الفصل العشرون
كان آمــــــــــــــــر يجلس على مقعده ممسكا بيده كوب شاي يتصاعد منه البخار أعده لؤي و عقله يفكر بتعجب و حيرة من وجود طعام صالح في المنزل و أغطية فراش نظيفة و الشقة غير متربة كمن يعتني بها أحدهم كل يوم. هل كانت سيرين تعلم بمجيئه رغم شكها به أنه سيصدقها. و لكن من يعتني بالشقة و يأتي لهنا مؤكد على علاقة وثيقه بسيرين حتى تترك له مسؤولية المنزل ليعتني به و هل يا ترى يعرف عن بيسان ليعرف أجوبة أسئلته عليه أن يعرف من هو أولا. أنتشله صوت لؤي من أفكاره الهائجة
"آمــــــــــــــــر تحدث أخي لقد نفد صبري من صمتك"
رفع آمر رأسه و نظر لأخيه ببؤس " تريد أن تعرف عن سيرين " رد بمرارة
قال لؤي بحزن " كيف يكون لك زوجة و لا نعرف عنها "
زفر آمر بحرارة " لأني أحمق غبي فأضعتها و أضعت فرصة وجودها بيننا الأن "
سأله لؤي " لماذا لم تخبرنا "
قال آمر بحزن " لقد كنت أنوى أن أعود معها و أخبركم و لكن حدث شيء بيننا مشكلة صغيرة غبية و لم يكن لدي فرصة معها لنجد لها حلا أو نتحدث عنها فقد كان هذا وقت وفاة أبي لأعود و أنسى أمرها كليا " كيف ينسى زوجته لا يفهم.. فكر لؤي و هو ينتظر حديثه و لكن صمت آمر أخبره أنه لن يضيف المزيد فسأله لؤى بجدية " هل هذا كل ما ستخبرني به "
رد آمر بتعب " للوقت الحالي أجل لؤي.. أرجوك لا تسأل عن شيء الأن فقط بعد أن ننتهى من الجراحة سنتحدث مطولا فسأحتاج إليك بالتأكيد لشيء هام "
"ما هو آمر" سأله لؤي باهتمام
رد آمر بحزم "أصبر فقط عدة أيام و سأخبرك. أما الأن أريدك أن تجلب لي الحارس في الأسفل فلدي حديث معه قبل أن نعود للفندق"
تحرك لؤي ليذهب لن يضغط عليه بالكثير من الأسئلة فشقيقه يبدو متعبا نفسيا إذ لم يكن جسديا أيضاً .. و هذا ليس جيدا لحالته و هو مقدم على جراحة دقيقة مثل التي سيقوم بها. فقط تمنى لو يستطع أن يبث قلقه و مخاوفه لبجاد..*************★
كانت تنظر لصورته و هو متوسط شقيقيه مضجعة على الفراش بعد أن عادت للمنزل و افترقت عن الفتيات . لقد شعرت أن مقابلتهم ليست كما كانت من قبل لا تعرف ما ينقصها و لكن كل واحدة منهن تشعر بالفقد و النقص بطريقة ما . دانية تعلم أنها تفتقد بجاد و تشتاق لأحديثهم و ديم و إن كانت تشاكسهم و تنفي فهى تشتاق لشجارها مع لؤي و مشاكستهم معا . و أنت حلم ماذا تفتقدين . هل تفتقدين آمر . هل تفتقدين الحديث معه كما كنتم تفعلون كل مساء . اشتقت لذهابك معه لسر . لم أشعر بهذا الألم الشديد في قلبي عندما أفكر أنه يحب امرأة أخرى و يريد أن يشفى من أجلها . هل هو ألم لافتقادي إياه فقط أم هو غيرة و ضيق من علمي أنه لا يفكر بي أنا
زفرت بحرارة و وضعت الصورة أسفل وسادتها و أغمضت عيناها أنسيه حلم هو ليس لكِ . إنه لامرأة أخرى . لن يكون لكِ في يوم من الأيام . اللعنة أعلم بالطبع أنه ليس لي ليس عليكِ التأكيد على ذلك . لم تفكرين به إذن و تعذبين نفسك . لأني حمقاء هذا كل شيء أنا حمقاء .. خرجت شهقة بكاء خافتة فتمتمت بلوعة " هذا ما ينقصني أن أبكي من أجله أيضاً . "
جاءها صوت الهاتف فأخذته لتجيب .. " دانية " خرج صوتها مختنق
سمعت صوت صديقتها تسألها بحزن " هل تبكين حلم "
ردت حلم بصوت أضفت عليه بعض المرح " لا أيتها الحمقاء . لقد كنت نائمة فقط و أنت ايقظتينني "
عادت دانية تسأل " هل أنت بخير "
ردت بمرح " أجل أخبريني لم تهاتفيني الأن للتو تركنا بعضنا "
تنهدت دانية و قالت بحزن " اشتقت لبجاد و أردت الحديث عنه فقط و لم أجد غيرك أتحدث معه فأبي لا يعلم علاقتنا بعد و ديم حمقاء ستظل تسخر مني بطفوليتها المعتادة"
ابتسمت حلم بحزن .. " تحدثي يا صديقتي كلي أذان صاغية "
أنت تقرأ
و إني في هوى خاطفي متيمة
Adventureحكمٌ أطلقه قبل أن تثبت إدانتها.. و لما أراد الطعن به أزفت ساعه رحيلها... تاركةً إياه بين ندمه و بين طفلةٍ ضلّ سعيه إليها.. ليخرّ صريع الحسرة و العجز و نفسه تيأس من خلاصها... ليسوق شقيقه إليه ملاك الرحمة مخطوفةً نائيةً عن دارها.. و لتعدو خلفها رفيقتا...