30& و إني في هوى خاطفي متيمة& صابرين شعبان

4.8K 231 24
                                    

الفصل الثلاثون 

شعر أحمد بالحنق من  تصرف ابنته  المتهور عندما اندفعت لتقف بجانبه و هى تفتح قميصه لترى الجرح و مصدر الدماء   و لكنه  لم يعلق و هو يرى  شقيقيه  يلتفان  حوله  بخوف ظهر في أسالتهم  التي انهالت  على رأسه بما يشعر و ماذا حصل فلم يشأ أن يزيدهم توتر و قلق بغضبه من حلم   ..  قال آمر بحزم يوقف سيل أسالتهم  و هو يرى نظرات القلق تحيطه مبعدا يد حلم برفق    " فليهدأ  الجميع أنا بخير أنتم تخيفون  بيسان هكذا و تقلقون دون داعي .. "
كانت الصغيرة بالفعل تنكمش بخوف على المقعد و والدها محجوب عنها بمن يحيطونه.. قالت حلم بتوتر " دانية  لتجلبي علبة الاسعافات رجاء "
قال آمر رافضا بتوتر " لا داعي حلم أنا بخير "
سألته بحدة " لم تنزف إذن طالما أنت بخير "
قال أحمد بضيق " أخبرك أنه بخير أهدئي "
و كأن كلمة والدها جعلتها تفيق على ما تفعله أمامهم فوقفت باستقامة قائلة بجدية و طريقة عملية و كأنه مريض لديها " يجب أن  نرى الجرح سيد آمر لنطمئن أو تذهب للطبيب الأن "
قال أحمد بسخرية " لا داعي للطبيب و أنت هنا يا عزيزتي فلتجعلها ترى جرحك سيد آمر فضميرها المهني لن يصمت إلى أن تطمئن عليك.. أقصد على الجرح " أضاف بلامبالاة و هو يعلم أن حديثه سيصل مغزاه له و للجميع و أنه مجرد حالة فقط و هى تمارس مهنتها و لا شيء زايد و كأنه لا يعلم ذلك فكر آمر بمرارة فعلى ما يبدو ستوافق على ذلك الخاطب الأن طالما أخذت فرصة لتفكر إذن لا تمانع  .. قالت دانية باهتمام
" حسنا سأحضر علبة  الاسعافات  فقط خذه لغرفته بجاد "
قال آمر بعصبية لا يريد أن تلمسه أو تظهر أي اهتمام به  خاصة أمام والدها " قلت أني بخير أنا فقط سأبدل قميصي بعد إذنكم "
نهض من على المقعد فأمسك لؤي بذراعه و بجاد بجانبه مما جعله يشعر بالغضب و كأنه  مازال  عاجز  " أخبرتكم أني بخير لا تحدثوا جلبه أتركني لؤي "
نظر صابر لبجاد بنظر تفاهم فقال الأخير بهدوء " حسنا أخي أذهب و أبدل قميصك و نحن سننتظر لتناول الطعام "
ثم أضاف بحزم " لنجلس و نكمل طعامنا لا شيء يقلق.. دانية أطعمي بيسان "
قال صابر بمرح ليخفف من التوتر السائد " بل أنا من سيطعم الأميرة "
خرج  آمر للخارج بحزم  محاولا عدم العرج على قدمه المصابة.. و لكن حلم ظلت تنظر إليه بقلق مما جعل أحمد يقول بأمر " أجلسي حلم تناولي طعامك "
قالت ببؤس " لقد شبعت بابا سأذهب للمرحاض لأغسل يدي و أمشط شعري  قبل أن نرحل "
قالت ديم " أتية معك "
خرجت كلتاهما فقال صابر بهدوء " أذهبي دانية ربما أحتجن لشيء"
أومأت برأسها موافقة و خرجت خلفهم  .. كانت حلم تجفف وجهها عندما أتت دانية التي نظرت إليها بهدوء " أنت بخير " سؤال هادئ كملامحها التي لم تشأ أن تظهر عليها ذلك التوتر و القلق من ظنها أن عمها أحمد انتبه لم يحدث بينها و بين آمر فهو ظهر للعيان بسبب خوفها عليه.. ردت حلم بسخرية " كيف تظنين أني سأكون بخير بعد ما حدث "
سألت دانية بحزم " تريدين رؤيته قبل رحيلك "
نظرت ديم إليهم بضيق " لا أظن هذه فكرة جيدة دانية "
"أي هى غرفته "سألت حلم بصوت متردد.. أجابت دانية بهدوء" بجانب غرفة بابا "
خرجت حلم من الغرفة على حديث ديم الحانق " هذا غباء بالتأكيد"
و لكنها لم تهتم فهي بالفعل تعلم أنها غبية و لن يمرر والدها ما حدث اليوم لها.. طرقت بابه بهدوء لتسمع صوته الغاضب " أنا بخير بجاد كف عن مضايقتي  بمعاملتي كطفل صغير "
فتحت حلم الباب و توجهت نظراتها إليه كان يقف أمام المرآة نازعا قميصه و هو يمسك بالضماد الملطخ بالدماء يحاول نزعه و لكن ألمه كان يمنعه من فعلها بالقوة  و قد تشنجت ملامحه  و الضماد ملتصق بالجرح بعد نزفه.. كان يقف على قدميه بالفعل و بصحة جيدة رغم أصابته .. تقدمت منه و قالت بصوت هادئ  " دعني أساعدك "
