الفصل السابع و العشرون
دلفت للمطعم كالعاصفة و وضعت الهاتف على الطاولة و شدت حقيبتها قائلة " أنا راحلة دانية تذكرت شيء هام "
كان وجهها محتقن و تكاد تبكي فلم تعلق دانية بشيء غير قولها
" هل أتي معكِ حبيبتي "
نفت و هى ترحل بعصبية " لا ظلي مع بجاد "
أتت ديم تحمل أطباق الطعام سائلة بدهشة " لأين ذهبت حلم "
ردت دانية بضيق " عادت للمنزل .. "
سألتها باهتمام " ماذا قالت لآمر هل أغضبها "
ردت دانية " لا شيء .. لم تقل شيء "
قالت ديم تعلق بنزف " ذلك الوغد الأحمق مؤكد ضايقها "
قال بجاد بعصبية " آنستي أنتِ تسبين أخي و أنا لن أصمت لكِ و أمررها كل مرة "
قالت دانية و هى تنهض حتى لا يحدث شجار بينهم " حسنا هيا نعود للمنزل .. ديم أراكِ غدا حبيبتي "
لم يجادلها بجاد و هو ينهض أفضل من الجلوس و الشجار مع تلك الحمقاء الصغيرة .. رمقت ديم انصرافهم بحنق ليأتيها صوت بارد من خلفها يقول " هلا أتيتِ لنرى ماذا سنبدأ بعمله هنا أيتها الآنسة فقد أضعت مزيد من الوقت و أنتِ تثرثرين مع أصدقائك و ليس لدي اليوم بطوله لأضيعه معك "
و هذا جعلها تزداد غضبا و هى تسب مجدي الذي وضعها في هذا الموقف مع زوجته الباردة ...**************★
قالت دانية و هى تجلس بجانبه " هاتف آمر لتعرف ماذا تحدث مع حلم لتهرب هكذا و هى تكاد تبكي "
قال و هو يتصل مرة أخرى " بل لأطمئن عليه و أعرف ماذا حدث.. أما ما دار بينه و بين حلم لن أسال عنه فليس من شأني "
ردت دانية بضيق " و لكنه شأني أنا بجاد فهي صديقتي و أريد أن أطمئن عليها "
قال ببرود " صديقتك لا تبالي بأخي دانية و الدليل أنها توافق على الخاطبين و تنتظر موافقة والديها فقط فلا تتدعي أن أخي سبب ضيقها "
زمت دانية شفتها فهي لن تخبره أنه كذلك حتى لا تسبب الحرج لحلم إن علم شيء كهذا عنها و أنها تحب آمر و ما موافقتها إلا يأسا لعدم وجود فرصة لهم معا .. سألها بضيق " لم تعلقي "
ردت بلامبالاة " لا شيء أقوله عن ذلك "
طلب بجاد آمر و لم يجادلها بدوره أو يلح عليها في الجواب .. جاءه صوته المتعب " أين حلم .. أعطيني إياها "
قال بجاد بجدية " أخي أولا فلتطمئنني عنك ماذا حدث معكم "
قال يجيبه بنزق " أعطيني إياها بجاد و لا تثير جنوني أنا بخير و سنعود قريباً "
قال بجاد بضيق " رحلت آمر عادت لمنزلها"
صمت قليلاً ثم سأله عندما لم يجيب " متى ستعودون و كيف هى بيسان "
رد آمر بصوت هادئ " بخير قريباً سنعود فور حجز تذاكر الطائرة "
تنهد بجاد براحة " حمدا لله على سلامتها أخي أرجوك لا تتأخرا في العودة و لكن حقاً طمئنني هل أنت بخير "
رد آمر بصدق " بخير بجاد لا تخف .. هل أعطيتني رقم حلم رجاءاً "
نظر بجاد لدانية بجانبه و وضع يده على سماعة الهاتف و قال لها بخفوت " يريد رقم حلم "
هزت رأسها نافية بحزم فقال لآمر بهدوء و هو ينظر بضيق لدانية
" ليس معي أخي حين أراها المرة المقبلة سأطلبه منها "
رد آمر بخيبة " حسنا إلى اللقاء الآن اعتني بنفسك بجاد و أرسل سلامي لدانية "
أغلق الهاتف و قال لها بهدوء " يرسل لكِ سلامه "
أومأت برأسها بصمت فعاد يولي الطريق اهتمامه صامتين لحين يصلون للمنزل ...
أنت تقرأ
و إني في هوى خاطفي متيمة
Abenteuerحكمٌ أطلقه قبل أن تثبت إدانتها.. و لما أراد الطعن به أزفت ساعه رحيلها... تاركةً إياه بين ندمه و بين طفلةٍ ضلّ سعيه إليها.. ليخرّ صريع الحسرة و العجز و نفسه تيأس من خلاصها... ليسوق شقيقه إليه ملاك الرحمة مخطوفةً نائيةً عن دارها.. و لتعدو خلفها رفيقتا...