الفصل الثالث عشر
كان بجاد في الخارج يفرك يديه بعصبية و هو يقطع أمام الغرفة ذهابا و إيابا بقلق . رمقه لؤي بخبث قائلاً " تعلم بما يذكرني مظهرك . برجل ينتظر زوجته أن تأتي بطفله .. ما بك أنها مجرد انفلونزا فقط "
رمقه بجاد بغضب " أيها الوغد عديم الإحساس أنها غريبة عنا بعيدة عن عائلتها و مريضة و أنت تسخر من الأمر . ماذا لو حدث لها شيء كيف سأعيش بذنبها "
رفع لؤي حاجبه بمكر و قال باستفزاز " لا تقلق . ستعيش و هى أيضاً و ستأتيان بالكثير من الأطفال "
تقدم منه بجاد بغضب يريد ضربه " أيها الوغد كل ما يحدث لنا من كوارث بسببك "
فلت لؤي في أخر لحظة من قبضته لتنجده حلم بخروجها من الغرفة توقفه قائلة " بجاد أتركه "
وقف ينظر إليها بقلق سائلا " كيف حال دانية "
نظرت إليه حلم مليا قبل أن تقول باسمة " بخير . لم أنت قلق هكذا أنها إنفلونزا فقط لقد اعطيتها خافض حرارة و مسكن ستكون بخير "
وقف مترددا ليسألها بتوتر حرج " هل أستطيع رؤيتها "
ردت حلم بمرح " تشعرني أنها على وشك الموت ما بك أخبرتك هى بخير "
قال بجاد بضيق شاعرا بالذنب " حسنا آنستي يمكنكم الإستعداد للرحيل الأن بعد أن تفيق دانية أنا سأوصلكم لمنازلكم "
نظرت إليه بدهشة " حقاً "
أجابها بصدق " نعم آنستي لا يجب أن تظلوا هنا بعد الأن لم يعد هذا أمن و قد مرضت دانية ، نحن بالكاد ندبر أمرنا هنا لا نستطيع تحمل مسؤولية مرضكم أيضاً "
سألت بهدوء " و ماذا ستقول لآمر "
أجابها بحزن " الحقيقة بالطبع و لكن بعد ذهابكن من هنا "
رمقته بحيرة " و لم تفعل ذلك هى مجرد أيام و سنرحل بشكل طبيعي لم تفسد بينكم و بين أخيكم لقد تقبلنا الأمر بجاد و لا داعي لافتعال مشكلة بسببنا "
أجابها بمرارة " لا أستطيع تحمل هذا العبء وحدي صدقيني سأشعر بالقوة عندما يعلم آمر بذلك مهما حدث منه سأتحمله و لكني سأشعر أني بخير عندها الأن شعرت بما يشعر به آمر من عبء لتحمله مسؤوليتنا جميعاً . و أنا لم أعد أريد أن أخذ مكانه في هذا بالوقت الحالي . أعلم أخي قوي و سيتقبل الأمر في النهاية بعد أن يصب غضبه علينا بالطبع . "
قالت حلم بحزم " حسنا بجاد لتخبره على راحتك و لكن كما قلت بعد رحيلنا و نحن لن نرحل الأن . لدينا عشرة أيام قبل سفركم و سنبقى بها كما اتفقنا و بعدها لك أن تفعل ما تريد و الأن بما أن دانية مريضة تعالى معي لنعد الطعام للجميع قبل أن يملئ آمر المنزل بصراخه علينا لتأخرنا "
ابتسم بجاد ممتنا قبل أن يقول بصدق " أنا أسف لكل ما حدث معكم بسببنا آنستي "
قالت حلم باسمة " حلم بجاد حلم لا أظن بعد خطفنا من المناسب قول آنستي "
رد بجاد براحة و مرح لحديثها " حسنا حلم . هيا لنعد الطعام و لا تنسي في الغد الخطابات الخاصة بكم فقد تأخرنا عنها أسبوع و مؤكد والديكم قلقين عليكم "
أومأت برأسها موافقة و عادت لتهبط معه تاركة وراءها ديم جالسة مع دانية لحين تفيق . متعجبة كيف لم تعد قلقة من اللقاء بوالديها عند عودتهم و الأسئلة التي ستطرح عليها .العجيب أنها وجدت جواب لكل سؤال يدور في رؤوسهم الأن ...
أنت تقرأ
و إني في هوى خاطفي متيمة
Adventureحكمٌ أطلقه قبل أن تثبت إدانتها.. و لما أراد الطعن به أزفت ساعه رحيلها... تاركةً إياه بين ندمه و بين طفلةٍ ضلّ سعيه إليها.. ليخرّ صريع الحسرة و العجز و نفسه تيأس من خلاصها... ليسوق شقيقه إليه ملاك الرحمة مخطوفةً نائيةً عن دارها.. و لتعدو خلفها رفيقتا...