التفت إليها بتوتر  " لا داعي حلم أنا بخير أرجوكِ عودي للخارج لا أريد أن يفهم والدك  تصرفك بشكل خاطئ "
ردت بسخرية "والدي يفهم تصرفي بشكل صحيح لا تخف "
شحب وجهه إذن كما قال بالفعل ضميرها المهني هو القلق  عليه و ليس شيء أخر.. "و مع هذا أنا بخير آنستي شكراً لكِ اهتمامك.."
امسكت بذراعه و أجلسه بحزم على السرير و قالت ببرود " لا بأس تحملني قليلاً و تقبل اهتمامي الغير مرغوب فيه لدقيقتين و بعدها سأتركك " بعد أن أجلسته خرجت لبضع ثواني و عادت  تحمل بيدها علبة الاسعافات  و ضعتها بجانبه على الفراش و مدت يدها  لتزيل الضماد   أخرج شهقة متألمة  من فمه و كتم بعدها أنفاسه ما أن نزعته  أخذ نفس طويل ثم  قال بصرامة " تعمدت إيلامي  "
ردت بلامبالاة و هى تفتح العلبة لتخرج المطهر و القطن لتقوم بتضميده   " لم أفعل  ذلك  " بل فعلت  أمسكت بعلبة الاسعافات و أخرجت القطن و المطهر و قامت بتنظيف الجرح برفق
أغمض عيناه و هى تقوم بتنظيف  الجرح  بالمطهر فقالت سأله " هل يؤلمك  حقاً  " كان يريد أن يخبرها أن لمسها له ما يؤلمه كان يريد أن يخبرها أن ما يؤلمه هو شوقه لحديثهم معا..  أن ما يؤلمه هو رؤية  نظراتها  القاسية  إليه  أن ما يؤلمه هو عدم  اهتمامها  به و أنه لا يمثل لها غير مريض  يحتاج تطبيب فقط  ..  قال بفتور " أنا بخير  "
بعد  أن وضعت الضماد  وضعت لاصق طبي و قالت بصوت  مختنق  "لا تقوم  بمجهود زائد  حتى يبرئ  الجرح  سيد آمر   حتى لا تعود القطب للنزف فيتأخر شفاؤك  "
استدارت  لتخرج  فأوقفها صوته  البائس  " حلم أنا أسف  " بالفعل أسف لأنها تعرفت عليه أسف لأنه ذلك الشخص الذي يشعر نحوها بمشاعر مختلفة ما بين شوق و غضب  .. أسف كونه ذات الشخص السيء الذي خذل سيرين.. أسف لأنه شعر بالخيانة كونها سترتبط برجل أخر و يريد معاتبتها الأن بل و اظهار غضبه منها .. أسف كونه أناني و لا يريدها أن تفعل و تقطع ذلك الخيط الرفيع بينهما بربطها بأخر .. أسف كونه يريد ضمها الأن بشوق و يلمس شفتيها برفق .. أسف كون قلبه يؤلمه بينها و بين ما كان
التفتت إليه بحدة و قالت بصوت غاضب " على ماذا تتأسف  "
أجابها بمرارة  " على كل شيء  ..  على معرفتك  لشخص مثلي  "
كانت تريد تجاهله  كانت تريد  سبه  كانت تريد  ضربه  و صب جام غضبها عليه تريد ضمه و سؤاله إن كان بخير..  كانت تريد سؤاله على ماذا تتأسف  على تحطيم  قلبي  بإخفائك زواجك و طفلتك عني  كانت تريد أن تسأله  لم يتأسف  و هو لم يعدها بشيء  لم يتأسف  و هو لا يحبها و لا تظن  أنه  يعلم أنها تحبه أيضاً  فلم يتأسف.. "لن تجيبي بشيء حلم" سألها بمرارة
ردت بصوت جامد "  معك حق في أني أيضاً أسفة في معرفة شخص مثلك وداعا آمر "
قبل أن تخرج سألها بعنف لم يستطع منعه  من الظهور "ستتزوجين قريباً كم أنت سريعة يا  عزيزتي  منذ قليل تركت خطيبك الذي أخبرتني عنه و الأن ترتبطين  بأخر..  هل كل ما تريدينه  رجل فقط و لا يهم  أن تحبيه  "
التفتت إليه و سألته بقسوة " هل تلومني على شيء هنا.. فأنا لم أفهم حديثك الذي تريد أن توصله لي بتقريعي  "
اشاح بيده ببؤس و مرارة  " لا بالطبع و هل يحق لي فعل ذلك.. كوني سعيدة فقط حلم مع من تختارينه "
رمقته باشمئزاز " و أنت كن سعيدا مع زوجتك و ابنتك سيد آمر "
عادت لتستدير لتخرج فأوقفها بحزن و مرارة  " سيرين توفيت.. ليس لي زوجة و لم يكن لي لسنوات مضت  "
ترددت خطوتها قبل أن تخرج قائلة بصوت مرتعش  "  أسفة لذلك..  وداعاً  سيد آمر اعتني بابنتك فأنت من تبقى لها الأن "

و إني في هوى خاطفي متيمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن