقص شعري هذا فقد تخطى خصلات بيسان "
وكزة بجاد بحدة في جانبه " و من أنت لتحتاج للوقت أنها خطبتي أنا أيها الثور و ليس أنت و أنا موافق على الغد "
التفت لصابر الذي ضحك لحديثهم قائلاً " عمي صابر أنا موافق لا تنصت لهذا الأحمق.. غداً.. غداً نعقد القران "
نهض صابر حاملاً بيسان قائلاً بحزم لينهي جدالهم " حسنا هيا أنت و هو على النوم فغداً لدينا عقد قران و أنت آمر سأخذك أنا لغرفتك لتستريح طالما هذان الأحمقان لا ينصتان لحديثي "
نهضت دانية لتأخذ بيسان من بين يديه قائلة " هاتها ستغفو معي اليوم ليستريح آمر "
أعطاها لها فذهبت لغرفتها و هى تقول " تصبحون على خير "
رمقها بجاد براحة و قد أطمئن أنها ساعات فقط و ستكون له و ملكا حصريا لبجاد محمود العامري .. يا لهذا الشعور الرائع الذي يشعر به هل هكذا كانت مشاعر آمر تجاه سيرين.. و حلم ماذا عنها يا ترى هل أحبها أم أحب سيرين و هل يستطيع أن يحب كلتاهما لا يعلم و لكنه متأكد أنه لن يحب أبداً غير دانية أمسك بمقعد شقيقه ليقوده للغرفة بعد أن ألقى التحية بدوره على صابر و لؤي " تصبحون على خير سأوصل آمر لفراشه بنفسي "
بعد ذهابهم نظر صابر للؤي و قال بغضب مصطنع " أجلس أريد الحديث معك "
توتر لؤي من لهجته فجلس بقلق سائلاً " ماذا عمي "
قال صابر بغضب مكتوم " عمك أيها الوغد بعد ما فعلته بابنتي هل تعلم يشفع لك عندي هو أخويك و خاصة آمر لولاهم لأبلغت عنك الشرطة أيها الوغد .. "
زم لؤي شفتيه بضيق و لم يستطع الجواب فقال صابر ببرود
" و الأن فلتخبرني بكل ما حدث معكم في الخارج فأنا لست نعسا الأن و أريد الثرثرة قليلاً "
نظر إليه لؤي بشك فقال صابر بنزق " هيا تحدث هل ستجيبني نظراتك "
لوى لؤي شفتيه بحنق و لكنه أجاب بهدوء ليخبره كما حدث معه و آمر منذ ذهب ليجري آمر العملية الجراحية و للعجب كان الحديث مع العم صابر سهل و سلسل على غير توقعه ...
أنت تقرأ
و إني في هوى خاطفي متيمة
Pertualanganحكمٌ أطلقه قبل أن تثبت إدانتها.. و لما أراد الطعن به أزفت ساعه رحيلها... تاركةً إياه بين ندمه و بين طفلةٍ ضلّ سعيه إليها.. ليخرّ صريع الحسرة و العجز و نفسه تيأس من خلاصها... ليسوق شقيقه إليه ملاك الرحمة مخطوفةً نائيةً عن دارها.. و لتعدو خلفها رفيقتا...