الفصل الثامن
مدت حلم يدها بالظرف و قاومت رغبتها بعلم ما يحتويه بشق الأنفس . أختطفه آمر بقوة مما أثار استياء حلم . قالت و هى تنظر إليه يضعه أسفل الوسادة " الن تفتحه لتعلم إذا كان ما يحتويه موجود به أم أخذته مثلاً "
رد آمر ببرود " لن تفعلين أيتها الأمينة . هيا أخرجي من هنا شاكرين لك خدماتك "
سألته حلم بحزم " من سيرين "
شحب وجهه بغضب كيف تجرؤ على سؤاله عن شيء يخصه . كيف علمت عنها من الأساس . لا يتذكر أنه أخبر أحد عنها .. " ليس من شأنك "
قالت بلامبالاة " يمكنك أن تخبرني ربما جلبتها لك . فعلى ما يبدوا أنك تهتم بها "
بصوت جامد قال " أذهبي من هنا أيتها الحمقاء و إلا ... "
قالت ببرود " و إلا ماذا أيها المتبجح . ألم تكتفي إلقاء أوامر كالطاووس و تنتظر الطاعة . كيف أنت تتحمل نفسك و وقاحتك لا أفهم "
أجابها بسخرية " أقتربي و أنا أفهمك في أذنك في فمك كما تريدين " كادت تنفجر ضحكا على وقاحته تعلم أنه يريدها أن ترحل بأي وسيلة و لكنها لوت شفتيها بسخرية و كتفت ذراعيها بتحدي قائلة " الجدول الذي سيكون عليه يومك أيها الرجل الكبير المحترم .. أولا فطور صباحي معا . ثم السير قليلاً خارج المنزل . أقصد أنا سأسير و أنت على مقعدك و لكن سيفيدك نسيم الصباح . ثم العودة و لتشغل نفسك لحين وقت الغداء . و بعدها بدء العلاج المخصص لك . و الجلسة ساعتين متواصلتين .كل يوم عادا الجمعة هذه إجازتي . بعد ذلك تستطيع الراحة في الفراش لعدة ساعات قبل تناول عشاء خفيف . أو ربما كوب حليب . هل أعجبك الجدول . إذا كان هناك شيء أخر تريده أخبرني "
صمتت حلم تنظر إليه ليتحدث معقبا على ما قالته و لكنه تجاهلها تماما لتعلم أنه سيصعب عليها الأمور . حسنا سوف نرى .. قالت ببرود " عجز لسانك كما قدمك يا ترى "
أستلقى آمر على الفراش بعد أن كان جالسا و قال بهدوء " أغلقي الباب خلفك و أسدلي الستار أريد النوم قليلاً فقد أصابني الصداع من ثرثرة أحدهم هنا على رأسي "
أخرجت حلم صوت ساخراً قبل أن تقول " سنرى من سيستسلم أولا إذن . هذا تحدي "
رد آمر ببرود " أذهبي إلى الجحيم يا امرأة "
ردت بسخرية " آنسة سيد آمر "
ضغط على نواجزه بقوة قبل أن يتنفس بعمق قائلاً " للجحيم إذن يا آنسة "
قالت حلم باسمة ببرود " سأتركك اليوم تأخذ على غرفتك الجديدة و منذ الغد سنبدأ نظامنا الجديد "
تركته و خرجت صافقة الباب بحدة و هو يتمتم بحنق
" اللعنة على كل شيء "********************
قال لؤي بنزق " أذهب لمن "
رمقه بجاد ببرود " للفتيات ليتناولن طعام الغداء قبل أن نعود للعمل مرة أخرى "
رد عليه بعصبية " هل سنجهز لهم الطعام و نخبرهم و هن جالسون مرتاحون "
رد بجاد ببرود " و كيف تريد أن نتعامل مع المخطوفات نعذبهم مثلاً كوننا نحتجزهم هنا "
قال لؤي بنزق " لا .. و لكن على الأقل يساعدن في المنزل . هل لدينا وقت لنطعمهم أيضاً . غداً تخبرني أن أغسل ملابسهم "
مط بجاد شفتيه بسخرية " أخشى أن أخبرك أن هذا ما سيحدث .. هذا ما أخبرتني به الممرضة و هى تلقي لي ملابسها المتسخة و صديقتيها و هى تنبهني أن لا أضع مبيض حتى لا أتلفها و شرحت لي كيف أقوم بوضعها في ماء فاتر مع مسحوق و أتركها حتى تخرج منها البقع قبل أن أقوم بشطفها .... "
قال لؤي مقاطعا بزمجرة " كفي كفي . يكفي لا تثير جنوني بحديثك اللعنة سأذهب إليهم لأقتلهم الأن و ليس لدعوتهم للغداء "
كان بالفعل يتحرك ذاهبا فقال بجاد بحنق " أنت أيها الوغد كفاك توريطنا في المشاكل . لتفعل ما أخبرتك به و ننتهي لنعود للعمل "
لم يصل للدرج عندما وجد الفتيات يهبطن من فوق و حلم تقول باسمة " هل جهز الغداء "
تخصر لؤي بحنق و قال بحدة " هذا اليوم فقط منذ الغد أنتم من سيعد الطعام . نحن نعمل طوال اليوم في المزرعة و فوقها خدمتكم "
ردت ديم ببرود " هل أخبرك أحد أن تخطفنا و تحتجزنا هنا "
اقترب منها لؤي بتهور مهددا " و من جاء ناحيتك أيتها الحمقاء . أنت و الغبية الأخرى من لحقني لهنا "
أمسك به بجاد بينما حلم تضع راحتها على صدره توقفه بحزم و ديم التي أختفت خلفها تحتمي بها " أهدئ أيها الوغد و إلا سأريك العيون الحمراء جزاء ما فعلته بي أنا صامتة فقط بمزاجي و لكن لو وضعتك في رأسي سأجعلك تسير تحدث نفسك نادبا حظك نادما على ما اقترفته و جلبي هنا "
أومأت ديم بحزم " أجل بالفعل و نحن معك "
قال بجاد بملل " أيتها الممرضة . لدي عمل كثير و أنا جائع هل لك أن تنهينا لنعود للعمل رجاءاً "
قالت دانية تقاطعه بحنق ", كم مرة أخبرتك أنها حلم و ليست الممرضة "
قال بجاد ساخراً " مرتين فقط يا قطة الثالثة ثابتة "
ابتسمت حلم و قالت بهدوء " حسنا أنا سأتناول طعامي اليوم مع آمر و منذ الغد سنجتمع جميعاً على المائدة و آمر معنا و اليوم سأهيئه فقط ليعلم عن وجود دانية و ديم في المنزل "
شعر لؤي بالقلق و بجاد بالضيق . علم آمر بوجود الفتيات يعني معرفته بفعلتهم . قالت حلم بهدوء و هى ترى القلق مرتسم على ملامحهم " لا تقلقا الأمر سيكون بيننا . أما آمر سيعلم أنهما صديقتي و أحدهم طاهية و الأخرى خادمة "
قال بجاد بضيق " مظهركم لا يوحي بذلك أخي آمر لا تستطيعين الضحك عليه "
قالت حلم بلامبالاة " حسنا لتخبره أنهن جئن زيارة لديكم كصديقتين "
اتسعت عينا لؤي و بجاد دهشة . مما جعلها تتعجب . قالت سأله
" هل قلت شيء خاطئ "
رد بجاد بسخرية ", بل تفوهت بكارثة . لا صديقات هنا هل تريدينه يقتلني و لؤي رميا بالرصاص "
سألته دانية ساخرة " هل تعيشون رهبان هنا "
نظر بجاد للؤي بشك قبل أن يقول ببرود " ربما "
لاحظ لؤي شكه فقال بنزق " بل بالتأكيد . تبا .. لكم من المرات سأخبركم لا أفعل لا أفعل "
سألته ديم بمكر " تفعل ماذا "
رمقها بحدة " ليس من شأنك "
قالت حلم منهية الجدل " حسنا الطعام يا سادة فقد جعت الأن و مؤكد آمر أيضاً "
بالفعل توقفا عن الجدال و تحركن لتعد حلم طعام لها و لآمر لتخبره عن الفتيات و بدء تناول الطعام مع العائلة ..
أنت تقرأ
و إني في هوى خاطفي متيمة
Aventuraحكمٌ أطلقه قبل أن تثبت إدانتها.. و لما أراد الطعن به أزفت ساعه رحيلها... تاركةً إياه بين ندمه و بين طفلةٍ ضلّ سعيه إليها.. ليخرّ صريع الحسرة و العجز و نفسه تيأس من خلاصها... ليسوق شقيقه إليه ملاك الرحمة مخطوفةً نائيةً عن دارها.. و لتعدو خلفها رفيقتا...