الفصل السابع و الثلاثون
ما أن سمعت صوته حتى هبت على الفراش قائلة بعنف باكية
" آمر أيها الوغد تركتني مرة أخرى و رحلت أبي سيعقد قراني غداً"
قال آمر بحزم " حلم أهدئي و كفي عن البكاء لن أتركك أنا سأتي في الغد لأطلبك من والدك أمام الجميع.. أعلم أنه خطأ و لكن ليس لدي حل أخر والدك لا يوافق و خطيبك لن يتركك ليس أمامي حل أخر غير التحدث أمام عائلته و عندها سيجبرونه على تركك بعد هذه الفضيحة فقط كوني معي و سانديني أمامهم .. أسف حبيبتي ليس لدي حل أخر "
قالت باكية " أفعل أي شيء فقط لا تتركني أتزوجه "
زفر بحرارة " حلم أنا أسف أنا سبب كل ما حدث بتأخري في الحديث ليتني انصت لبجاد منذ زمن "
ردت ببؤس " لا بأس آمر فقط لا تتركني أرجوك "
رد بصدق " لن أفعل فقط كوني بجانبي "
قالت بحرارة " أنا بجانبك دوماً "
تنهد براحة و قال بحزم " حسن كفي عن البكاء الأن و استريحي لا تفعلي شيء يغضب والدك أكثر لحين مجيئي غداً "
ردت موافقة و هى تزيل دموعها براحتها " حسنا تصبح على خير "
رد آمر باسما " و أنتِ بخير يا حبيبتي " قالت و قد عادت للبكاء " قولها مرة أخرى آمر "
" أحبك حلم .. أحبك كثيراً .. أنا أسف " صوته الصادق أثلج صدرها و أشعرها بالأمل و أنها لن تكون في مواجهة والدها وحدها غداً فهذا ما كانت ستفعله لرفض هذا الزواج ...************※
كانت حلم في غرفتها طوال اليوم التالي و لم تخرج أو تتناول الطعام و لم يذهب إليها غير وائل الذي علم بالمشكلة من والدته عندما عاد ليلة أمس و لكنه لم يذهب إليها غير في اليوم التالي و هو يدلف لغرفتها ليجدها جالسة على الفراش شاحبة تحيط ساقيها بذراعيها تضمهم لصدرها .. " حلم أختي "
رفعت عيناها دامعة إليه و هى تهب من فراشها لتلقي بنفسها بين ذراعيه تبكي بحرقة تحتاج لصدر أحدهم تفرع فيه كل خوفها و انفعالاتها.. ضمها وائل برفق و ملس شعرها قائلاً .. " حسنا أختي أهدئي لا تبكي و أخبريني ما الذي يحدث أمي تخبرني بأشياء غريبة منذ عدت أمس من الخارج .. عقد قران و رجل غريب يطلبك و شجار بينك و بين أبي "
قالت باكية بعد أن أبعدها ليجلس بجانبها على الفراش " أنا لا أريد الزواج بهادي أخي أنا أحب رجل أخر و لكن أبي و أمي يرفضانه لأن لديه طفلة "
قال وائل بلوم " ليس هذا ما فهمته حلم .. ما فهمته أنه جاء يطلبك من هادي و أبي هل هذا رجل تثقين به كيف يفعل هذا و هو لم يخاف عليكِ من غضب أبي بعد فعلته "
قالت نافية " لم يكن أمامنا حل أخر أبي يرفض تركي لهادي و يتعجل بعقد القران ماذا كنا سنفعل.. أرجوك وائل كن بجانبي أنا لا أريد الزواج بهادي سأعيش معه تعيسة و أنا أحب رجل أخر لم تريدون تعذيبي هكذا "
قال وائل برفق " لا أحد يريد تعذيبك حلم ربما لا تحبينه الأن و لكن عندما تتقربين منه "
قاطعته بعنف " نحن لا نحب بعضنا أنا واثقة أن هادي لا يحبني.. لقد طلبني لأن عمتي جهاد تريدني و لقد وافقت من أجل أمي أنا لا أحبه صدقني لا أعرف لم يتمسك بي "
قال وائل بجدية " يتمسك بك لأنه يحبك حلم.. الرجل المحب فقط هو من يتمسك بحبيبته رغم الصعاب أخبريني لما لم يأتي ذلك الرجل من قبل لطلبك إذا كان يحبك "
ردت مدافعة عن آمر مخفية جميع التفاصيل " لأنه كان مسافر.. كان يقوم بجراحة لقد كان لا يستطيع السير و عندما عاد... "
صمت بحزن فسألها باهتمام " و عندما عاد ماذا "
ردت بمرارة " لم يكن يظن أني سأقبل به كونه لديه فتاة و تزوج من قبل.. كان يريد أن ألمح له أني أقبله ليأتي و لكن بدلاً من هذا قبلت الخطبة من هادي نكاية به "
عادت للبكاء بمرارة و أضافت ببؤس " حسنا لا أريد من أحد مساعدة إذا كان أبي يتحمل ذنب إجباري على الزواج سأفعل و لكني أخبركم أني لن أكون سعيدة يوماً إلا مع آمر لا يهمني زواجه لا يهمني كونه لديه فتاة أنا بالفعل أحبها و هى سبب من أسباب تمسكي بآمر أنا أريدهم عائلتي الجديدة لا هادي إذا تزوجته لن أحبه يوماً و لن أعده زوج لي لن أعيش حياة مزدوجة لن أفصل حياتي عن قلبي أبداً "
قال وائل بحنق " ماذا بكِ حلم هل تقومين بدور المطرب و الكورس تغنين و تجيبين نفسك.. حسنا فهمنا أنك تحبين هذا الآمر و لكن ماذا عنه هو.. لا أرى أنه فعل شيء ليقنع أبي بخطأ زواجك بهادي "
قالت بحزن " لقد جاء و تحدث مع أبي و لكن أبي رفض الحديث أو التفاهم معه ماذا تريده أن يفعل يحول المنزل لساحة حرب "
قال وائل ببرود " لماذا لا طالما يحبك على الفارس أن يحارب لينال الأميرة من بين براثن الوحش "
نظرت إليه برجاء " أنت لا تمانع إذن صحيح.. ستكون بجانبي "
أمسك براحتها بقوة " أمرى إلى الله "
ضمته حلم و عادت للبكاء قائلة " شكرا لك أخي "
قال وائل بحنان " هيا أنهضي تناولي بعض الطعام فموعد عقد القران أقترب و لتهاتفي دانية و ديم ليأتوا إليك للمؤازرة فستحتاجين وجودهم.. "
تركها و خرج و هو يشعر بالغرابة حلم تحب رجل و رجل غير مناسب و أمي و أبي يرفضانه و هى تريد الوقوف أمامهم لتقنعهم بعدم الزواج بهادي حتى تستطيع الزواج من الرجل الأخر هل هذا فيلم هندي ما يحدث في منزلنا يا ترى....
أنت تقرأ
و إني في هوى خاطفي متيمة
Adventureحكمٌ أطلقه قبل أن تثبت إدانتها.. و لما أراد الطعن به أزفت ساعه رحيلها... تاركةً إياه بين ندمه و بين طفلةٍ ضلّ سعيه إليها.. ليخرّ صريع الحسرة و العجز و نفسه تيأس من خلاصها... ليسوق شقيقه إليه ملاك الرحمة مخطوفةً نائيةً عن دارها.. و لتعدو خلفها رفيقتا...